| مظاهر رمضانيه من ذاكرة الدوله المملوكيه |
كل عام و جميع أعضاء صفحتنا الكرام بخير و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال ...
مما لا شك فيه أن إستقبال شهر رمضان المبارك كان من المناسبات التي تصحب بمظاهر إستثنائيه سواء من قبل مختلف طوائف المجتمع أو من رجال الدوله داخل المدن و الأقاليم المصريه في سائر عصور الإسلام كما هو الحال حتي اليوم
...
الرحاله المغربي الشهير القاضي محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي المعروف بـ ( إبن بطوطه ) الذي عاش في القرن الثامن الهجري زار مصر المملوكيه بمنتصف ذلك القرن و كانت مناسبة إستقبال المصريين للشهر قد حانت حينما كان متوقفاً بمدينة المحلة الكبري بدلتا مصر, فيصف ذلك الحدث في كتابه ( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار (
قائلاً :
" وعادتهم أن يجتمع فقهاء المدينه و وجوهها بعد العصر من اليوم التاسع و العشرين لشعبان بدار القاضي و يقف علي الباب نقيب المتعممين , و هو ذو شاره و هيئه حسنه . فإذا أتي أحد الفقهاء أو أحد الوجوه تلقاه ذلك النقيب و مشي بين يديه قائلاً : بسم الله سيدنا فلان الدين فيسمع القاضي و من معه فيقومون له , و يجلسه في مجلس يليق به فإذا تكاملوا هناك , ركبوا جميعاً و تبعهم جميع من بالمدينه من الرجال و النساء و الصبيان , و ينتهون إلي موضع مرتفع خارج المدينه , و هو مرتقب الهلال عندهم و قد فرش ذلك الموضع بالبسط و الفرش , فينزل القاضي و من معه, فيرقبون الهلال و يعودون إلي المدينه بعد صلاة المغرب و بين أيديهم الشمع و المشاعل و الفوانيس و يوقد أهل الحوانيت بحوانيتهم الشمع , و يصل الناس مع القاضي إلي داره ثم ينصرفون . هكذا فعلهم في كل سنه "
بهذه الكلمات و صف إبن بطوطه الحدث, و هكذا كان يستقبل المصريون هذا الضيف الجليل في كل عام و الذي يعد حلوله من جملة أعياد المسلمين فهو بحق موسم للخيرات ... بارك لنا الله في أيام هذا الشهر و نفعنا ببركاته
أ.س
تاريخنا الاسلامي