ويل لأمة صغيرها كبير - وكبيرها صغير !
تحكي الاسطورة أنه في أحدي البلاد البعيدة دولة يقال أن عمرها سبعة ألاف عاما من الحضارة جاء يوما بل أيام ليحكمها فرعون من جنرالاتها لم تروق له لا الحضارة ولا التحضر فحذف الضاض وبدلها بالجيم لتحل الحجارة بدلا من الحضارة - حتي تحول كل شيء فيها الي حجارة ! العقول والقلوب والضمائر الكل أصبح حجارة - الدعارة أصبحت مهنتهم الا مارحم ربي - في السياسة والاعلام والامن والقضاء وغيرها كثر - الا مارحم ربي . وطبقا لما جاء بالاسطورة أن طلب الفرعون من الكهنة أن يفسروا له الحلم أذ حلم بأطفال صغار يرقصون ويتراقصون حوله في جرأة متناهية ويلوحون بأصابعهم بأشارات تشبه الشارة القبيحة ( شارة رابعة ) ويحملون البلالين الصفراء عليها نفس الشارة ويشيروا الي قاتل قاتل ويسحبونني الي حيث ميدان رابعة لأري بعيني الاطفال والشباب والفتيات والنساء يشيروا الي بنفس الشارة القبيحة ويرددوا في صوت مرعب قاتل قاتل - أنت من قتلني - أنت من أحرقني حيا وأنا مصاب - واذ بالفتيات يلتفون حولي وأنا مسلوب الارادة ليرقصون وجدتني أرتفع عاليا فتسقط عني ملابسي - أصبح الفرعون عاريا لاشيء يستره . وصحوت من نومي مفزوعا أحاول أن أستر نفسي وبعد فترة تيقنت أنه الكابوس الذي يؤرق مضاجعي . أصبحت أخشي النوم فماذا أفعل ؟ أخشي أن يتخلي الكل عني ويتركونني بمفردي أواجه مصيري . بعد أن حققت لهم مايريدون ! بعد القتل والحرق والاعتقال والاقصاء - ماذا عساي أن أفعل لهم أكثر من ذلك حتي يطمئنوا الي وأطمئن اليهم ؟ بعد السؤال جاءت الاجابة من كبير الداعرين : نحن ياسيدي ربما قد تورطنا مع نخبة داعرة نعرفها وتعرفنا كل منا له مآربه الشخصية بعيدا عما يسمي الوطن ! فأنت كما تعلم أن أمن الوطن هو أمنك ياسيدي وقضائه قضائك وكذا أعلامه وسياسته وكل مافيه وبعد أذن سيدي فأنا لاأري الا ماتري لتهدينا سبيل الرشاد - أن مايضمن أن يظل الكل معنا لاينفك منا الا بالتوريط - أن نضغط قدر أستطاعتنا ليسقط الجميع في مستنقع الوحل فيصبح الكل ملوثا مجرما ولقد تركنا لهم الحبل علي الغارب مامن أحد منهم الا وأغريناه وزينا له الفساد ليصبح فاسدا وجندنا من يدون لهم فسادهم وصحائف جرائمهم من أغتصاب الاراضي والاموال الحرام حتي أصبحوا لايطيقون العيش الا في الحرام- النخبة أصبحت في مرمي نيراننا - لاعليك ياسيدي نام وأطمئن - أما بخصوص الاطفال الذين أرقوا مقام سيدي في الحلم - سنأمر كلاب صيدك لتجوب البلاد لتأتي بهم مكبليين ! وفي الصباح يتم تقديم نخبة من أنبل الفتيات في بلاد الفرعون قربانا له وعلي منصة قضاء الفرعون وقف رجل يمثل أدعاء الفرعون ليصف الفتيات بأنهم خلية أرهابية سعت من خلال تظاهرة علي كورنيش البلاد لزعزعة أمن الوطن وتكدير الامن العام والخاص وتعطيل الدستور وأن حيازتهم للبلالين الصفراء هو أزدراء للسلطة يشير الا أن رجال السلطة ماهم الا بلالين منفوخة بالهواء لاقدر لهم - وأن أشارتهم بالشارة القبيحة لهو خير دليل علي أنتمائهم لجماعة أرهابية محظورة فضلا عن حيازتهم للا سلحة البيضاء والحمراء - لذا أطالب من علي منصة القضاء الشامخ توقيع أقصي العقوبة ليكونوا عبرة لأمثالهم يصدر القاضي حكمه بالسجن بأحدي عشر عاما وبأيداع القصر الصغار أحدي دور الاحداث .- رفعت الجلسة . وقبل أن يمضي القضاة تصرخ أحداهن من داخل القفص الحديدي - ليست محكمة ولاقضاء انما سيرك كبير وسجن كبير - كيف يعقل أن يحاكم ويسجن من خرج مطالبا بالحرية لوطن أسير تدوسه الدببة بغبائها - بينما هناك من قتل العشرات بل والمئات حرا - كيف اللصوص والملوثين طلقاء - نحن من هنا نحاكمكم فأنتم المجرمون لانحن - نحن لم نسرق وطن بشعبه - لم ندلس لم نفسد لم نبيع ضمائرنا بثمن بخس - لم نبيع الوطن لم نغتال أحلامه - بصوت متحشرج من أثر البكاء - بالعكس أحنا اللي أتسرقنا - أتسرقت ثورتنا - رغم دمائنا وشهداءنا - أتسرق منا الحلم بوطن حر نظيف خالي من الملوثين أمثال حضراتكم - أتسرقت مننا الطفولة - زميلتي مش عارفة تنام - بعيد عن حجرتها وعروستها ياسيدي وطن يهدد أمنه ويؤرق مضاجع حاكمه مجموعة أطفال خرجن للتظاهر ليس بوطن ! وطن لايعرف العدل يميز بين أبنائه لن يكون أبدا وطن - وطن يقتل فيه أبنائه ويعتقلوا ويعذبوا لحملهم البلالين ليس بوطن - لن تمروا بجريمتكم - علي أجسادنا ! لن تمروا ! سيخرج كل يوم طفل جديد يتظاهر - يدعو للحرية التي لستم لها أهل - وستصحبكم اللعنة والعار أينما حللتم - جئتم الي السلطة بالتظاهر- فكيف تجرمونه اليوم ؟ لن تمروا ياسيدي - لن تمروا . - صيحات المتظاهرين خارج المحكمة تتعالي - يسقط كل مستبد - يسقط كل من باع ضميره يسقط الشموخ والاستقلال - يسقط كل من سقط في مستنقع الوحل ! عار عار عار !!!!!!! صلاح حسين الاسكندرية في 3/12/2013