منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    التداوي بالأعشاب.. فوضى قاتلة

    التداوي بالأعشاب.. فوضى قاتلة







    البقدونس يمنع تشوّه الأجنة، التمر يحارب السرطان، الزبيب وقمر الدين يؤخران الشيخوخة.. عناوين لوصفات تتناولها وسائل الإعلام المختلفة، دون مرجعية علمية، ونجد الناس يقبلون عليها إما للتجربة فربما تكون علاجًا ناجحًا لأحد الأمراض المستعصية، أو لأنهم لا يملكون الحصول على العقاقير الطبية، وفي نفس الوقت يرون أنها أعشاب لا ضرر منها إن لم تفد.

    فوضى غير خلاقة يتجه الناس إليها بقوة هذه الأيام. ودفعًا بعجلة الضبط في هذا المجال الحساس كانت ندوة "التداوي بالأعشاب بين الفوضى والعلاج" التي نظمتها الرابطة العربية للإعلاميين العلميين، واحتضنتها ساقية عبد المنعم الصاوي أحد منابر الثقافة بمصر، مساء الأحد 24 يونيو 2007.

    افتتحت الندوة وأدارتها نهال لاشين أحد الأعضاء المؤسسين للرابطة، وأشارت إلى أهمية توعية الجمهور بكيفية التعامل مع كل ما تتناوله وسائل الإعلام المختلفة من وصفات عشبية لعلاج بعض الأمراض، خاصة مع تزايد الاتجاه العالمي والمصري نحو العلاج بالأعشاب كأحد الخيارات العلاجية البديلة للأدوية الكيميائية.

    جدل وفوضى
    "الأعشاب هي الأصل في العلاج منذ بدء الخلق" هذا ما أكد عليه ضيف الندوة الدكتور عبد الرحمن النجار أستاذ علم الأدوية والعلاج بكلية طب القصر العيني، ومدير المركز القومي للسموم بمصر، حيث استعرض في بداية كلمته العديد من الأدوية التي تستخدم لعلاج بعض الأمراض، وهي من أصل عشبي أو نباتي.

    وأكد الدكتور عبد الرحمن على أن الحجة العلمية هي الأساس في الأخذ بمصداقية الوصفات العشبية، حيث ألقى الضوء على بعض الأحاديث النبوية التي تطرقت إلى مسائل طبية، ومدى إمكانية الأخذ بها، فأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله الدنيوية حسبما أشار ليست تشريعًا، واستشهد في ذلك بحديث "تأبير النخل" الذي يعتبر خير دليل على اعتراض أصحاب النبي عليه في أمر من أمور الدنيا، ولم يستنكف خير خلق الله من أن يقر بخطئه في هذا الأمر، بل إنه صلى الله عليه وسلم فضل أصحابه على نفسه في أمور الدنيا فقال لهم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم".

    وهنا أشار النجار إلى أن استخدام الأعشاب في التداوي لا يعتبر هو المشكلة، ولكن عشوائية الاستخدام هو ما يثير الجدل ويحتاج إلى ضوابط حاكمة لتفادي العواقب الوخيمة للاستخدام الفوضوي.

    من الفائدة إلى السمية

    الأعشاب يمكن أن تكون ضارة، بل وسامة في بعض الأحيان مع الاستخدام الخاطئ أو غير المقنن، هذا ما أشارت إليه ضيفة الندوة الدكتورة مايسة شوقي أستاذة الصحة العامة والتغذية بكلية طب القصر العيني بالقاهرة، واستشهدت بمشروب النعناع، فتناوله بإفراط قد يؤدي إلى ارتجاع في المريء، وبالتالي إلى قرح بالمعدة.

    وحول نفس الفكرة أشار النجار إلى شراب العرقسوس، حيث يحتوي على مادة شبيهة بمادة الألدوستيرون "Aldosterone" وهو هرمون تفرزه الغدة الكظرية ويعمل على تخزين الأملاح داخل الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وهبوط في ضربات القلب؛ لذا فهو يضر بمريض القلب أو الضغط المرتفع مع استخدامه بشكل غير مقنن وغير واع.

    وعقبت الدكتورة مايسة شوقي بقولها: "لا يجب أن نعرض أنفسنا وأسرنا إلى خطورة المبالغة في تناول الأعشاب"، كما أضاف النجار: "إن استخدام عشب معين بكمية كبيرة، تمامًا كمن يتناول دواء بجرعة زائدة".

    ويؤكد ضيوفنا على أن الأعشاب شأنها شأن أي دواء، لا بد أن تؤخذ تحت إشراف وبجرعات محددة، فأي زيادة في جرعتها قد تسبب مشاكل وتأثيرات سلبية، بل وأحيانًا تؤدي إلى الموت، كما أن خلط الأعشاب مع بعضها البعض قد لا يحمد عقباه، فالتأثيرات تختلف من شخص لآخر على حسب حالته الصحية وتاريخه المرضي.

    وتطرق النجار إلى الطرق الخاطئة لتخزين الأعشاب والتي تؤدي إلى نمو بعض الفطريات والسموم عليها، واستشهد بفطر الأفلاتوكسن ""Aflatoxin الذي ينمو على بعض الأعشاب عند تخزينها في بيئة رطبة، وله تأثير بالغ الخطورة على الكبد وباقي أعضاء الجسم.

    وطالبت الدكتورة مايسة الحضور بتوعية غيرهم حول عنوان الندوة، ومنع توريث الأفكار الخاطئة عن تناول الأعشاب بين الأسر، وعدم الأخذ بما هو مدون على علب الأعشاب من تأثيرات علاجية لعدم دقته، بل وشككت في صحته أحيانًا.

    جمهور متفاعل

    اتسم جمهور الندوة الذي انحسر في فئة عمرية كبيرة نسبيًّا، بالتفاعل والإيجابية، وطرح العديد من الأسئلة حول الاستخدامات اليومية للأعشاب، وكيفية تناولها والجرعة المناسبة منها.

    حيث سأل أحد الحضور عن شرب الشاي وهل هو مفيد أم ضار؟ فيوماً نقرأ في أحد الوسائل الإعلامية أنه مفيد، ويوماً تظهر له أضرار، مشيراً إلى التضارب الذي تثيره وسائل الإعلام لدي الجمهور، وأفادت الدكتورة مايسة أنه من الأفضل شرب الشاي دون غليانه، فالطريقة الصحيحة لتحضيره تكون بوضع الماء المغلى على أوراق الشاي فقط، حتى لا تتركز مادة الكافيين المنبهة للجهاز العصبي فيه، خاصة مع من يتناولون الشاي بمعدلات كبيرة.
    كما أشار الحضور إلى بعض الإعلانات التي تتناولها الفضائيات حول الترويج لبعض العلاجات العشبية والسؤال عن مدى صحتها، وكيفية تقييم الجيد منها من العشوائي الذي يستهدف بيع الوهم للجمهور فقط، وأجابت شوقى "نحن كأطباء قمنا بإرسال العديد من الشكاوي سواء لوزارة الصحة، أو نقابة الاطباء لمنع ظهور مثل تلك الخرافات للجمهور المصرى".

    وتطرق الحضور إلى بعض العلاجات التكميلية الأخرى بخلاف الأعشاب، هذا بالإضافة إلى العديد من القضايا الصحية التي تشغل باله ويحاول البحث وراءها لمعرفة مدى فائدتها من عدمه، وهو ما يعكس وعي الجمهور الذي يبحث عن من يعطيه المفتاح لمعرفة الصالح من الطالح.

  2. #2
    شكرا أختى زهرة التوليب على هذا الموضوع
    لقد علمتني الحياة بأني مزيج من تراب وروح وماء...
    وأني ضعيف إن كنت وحدي...وأني قوي برب السماء

المواضيع المتشابهه

  1. علاج الشقيقة بالأعشاب
    بواسطة راما في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-20-2012, 12:18 PM
  2. التداوي بالأعشاب أصبح إجباريا بعد انعدام البدائل في قطاع غزة
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-31-2010, 11:52 AM
  3. الرجيم بالأعشاب الطبيعية
    بواسطة حسين خلف موسى في المنتدى المنتجات العشبية وطلباتها.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-01-2010, 10:00 PM
  4. التجميل بالأعشاب
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-16-2008, 03:23 PM
  5. حكم التداوي بالمحرمات- حكم التداوي بدم الوطواط
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-08-2008, 10:29 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •