الرؤية الواحدة والستون
(انت العلم وسط الجموع اللي سنا مجده يلوح )

من وحي مصابنا الجلل بوفاة نهر يتدفق بالخصال الحميدة ، الخال ( عبد الله بن محمد المطير ) والذي وافاه الأجل المحتوم مساء يوم الجمعة
( 14/11/1431هـ) الموافق ( 22 / 10/ 2010 م) - رحمه الله - ويعلم الله بأننا سنفتقده كثيرا ، فلقد غاب جسده وبقي أثره ، ولعلني مضطرا هنا إلى هذه التوطئة لأن حديثي هنا ليس عن شخص تربطني به صلة قربى - وإن كان ذلك يشرفني بالطبع - وإنما أتحدث عن شخصية فذة عن انموذج لرجل من الأعيان ، فلقد غادر مسقط رأسه حائل وهو لم يتجاوزالخامسة عشرمن عمره بعد ، واغترب لأكثرمن ستين عاما ، بداية إلى الشرقية بعد اكتشاف البترول ، حيث كانت مهوى الأفئدة في ذلك الوقت للباحثين عن لقمة العيش الشريفة ، فعمل خلالها بشركة خط الأنابيب عبر البلاد العربية ( أرامكو ) في منطقتي الشرقية ثم الحدود الشمالية ، وقد عانا الأمرين في مقتبل عمره وكافح كفاحا مريرا ، ولقد عاش حياته الاجتماعية والعملية منكرا لذاته مخلصا ومتفانيا في خدمة الآخر، ولقد قدم خدمات جليله لكل من ضاقت بهم سبل الحياة ، فكان كريما مضيافا ، واصلا برحمه وبالآخرين ، وذوعاطفة جياشة ، وسماحة في الوجه وبشاشة ، وبشر وطلاقه ولطافة ، تألفه من النظرة الأولى ، فبهذه المقومات ، وبهذه النفسية ملك قلوب الآخرين ، وأصبح صاحب علاقات وصداقات ، سواء مع أبناء جلدته من أبناء وطنه أو مع الأشقاء من العرب أو الأجانب ابان عمله ، ولا أدل على ذلك في حياته من ذلك الرابط الإجتماعي المتأصل بينه وبين الناس من خلال ملتقاه ومنتداه اليومي في منزله الحائلي ، وأيضا في منزله في مقر عمله في مدينة عرعر والذي يرتادهما الكثير من الناس ، ولا أدل على ذلك أيضا من محبة الناس له بعد رحيله من خلال ذلك التكدس البشري سواء في المقبرة أو في أيام العزاء من خاصة القوم وعامتهم ، ومن قمة الهرم الاجتماعي ومن قاعه ، ومن داخل الوطن - من أهالي حائل ومن غيرهم من مناطق المملكة - ومن خارجه ، وهذا ليس بمستغرب فلقد ملك قلوب الناس بكرمه ولطفه ، فلم يطأ أرضا إلا وبنى له فيها قصورا من المحبة والكرم والوفاء ، وإنصافا له على الأقل قلت هذه الرؤية لعلي أوفيه حقه ، وإن كان ذلك بعد موته كعادتنا ، لأنني لن أخرج .. وياللأسف عن منظومة اجتماعية عربية إسلامية توارثناها كابراعن كابر ، جيلا بعد جيل وأصبحت من البدهيات ، ألا وهي اهتمامنا بالآخرين بعد موتهم مع تهميشنا لهم ولدورهم أثناء حياتهم .. فيا للأسف !!
الإهداء : لأسرته ولمحبيه الكثر ، ولكل من فجع بفقد غالي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحزن بدنيانا طـريق من هـو اللي ماعليـه داس ...
الحزن بدنيانا لزوم هو ديدنه وين مانروح
( المصطفى ) قلبـه حزين مسـّه على غاليـه باس ...
والحزن في (عام الحزن) ماانزاح عن قلبه نزوح
والأرض كم عليـه بكـت والأمـه مسّها مـسّاس ...
لفقد الحبيب (المصطفى) اللي بغلاه دايم نبوح
نبكي الفقيد من البشر وفقد الوطـن عظيم الباس ...
(القدس)تنزف دمعها ترجي الخلاص بكفه تشوح
*******
أيام(ن) وصفها عسير أبكي وعليْ مثل النـّعاس ...
في مثلها العيشه كدر ماينتصح بها منصوح
أروح ..لا..لا..لا.. ماروح متردد وخاطـري محتاس ...
قالوا الوداع وبسرعه يالله الجسد تروه مطروح
أقبـّل خدك وبي طـاف لحظة وداعك الهـوجاس ..
الله .. يادنيـا يجـوز نعـفـّر خـدكم ونـروح
لكنـّه سـنتـه بخلـقـه ولاشـكّ من ورود الـكاس ...
وياخالي لو سكبنا دموع على مثلك قليل النوح
ترى انت خالي وانت العم والرابط بيننا له ساس ...
وأنا أشهد إنك شيخ(ن) مابها منـّه ولا مصلوح


********



وكم طاف وطاف بي هوجاس وعلي حمله قوي الباس ...
عليك الله يالماضي يكفي ترى كفانا جروح
وبـ( صيبعا )* ياما فضفضنا نرجي بها يزول عماس ...
ياخالي ياما هيجـّنا نخالطها بضحكة(ن)ومزوح
الشمس غابت عن علـم عن مجد عن زيزوم وراس ..
انت العلم وسط الجموع اللي سنا مجده يلوح
مااظفتك لك عـلم جديـد إن قـلـت سيرتك نوماس ...
نبيل وسيرتك عطره لكم فيها سمو الـروح
حفرة المجد بظفورك وفي سط الصخر حفرة الساس ...
بنيت المجد من صغرك بنيته لين صار صروح
عـليـم الله طـرياكـم إلا حـلـت في وســط الـناس ...
قالوا السجايا استوطنت نسمع لها صدى ومزوح
وطيبك بالــوطى نبراس وهم قـالوا البنا من الساس ...
"عثمان مع حمد ورشيد"**نداهم بالعرب ممدوح
********
نقول البسمه في ثغرك كما المزنه كما الألماس ...
معاني بشخصكم نلقاه لكم فيها ذكر وشروح
نقول أكرم .. نقول ارحم .. نقول الـطف .. بكل الناس ...
نقول حجاجكم ضاحـك وبابك للكرم مـفتوح
نقول مزاحكم مرغـوب وحديثـك يطـرد الخـنـّاس ...
أنا أشهد مابها قماره حقيقه مابها مصلوح
نقول الـمـزن لاغـطـت سمـاهـا وبرقـها ألـماس ...
لها قلوب البشرتطرب وتنعش من نداها الروح
نقول الغيث في وسمه ونباته من العشب محتاس ...
نقول الوسـم لاهـلت بشـاير غيثـه الممنوح
خليـط المسك والعنـبر خليط (ن) ينعـش الإحساس ...
تزف الريح منها الريح عطور(ن)من شذاها تفوح
نقول انت الحياه بالروض وتنـعم من نداها أجناس ...
هذولا الناس وسط الناس مع الأنعام تنسى جروح


********
وإلى مرينا حـول البيت كسانا البشـر والنوماس ...
نرى بيتك ولانبكي نتوهـّم بابـكم مـفتوح
وإلى جـينا على بابـك صدمـنا الواقـع ونحـتاس ...
ونسند خـدّنا ببابك ونـبدا بالدموع نبوح
وربعك مابهم قصور بس طيبك نادر(ن) بالناس ...
غزلت المجد واهدابه ونسجته للعرب بصروح
جنيت اللولو في غوصك وجمعة الماس بليا قياس ...
وبذلته من ندى كفك على غيرك برضا ومزوح
********
ترى عـزاك عـدّانـا شـمـل عـزاك عـمـوم الـناس ...
(يابو فهد ) شفت البشر على بيتك تقول نزوح
وترى طيفك يزور الروح وفي وسط النوم لها عساس ...
وعلينا حزنك القاسي بنى بالروح شجر وطلوح
وماظنـّي عن هواك نـُفطم نعيش بهاجس ووسواس ...
نعيش الحزن من فقدك وصوت(ن)من غلاك مبحوح
وعساك بجنة الفردوس عساك بروضة(ن) واوناس ...
وياعلّ فعلك الطيّب بميزانك يوم رد الروح .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

* ( صيبعا ) هو : جبل صغير مشحونا بذكريات الطفولة والصبا ، وحاليا ملتقى ( منتدى ) لتجمعنا عصر كل يوم . يقع في الجانب الشرقي لحي النعام في حائل المدينة .
** ( عثمان ) هو : عثمان بن حمود النعام - رحمه الله - والذي اشتهر بالكرم وحسن الجوار ، وقد قال فيه راعي ملهم - قرية من قرى نجد أصبحت مدينة قرب الرياض - في وصف بندقيته العصملي :
الـبنـدق اللي شـريتــه بالاثمـان ... تسعين جوز(ن)حاسبين(ن) ثمنها
سميّه اللي يكرم الضيف عثمان ... بن نـعـام اللي بحـايـل وسـكنـهـا ..الخ
و( حمد ) هو : حمد بن فهيد النعام - رحمه الله - والذي اشتهر أيضا بالكرم وحسن الجوار ، وقد قال فيه أحد شعراء زمانه :
لاياحمد ليتك قريب(ن) بالاوطان ... شيـال حمـل الـجـار لاصار مايــل
ياريفهـن لاجن يتوامـن بالارسان ... ياما ذبح من عين كبش(ن) وحايل ..الخ
و( رشيد ) هو : رشيد بن مطيرالراشد المطير - رحمه الله - والذي اشتهر أيضا بالكرم وحسن الجوار ، وقد قال فيه أحد شعراء زمانه :
رشيد اللي للثقـيلات شيـال ... سطم العديم اللي عن الحق مايل ..الخ


( رؤية / عبدالعزيز النعام )


عن منتدى الاسلام اليوم/