منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598

    مؤتمر الحوار وأثره في الدفاع عن النبي الكريم

    اليوم في الرياض.... مؤتمر الحوار وأثره في الدقاع عن النبي الكريم
    في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.......
    بمشاركة 110 باحثا من خمسين دولة....
    قدمت ورقتي بعنوان: النضال الحقوقي للدفاع عن قيم الإسلام
    أرجو أن تجدوا فيها جديدا ومفيدا.....
    ........

    الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم

    دراسة خاصة لمؤتمر الحوار وأثره في الدفاع عن النبي
    جامعة الامام محمد بن سعود
    27/3/2013

    بقلم
    د.محمد حبش
    أستاذ الفكر الإسلامي في جامعة أبو ظبي

    خلاصة البحث

    يتركز البحث في المحور الرابع للمؤتمر، وهو:

    أثر الحوار في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم

    يتناول البحث سبل الدفاع عن النبي الكريم في مطالب أربعة:

    مقدمة في تاريخ الصدام والحوار بين الشرق والغرب

    • المطلب الأول: إبراز الشمائل المحمدية
    • المطلب الثاني: رد الشبه والافتراءات التي توجه للإسلام والمسلمين
    • المطلب الثالث: النضال الحقوقي لمحاسبة المسيئين لرسول الله
    • المطلب الرابـع: النقد الذاتي للتراث والواقع

    خاتمة في ضرورة الحوار وآفاقه الحاضرة
    خلاصة لأهم النتائج التي قاد إليها البحث

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد
    يشرفني أن أتحدث إليكم اليوم في هذا اللقاء الكريم في صرح من صروح الإسلام المنيعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في هذا اللقاء الذي نشترك جميعاً في أداء رسالته وهي بناء علاقات صحيحة بين الإسلام والعالم، عبر تقديم الصورة المشرقة لرسول الله في مواجهة حملات التشويه والتضليل.

    تأتي أهمية هذا اللقاء من خلال التطورات التي عصفت بالعالم خلال السنوات الاخيرة نتيجة غياب لغة الحوار بين الشرق والغرب، واتخذت في النهاية طابعاً استفزازياً من خلال قيام مؤسسات غربية كبرى بدعم الرسوم والأفلام المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم نشرها وترويجها في موقف لا يمكن تفسيره إلا بغياب لغة العقل وانتشار ثقافة الكراهية.
    وكانت ردة فعل المسلمين في كل أصقاع الأرض هي الغضب والاستنكار والإدانة وهذا قدر اتفق فيه الجميع، فأي مؤمن لا يغضب إذاانتهكت حرمات الله؟ ولكن هل كانت ردة الفعل مناسبة وكافية لوقف هذا اللون من الاستفزاز وبالتالي تقديم صورة حضارية عن الإسلام رسالة حوار ومحبة وسلام؟
    وهل حقق هذا الغضب مقاصد الغيارى من أبناء الأمة في وقف هذه الإساءات المتعمدة للإسلام وأهله، وهل تمكنا من فضح دناءة المقاصد التي يهدف إليها أعداء الإسلام في نشر ثقافة الكراهية والفتنة في الأرض.
    وإلى أي مدى كان عذا الغضب منسجماً مع التوجيه الإلهي الحكيم: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.
    وهل يمكن أن نؤسس لحوار حقيقي بين الإسلام والغرب بدلاً من لغة الصراع التي تجد لها أنصاراً ومؤيدين كلما اشتدت حمى الإساءات المتعمدة لقيم الإسلام وحضارته؟
    هذه الأسئلة وغيرها كانت الدافع لإعداد هذه الورقة، وكلي أمل أن تقدم مفيداً وجديداً باتجاه بناء ثقافة الحوار.

    ثقافة الحوار وتاريخها
    لم يعد بالإمكان أبداً أن يخرج مجتمع ما من التاريخ بدعوى أن القيم العالمية لا تتناسب مع تراثه وتقاليده, وأصبح الدخول في نظام القرية الكونية قدراً ملزماً لسائر سكان الكوكب, فكيف يمكن ترسم ملامح العلاقة المطلوبة بين الإسلام والغرب؟
    مع أن كلمة الشرق والغرب ليست تعبيراً سليماً من الناحية الموضوعيةولكن لا بد لك - في الوقت الراهن على الأقل- من التعامل مع هذا المصطلح, فكلمة شرق أدنى أو أوسط أو أقصى لا يمكن أن تدل على شيء إلا إذا وافقت مسبقاً على أن أوروبا هي مركز العالم, فهذا الشرق الأوسط ليس كذلك بالنسبة للصين أو الهند مثلاً بل هو غرب أوسط، والشرق الأدنى غرب أقصى، بل إن أمريكا نفسها شرق بالنسبة لليابان، وأوربا شرق أقصى بالنسبة للعالم الجديد‍‍‍‍‍‍، وكذلك المصطلح الزمني حيث نتداول المصطلح الأوربي بشأن العصور الوسطى، وهو مصطلح مفهوم في الثقافة الغربية للإشارة إلى عصر يتوسط حضارتين أوربيتين، ولكنه غير مفهوم وفق التاريخ العربي إذ يبادرك السؤال مباشرة: وسط بين ماذا؟ إنه يتساوق زمنياً مع عصر الحضارة العربية، وهكذا نمضي في دوامة ضباب المصطلحات إلى ما لا نهاية وفق دلالات الأرض الكروية.
    ولكن بغض النظر عن الجانب الموضوعي فإن التاريخ أيضا لم يكن أبدا ليسير على منهج واحد يرسمه الأقوى، إنه أيضا تداول الحياة في الصعود والهبوط، عصر يقوم وآخر يترامى، في دلالة واضحة، على أن سيرورة التاريخ تحكمها إرادة الله في حق الأمم في بلوغ أمانيها، وفق سنن الحياة وقانون أن ليس للإنسان إلا ما سعى.

    بدأت المواجهة بين الشرق والغرب منذ فجر التاريخ الإنساني المدون, الذي تتنازعه اليوم أراضي الرافدين وشواطئ البحر المتوسط حيث ستدور هناك أكثر حوادث التاريخ لهباً وعنفواناً.
    شهد الشرق قيام سلسلة متتابعة من الحضارات تعود إلى نحو ستين قرناً قبل الميلاد من عيلام وسومر في العراق إلى مصر إلى إيبلا في الشام إلى الوثبة الفارسية في طيسفون,لم تخل من مناوشات بين الشرق والغرب,ولكن لم تسجل مواجهة حقيقية بين الشرق والغرب حتى القرن الرابع قبل الميلاد.
    بدأت المواجهة بين الشرق والغرب مع خروج الإسكندر الأكبر من معاقل اليونان التقليدية في البلقان صوب الشرق، حيث قدر للجواد الذي يركبه الاسكندر أن يجتاز مضيق الدردنيل ويتحرك صوب سحر الشرق الآسر، وهناك يمضي من أفق إلى أفق فيجتاح آسيا الصغرى وبلاد الشام ثم السهول الإيرانية، فيحطم أمجاد الفرس ويمزق دولة ساسان، ثم يوغل في الشرق فيروي خيله من نهر جيحون ويجتاز بلاد ما وراء النهر، حيث يبلغ سحراً آخر يحمله إلى القارة الهندية فيدك ما واجهه من الممالك، ويبلغ في النهاية إمبراطورية الصين حيث لم يعد ثمة بعدها شيء يمكن أن يباهي بإسقاطه.
    وحين عاد الاسكندر إلى أثينا ليبتهج بنصره شاباً غضاً، أدرك إنه ليس إلا دورة واحدة من دورات الحياة، وان تبدل المقادير ماضٍ إلى غاية لا يمكن أن تتوقف عند طموح الاسكندر.
    لم يطل المشهد حتى انبعثت شعوب آسيا الراقدة تضرب في جيوش الاسكندر كل وجه، وتحيل لهيبهم إلى رماد حيث يمزقون إلى بطالسة وسلوقيين، وتبرز مشاهد متعاقبة من الأكاسرة الجبارين، تطرق أبواب أوروبا من الأناضول في هبة الشرق العارمة، في صد أطماع الغرب.
    بعد أقل من قرن يضرب هانيبعل بسياطه الموجعة في قلب الحواضر الأوربية، ويسجل غضب الجنوب على الشمال، وتثأر قرطاجة للإسكندرية ويشتعل المتوسط بنار الكراهية من جديد.
    في غمرة هذا الصراع كان هناك مشروع آخر يتم إعداده في روما، الإيطالية التي تتدلى في قلب البحر المتوسط في إرادة جادة للمواجهة، تحت عنوان الإمبراطورية الرومانية والتي ستصبح المقدسة فيما بعد وتنطلق الأطماع الرومانية من جديد فتلتهب البلاد المتشاطئة في البحر المتوسط، في القرن الأول قبل الميلاد، ويمضي المشروع الروماني إلى مصر ثم يرسم ملامح وجود جديد على طول شواطئ المتوسط، ليصبح بحيرة رومية، ثم يجتاح بلاد الشام ويصل إلى مواجهة مباشرة مع الحضارة الساسانية الفارسية، حيث سيبدأ صراع ساخن سيستمر سبعة قرون.
    مع وصول الفتح الإسلامي إلى بلاد الشام في القرن السابع الهجري كان الشرق يستعيد عافيته ليقوم بالمواجهة مع الغرب وعندما رحل القيصر من أرض الشام كان يعلم تماماً أنه يرحل رحيلاً لا عودة بعده، وان فصلًا جديداً من تاريخ العالم يكتبه هذا الفتح الإسلامي الطامح، الذي باكر إلى محاولة دك أسوار القسطنطينية مؤكدا على روح المواجهة.
    تمضي قرون خمسة وتبوء محاولات الغرب البائسة في اختراق آسيا بالفشل وتتحطم أوهامه عند مضيق الدردنيل، حيث يقوم الرباط على ثغور كيليكية بلجم الأطماع الأوربية في الشرق الإسلامي، حتى تنفجر أوربا بالأوهام الصليبية عندما يمضي بطرس الناسك في القرن الحادي عشر برسالة أوربان الثاني ليحشد أوربا في جحافل الحملات المسعورة لأطماع الفرنجة تحت عنوان الحروب الصليبية، وتنشأ مواجهة أخرى بين الشرق والغرب استمرت مائتي عام ركز فيها الغرب راياته على إمارات كثيرة في الشرق من الرها إلى دمياط، ولكن الشرق انتفض مرة أخرى وما بين صلاح الدين والملك الكامل والظاهر بيبرس وصلت الرسالة إلى أرض الأناضول ليترجمها محمد الفاتح بفتح القسطنطينية عام 1453 م حيث ستبدأ جولة أخرى من الصراع ستكون هذه المرة في عمق الأرض الأوربية، وسيسمعها الغرب بوضوح على أسوار فينا في قلب القارة الأوربية.
    بعد أقل من قرنين استأنفت أوربا تاريخ الصراع عندما تفجرت الثورة الملاحية من الجزيرة الايبيرية وجرفت في طريقها الأندلس لتمتد شريطاً ساحلياً يطوق العالم الإسلامي من طنجة إلى جزر سيلان عبر رأس الرجاء الصالح ومن ثم إلى أرخبيل الملايو، ويتبعها عن قرب وصول فرنسا إلى سواحل مصر أيام نابليون الذي افتتح الحقبة الاستعمارية الجديدة في الشرق العربي.
    وفي القرن التاسع عشر تتوثب الجيوش الأوربية لاقتسام ما تبقى من العالم الإسلامي المريض في حركة استعمارية لا تتوقف حتى تدك العواصم واحدة فواحدة.
    مرة أخرى يقول الشرق كلمته عندما تبعث حركات التحرر وتتمكن من تحقيق استقلال الشرق ولكن في خريطة جديدة هذه المرة، لا يظهر فيها شرق متحد، ولكنه يختزن آمال الوحدة والجماعة.
    يشهد القرن العشرون حربين عالميتين، تنجليان عن رسم صورة جديدة تؤكد كل يوم أن حل المنازعات عن طريق الحروب أصبح محرماً دولياً وأن على الشعوب أن تتعود الجلوس إلى موائد المفاوضات لتحقق أمانيها دون اللجوء إلى القوة، كيف سيكون مشهد العلاقة بين الشرق والغرب، هل ستستمر الحدود الدموية التي رسمتها الأطماع التاريخية بين شطري العالم؟ أم سينصت الإنسان لصوت العقل ويدرك أن عصر الحروب المعمد بالدم ينبغي أن ينتهي ويحل محله عصر الحوار والتفاهم.
    من المؤسف أن فلاسفة الموت يجدون في الأخبار كل يوم ما يذكي نظريتهم عن صدام الحضارات، وهؤلاء موجودون في الشرق العربي والإسلامي كما هم موجوون في الغرب الأمريكي والأوروبي، حيث يؤكدون إن السلام والحوار سخافة لا وجود لها في التاريخ وعلى الإنسان أن يمضي فيخياره المجنون إلى مواجهة بالدم وفق المنطق النيتشوي الدارويني البقاء للأقوى!!

    هل تعلم الإنسان من الماضي أن منطق الصراع الحضاري معناه استمرار الحياة في الجنون عبر جدلية البناء والتدمير العابثة الخائبة؟ وأن لغة القوة مهما كانت صارخة وقاهرة هي منطق مترنح في النهاية، (ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ).
    وهل تعلم الإنسان أن الحوار وحده هو من يحمل للعالم الاستقرار والأمان، وأن القيم التي بشر بها الأنبياء ستبقى خالدة ما بقي الإنسان، وأن الذين يمارسون الإساءة إلى هذه القيم هم من ينفخون في كير الحرب وينشرون رياح الكراهية.

    وفي مواجهة هذه الحقائق المؤلمة فإننا نلتقي اليوم هنا للبحث في سبل تحويل هذه المواجهة بين الشرق والغرب من صراع دموي إلى حوار بناء، وإذا كان غربان الشر من المسيئين لرسول الله قد أوقدوا نار الحرب الظالمة فما هو السبيل لإفشال ذلك المخطط الرهيب الذي يهدف إلى زج العالم الإسلامي في أتون المواجهة من جديد؟
    وكيف نلتزم الحوار سبيلاً للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد غائلة الكيد الآثم الذي أطلقه أشرار موتورون بهدف الإساءة إلى مقامه المحمود صلى الله عليه وسلم.

    إن الجواب عن هذا التساؤل الكبير يمكن أن يتم عبر أربعة مطالب واضحة:
    • إبراز الشمائل
    • رد الشبهات
    • النضال الحقوقي
    • النقد الذاتي البناء

    إن مواجهة هذا الكيد الرخيص الذي يستهدف مقام النبوة عبر عابثين وأشرار يتحصنون في عواصم الغرب يتطلب منا كفاحاً في هذه الجوانب الأربعة.
    فعلينا أولاً أن نقوم بواجبنا في نشر شمائل النبوة ولكن ليس على المنطق التقليدي بل ينبغي أن نظهر الشمائل التي يحترمها العالم اليوم، وبوجه خاص تلك التي كرسها كفاح البشر في جانب حقوق الإنسان والعدالة والمساواة.
    وعلينا ثانياً أن نقوم برد الشبهات التي يروجها أعداء الإسلام، عبر تفنيد دعاويهم وإساءاتهم، وإظهار الروح الحقيقية للرسالة، وشرح حكمة الموقف النبوي في كل واحدة من هذه المسائل التي رويت في كتب السنن، ويتخدها أعداء الله غرضاً ومطمعاً.
    وعلينا ثالثاً أن نمارس النضال الحقوقي في المحافل الدولية لوقف هذه المهزلة ضد الأنبياء بآليات القانون الدولي والمحلي، وقد قدمت هذه الدراسة تصوراً واقعياً وعملياً للنضال الحقوقي للوصول إلى هذه الغاية من احترام الأديان والإنسان.
    وعلينا رابعاً أن نتوجه بالنقد الذاتي الشجاع إلى أنفسنا أولاً، ثم إلى تراثنا وثقافتنا، وعلينا أن نمتلك الجرأة في النقد بحيث نقول لما هو انحراف عن الفطرة السليمة إنه خطأ وضلال، مهما كان هذا الخطأ قد حظي رواجاً وشهرة في التراث وفي سلوك علماء بارزين.

  2. #2
    ما شاء الله , أرجو لك مزيداً من الصر والبصيرة والعلم بتقوى الله , أشكرك .

  3. #3
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598
    اهلا بك اخت رهام وفقك الله

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-29-2018, 03:42 PM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-29-2016, 05:21 PM
  3. متى وكيف أحب "جوته" النبي الكريم "صلى الله عليه وسلم"؟
    بواسطة راما في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-15-2012, 07:20 PM
  4. لماذا حرم النبي الكريم الخلوة بالنساء؟
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان أخبار العلوم.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-22-2011, 10:13 PM
  5. مؤتمر الحفاظ على الثوابت الفلسطينية؟
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-21-2010, 02:26 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •