إحياء سنة شبه ميتة من سنن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
هناك سنة كان يفعلها الحبيب المصطفى في رمضان ولكن معظم الناس هجروها إلا من رحم ربي، فأرجو أن نتعاون على إحيائها حتى نفيد المؤمنين بها، ونستفيد نحن أيضاً من الأجرالذي وعدنا الله ورسوله به إن شاء الله؛ وهو أنه ( من أحيا سنة من سنني بعد موتها فله أجر شهيد).
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان وقبل إفطاره يتناول ثلاث تمرات أو خمس أو سبع تمرات ثم يحسو ثلاث حسوات من الماء ثم يقوم ليصلي المغرب... ثم بعد ذلك كان يتناول وجبة الإفطار..
ترى كم من الناس يطبق هذه السنة اليوم، كم دعيت لولائم الإفطار في سوريا، وكنت لما يحين وقت الإفطار فأستأذن لتطبيق تلك السنة، تبدأ الإعتراضات والـتأفف سواء كانوا من المدْعوين أوالدّاعين! حتى أنني كنت أسمع بعض الهمسات تقول: المتدينين شوغلاظ هلأ وقت صلاتها والناس ميتة من جوعها، مع أنني كنت أشرحها لهم وأدعوهم لتطبيقها، و عندما يصرون على عدم تطبيق هذه السنة أُحلهم من إنتظاري وأصر عليها لنفسي؛ أولاً لأنني أحب تطبيق الطقوس الدينية الإسلامية كما أمرنا الله بها لا كما تهوى نفسي، وثانياً لأنني وجدت فائدة وراحة كبيرة في ذلك بدون معرفة مني كيف أستفيد، فقد لمست الفائدة منها عندما لم أعد أعاني ذلك التلبك المعوي بعد الإفطار، وعندما لم تعد تصبح معدتي كالخابية التي تتلاطم أمواج الماء فيها بعد الإنتهاء من شرب الماء الكثير، بسبب التسرع في الأكل والشرب الذي يجعل الإنسان لايرتوي مهما شرب.
سبحان الله هذه السنة كغيرها من الأوامر والنواهي التي وضعها الله الخبير اللطيف الذي يعلم من خلق لمصلحة الناس والتي لايدركها إلا من يطبقها.
هل كان أحد من الناس يعلم لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى يفعل ذلك؟
لقد اكتُشف مؤخراً أن الجائع والصائم يفقد خلال صيامه الطاقة من جسده بسبب فقدان السكر منه؛ وبالتالي تكون المعدة لاطاقة لها على هضم الطعام الذي سيصب عليها صباً من حلو وحامض ولفان وماء وأشربة وحلويات كما هي عادة المسلمين اليوم؛ فإذا أكل الجائع التمر قبل تناوله وجبة الطعام، ثم شرب حسوات من الماء، وانتظر ربع ساعة وهي المدة التي تستغرقها صلاة المغرب؛ فماذا يحدث بعد ذلك؟ تمتص جدران المعدة الفارغة الضعيفة سكريات التمر الغنية، التي تمدها بالطاقة وتجعلها جاهزة لإستقبال الوجبة وقادرة على هضمها بسهولة! وبذلك تحمي تلك التمرات القليلات الجائع والصائم من مشاكل الهضم في رمضان وغيررمضان.
ترى كم من المسلمين اليوم يفطرون كما علّمنا المعلم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ أرجو من المسلمين الجائعين أن يمسكوا أعصابهم عند وقت الإفطار ليحصلوا على الحكمة من قول الحبيب (صوموا تصحوا)، وحتى لايقول بعض المسلمين كما نسمع منهم، كيف يقول الرسول صوموا تصحوا بينما نحن نواجه المشاكل المعوية العديدة في رمضان. أسأل الله أن يؤجرني ذلك الأجرالذي وعدنا الله به عند إحياءنا لإحدى السنن المنسية من سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل القارئ لهذه الكلمات ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وكل عام وأنتم بخير.
مع تحيات منى ناظيف الراعي