منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    وهم وتداعيات الجدار المصري


    وهم وتداعيات الجدار المصري ( تحليل )
    بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل – ( 22-12-2009م )
    -----------------------------------------------
    برؤية سياسية مستقلة ، وبغض النظر عن أي موقف سياسي من هذا الطرف أو ذاك ، سواء كان فلسطينيا أو مصريا ، وانطلاقا من إدراك خطورة وأبعاد بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية الفلسطينية ، فمرحلة بناء الجدار لها ما بعدها ، وإن خنق مليون وسبعمائة ألف فلسطيني أمر مرفوض قوميا وأخلاقيا ووطنيا ودينيا ، وستظهر تجليات خطورة الجدار على النظام المصري لاحقا من قبل السكان الفلسطينيين وغيرهم أكثر من تجلياتها على الفلسطينيين أنفسهم ، فلا يسمح الفلسطينيون لأنفسهم في غزة بالخنق ولا بالذل والاضطهاد .
    إن القيادة المصرية ستقع في وهم كبير وفي خطأ اكبر إذا أرادت من هذا الجدار الضغط على جهة سياسية فلسطينية ما ، من دون أن تدفع القيادة المصرية الثمن ؛ لأن الفلسطينيين في غزة لديهم من الأوراق ما يقلب الطاولة ، ويحرج النظام المصري إلى درجة كبيرة أمام الرأي العام المحلي والعربي ، فالغالبية العظمى من الشعب في غزة هم الذين سيدفعون الثمن أكثر من أي قوة فلسطينية أخرى ، وذلك من خلال مزيد من المعاناة والمرارة والحرمان وصدق من قال : إذا حاصرت عدوك من أربع جهات فاترك له جهة ينفذ منها ؛ كي لا يستبسل في مقاومتك ؛ فيوقع بك أكبر الخسائر، لأنه يعرف أن مصيره الموت ، فالفلسطينيون في غزة العدو من أمامهم والبحر من خلفهم ، وليس بين أيديهم غير تغيير قواعد اللعبة ، حتى لو أرهقت الجميع ، ولسان حالهم يقول : بي وبأعدائي يا رب ( مهما كان الثمن ) .
    إن الشعب الفلسطيني كان ولا يزال حريصاً كل الحرص على الأمن القومي المصري ، ولكن لا يسمح لأطفاله بالجوع ، ويرفض أن يموت أهله وهو يقف متفرجا حتى لو سالت الدماء ، وإن كان الفلسطينيون في غزة لا يتمنون ذلك مطلقا ، ولا يعتقد أحد أنني هنا أدافع عن رؤية سياسية معينة ، فمن المعروف أنني في كل كتاباتي أعبر عن وجهة نظري بحيادية واستقلالية تامة.
    الجدار المصري بعمق 18 إلى 20 مترا وبطول 8أميال تقريباً على الحدود مع قطاع غزة . يتم بناؤه بالتعاون والتنسيق ما بين المخابرات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية والمصرية ، فالمبعوث الفرنسي تفقد قبل أيام قليلة عملية البناء ، والأجهزة والمعدات أمريكية ، والإشراف والمراقبة إسرائيلية ، فقد أكدت دبلوماسية أميركية سابقة وهي الكولونيل الأمريكية المتقاعدة - آن رايتلا – أن بناء الجدار جاء بعد تحريض من الحكومة الصهيونية ، دفع إدارة أوباما لتوجيه تكليف لسلاح المهندسين بجيش الولايات المتحدة بالقيام بتصميم جدار عمودي تحت الأرض ، أسفل الحدود بين مصر وغزة مارس/آذار 2009
    وأضاف : قدمت الولايات المتحدة لحكومة مصر 32 مليون دولاراً لإنشاء منظومة للمراقبة الإلكترونية وغيرها من العتاد والمعدات الأمنية ، لمنع حركة الغذاء والبضائع والأسلحة .
    وبينت الكولونيل بعض التفاصيل حول إقامة جدار تحت الأرض من فولاذ الحديد الصلب, وقالت: سوف يمتد لمسافة 6-7 أميال (حوالي 11 كيلومتراً)، وبعمق 55 قدماً (17 متراً)، في رمال الصحراء تحت سطح الأرض ، والجدار من ألواح فولاذ فائقة القوة معشقة ببعضها البعض ، على طريقة لغز جمع بين مكونات الصور ، وسوف يكون الجدار محصناً ضد تأثير القنابل ، وغير قابل للقطع أو الانصهار ، وغير قابل للاختراق أيضاً ، وأكدت الكولونيل أن الهدف من إقامة جدار الصلب الفولاذي تحت الأرض هو تعزيز الجهود الدولية الرامية لسجن وتجويع شعب غزة ؛ لحملهم على الخضوع وقالت : كما جدران الفولاذ الصلب التي أقامها سلاح الهندسة بالجيش الأميركي في قاعدة السدود بمدينة نيو أولينز المنخفضة لوقايتها من مياه البحر، لم تستطع احتواء إعصار كاترينا ، فإن جدران سلاح الهندسة بالجيش الأميركي ذاته من الفولاذ الصلب التي يحاولون إقامتها تحت الأرض كقفص لغزة، لن تتمكن من احتواء روح البقاء لشعب غزة .
    وصرحتكارين أبو زيد المفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(أنوروا) إن الجدار الفولاذي صنع في الولايات المتحدة ، وقد تم اختبارمقاومته للقنابل ، وإنه أقوى من جدار خط بارليف .
    كما صرح ضابط احتياط كبير بالجيش الأمريكي قائلا : جدار مصر غير قابل للاختراق ........ .( انتهى )
    الأمر الذي يعني وجود خطة واضحة سيكون لها إفرازاتها السيئة والكبيرة على مجموع السكان المستضعفين الفقراء بعيدا عن المدلولات السياسة للخطة .
    متى كانت غزة خطرا على مصر عبر التاريخ ؟ الشعب الفلسطيني كله دائما مع أمن واستقرار مصر ، ولم يكن الفلسطينيون في يوم من الأيام خطرا على الأمن القومي المصري ، لكي يتذرع بعض أركان النظام المصري بذريعة الحفاظ على الأمن القومي المصري من وراء بناء الجدار ، بل على النقيض تماما فإن بناء الجدار ربما يعرض الأمن القومي المصري للخطر، فماذا يريد أركان النظام المصري من شعب يخنقونه بأيديهم ؟ ، فالقطة تدافع عن نفسها إذا تعرضت للخنق .
    لا شك بان الجدار المصري سيخدم الاحتلال الإسرائيلي ، وسيوفر الأمن لدولة الكيان ، وسيقوي اقتصادها ، وسيجلب الويلات على أهل القطاع . بدلا من أن ترفع الحكومة المصرية الحصار وتساعد الفلسطينيين ، وتتخذ موقفا معبراً عن معاني العز والشرف والكرامة يسجله لها التاريخ تجاه شعب أعزل .

    ماذا سيكون موقف الحكومة المصرية فيما لو تمكن الفلسطينيون من تفجير الجدار بطريقة أو بأخرى ؟ وما موقفها لو حدثت اشتباكات أو مناوشات مدنية آو عسكرية من أي نوع كان بين الفلسطينيين وقوى الأمن المصري إذا طفح الكيل ( لا سمح الله ) ، وأخذت أشكالا وصورا متنوعة ، وامتدت إلى ما هو أبعد من الحدود المصرية الفلسطينية ؟ وما موقفها عندما يتعاطف الشعب المصري الحر مع أشقائه الفلسطينيين بسبب حصار وخنق حكومته لأطفال وشيوخ غزة ؟ .
    مَن سيدافع عن شعب أعزل محاصر ؟ ومن سينقذ قطاع غزة من ويلاته أيها القادة الفلسطينيون والمصريون معاً ؟ .
    إن الفلسطينيين لن يستجدوا رغيف الخبز من احد ، كما لم يستجدوا كرامتهم من احد من قبل ، فإما حياة تسر الصديق وما ممات يكيد العدى ، ومجددا أود التأكيد هنا أنني أكتب وجهة نظري بحكم قناعتي السياسية المستقلة بعيدا عن أي انتماء تنظيمي أو أيديولوجي ، فهل نسمع ممن يعتبرون أنفسهم مستقلين ( كذبا ) عن موقف ما !! ؟
    ولقد صدقت الشاعرة الفلسطينية الشابة – أمل - عندما قالت :
    ظلامُ الليلِِِ يحضُنُنِي
    وقلبي رمادُ
    عيونُ الصبح ترمقُني .
    وحولي جمادُ ...
    وآهٌ تُرنَّحُ في حجيراتِ الفؤاد
    أنا المأسورُ في زنزانةِ الصدرِ
    وقضباني سوادُ ...
    أنا القهرُ ..
    أنا الغضبُ .
    أنا المجروحُ أوقدُ في دموعِ الكفِ شمساً ...
    لأنتظرَ اللقاءَ ..
    أنا المكلوم في أوتارِ آهي يعزفُ القدرُ ...
    وصبري عنادُ ...
    سلوا عني زئيرَ الرعود ..
    سلوا عني صهيلَ المهادِ .
    سلوا الأرضَ إن غضبتْ .
    سلوا الزلزالَ والأطوادَ إن مادُوا
    سلوا عني إذا أُخبرتمو أنيِ أنا غَضِبُ ...
    ولكني حليمٌ ..
    فاحذروا الحلماءَ إن غضبوا
    ألا إني صبورٌ .
    وصبري في فراشِ الموتِ يحتضرُ .
    وانظرُ للغدِ الآتي .
    فعينٌ تحفرُ الماضي وعينٌ ترقبُ القادمْ .
    برغمِ الجرحِ أصطبرُ .
    برغم الآهِ أنتظرُ .
    ودمعي مدادُ .
    سلبت الروح من جسدي .
    فصمت الجلدَ عن لحمي .
    فجرحي مزادُ .
    سرقت النبضَ من قلبي .
    أخذت المقلَ من عيني .
    فدربي سوادُ ..
    فصبراً مهجَتي صبراَ
    ألا يأتي بعيدَ البردِ نيرانٌ وتزدادُ ؟؟
    ألا فلْتحذروا الحلماءَ إن غضبُوا ..
    ألا فلْتحذروا الحلماءَ إن غضبُوا ..





  2. #2

    رد: وهم وتداعيات الجدار المصري

    حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا ان الله مطلع وهو ناصر عباده المجاهدين
    ينقل قسم آراء ومواقف
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: وهم وتداعيات الجدار المصري

    مأساة تحمل بصمة عربية بامتياز
    بصمة عربية لقرار أمريكوصهيوني
    تنفيذ عربي لقرار صهيوني
    من السخف التغني بعروبة الأم الكبيرة
    والإنتصارات المجيدة تبدأ بحصار الضعفاء
    ما الفرق بين جدار العار في فلسطين وجدار الفولاذ في غزة ؟؟؟؟
    ولماذا يبنى الجدار على حدود غزة فقط دون باقي الحدود الفلسطينية المسلوبة ؟؟؟
    هل الفلسطينيون يشكلون خطرا على الأمن القومي دون بني صهيون ؟؟؟
    وهل زيارة تسيفني ليفني لعاصمة عربية قبل تشغيل الآلة الهمجية لقتل أطفال غزة كان بريئا ؟؟؟؟
    هل الجدار يصنع المصالحة بين فرقاء البلد المحتل:::: ؟؟؟ أبدا والله
    هل هذه هي الإنتصارات المجيدة التي يتغنى بها البعض ؟؟؟؟؟
    هل بهذه الطرق حررت بعض البلدان العربية من قبل أصحاب الجدار الفولاذي

    والله وتالله لن تعود لنا قائمة إلا بتسمية الأشياء بمسمياتها

    والمجاهرة بقولة الحق ضد الذين باعوا فلسطين وتآمروا عليها ومازالوا
    لابد من تحديد المواقع ، واقتلاعها من جذورها
    الخزي كل الخزي لجدار العاروالحصار والعمالة والدمار
    والشرف والفخر كل الفخر لشباب ومجاهدي الشعب الأبي في غزة الفخار

    وسيحيا الشعب الحر في غزة
    وسيذكر التاريخ اليد السوداء في الجريمة ذكرالمقت والقرف
    لا يـخـدعـنّك مــن عــدوّ دمـعـةً *** وارحـم شـبابـك مـن عدوٍ تُرحَمِ
    ومن البليّة عذل من لا يرعوي*** عن جهلِهِ , وخـطاب من لايفهمِ
    ومـن العـداوة ما يـنالك نـفـعُـهُ *** ومـن الصـداقـة ما يـضر ويؤلمُ
    والذل يـظـهـر فـي الذلـيل مودةً *** وأود مـنـه لـمـن يــود الأرقـــم

المواضيع المتشابهه

  1. احتفاظ أمريكا بالشيخ عمر .. أسباب وتداعيات
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-16-2011, 09:13 AM
  2. نسب الشاعر والناقد المصرى/ عبدالوهاب موسى(بيرم المصرى)
    بواسطة عبدالوهاب موسى في المنتدى فرسان العائلات العربية والتراث.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-03-2010, 11:32 PM
  3. ناصر وتداعيات
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-13-2010, 03:20 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-19-2010, 05:23 PM
  5. رحلة الحاج المصري الى الديار المقدسة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-09-2007, 07:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •