ردود الإفعال، تهوروخبال:
منذ أن وعى الإنسان لذاته، ومايحيط به من لداته، والظرف الذي يحتويه وأدواته.
وهودائب التفكيرفي الوصول للحقيقة وكنهها.
لماذاأناهنا؟؟ ومن أين جئت؟؟ ولم خلقت؟؟ وماهومصيري إن مت؟؟....الخ.
وفي الأخيرماأنا؟؟؟؟
وهذه التساؤلات والخطرات التي تبحث عن الذات والفوات،وماهوآت؟؟ عبرعنهاالشاعرإيلياأبوماضي في قصيدته (الطلاسم) بقوله:
جئت لاأعلم من أين؟؟ ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقا، فمشيت
كيف جئت؟؟ كيف أبصرت طريقي؟؟
لست أدري.
وسيظل الإنسان يفكرويتأمل ويتساءل، أملا منه بالوصول للب الحقيقة.
ومن جملة الأمورالتي وعاهاالإنسان، في محاولة أكتشاف ذاته.
هي إن فيه حياة، وإنه إمتداد لإجداد، وأصل لإحفاد، وليس جماد في ممات.
فالحياة تعني التغيروالتطور،ومن ثم التبدل من حال لحال, وإلى مايشاء مغيرالأحوال.
لذلك كان التغيروالتبدل من حال لحال، مصدرا للخطر، ومدعاة للحذر، لذلك وجب الإحتياط وأخذالحيطة بالصبر.
وبسبب دواعي أخذالحذر. ينصح علماءالنفس، بعدم المبادرة لبدء الإعمال، في حالة الغضب والإنفعال.
بمعنى عندماتغضب وتنفعل. توقف عن العمل، لحين زوال سورة الغضب منك.
حتى تجيئ أعمالك وردودأفعالك محسوبة موزونة، وليس متخبطة مفتونة.
وهكذاجاء عنوان الموضوع.
هناك قانون طبيعي ينص:
لكل فعل رد فعل، يوازيه في القوة ويعاكسه في الأتجاه.
مايهمنافي هذاالقانون الطبيعي الصارم، هوأن نعرف بإن لكل فعل ردفعل. لذلك جاء في الحديث الشريف:
بشرالقاتل بالقتل.
بمعنى من يرتكب جريمة قتل بحق إنسان، فليتوقع بإن هناك من سيقتله إنتقامالماإقترفت يداه.
وواقع الحال يحكي القصة بأوضح مايمكن.
كثيرون هم الذين تجبروافي البلاد، وأحرقواالزرع والحيوان والإنسان، بل حتى العباد. فماذاكان مصيرهم؟؟؟
إماإن شعوبهم ثارت عليهم وأعدمتهم. أومن نصبهم أزاحهم بقوة السلاح.
أوالله من أزهق أرواحهم، ليخلص العباد منهم.
بعد أن كانوا أدوات أختباره، في تمحيص عمل عباده، ليعبر الحديث القدسي الشريف بأبلغ تعبير:
الظالم سيفي، أنتقم به، وأنتقم منه.
وهنانصل إلى لب الموضوع، في فحص ردود الفعل على الفاعل نفسه.
فمن يقوم بعمل عليه أن يتحمل نتيجة عمله.
فمن كان عمله لوجه الله، وفي الصالح العام.
جاءت نتائجه طيبة محمودة العواقب. وكلماكان العمل كبيراومنتجا.
كانت ثمرته أيضاكبيرةمنتجة، ووفيرة مبهجة. ومن هناجاء في حديث الإمام علي(ع) قوله:
قيمة كل إمرء مايحسنه.
وهذه الكلمة التي لاتقيم بثمن. كماوصفهاالعالم الشريف الرضي، جامع خطب الإمام(ع) في كتاب نهج البلاغة.
وحتى يحسن الفردمناعمله، لابد من مقياس للجودة.
وهل يوجد مقياس أحسن من رضى الله في كل عمل؟؟
ورضى الله لايتحقق حينماينفعل الإنسان، فيردعلى فعل فاعل وهومنفعل.
نعم من يسلم، نرد سلامه. ومن يحيي نرد تحيته. عملا بالحديث الشريف:
فإذاحييتم بتحية فردوا بأحسن منها، أوردوها.
لكن ردناللسلام، والطيب من الكلام، يأتي خال من كل إنفعال. فإذن هومحمود العواقب.
وكل المشكلة تظهرحينمايتصرف الإنسان كرد فعل.
فهناك فرق بين ردالفعل الفوري الصاخب، ورد الفعل المتأني اللاحب.
يعني الإنسان يتصرف بعد مشورة ومراجعة ورأي يرتأيه، ولهذا قال فيلسوف الشعراء المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان.........هوأول وهي المحل الثان
فإن أجتمعالنفس حرة ............بلغت من العلياء أسمى مكان
التهوروالخبال في ردة الفعل الفورية، تتأتى من حقيقة كونهاتلغي وتمحق كل شيئ!!
لأنهاغيرمدروسة، ولامحسوبة النتائج، في كونهافورية وليست دورية.
ردود الإفعال ليست الصح لخطأ الفعل، لأن خطأالفعل ليس كليابل في جزء منه.
فلوأسمعك صديقك أوأخاك، كلاماخشناأوحتى قصرفي معاملتك.
لاتجعل رد فعلك يقلبه إلى عدويجب محقه والقضاء عليه.
فلكل إنسان جانب معتم وجانب مضيئ.
وعندما يخبوالجانب المضيئ من ذلك الفرد،وتشتد عتمة جانبه الآخر.
يجب أن تكون ردودأفعالناعليه متأنية ناظرة، إلى إن له جانب آخرخفت بريقه ليظهرخريقه.
وما عليناسوى تقويم المعوج من تصرفه، دون كسره.
وتاريخناالإسلامي زاخربعديدالأمثلة،الدالة على إن ردود الإفعال الفورية، كانت مرفوضه وغيرمعمول بها.
وقصة نبي الله(ص) مع ذلك الأعرابي، ليست ببعيدة، حينما جذبه من ردائه جذبة قوية، كادت أن تسقط النبي أرضا، قائلا:
إعدل يامحمد!!
فالرسول(ص) لم ينفعل فورياويرد على تصرفه.
بل سكت،وقبل وقع التجاوزعليه بطيب خاطر، مقدراوضع ذلك الأعرابي والخلق الجاهلي الذي نشأعليه.
وأيضا ظهرحينماصرع الإمام علي(ع) عمروبن عبد ودالعامري في غزوة الخندق.
وذلك حينماتجرأ الجاهلي الصريع، وبصق في وجه الإمام(ع) ليستشيط الإمام غضبا، فيكف عن قتله!!! والمسلمون يتصايحون:
إجهزه عليه ياإبن أبي طالب!!!!
وبعد أن سكن غضب الإمام(ع)، عاد إليه ليحتزرأسه.
فسأله المسلمون: لم لم تجهزعليه مباشرة ياأباالحسن؟؟
فشرح لهم فعل عمرووغضب الإمام، ليكف عن قتله في حالة الغضب.
حتى يكون قتله في طاعة الله،وليس ثارا لغضبه.
وقبله الرسول(ص) في قصة خالد وتصرفه مع بني جذيمة، أوإستشهاد عمه حمزة، من قبل العبد وحشي, وتدبيرمن التي لاكت كبده، لتلقب بآكلة الأكباد. إنتقامالقتل أقاربهافي معركة بدر.
وهكذاإلى عشرات بل عديدالإمثلة الممكن سوقهاللتدليل على إن ردودالإفعال لاتأتي بنتيجة محمودة، بل خائبة مردودة بسلبية نتائجها.
وآخردعواناأن الحمد لله رب العالمين.