من الأدب الطبي- مدمنُ الخمْرة

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

يا غَـارِقَـاً فـي الكُـحُـولْ

يا غـارقـاً فـي الكُـحُـولْ = فـي كـلِّ وَادٍ تَـجــولْ
يا ناحـرَ العَـقْـلِ مَـهـلاً = هـذا الـهَـوى لـنْ يَـطولْ
فـي نَـشـوةٍ مِـنْ حَـرامٍ = تَـنْـسَـى الـوَرَى والأصُـولْ
فـي رَشْـفِ كُـوبٍ مَذيـقٍ = قَـدْ تـمتـطي ظَـهْرَ غُـولْ
يَـغْويـكَ حُـباً بِـقَـتْـلٍ = أو هَـتْـكِ عِـرْضٍ مَـهُـولْ
لا يَـتْرُكَـنْ فـيـكَ نَـفْعَـاً = إلاَّ كَـسَـاقٍ كَـسُــولْ
إدمـانُ خَـمْـرٍ كَـجَمْـرٍ = يـا مـا لَـه مِـنْ ذُيُـــولْ
يُـفْـني عـُروقأ بِـحَرْقٍ = فـي القلبِ أو فـي العُـقُـولْ
والبَـطْـنُ يَـربـو بـمـاءٍ = مِـنْ راشِـحٍ أو حُـلُـولْ
فـي بَـزلِـهِ مُسْـتَـهامٌ = والـمـاءُ جــارٍ عَـجُـولْ
والجـسْـمُ قـدْ آلَ عَـظْـماً = ووَزْنُــهُ فـي نُـحُـولْ
والكِـبْدُ كالشَّـمْـعِ تَـذْوي = وقَـرْعُـها كالـطُّـبـولْ
تطوفُ في البطـنِ طَـوْفـاً = والـنَّـهْـزُ فَـحْـصٌ دَلـولْ
والرَّعْـشُ يَـبدو مَـريـراً = حـالَ انـقـطـاعٍ يـطـولْ
والعُـمْـرُ يـمضـي كـروباً = والـدَّمْــعُ جـارٍ هَـطـولْ
مـنْ مُـقْلَـةٍ قَـدْ تــراْهُ = فـي زُرْقَــةٍ أو ذُبـــولْ
والقَـبْـرُ قَـدْ شُـقَّ لَـحْـداً = والجِـسْـمُ فِـيـهِ يَـزُولْ
بـما ارتـوى من مَـعَـاصٍ = تُنـْدي جَـبيـنَ الخَـجُـولْ
مُـشَـرِّداً مِـنْ ضِـعـافٍ= ليسَ لـهُـم مـن يَـعُـولْ
يا مُـدمِـناً تُـبْ لِـرَبٍّ = مُـستَـغـفراً مِـنْ غُـلُـولْ
مُسْـتَـنْجِدَاً مِـنْ لـهـيبٍ = نـيـرانُـهُ قَـدْ تَـصُـولْ
جَـهَـنَّـمٌ فـي ضِـرامٍ = تَـشـْوي خَـمُـوراً خَـذُولْ
بـما اجْـتَنـى مِـنْ ذُنـوبٍ = أرْدَتْــهُ فـيـها ذَلـولْ
يا غـافِـراً تُــب علـيـنا = إنَّــا إلـيْـكَ نَــؤولْ

الدكتور ضياء الدين الجماس

ملاحظات :
النهز : فحص طبي سريري يتم على البطن الممتلئة بالسائل (حالة الحبن) وتكون فيها الكبد طوافة لأنها متليفة وقد تركت مكانها الطبيعي فيضع الطبيب يده على البطن ويضرب كتلة الكبد المتلفة فتبتعد إلى الوراء وترجع إلى يد الطبيب . وهي علامة مميزة لمثل هذه الكتل الحرة الحركة في السائل .
وقرع الكبد في مكانها الطبيعي أسفل الصدر الأيمن يعطي صوتاً كتيماً لأن نسيج الكبد يملأ المكان ، ولكن بالتشمع تترك الكبد مكانها وتصبح طوافة في البطن ويصبح مكانها بالقرع ذا صوت طبلي (يشبه قرع الطبل).

[محمد على حسن]

أثابكم الله الخير و سلمت يداك .

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أثابكم الله الخير و سلمت يداك .

بارك الله بك أخي محمد علي حسن
وجزاكم خيراً مثله
أخوكم ضياء الدين

[ريمه الخاني]

اسمح لي دكتور ان اعرضهاعلى مترجمين واعود بها مترجمة
مع كل الشكر لعطائك الذي احترم

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

اسمح لي دكتور ان اعرضهاعلى مترجمين واعود بها مترجمة
مع كل الشكر لعطائك الذي احترم

بارك الله بك أستاذتنا الفاضلة
أشكرك على مرورك الكريم
ولك الثواب على كل ما تفعلين
والأجر عند الله بلا حدود
جزاك الله خيراً
أخوكم ضياء الدين

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

طلبت مني إحدى الأعضاء شرح البيتين التاليين :
والبَـطْـنُ يَـربـو بـمـاءٍ ... مِـنْ راشِـحٍ أو حُـلُـولْ
فـي بَـزلِـهِ مُسْـتَـهامٌ ...والـمـاءُ جــارٍ عَـجُـولْ

بارك الله بك أختي الفاضلة على السؤال ، وحبذا لو كل شخص يجد صعوبة في فهم بعض الأبيات التي تعتمد على مفاهيم طبية أن يسأل عنها لتكتمل الفائدة العلمية المرجوة من القصيدة :
الكبد هي التي تصنع المواد البروتينية التي تعطي الدم لزوجته فتمنعه من الهروب من الأوعية الشعرية والرشح داخل الفجوات مثل جوف البطن . فإذا تلفت الكبد بسبب الكحول حيث تتشمع وتتلف خلاياها يرشح ماء الدم إلى جوف البطن ( وكذلك في النسج عموماً) ولكن رشحه في جوف البطن هو الأكثر إزعاجاً له ويصبح كبطن الحبلى وتسمى الحالة (الحَبَن) وهي تراكم السوائل في داخل جوف البطن رشحاً

أو حلولاً وهي طريقتان من طرق خروج الماء العلمية من الأوعية الأولى بسبب نقص الضغط الحولي أي توهن وتمدد الدم بسبب عدم وجود البروتينات فيه والثاني في الالتهابات العامة حيث تتوذم المنطقة ويخرج الماء من الأوعية نضحاً أو حلولاً.. وكلتا العمليتين يمكن أن توجد عند المدمن على الكحول مع نقص المناعة ونقص تصنيع البروتينات ، (يربو = يزداد ويعلو ومنه الربوة ومنه الربا أي الزيادة) ويزداد الضغط فيه.. ويبدأ الأطباء بإعطاء المدرات البولية للتخلص من المياه الزائدة فيزداد در البول وإسراعه ، ولكن غالباً ما تفشل المعالجة بالمدرات وبهذه الحالة لا بد من بزل البطن فتدخل إبرة غليظة إلى تجويف البطن فيخرج الماء المرتشح فيها سريعاً أيضاً وليس تنقيطاً كما في أكياس نقل الدم ، ويجمع في أكياس ثم يتم التخلص منها .. وفي كل مرة يتم بزل كمية لا تقل عن ليتر إلى ليتر ونصف ، وهي التي تريح المريض ، وتخفف عليه من ضيق النفس ، ولذلك يعلم أنه لا يريحه إلاَّ هذه الطريقة فيستهام بها ، ويبدأ بطلب تطبيقها كلما تجمع السائل بشكل كبير في بطنه وضاق عليه نفسه .. حياة مضنية .. أبعدكم الله عنها وحماكم ، ونهايته من أبشع النهايات الطبية بسبب قصور الكبد وحدوث غياب الوعي والسبات الكبدي المصحوب بالرجفانات العضلية المميزة له .
أرجو أن تكون فد وضحت الصورة ، وإلا أرجو الطلب مرة أخرى لأعيد الشرح بطريقة ثانية .
أنا ممنون جداً للسؤال لأنه دليل الاهتمام بالحالة وتحريها بدقة .
باركك الله أختي الكريمة

أخوك ضياء الدين

ملاحظات معانٍ :
البزل : إدخال إبرة مجوفة إلى داخل جوف يحتوي سائل لسحبه منه .
يربو : يعلو ويزيد .
والكِـبْدُ كالشَّـمْـعِ : إشارة إلى تشمع الكبد وتليفها . وبذلك تتلف خلايا وتفقد وظيفتها الحيوية كمخزن للمركبات الغذائية والفيتامينات ، كما تخسر وظيفة تعطيل السموم وصناعة البروتينات.
والرعش : إشارة للرعاش العصبي الهذياني الذي يحدث لدى المدمن كلما طالت فترة انقطاعه عن معاقرة الكحول ..

[ندى إمام عبد الواحد]

شكرا دكتور على تلك القصيدة الجميلة والمفيدة
بارك الله فيك وأثابك خيراً بما تقدمه من أدب وعلم ونصيحة فى آن واحد

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

شكرا دكتور على تلك القصيدة الجميلة والمفيدة
بارك الله فيك وأثابك خيراً بما تقدمه من أدب وعلم ونصيحة فى آن واحد

أفتخر بشهادتك أختي الفاضلة
وهذه شهادة أعتز بها .
أشكر مرورك الكريم
لا حرمنا الله طلتك
أخوك ضياء الدين

[بنان دركل]

كيف غبت عن هذه التحفه؟؟؟؟
بارك الله بك طبيبنا,رائعه جدا
بنت الشام

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

كيف غبت عن هذه التحفه؟؟؟؟
بارك الله بك طبيبنا,رائعه جدا
بنت الشام

شكراً جزيلاً أختي بنان
كل شيء بأوانه ..
جزاك الله خيراً
أخوك ضياء الدين