هذا مجالك , قصيدة إلى المقاومة الباسلة في غزّة - مختار الكمالي

[مختار السيد صالح]

هذا مَجَالُكَ
(إلى أبطال المقاومة الباسلة في قطاع غَزَّة)
شِعر : مُختار الكَمَالي

قِفْ بالـ(قِطَاعِ) وَ حَيِّ الأُمَّ وَ الوَلَدَا
وَ البُندُقِيَّةَ وَ اجعلْ مِنْ دَمِي بَلَدَا

كَفْكِفْ دُمُوعَهُمُ طِفلاً , وَ وَالِدَةً
تبكي بَنيهَا , وَ شَيخَاً ثائِراً حَرِدَا

وَ خُذْ وُجُوهَاً إليهمْ لا حَيَاءَ بِهَا
كي يَضرِبُوهَا بِنَعلِ النَّعلِ مُنفَرِدَا !

وَ لا تُبَالِ بِمَن بَاعُوكَ يا بَطَلاً
أدنى مَكَارِمِهِ شِلوٌ لِمَن فَقَدَا

أَشلاؤنا مُنِحَتْ للأرضِ شامِخَةً
وَ الأَرضُ هَل مَنَحَتْ أَشلاءَنَا عَدَدَا ؟!

اللهَ يا دَمَنا مِن أينَ نَدخُلُهُ
وَ مَعْبَرُ العُرْبِ لَمْ يُفتَح لَنَا أَبَدَا ؟!

***

يا دامِي الجُرحِ من عشرينَ تَحمِلُهُ
حَمْلَ المِدَادِ وَ لَمْ تَطلَبْ لَهُ مَدَدَا !

ضَمِّدْ جِراحَكَ لا تَعتَبْ عَلى أَحَدٍ
فَلَنْ يُعِيدَ عِتَابٌ غَاضِبٌ أَحَدَا

الخَيلُ كَابِيَةٌ , وَ البِيْضُ نَابِيَةٌ
وَ الأرضُ دَامِيَةٌ , وَ الخَائِنونَ عِدَا !

هَذي خَنَاجِرُهُم فَوقَ الرِّقَابِ لَهَا
جُبْنُ اليَهُودِ و مِنْهَا لِليَهُودِ مُدَى !

هَمْ يدَّعونَ عَلينَا أنَّهُم عَرَبٌ
وَ مِن ثَنَايَاهُمُ كُلُّ الدَّمَارِ بَدَا !

وَ يَدَّعونَ عَلينَا أنَّهُم عَرَبٌ
وَ هُمْ لِأَعدائِنَا كَانوا هُمُ العَضَدَا !

وَ يَدَّعونَ عَلينَا أنَّهُم عَرَبٌ
وَ منهُمُ المُوتُ حَتَّى قلبنَا نَفَدَا !

عَلى الأَرائِكِ من فوقِ الحَرير بِهَا
قالوا : تَجَلَّد وَ هُمْ و اللهِ مَنْ جَلَدا !

لو اليَهودُ جَميعاً كُلُّهُم قُتِلوا
لَقُلتُ : أنَُّهمُ كانوا هُمُ الجُدُدَا !

***

أفديكَ يا بَطَلَ المَيدانِ مُنتَفِضَاً
مُقاوِمَاً وَ عَلى الجَبَّارِ مُعتَمِدَا

هَذا مَجالُكَ فاكتُب فيهِ مَلحَمَةً
يَحكي بِها المَجدُ للأَجيالِ مَا وَجَدَا

يحكي طويلاً وَ للتَّأريخِ ذَاكِرةٌ
بِهَا سَنقرَأُ مَوتَ الغَاشِمينَ غَدَا

هذا مَجَالُكَ فاكتُبْ مَا تَشَاءُ بهِ
و خُذ فؤاديَ و اجعلها لَكَ الكَبِدَا

وَ اعلم بِأنَّ دِمشَقَ الشَّام ثابتةٌ
مَعَ المُقَاومِ مَا دامَ الجِهادُ فِدا

وَ ثَابِتٌ قاسيونُ الشَّام مَا بَقِيَتْ
بِها الكَرامةُ يجري نَبعُهَا بَرَدَى

***

وَ لا أُبَالِغُ لَكِنَّ الشُّعَاعَ بَدا
الحُمدُ للهِ , لا أدري لأيِّ مَدَى

نَبكي فَنَكتُبُ أشعَارَاً مُبَلَّلَةً
لَيتَ المَدَامِعَ تَكفي أَنْ تَكُونَ يَدَا !

دمشق
18-1-2009

[ريمه الخاني]

احترت اي الابيات اختار
ملحمه كلها
سلمت لنا شاعرنا

[مختار السيد صالح]

أستاذتي أمَّ فراس

اختاري ما شئت فهي لاخوكِ الصغير

تحيّاتي

[بنان دركل]

يا الله كم هي معبره
سلم يراعك ايها الشاعر الرائع
بنت الشام

[الشاعر لطفي الياسيني]

الاستاذ الكبير الشاعر السامق مختار السيد صالح
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك
من الشكر والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

قصيدة معبرة قوية
بارك الله بك وأمدك ببحر من بحار علمه..

أستاذنا الفاضل
فقط من باب الاستفادة من علمكم :
في الشطر :
وَ هُمْ لِأَعدائِنَا كَانوا هُمُ العَضَدَا
حسب ما أعرفه :
الفعل عَضَدَ بمعنى أعان وناصر ، والمصدر العَضْدُ بسكون الضاد ، والعَضَدُ على وزن فَعَل مثل العَرَج يشير إلى الإصابة بمرض في العَضُدِ ، والعَضِدُ بكسر الضاد هو المصاب بمرض في العضد.
والعَضُد هو ما بين المرفق والكتف ، ويستعمل أدبياً للكناية عن الذراع إشارة للنصرة والمعونة .. فنقول فلانٌ عَضُدي أي ساعدي ونصيري .
فلماذا لم تستعملوا ضم الضاد لمنع اللبس بمعنى المرض في العضد ويؤدي هذا الاستعمال الغرض بصورة أدبية جميلة جداً أي أن يكون البيت :

وَ هُمْ لِأَعدائِنَا كَانوا هُمُ العَضُدَا
جزاكم الله خيراً

[ريمه الخاني]

مرور وتحية***وفقك الله ومن ثم رعاك

[فاتن علي حلاق]

الشاعر القدير مختار السيد صالح ما شاء الله ما أروع ما قرأته وما أجملها من ملحمةٍ أبياتها تدخل التاريخ بارك الله بك وسلمَ بنانك ونبض قلبك تحياتي وتقديري واحترامي سلمتَ دوماً