من مغنية إلى اللقيس، ولا رد
بروفيسور عبد الستار قاسم
5/كانون أول/2013
وعد السيد حسن بالرد على مصرع الشهيد عماد مغنية، ومرت السنين ولم يحصل رد. وقد أمعنت إسرائيل باعتداءاتها على لبنان بعد ذلك، وهي مستمرة حتى الآن. طائرات الصهاينة لا تغادر سماء لبنان، واختراقات الحدود اللبنانية الفلسطينية الاستعمارية من قبل جنود العدو لا تتوقف. ومؤخرا شهدنا كثافة الأبراج التي يقيمها العدو على طول هذه الحدود بهدف التجسس.
نحن ندرك أن قدرات حزب الله لا تتوازن بتاتا مع قدرات الكيان الصهيوني، لكن الحزب يملك القدرة على الرد. وندرك أيضا أن الحزب مقيد بخصومه الداخليين الذين يتربصون به بهدف القضاء عليه، وندرك أن الرد قد يأتي برد مضاد، وسيلام الحزب بعد ذلك على كل دمار يلحق بلبنان. الخصوم الداخليين لا يلومون العدو، وغنما يلومون الحزب. هناتك مقيدات على الحزب الآن بخاصة الوضع الإقليمي لا يحتمل توترا مع الصهاينة قد يقود إلى حرب.
لكن عدم الرد خطير أيضا لأن هذا يؤثر على مصداقية الحزب، وعلى الصورة التي رسمها لنفسه عبر السنين، وتلك التي رسمته له الجماهير العربية. عدم الرد يؤدي إلى الإحباط، ويرفع من درجة التشكيك الذاتي، ويؤثر سلبا على معنويات الناس بخاصة في لبنان وفلسطين.
إسرائيل لا تفهم لغة الصمت، ولن تتوقف عن اعتداءاتها إلا إذا أيقنت أن كل اعتداء سيؤدي إلى توتير لا ترغب به الدول المتحالفة معها سواء الغربية او العربية. عدم الرد يشكل قوة للدول العربية المعادية للمقاومة، وضعفا لكل القوى التي تؤيد المقاومة. لا يجوز ترك إسرائيل تصنع ما تشاء، وتقتل من تشاء دون أن تجد من يردعها. ويذكر السيد حسن أنه توعد بالرد على كل انتهاك للأرض اللبنانية لأن الدولة لا تستطيع الرد. وبالتأكيد ليس المطلوب الذهاب بلبنان إلى حرب، لكن ضرورة التأكيد لإسرائيل بأن اعتداءاتها ستقابل دائما برد قوي، بخاصة أن إسرائيل وحلفاءها الآن ليسوا في وضع يدفعهم إلى مغامرة حربية.