صَوَاهل
تَنأى و عارضَكَ الخَيالُ لَقَدْ دَنـا =فَإذا المَسافَةُ لا هُناكَ و لا هُنـاَ
فَشُغِلتُ عَنْكَ بِهِ و تلـك جِنايـةٌ=عِندي و غَيْري لا يُحِسُّ بما جَنى
أسْكنتُـهُ سُكنـاكَ لَمَّـا عادَنـي =فَوَعى و أدركَ مَنْ أكونُ و مَنْ أنا
أنِّي يُسَرُّ بِيَ الصَّديـقُ و أنَّنـي =أُصْفي و لَستُ الصَّاحبَ المُتَلَوِّنا
لَوْ كُنتُ ما تَصِفونَ ما عَاتَبتُكـم =و لَجِئْتُ لا أدعُ التَّكلُّـفَ بيننَـا
و أُعيذُ حُسْنَك أنْ أكاذبَهُ الهـوى =و الحُبَّ يا قَمَرَ الوَضاءةِ و السَّنا
و الشِّعـرُ لا آتِيـهِ إلاَّ بائـسـاً =ما اللهْوُ يَدفَعُني إلَيْهِ بَلِ الضَّنـى
أُضْنِيتُ في طَلَبِ الغَـزالِ و إنَّـهُ =لَيَروغُ مِنِّي ما أطـاقَ و أمكَنَـا
قُلتُ اصْهَلي يا خَيْلُ فـي آثـارِهِ =إذْ ناهَزَتْهُ على السُّهولِ فَأَحْزَنَـا
إنَّ التَّنائـي أُحْضِـرَتْ أسمـاؤُهُ =فَمَنَعْتُهُنَّ الصَّرفَ يا مَـنْ نَوَّنَـا
ألطَفْتُ فانْتَقَص الحَبيبُ لَطَائفـي =و صَبَوْتُ فانتَهَرَ الحبيبُ الدَّيْدَنا
قَدَرُ المحبَّةِ أنْ تَهيمَ بها الـرُّؤى =و خَواطِر ِ الشُّعَراءِ أنْ لا تَسْكُنَا
فَلِذاكَ أنِّي مـا تَعَـارضَ بـارقٌ =إلاَّ ذكرتُ بهِ الصَّـوارمَ و القَنَـا
سُبْحَانَـكَ اللهُمَّ تِلـكَ صَوَاهِلِـي =أَعَلى الطَّريقَةِ أمْ سَلَكْنَ المُنْحَنى ؟
شعر
زياد بنجر