منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    القدس مدينة الله

    القدس، مدينة الله
    رد على الأستاذ عادل الأسطة
    عدنان كنفاني
    إنه لشعور صعب عندما نقرأ مقالاً لا يجنح إلى الحياد في تقويمه لنصّ روائي أدبي إبداعي فيه النبض الوطني واستحضار الذاكرة، وهي الحاجة الملحّة في وقت بدأت تتلاشى، أو تتغير فيه ملامح المكان، بل يبحث "مستفزّاً" عن الهنات والسقطات حتى في مسألة الغلط المطبعي مثلاً، وإذا لم يجد، يبتكر تفكيره طرائق للنيل من النصّ ومن الكاتب، أليس هذا سؤال كبير يطرح نفسه ونحن نقرأ ما كتبه الأستاذ عادل الأسطة عن رواية حسن حميد "مدينة الله".؟
    حسناً أيها الأديب الناقد الأكاديمي الأستاذ عادل الأسطة، فقد كتبتَ وشرّحت وتساءلت.. وأجبت، وقوّمت وقررت، ثم جئت بما لم يأت به الأولون ولا الآخرون عندما دقَقتَ وتداً اعتبرته معياراً أساساً يرفض، على قاعدة نقد أكاديمي كما قلت، كتابة رواية عن مكان لم نره إلا في خيالاتنا، أو من خلال قراءاتنا، أو حتى من خلال نبضه المتواصل في خلايانا، أو من خلال وسائل الإعلام بحدودها الواسعة والضيّقة أيضاً.
    وتراني أعرض عليك رد السؤال بسؤال: وما الضير في ذلك.؟
    هل نفتعل حتى في أدبياتنا تلك التقسيمات اللولبية نتحدث عن أحقيّة من يكتب عن هذا المكان أو عن ذاك.؟
    وهل يبقى حكراً على من أقام في حيّ ضيّق، لنقل "مخيم مار الياس" مثلاً في بيروت، أن يتفرّد في الكتابة عن ذلك المخيم والحيّ، ومن المحرمات أن أعرّج أنا أو غيري في ملامسة مواجع أهل المخيم.؟
    عجباً والله عندما نقولب الأدب والإبداع كي يتأطر في حدود "أنانا" الضيّقة، نستعرض من خلال تعليقاتنا أو نقدنا، عضلاتنا، ـ يا سيدي الأكاديمي وقد وصمتنا بالجهل من زاوية منظورك ـ، أو انطباعياً كما خلق الله، ونضع له حيّزاً جبرياً مقتصراً على من يقيم في المكان ليكتب عنه.!
    لقد أتيت في مقالك على نموذجين من الرواية موضوع المقال، وقد أدهشني فعلاً أن هذين المقطعين الرائعين لم يحركوا فيك، يا سيدي الناقد الأكاديمي، مشاعر تفيض عن فقد المكان إلى التلهّف للإمساك به، كأن موضوعة الإبداع في الكتابة مجرد ترف ليس له لزوم، فهل تعتقد يا أستاذنا الكريم أنه كذلك.؟
    وأرجو أن لا تحسبني أتكلم عن أو بلسان أو نصرة للأديب حسن حميد، ولكن في المقابل لن أقف متفرجاً أمام سيل من المغالطات الأدبية، والتجريحات التي لم تسعَ إلا إلى تغييب الإبداع من الأفق الفلسطيني بالكامل، وقصره على "أصدقاء" يقيمون، أو كانوا يقيمون في القدس أو في أكناف القدس.
    لقد أتيت على ذكر بعضهم، وأنا أحترمهم جداً، هم أيضاً قدّموا للأدب الفلسطيني حزمة تنتمي إلى الإبداع بكل جدارة، وإلى عالم الرواية بتقدير، وإلى القدس بصفة خاصة، ولكن يا أخي الفاضل الأكاديمي الذي تفهم وتعرف ما لا يعرفه ولا يفهمه الأولون ولا الآخرون، هل فلسطين الجغرافية التي تعرف تماما مراميها، مختصرة في القدس فقط.؟
    وهل من المحرمات أن أكتب أنا أو غيري عن القدس في حدود رؤانا ومعاييرنا ومفاهيمنا.؟
    يا أخي إنه وجع عام، يعاني منه القاصي والداني، الفلسطيني والعربي والمسلم أيضاً في كل مكان، فهل نمضي في التفتيت حتى نطال ثقافتنا التي لم يبق لنا في هذا الزمن الرديء، غيرها مَمسَكاً وقيمة وأصلاً.؟
    ومن قال لك يا سيدي أن كل من كتب رواية على المستوى الخاص الفلسطيني، أو العام العالمي، عاش المكان.؟
    ولو تماثلنا مع منظورك التحليلي، سؤالك الأول الذي بنيت عليه كل ما جاء في مقالك، فهذا يعني يا أخي الكريم أن الأجيال القادمة، بعد جيلك وجيلي، تلك الأجيال التي ولدت في الشتات بعيدة عن الأمكنة، عن فلسطين المحتلّة، ليست مؤهّلة للكتابة عنها، ويعني فيما يعني أن فلسطين في أدبياتنا يمكن أن تصبح شيئاً من الوهم، فهل يرضيك ذلك وأنت الفلسطيني المخلص الوفيّ.!
    نعم لقد استطاع حسن حميد في بعض روايته أن يمسك يدي ويقودني عبر شوارع ومعالم القدس، وقد عشت أنا شخصياً في القدس لعامين متتاليين بين 1954 و 1956 وأعرف حواريها ومعالمها وآثارها التي كانت.! وأتحدث عن يقين وعلم ومعرفة واطلاع وليس من فراغ، وأعرف أن حسن حميد في مشروع كتابته للرواية درس كثيراً، واطّلع كثيراً، وسأل كثيراً حتى استطاع أن يتماهى مع حبيبته وحبيبتنا القدس، فأعملَ في حواريها حِراك روايته، ومن الظلم والإجحاف الحقيقي أن يقول أديب مثلك: "إن رواية "مدينة الله" تفتقد عناصر الكتابة الأصلية" فهل تكرّمت وأفهمتنا كي نستزيد من ماعون علمك، ما هي الكتابة الأصلية.؟
    ثم دعني أعرّج على ملاحظة مرتبكة تفضّلت بها في مقالك عندما قلت: "ستغدو الكتابة عن القدس كتابة غزل وعشق، كتابة إنشائية أكثر مما هي كتابة واقعية"، فكيف وأنت ناقد أكاديمي تخلط بين غزل وعشق، وبين إنشائية غير واقعية.؟ وما هي الواقعية غير الإنشائية، أو الغزل العشقي المبرّأ برأيك.؟ وكيف يمكن أن تتفق كل هذه المفردات المتنافرة في نسيج مقالك.؟
    لقد أستطاع حسن حميد في روايته "مدينة الله" أن يستنهض الذاكرة، أن يبني ما يحاولون الآن طمسه في القدس، فهل مدينة القدس الآن تشبه القدس التي كنا نعرف قبل نصف قرن مثلاً.؟ ثم نأتي ونقول: يا حسن حميد ممنوع أن تكتب عن القدس لأنك لست فيها.؟
    يا أستاذنا الفاضل وأخطأت في تصويرك لرواية حسن حميد "جسر بنات يعقوب"، وقد عاشها ويعرف تفاصيل المكان بالتأكيد أكثر مما تعرّف عنه أنت، فمن أين أتيت بهذا التقويم النقدي الأكاديمي لتقول إنه لا يعرف الأمكنة التي كتب عنها رواياته الثلاث.؟
    يقولون يا سيدي، وهذا على ذمّة من قال، إن أديباً كبيراً لم يزر البحر في حياته، لكنه أبدع عندما تحدث عن البحر.
    عشرات بل مئات من الروائيين (عربا وغير عرب) لم يتواجدوا في الأمكنة التي كتبوا عنها، لكنهم كتبوا وأبدعوا وبصموا، ولم يأتهم ناقد أكاديمي لينسف بجرّة قلم تعبهم ومقالهم، ربما يا صديقي، وأنت واسع الاطّلاع، تدرك يقيناً إن الكتابة لا يمكن أن تقتصر على من يتواجد في المكان، لسبب بسيط جداً فقد يكون المكان هو الذي يعيش في قلب وصدر وفكر ورؤى الكاتب.
    غسان كنفاني لم يعد إلى حيفا، لكنه أبدع في "عائد إلى حيفا"، ولم يعش في خزّان على طريق الكويت، لكنه أبدع في "رجال في الشمس"، ولم يكن رفيق الساعة والصحراء ومريم وزكريا لكنه أبدع في "ما تبقّى لكم"..
    لا أريد أن آتيك بما كتب جبرا أو سميرة عزام أو سحر خليفة أو عشرات غيرهم وهم خارج، أو لم يعيشوا في الأمكنة التي كتبوا عنها، وحلّقوا وكانوا علامات باهرة في عوالم الرواية والقصّ.. فما رأيك دام فضلك.؟

    ـ ـ ـ
    موقع عدنان كنفاني
    http://www.adnan-ka.com/

  2. #2

    رد: القدس مدينة الله

    رد آخر على تعليق للأستاذ عادل الأسطة
    عدنان كنفاني

    نأيت بنفسي عن الرد على تعليقات الأستاذ عادل الأسطة المستفزّة ليس عن ضعف، أو قلّة حجّة، ولكن كي لا يستغرق أستاذنا الفاضل في إغراقنا بسيول شتائمه وكلماته النابية البعيدة كل البعد عن الحوار العقلاني الهادئ.
    لكنني وقفت ثانية أمان تعليق جديد للأستاذ الأسطة لا يخصّني شخصياً، ولو كان كنت سأتجاوز ولا أرد، ولكنه يتعلّق أيضاً بموضوع هام فيه كما جاء بتعليق الأستاذ عادل الكثير من الغلط والتجني، وكي لا أبتعد عن صلب الموضوع فقد جاء في تعليق الأستاذ الأسطة ما يلي، وأنقلها بأمانة بعجرها وبجرها كما وردت منه:
    (يا استاذ عدنان خذ لك الملاحظة التالية..مرة كتب اميل حبيبي انه قرا رواية الشهيد غسان وتتبع خط سير بطلها سعيد .س فضل الطريق .ما يعني خطا الشهيد لعدم المامه بالمكان.هل قرات رواية حميد جيدا وهل ترى ان صورة المخيم فيها تتطابق وصورة المخيم الان.ولا اريد ان اتيك بادلة اخرى.تحياتي لك)
    ولست أعتقد أيضاً أن تقويم ما كتبه الشهيد غسان من روايات، سواء كان تقويماً أكاديمياً، أو انطباعياً، عربياً أو عالمياً، دون أن أعرّج على سيل كتاباته الأخرى المتنوعة، يقف عند رأي كاتب واحد يحتمل الخطأ والغلط، ولا يصح أن يكون مثالاً أو أنموذجاً كقاعدة تفرض علينا قبول الفكرة التي جئت بها أصلاً من خلال جملة تساهم بجدارة في تكسير وتحطيم وتغييب رموزنا الكبار.!
    وماذا عن عشرات بل مئات النقّاد الأكاديميين، أو الملايين الذين قرؤوا غسّان، أو الترجمات التي صدرت، ورسالات "الدكترة" التي تقدّمت، وعشرات الدراسات والمقالات والكتب التي قرأت وقوّمت وتحدثت عن كتابات الشهيد غسّان، والأفلام والمسرحيات والمسلسلات التي أصّلت فكرة الرواية التي أرادها غسّان دلالة وتعبيراً عن مدى الجرح الذي نعاني منه كفلسطينيين مستلبين ومظلومين ومقهورين، "وأنت تعرف ذلك دون شك".
    وماذا عن كتابات غسّان التي ترجمت إلى كثير من اللغات الحيّة.؟ كل ذلك وأكثر تنحّيه جانباً، ولا تقيم له أيّ وزن، بل تأتينا بكلمات قالها، أو لم يقلها إميل حبيبي، ولا أريد أن أستغرق في الحديث عن "حبيبي" فقد غادرنا إلى عالم آخر، وأحترم ذكراه وكتاباته، لكن لا يمكن أن يفرض عليّ، أو على كلّ الذين ذكرتهم لك آنفاً صحّة مقولته، أو تفسيرها على الشكل الذي تريده أنت كي تثبت لنا أنك على علم وفهم ودراية، بينما العكس تماما هو الصحيح.
    ترى يا أستاذ عادل الأسطة، لو سألنا أيّ طفل فلسطيني عن معالم الطريق من بيروت إلى حيفا، أو من عمان إلى يافا، أو من أيّ مكان إلى القلب هل تعتقد أنه سيضلّلنا، إذا لم نكن نسعى إلى التضليل.!؟
    وهل سألت نفسك لماذا ضلّ صاحبك الطريق.؟ هل كان الطريق ترابياً وأصبح مسفلتاً مثلاً.؟ أم غاب عن غسّان أن يتحدث عن لافتة على جانب الطريق.؟ أو عن كوخ وبيت ومزار.؟
    وهل برأيك تقتصر رواية عائد إلى حيفا على ذكر معالم الطريق إليها بكل تفصيل صغير كان، أم كبير.؟
    يؤسفني حقاً وأنت أستاذ جامعي، وعليك مسؤولية تربية الجيل الفلسطيني أن تقيم فواصل وحواجز تقطّع النهج الثقافي الفلسطيني العام ربما تكريساً لقيمة تقسيمية ضيّقة بدأنا نشمّ رائحتها المشبوهة أنت تريدها، أو منتفع بها، أو ترضي رغبتك الصدامية المتعالية.
    وللمعلومات فقط أقول لك وأنت الأستاذ الناقد الأكاديمي الجهبذ، رواية عائد إلى حيفا سرق فكرتها، وشوّه مضمونها، واحد من أهم الكتاب الصهاينة، (سامي ميخائيل) وأطلقها بعنوان جديد هو (حمائم في ترافلجار) وستجد كامل الموضوع على الرابط التالي لو شئت الاطّلاع:
    فهل تراك تسعى إلى إغضاب "سامي ميخائيل" عندما تنسف من خلال كلمات عابرة ومهزوزة ورخيصة متابعته أيضاً خطوات سعيد .س على الطريق ذاته.؟
    أنت بذلك تحاول أن تغضبنا، لكننا لن نغضب، وفي الوقت نفسه تُغضب من تسعى لإرضائهم.! فحاذر.
    لا أعرف حقاً إذا كنتَ عشتَ في مخيم، أو عايشت أحوال المخيمات، لكنني أعرف تماماً يا صديقي أن حسن حميد والمخيمات رفاق عمر ومسيرة حياة، ولا أعتقد أن أحداً يعرف المخيمات جيداً كما يعرفها حسن حميد وهو الذي أقام ويقيم حتى الآن في شتات المخيمات..
    أما عن تعليقاتك الأخرى "المستفزّة" فلن أقف عندها أبداً، لأنني أدرك تماماً أنها تعليقات عبثية انفعالية استعلائية ليس أكثر..
    أتمنى مخلصاً أستاذ عادل الأسطة، ونحن نكنّ لك كلّ تقدير واحترام، أن لا تكون معولاً يعمل على تحطيم رموزنا، ولحمتنا.. وكفى.

    ـ ـ ـ

    موقع عدنان كنفاني
    http://www.adnan-ka.com/

  3. #3

    رد: القدس مدينة الله

    رد آخر على تعليق للأستاذ عادل الأسطة



    عدنان كنفاني


    نأيت بنفسي عن الرد على تعليقات الأستاذ عادل الأسطة المستفزّة ليس عن ضعف، أو قلّة حجّة، ولكن كي لا يستغرق أستاذنا الفاضل في إغراقنا بسيول شتائمه وكلماته النابية البعيدة كل البعد عن الحوار العقلاني الهادئ.
    لكنني وقفت ثانية أمان تعليق جديد للأستاذ الأسطة لا يخصّني شخصياً، ولو كان كنت سأتجاوز ولا أرد، ولكنه يتعلّق أيضاً بموضوع هام فيه كما جاء بتعليق الأستاذ عادل الكثير من الغلط والتجني، وكي لا أبتعد عن صلب الموضوع فقد جاء في تعليق الأستاذ الأسطة ما يلي، وأنقلها بأمانة بعجرها وبجرها كما وردت منه:
    (يا استاذ عدنان خذ لك الملاحظة التالية..مرة كتب اميل حبيبي انه قرا رواية الشهيد غسان وتتبع خط سير بطلها سعيد .س فضل الطريق .ما يعني خطا الشهيد لعدم المامه بالمكان.هل قرات رواية حميد جيدا وهل ترى ان صورة المخيم فيها تتطابق وصورة المخيم الان.ولا اريد ان اتيك بادلة اخرى.تحياتي لك)
    ولست أعتقد أيضاً أن تقويم ما كتبه الشهيد غسان من روايات، سواء كان تقويماً أكاديمياً، أو انطباعياً، عربياً أو عالمياً، دون أن أعرّج على سيل كتاباته الأخرى المتنوعة، يقف عند رأي كاتب واحد يحتمل الخطأ والغلط، ولا يصح أن يكون مثالاً أو أنموذجاً كقاعدة تفرض علينا قبول الفكرة التي جئت بها أصلاً من خلال جملة تساهم بجدارة في تكسير وتحطيم وتغييب رموزنا الكبار.!
    وماذا عن عشرات بل مئات النقّاد الأكاديميين، أو الملايين الذين قرؤوا غسّان، أو الترجمات التي صدرت، ورسالات "الدكترة" التي تقدّمت، وعشرات الدراسات والمقالات والكتب التي قرأت وقوّمت وتحدثت عن كتابات الشهيد غسّان، والأفلام والمسرحيات والمسلسلات التي أصّلت فكرة الرواية التي أرادها غسّان دلالة وتعبيراً عن مدى الجرح الذي نعاني منه كفلسطينيين مستلبين ومظلومين ومقهورين، "وأنت تعرف ذلك دون شك".
    وماذا عن كتابات غسّان التي ترجمت إلى كثير من اللغات الحيّة.؟ كل ذلك وأكثر تنحّيه جانباً، ولا تقيم له أيّ وزن، بل تأتينا بكلمات قالها، أو لم يقلها إميل حبيبي، ولا أريد أن أستغرق في الحديث عن "حبيبي" فقد غادرنا إلى عالم آخر، وأحترم ذكراه وكتاباته، لكن لا يمكن أن يفرض عليّ، أو على كلّ الذين ذكرتهم لك آنفاً صحّة مقولته، أو تفسيرها على الشكل الذي تريده أنت كي تثبت لنا أنك على علم وفهم ودراية، بينما العكس تماما هو الصحيح.
    ترى يا أستاذ عادل الأسطة، لو سألنا أيّ طفل فلسطيني عن معالم الطريق من بيروت إلى حيفا، أو من عمان إلى يافا، أو من أيّ مكان إلى القلب هل تعتقد أنه سيضلّلنا، إذا لم نكن نسعى إلى التضليل.!؟
    وهل سألت نفسك لماذا ضلّ صاحبك الطريق.؟ هل كان الطريق ترابياً وأصبح مسفلتاً مثلاً.؟ أم غاب عن غسّان أن يتحدث عن لافتة على جانب الطريق.؟ أو عن كوخ وبيت ومزار.؟
    وهل برأيك تقتصر رواية عائد إلى حيفا على ذكر معالم الطريق إليها بكل تفصيل صغير كان، أم كبير.؟
    يؤسفني حقاً وأنت أستاذ جامعي، وعليك مسؤولية تربية الجيل الفلسطيني أن تقيم فواصل وحواجز تقطّع النهج الثقافي الفلسطيني العام ربما تكريساً لقيمة تقسيمية ضيّقة بدأنا نشمّ رائحتها المشبوهة أنت تريدها، أو منتفع بها، أو ترضي رغبتك الصدامية المتعالية.
    وللمعلومات فقط أقول لك وأنت الأستاذ الناقد الأكاديمي الجهبذ، رواية عائد إلى حيفا سرق فكرتها، وشوّه مضمونها، واحد من أهم الكتاب الصهاينة، (سامي ميخائيل) وأطلقها بعنوان جديد هو (حمائم في ترافلجار) وستجد كامل الموضوع على الرابط التالي لو شئت الاطّلاع:


    فهل تراك تسعى إلى إغضاب "سامي ميخائيل" عندما تنسف من خلال كلمات عابرة ومهزوزة ورخيصة متابعته أيضاً خطوات سعيد .س على الطريق ذاته.؟
    أنت بذلك تحاول أن تغضبنا، لكننا لن نغضب، وفي الوقت نفسه تُغضب من تسعى لإرضائهم.! فحاذر.
    لا أعرف حقاً إذا كنتَ عشتَ في مخيم، أو عايشت أحوال المخيمات، لكنني أعرف تماماً يا صديقي أن حسن حميد والمخيمات رفاق عمر ومسيرة حياة، ولا أعتقد أن أحداً يعرف المخيمات جيداً كما يعرفها حسن حميد وهو الذي أقام ويقيم حتى الآن في شتات المخيمات..
    أما عن تعليقاتك الأخرى "المستفزّة" فلن أقف عندها أبداً، لأنني أدرك تماماً أنها تعليقات عبثية انفعالية استعلائية ليس أكثر..
    أتمنى مخلصاً أستاذ عادل الأسطة، ونحن نكنّ لك كلّ تقدير واحترام، أن لا تكون معولاً يعمل على تحطيم رموزنا، ولحمتنا.. وكفى.


    ـ ـ ـ


    موقع عدنان كنفاني
    http://www.adnan-ka.com/

المواضيع المتشابهه

  1. خاص موقع مدينة القدس- 50 حقيقةً صادمة عن واقع التهويد في القدس
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-12-2017, 05:21 AM
  2. القدس مدينة الله أم مدينة داود؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-10-2015, 10:13 PM
  3. القدس بشطريها المحتلين مدينة عربية إسلامية
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-18-2014, 07:13 PM
  4. القدس، مدينة الله
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-04-2010, 11:14 AM
  5. عدسة قدس نت من مدينة القدس
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-23-2010, 12:12 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •