منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

العرض المتطور

  1. #1

    التنمية الزراعية في بلداننا

    التنمية الزراعية في بلداننا


    من يستعرض أدبيات القرن الماضي، لوجدها زاخرة بمفردات الثورة والنهضة والوحدة والتضامن والتنمية وغيرها من المفردات التي لم يُنجز شيءٌ ـ عمليا ـ في تجسيدها أو تحقيق أي منها .. وبالعكس فإن تلك المفردات كانت تتراجع بعد كل مرحلة، فمن الوحدة الى التضامن الى (القطر أولا)، ومن الثورة الى الإصلاح الى التعايش مع الأنظمة، ومن الرقي والتقدم الى التنمية (مرورا بالخطط الخمسية والعشرية ) ..

    لقد كشفت حالات ارتفاع الأسعار وندرة المواد الغذائية هشاشة الوضع الزراعي العربي، ومقارنة مع دول مثل كوريا الجنوبية أو الصين والتي كانت الأوضاع فيهما قبل نصف قرن شبيهة الى حد كبير للأوضاع التي كانت سائدة في منطقتنا العربية من حيث معارك الاستقلال والتأثير الخارجي، فإننا سنجد أوضاع منطقتنا فيما يخص (التنمية الزراعية) قد ساءت عما كانت عليه في السابق، في حين لم تتحسن الأوضاع على الأصعدة الأخرى (إذا استثنينا تأثير النفط وأثره على الدول العربية المنتجة له أو ما يرشح من خيره الى الدول العربية الأخرى) ..

    وسنستعرض في هذه السلسلة من المقالات ما يمكن أن نلم به من معلومات متاحة لواقع التنمية الزراعية في البلدان العربية، آملين أن نسهم مساهمة متواضعة في هذا الجانب المهم ..

    في معنى التنمية الزراعية

    النمو في اللغة هو زيادة ما هو قائم، وقد قسم العرب كل ما في الكون الى صامت ونام .. والصامت كالحجر والنامي هو كل ما بإمكانه النمو والزيادة .. وفي حديث لمعاوية ( لبعت الفانية واشتريت النامية) أي بعت الهرمة من الضأن والإبل واشتريت الفتية التي بالإمكان جعلها تنمو وتزيد .. ونقول في مهنتنا نموات جانبية أو براعم نامية لتلك التي يمكن أن تحمل الثمار في الأشجار.

    وإذا أردنا سحب ما أوردناه لغويا، على موضوع التنمية الزراعية في البلدان العربية، فإن الصامت الذي أهمله أجدادنا وأبعدوه عن فكرة النمو سيحتج ويحتج معه المختصون، فالتربة ووسائل الإنتاج رغم أنها مصنفة مع الصامت، إلا أن نموها أصبح مقرونا بفكرة التنمية الزراعية .. ويضع مزارعو الغرب خُمس ميزانياتهم في صيانة التربة في المشاريع الزراعية، في حين تسقط تلك الكلف من حساب المزارعين في بلادنا في أغلب الأحيان، وأن تعرية التربة وانخفاض إنتاجها لأفضل دليل على قولنا ..

    لكن قبل أن نخوض في صيانة التربة والمكننة الزراعية ووسائل الإنتاج، من الأولى أن نمر على ما هو (غير صامت) ـ على رأي أجدادنا ـ ونفحص ما حدث له من نمو أو تقزم ..

    لقد كان الإنسان ـ وما زال ـ أهم عناصر الاقتصاد بما فيها التنمية الاقتصادية التي تشمل التنمية الزراعية .. وإن كنا نريد فحص حالة النمو عنده في مختلف المجالات، لا بد لنا من وصف تلك الحالة التي سبقت النمو أو الضمور والتقزم ..

    وصف الحالة قبل الإحالة

    كان العرب يقسمون السكان الى بدو وحضر ومدر ومدن .. وأظن أنها مصطلحات معروفة لمتوسطي الثقافة، وما يهمنا من هذا التقسيم أن البدو والمدر أي سكان البراري و الأرياف، كانوا متكفلين بتغذية كل سكان البلاد بأصنافهم المختلفة، من حيث إمدادهم باللبن واللحم والبيض والحبوب والخضراوات والفواكه، وكانوا غالبا ما يحتلون درجات متدنية من سُلَم التراتب الاجتماعي، فلا يُنظر للزراع ولا الرعاة تلك النظرة التي كانت تُنظر للتجار والعسكريين وملاك الأراضي الذين يستخدمون الزراع .. وكانوا يشاركون الصناع في نظرة المجتمع الحقيرة لهم ..

    وكونهم كذلك، فلم يكونوا قادرين على فرض صياغة قوانين تبادل المنفعة بين السكان، ولم تتم استشارتهم في صياغة القوانين من قبل طبقات المشرعين التي صاغت معظم دساتير وقوانين البلدان العربية في النصف الثاني من القرن العشرين ..

    لذلك فقد هجر أكثر من ثلثي من كان يزرع ويربي المواشي أمكنة سكنهم وحلوا ضيوفا غير مرحب بهم في ضواحي المدن العربية، ليصبحوا في ذلك منبعا لمشكلتين، الأولى: نقص فيمن كان ينتج والثانية زيادة فيمن لا ينتج ويعتمد على ما ينتجه غيره .

    بالمقابل، فإن من بقي بمهنته من الذين لم يهجروا أمكنتهم، لم يطور مهاراته وإمكانياته الإنتاجية بما يتلاءم مع زيادة عدد الطالبين لسلعته، فهبطت كميات الإنتاج وزاد عدد السكان. ولم تنتبه الحكومات العربية لعمليات دعم الإنتاج إلا فيما ندر، وإن حاولت دعم الإنتاج فإنها تدعمه بمستويات سخيفة لا تبقي المزارع قريبا من مزرعته، خصوصا وهو يرى أن حارس عمارة أو مخزن يكون دخله أضعاف ما يدخل على المزارع ودون تعب وشقاء ومغامرة، كما أن من يضرب على الإيقاع وراء مطربة مغمورة يناله ما ينال قرية كاملة من منتجي القمح أو الصوف ..

    هذا ما جعل أبناء الريف يبيعون مواشيهم وحتى أراضيهم ليعلموا أبنائهم مهنة تكون أقل رذالة من مهنهم هم، فاختفت مهارات الأجداد وانقطعت عن النمو وبيعت الأراضي وحيوانات العمل والإنتاج، وأحيل موضوع تأمين الغذاء لأصحاب الرساميل أو لاستيراد الدولة أو لشركات وتجار يستوردون ما يحتاجه المواطن من مواد غذائية ..

    ننمي ماذا؟

    ليس هناك ما نقوم بتنميته، طالما اختفى جذر التنمية وحل محله جذر يحتكم الى سياسة السوق، ولا يهتم بالمواطن ..

    يتبع

  2. #2
    وكونهم كذلك، فلم يكونوا قادرين على فرض صياغة قوانين تبادل المنفعة بين السكان، ولم تتم استشارتهم في صياغة القوانين من قبل طبقات المشرعين التي صاغت معظم دساتير وقوانين البلدان العربية في النصف الثاني من القرن العشرين ..
    هناك ما نقوم بتنميته، طالما اختفى جذر التنمية وحل محله جذر يحتكم الى سياسة السوق، ولا يهتم بالمواطن ..
    تحليل منطقي سليم من وجهة نظري كمهندس زراعي
    واظن أن الاراضي الزراعيه تتحول الى عقارات من خلال سلم الواسطات وسنصل للتصحر آجلا ام اجلا
    بعكس بلدان اخرى مازالت الزراعه عصب حي قوي فيها.
    ونتابع معك واشكرك جدا جدا لمقال وتحليل ناجح

  3. #3
    أشكركم زميلنا المهندس الزراعي على المرور

    احترامي وتقديري

  4. #4
    إحصاءات لا بد من ذكرها
    حتى نهيئ أنفسنا للتعامل مع هذا الموضوع الجاف بعض الشيء على نفس القارئ المستعجل، لا بد من ذكر بعض الإحصاءات الضرورية التي تجعل من عقل القارئ سواء كان من باب الثقافة أو من باب الاختصاص أو من باب تكوين التصور السياسي ..
    هذه بعض الإحصاءات المأخوذة من تقارير الجامعة العربية لعام 2006ونشرتها مجلة المستقبل العربي الصادرة في شباط/فبراير 2007 بعددها 336
    القطر المساحة كم2
    الأردن 89342
    الإمارات 83600
    البحرين 707
    تونس 155566
    الجزائر 2381741
    جيبوتي 23200
    السعودية 2000000
    السودان 2505805
    سوريا 185180
    الصومال 637657
    العراق 435052
    عُمان 309500
    قطر 11427
    الكويت 17818
    لبنان 10452
    ليبيا 1775500
    مصر 1002000
    المغرب 710850
    موريتانيا 1030700
    اليمن 555000
    المجموع 13921097
    القطر عدد السكان بالمليون
    الأردن 6
    الإمارات 4.6
    البحرين 0.7
    تونس 10
    الجزائر 33
    جيبوتي 0.8
    السعودية 24
    السودان 37
    سوريا 19
    الصومال 8.5
    العراق 28.7
    عُمان 3
    قطر 0.8
    الكويت 3
    لبنان 4
    ليبيا 6
    مصر 75
    المغرب 30
    موريتانيا 3
    اليمن 22
    المجموع 319.16
    القطر الحضر الريف / النسبة المئوية
    الأردن 82 18
    الإمارات 75 25
    البحرين 90 10
    تونس 65 35
    الجزائر 59 41
    جيبوتي 84 16
    السعودية 81 19
    السودان 39 61
    سوريا 50 50
    الصومال 35 65
    العراق 67 33
    عُمان 72 28
    قطر 100 0
    الكويت 100 0
    لبنان 87 13
    ليبيا 86 14
    مصر 42 58
    المغرب 57 43
    موريتانيا 62 38
    اليمن 27 73
    المجموع 54 46
    القطر أقل من 15 سنة / النسبة المئوية
    الأردن 38
    الإمارات 25
    البحرين 27
    تونس 27
    الجزائر 33
    جيبوتي 42
    السعودية 34
    السودان 39
    سوريا 37
    الصومال 48
    العراق 39
    عُمان 40
    قطر 24
    الكويت 16
    لبنان 30
    ليبيا 32
    مصر 34
    المغرب 32
    موريتانيا 42
    اليمن 46
    المجموع 36
    القطر وفيات الرضع دون الخامسة لكل ألف مولود
    الأردن 27
    الإمارات 10
    البحرين 17
    تونس 25
    الجزائر 41
    جيبوتي 140
    السعودية 27
    السودان 119
    سوريا 21
    الصومال
    العراق 124
    عُمان 18
    قطر 14
    الكويت 12
    لبنان 26
    ليبيا 21
    مصر 43
    المغرب 46
    موريتانيا 156
    اليمن 95
    المجموع 65
    القطر الناتج المحلي الإجمالي بالمليون دولار
    الأردن 12711
    الإمارات 133582
    البحرين 13381
    تونس 28817
    الجزائر 102500
    جيبوتي 708
    السعودية 309531
    السودان 28462
    سوريا 27971
    الصومال
    العراق 31719
    عُمان 30733
    قطر 42463
    الكويت 80781
    لبنان 22050
    ليبيا 41632
    مصر 89171
    المغرب 52024
    موريتانيا 1938
    اليمن 16309
    المجموع 1066483
    القطر معدل القراءة والكتابة لمن فوق ال15 سنة
    الأردن 91
    الإمارات 89
    البحرين 87
    تونس 74
    الجزائر 70
    جيبوتي 0
    السعودية 83
    السودان 61
    سوريا 81
    الصومال 0
    العراق 74
    عُمان 81
    قطر 89
    الكويت 93
    لبنان
    ليبيا 84
    مصر 71
    المغرب 52
    موريتانيا 51
    اليمن 54
    المعلومات أعلاه من تقرير الجامعة العربية
    أما مجموع المياه التي تتوفر في كل قطر عربي (السطحية والجوفية ) فهي كما يلي:
    القطر الموارد المائية بالمليار متر مكعب سنويا
    الأردن 1.49
    الإمارات 0.284
    البحرين 0.09
    تونس 4.354
    الجزائر 17.2
    جيبوتي 0.199
    السعودية 5.546
    السودان 61.545
    سوريا 25.035
    الصومال 11.456
    العراق 81
    عُمان 2.034
    قطر 0.055
    الكويت 0.16
    لبنان 7.8
    ليبيا 2.67
    مصر 66.5
    المغرب 33
    موريتانيا 7.3
    اليمن 4.9
    المجموع 332.618
    جدول المياه من كتاب إشكالية الزراعة العربية / سالم توفيق النجفي/ مركز دراسات الوحدة العربية/ بيروت /ط1 1993/ ص 131

  5. #5
    التربة والماء

    إذا قمنا بإزالة قشرة الكرة الأرضية بسمك شبر أو شبرين، فإننا سنفقد الإمكانية بالحصول على الغذاء. هذه حقيقة علمية يعرفها المختصون جيدا، حيث أن ما يُسمى بخصوبة التربة يكمن في هذا القدر من الأرض. لكن ماذا تعني تلك الحقيقة فيما نحن فيه من مناقشة التنمية الزراعية في البلدان العربية؟

    تشكل التربة والماء والهواء والحرارة العناصر الضرورية لعمليات إنتاج الغذاء، ويقاس تطور البلدان (زراعيا) بما تستطيع إدارات تلك البلدان في تهيئة تلك العوامل على الوجه الأكمل، وتتفاوت كميات الغلة (إنتاج الوحدة الواحدة من المساحة) بالقدر الذي تتفاوت فيه عمليات التقدم الزراعي في تهيئة الظروف الملائمة.

    الموارد الأرضية في الوطن العربي *1

    تبلغ مساحة البلدان العربية ما يزيد عن 14 مليون كم2 أي 1400 مليون هكتار تتوزع بالشكل التالي:

    1ـ تبلغ مساحة إقليم المغرب العربي (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا) 593.8 مليون هكتار، أي ما يعادل 42.3% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة في هذا الإقليم 97.378 مليون هكتار، علما بأن ما يُزرَع فعلا 17.307 مليون هكتار تعتمد على الري بالأمطار و2.378 مليون هكتار إروائيا.

    2ـ مساحة إقليم المشرق العربي (العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين) 75.2 مليون هكتار، أي 5.3% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ المساحة القابلة للزراعة في هذا الإقليم 20.507 مليون هكتار. والمزروع منها معتمدا على الأمطار 8.209 مليون هكتار، والذي يعتمد على الري 3.611 مليون هكتار.

    3ـ مساحة الإقليم الأوسط (مصر، السودان، الصومال، جيبوتي) 416.8 مليون هكتار، أي 29.7% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ المساحة القابلة للزراعة في هذا الإقليم 70.602 مليون هكتار. والمزروع منها معتمدا على الأمطار 5.544 مليون هكتار، والذي يعتمد على الري 5.853 مليون هكتار.

    4ـ مساحة إقليم شبه الجزيرة العربية (أقطار مجلس التعاون الخليجي [السعودية، عُمان، الإمارات، قطر، البحرين، الكويت] مع اليمن) 315.6 مليون هكتار، أي 22.5% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ المساحة القابلة للزراعة في هذا الإقليم 8.197 مليون هكتار. والمزروع منها معتمدا على الأمطار 3.7 مليون هكتار، والذي يعتمد على الري 0.672 مليون هكتار.

    أما مساحة المراعي في الوطن العربي فتبلغ 282.059 مليون هكتار، ومساحة الغابات 130.265 مليون هكتار (الهكتار 10 آلاف متر مربع)

    استنتاج

    نلاحظ من المعلومات أعلاه بأن مجموع الأراضي المزروعة في الوطن العربي فعلا،46.374 مليون هكتار من الأراضي القابلة للزراعة، أي بنسبة 23.59% وإذا علمنا أن إنتاجية وحدة المساحة المزروعة فعليا تنخفض كثيرا عن إنتاجية مثيلاتها في العالم سندرك مدى الهوة في التقدم الزراعي بين أقطارنا العربية وبلدان العالم (و سنناقش ذلك مستقبلا).

    الموارد المائية *2

    يشكل الماء أهم عنصر من عناصر الإنتاج الزراعي، ومن تمعن في الجدول الذي قدمناه في الحلقة الثانية، سيجد أن مجموع الماء السنوي في عموم الوطن العربي يزيد عن 332 مليار متر مكعب، وأن ما يستغل من تلك المياه لا يتجاوز 56 مليار متر مكعب، وأن الهدر وسوء التقنيات في استغلال المياه هو السائد في جميع البلدان العربية دون استثناء.

    ونحن نناقش تلك الوضعية معتمدين على بعض الإحصاءات المقدمة قبل عدة سنين، نلاحظ أن المشاكل المتعلقة بالتنمية الزراعية تزيد مع ازدياد السكان. أي أنه لو تم تحصيل إحصاءات فورية لكانت النتيجة أكثر سوءا..
    هوامش
    *1ـ المؤتمر الفني الدوري السادس/ اتحاد المهندسين الزراعيين العرب/ الأمانة العامة/ دمشق/معلومات وردت في ورقة محمد رمزي طاقة أحد خبراء المنظمة العربية للتنمية الزراعية/ التابعة للجامعة العربية/ الخرطوم.

    2*ـ إشكالية الزراعة العربية ـ رؤية اقتصادية معاصرة/ سالم توفيق النجفي/ بيروت/ مركز دراسات الوحدة العربية/وقد أورد الجدول في صفحة 131 نقلا عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة(أكساد).

  6. #6
    لفت نظري استاذنا هذه الفقرة
    2ـ مساحة إقليم المشرق العربي (العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين) 75.2 مليون هكتار، أي 5.3% من مساحة الوطن العربي. وتبلغ المساحة القابلة للزراعة في هذا الإقليم 20.507 مليون هكتار. والمزروع منها معتمدا على الأمطار 8.209 مليون هكتار، والذي يعتمد على الري 3.611 مليون هكتار.
    هل هي احصائيه جديدة؟
    ثانيا نرى قلة الاراضي القابله للزراعه
    ثالثا امام هجمة العمران والتصحر ماذا تبقى؟ وماهي نتائج تلك النكبه؟
    جمت بخير
    فراس

  7. #7
    أخي فراس أشكركم أولا على المرور وإبداء الملاحظات

    ثانيا: إنها ليست إحصائية جديدة، فلو جمعت مساحة الأقطار المذكورة في هذا الإقليم من الجدول المثبت في (إحصاءات لا بد منها) لوجدت أن تلك النسبة مطابقة ..

    احترامي و تقديري

  8. #8
    تدني الإنتاجية الزراعية في البلدان العربية

    في إحدى الدعوات التي تبنتها بعض الشركات العملاقة الأوروبية للمهتمين العرب، وكانت في عام 1997 الى (هولندا) .. لاحظنا كمدعوين مدى الفجوة الهائلة بين إنتاجية الوحدة الزراعية الواحدة بإنتاج الدجاج اللاحم عندنا والوحدة الإنتاجية في المزارع الهولندية، وسنفتتح حديثنا هنا مفصلين بعض الجوانب الخاصة بالإنتاج ..

    يعطي المتر المربع الواحد من قاعات التربية 46 كغم لحم (قائم قبل التنظيف) في هولندا، بينما كان يعطي في المزارع التي أشرف عليها (في الأردن) 17 كغم، (عام 1997). وكان العامل في هولندا يهتم ب 140 ألف (كتكوت)، في حين كان العامل في مزارعنا، يدير 11 ألف في أحسن الأحوال، كانت نسبة الوفيات في المزارع الهولندية تصل الى 2.5% في حين وصلت عندنا 12% في بعض الأحيان. كان كل كغم من لحم الدجاج (القائم) في هولندا يحتاج الى 1.7 كغم من العلف، في حين أنه يحتاج عندنا الى 2.6كغم من العلف[ استطعنا في عام 2007 أن نحصل على 1كغم من لحم الدجاج القائم من 1.9كغم علف]. يدخل الهولنديون في خلطات أعلافهم (456) عنصر علفي، معظمها من إنتاج الدول النامية (84 من السودان، 11 من الصومال) في حين كنا نستخدم عندنا في الأردن بين 3 و 8 عناصر علفية ..

    فروق في الإنتاج بمختلف المجالات الزراعية *1

    ينتج الهكتار الواحد (10 آلاف متر2) من الحبوب في الدول العربية 1044كغم في حين بالدول النامية 1608كغم والدول المتقدمة 2568كغم .

    ينتج الهكتار الواحد من القمح (عربيا 953كغم) (الدول النامية 1370كغم) و(الدول المتقدمة 2084كغم)

    ينتج الهكتار الواحد من الشعير (عربيا 764كغم) (الدول النامية 1248كغم) و(الدول المتقدمة 2320كغم)

    ينتج الهكتار الواحد من الذرة الصفراء (عربيا 2443كغم) (الدول النامية 1628كغم) و(الدول المتقدمة 4770كغم)

    ينتج هكتار واحد من مساحات المراعي من اللحم الأحمر (عربيا 5.5كغم) (الدول النامية 9.7كغم) و(الدول المتقدمة 29.8كغم)

    الهوة بين الإنتاج والاستهلاك في البلدان العربية

    حتى لا نثقل على القارئ بالأرقام، مما يجعله بوضع لا يستطيع فيه تكوين صورة واضحة عما هو قائم، وعما ستؤول إليه مسألة الأمن الغذائي، فإننا نخلص الى أن هناك هوة أو فجوة كبيرة بين إنتاج الغذاء واستهلاكه في البلدان العربية، وقد قدرت مصادر الجامعة العربية تلك الفجوة عام 2005 بحوالي 20 مليار دولار، وأن هناك من قدرها بضعف هذا الرقم، وإذا أخذنا ارتفاع الأسعار في عامي 2007 ومطلع هذا العام (2008) فإن العجز قد يصل الى 70 مليار دولار، ونستطيع أن نلخص أسباب تلك الفجوة بما يلي:

    1ـ ازدياد في عدد الولادات (السكان) بنسب تفوق الزيادة في تطور الإنتاج.
    2ـ تغيير عادات تناول الغذاء بتغير طبائع الحياة وانتقال الناس من حياة البداوة والريف الى حياة متحضرة ومدنية، وما ترتب على هذا التطور من تناقل العادات الثقافية والاجتماعية التي تحمل معها تغيير في عادات تناول الطعام وتنوعه وزيادة الطلبات على بعض الأصناف.
    3ـ انخفاض الإنتاجية وهي تقريبا النقطة التي ممكن أن يتناولها الباحثون والمهتمون من أجل تحسينها، خصوصا أنه لا يمكن إعادة الناس لحياة البداوة والريف، إذا ما فكر أحد بهذا الحل!
    4ـ توقف المواطن عن تأمين غذاءه ونقل تلك المسئولية للدولة.

    أسباب انخفاض الإنتاجية الزراعية في البلدان العربية

    1ـ تفتيت الملكيات وتغيير النمط الاجتماعي الإنتاجي في الزراعة.

    2ـ تدهور خصوبة التربة و تعريتها، وعدم رصد المبالغ لا فرديا ولا جماعيا من أجل صيانتها وتحسين خصوبتها.

    3ـ الفوارق الواضحة بين مردود العمل بالزراعة والعمل بالقطاعات الأخرى، وهروب العاملين بالقطاع الزراعي الى قطاعات أخرى.

    4ـ توقف تراكم الخبرات الموروثة وإحلال خبرات جديدة لم يستطع الفلاح التعامل معها بشكل جيد.

    5ـ اختفاء الأصناف من الحبوب وحتى الحيوانات التي تعايشت بالماضي مع بيئات الزراعة العربية، وإحلال أصناف لم تدرس جيدا في المنطقة.

    6ـ تدني البحث العلمي، وانقطاع هيئاته العاملة عن التواصل شعبيا مع المزارعين والمنتجين المحليين.

    7ـ انخفاض مهارات العاملين في الزراعة.

    8ـ سوء التخطيط الزراعي، وتذبذب الاهتمام بنوع وصنف من مرة الى مرة.

    9ـ ضعف إمكانات العاملين بالزراعة، وانعكاسه على تطوير وسائل ومستلزمات الإنتاج التي تزيد من الإنتاجية.

    10ـ المفاجئات المتعلقة بالمواسم (انحباس الأمطار) كما في الزراعات المعتمدة على المطر (الأردن، فلسطين، سوريا، المغرب، الصومال) .. أو الآفات المفاجئة التي تصيب المشاريع الحيوانية (حمى قلاعية للأبقار/ السودان والصومال) أو عترات جديدة لأمراض الدواجن .. وهذا ما جعل بعض الباحثين من وصف الزراعة بالوطن العربي ووسمها بال (لا يقين) *2، أي أن المزارع غير متيقن من إنتاج محصوله .

    هوامش
    *1ـ المؤتمر الفني الدوري السادس/ اتحاد المهندسين الزراعيين العرب/ الأمانة العامة/ دمشق/معلومات وردت في ورقة محمد رمزي طاقة أحد خبراء المنظمة العربية للتنمية الزراعية/ التابعة للجامعة العربية/ الخرطوم.

    *2ـ أول ما قرأت هذا الوصف للدكتور سالم النجفي.

  9. #9
    1ـ تفتيت الملكيات وتغيير النمط الاجتماعي الإنتاجي في الزراعة.

    من المعروف أن استمرارية أي صاحب مشروع إنتاجي وحصر اعتماده في موارده على ذلك المشروع سيعطي للمشروع حالة نمو مستقرة، بعكس الأعمال المكملة أو التي تتصف بطابع الهواية في أحد أشكالها. فمن يرتب معيشة أسرته معتمدا على ما ينتجه بستان زيتون، غير الذي يشتري قطعة أرض ويزرعها بالزيتون ليقضي بها عطلة نهاية الأسبوع أو ليتباهى بها كملكية تبعث الترف والمظهر البرجوازي.

    ومن المعروف، أن ازدياد حجم المشروع الإنتاجي ووضوح إدارته وشكل الشراكة عند مالكيه، سيزيد من أرباحهم ويقلل من كلفة إنتاج الوحدة الإنتاجية، ويجعل من استخدام المكننة الزراعية أمرا مفيدا، يصب في مصلحة تطوير المشروع.

    في الحالة العربية تعرضت الملكيات والحيازات في أراضي المشاريع الى تغيير كبير، أدى الى إهمال الاهتمام بالإنتاج الزراعي. كما أن عقلية المشاركة في منطقتنا العربية لا وجود لها في كثير من المناطق العربية، ففي حين نرى بعض الشركات في الدول الغربية قد مضى على تأسيسها أكثر من قرنين، فإن الشركات في معظم الأقطار العربية لا تدوم إلا سنين قليلة وتتفكك.

    تطور حيازات الأراضي في الأقطار العربية

    تتصف معظم الأقطار العربية بسعة المساحات الصحراوية والقاحلة فيها، ويلاحظ تركز وجود التجمعات السكنية قرب مصادر المياه والمساحات التي يمكن الاستفادة منها زراعيا، وأن حرم تلك التجمعات السكنية هو ما يحيط بها من الأراضي على مسير يوم أو يومين في أحسن الأحوال. وبالتالي فلم يكن هناك إدعاء بملكية ما هو أبعد من ذلك من قبل الملاك، بل كان متروكا للمراعي أو الصحراء.

    بالمقابل، فإن معظم أراضي البلدان العربية التي خضعت للحكم العثماني، كانت تحت ملكية السلطان العثماني كفاتح لتلك الأقطار وكان يُطلق عليها الأراضي (الميرية)، وقد تم توزيع ما يقارب 15% من مساحة الأقطار العربية لكي يتصرف بها الناس وفق قوانين تطورت عدة مرات، وكانت تلك الأراضي الموزعة تحيط بالتجمعات السكنية.

    بالأساس، كان نظام التوزيع يتبع فقه اجتماعي وسياسي، يراعي تراتب المجتمع فتتوزع أحقية التصرف بالأراضي على رؤساء ووجهاء القبائل والعشائر الذين يسميهم موظف اسمه (السباهي)*1 أي من يدير أراضي السلطان، ويقوم بجمع عائداتها موظف اسمه (الدفتردار). وكان كبار الملاك والذين أصبحوا بمثابة (باشوات) و(بكوات) في بعض الأحيان، من أعيان المجتمع وحلفاء ضمنا للحكم.

    وقد ورثت إدارات الاحتلال البريطاني والفرنسي هذا النظام، واعتمدت التطويرات التي جرت عليه أعوام 1673، 1830، 1840، و1858. وقد استفادت من هذه القوانين سلطات الاحتلال الصهيوني في قضم أراضي فلسطين، حيث لا مالك لتلك الأراضي في نظر تلك السلطات.

    الوضع الحالي للحيازات وأثره في انخفاض الإنتاجية الزراعية

    زادت أعداد السكان في التجمعات السكنية، وتفتت الملكية نتيجة معاملات نقل الملكية بالإرث، ففي منطقتنا (مثلا) كان 1000 مواطن (عام 1930) يتقاسمون 18 ألف هكتار من الأراضي الزراعية (المعتمدة على الأمطار) أما اليوم فإن تلك المساحة آلت الى أكثر من 100 ألف مواطن!

    ولو أردنا وصف تلك الحيازات، لوجدناها محكومة في أكثر الأحيان بما يلي:

    1ـ صغر مساحة الوحدة الواحدة، لدرجة أن أصحابها لا يتمكنوا من معرفتها دون الاستعانة بمساح مرخص.

    2ـ الخصومة على القرب من الشوارع والطرقات، فقد تجد قطعة بمساحة هكتار عرضها على الشارع 8 أمتار وطولها أكثر من كيلومتر، لا تصلح للزراعة ولا للعمار ولا يمكن أن تتحرك بها (الساحبات / التراكتور) إلا في اتجاه واحد، مما يجعلها عرضة للتعرية، خصوصا إذا كان بها انحدار

    3ـ عدم الاهتمام بتلك الملكيات من أصحابها، ونذرها للبيع والشراء، جعلها عرضة للرعي الجائر، فاختفت بذلك أصناف من النباتات الرعوية المستساغة ونقصت كمية الأمطار نتيجة اختفاء الغطاء النباتي.

    4ـ عزوف المالكين عن زراعة تلك المساحات الصغيرة لانخفاض المردود الإنتاجي لها.

    5ـ اختفاء المهارات المتعلقة بانتخاب الأصناف المؤصلة من بذور المحاصيل.

    6ـ ضخ أعداد هائلة من العاطلين عن العمل ممن كانوا يعملون في تلك الأراضي هم وأسرهم.

    7ـ انتقال ملكية الكثير من الأراضي الى تجار العقارات وأصحاب المال الذين لا يجدون بالاستثمار الزراعي ـ في كثير من الأحيان ـ عملا مربحا.

    باختصار إن تفتيت الملكية، جعل من الأراضي أشبه ما يكون بسندات قيد يتم التعامل بقيمها وقت الحاجة، في حين انتفت الغاية الإنتاجية منها!





    هوامش

    *1ـ سوس الملكية وصنع الدولة الحديثة (تأليف مارثا مندى وريتشارد سميث)/ أخذت المقالة العارضة للكتاب عن طريق د.لوسين تامينيان/ جريدة الرأي الأردنية.

  10. #10
    2ـ تدهور خصوبة التربة و تعريتها، وعدم رصد المبالغ لا فرديا ولا جماعيا من أجل صيانتها وتحسين خصوبتها.


    قبل أن ندخل في صلب الموضوع، وحتى يستفيد المثقف المهتم بالجانب السياسي أو الاجتماعي والاقتصادي، فإننا سنحاول تبسيط الموضوع بعيدا عن الجانب (المهني المختص)، وسنحوله الى معلومات متيسرة لتكون حقا للقارئ، أي قارئ بغض النظر عن مستواه العلمي المختص.

    التربة هي مادة معقدة التركيب موجودة طبيعيا، وتعرف بأنها الطبقة السطحية من القشرة الأرضية التي يمكن توفير الحماية لنمو النبات، وهي عموما لا تزيد عن 25 سم في معظم أراضي العالم، وإن كانت في بعض المناطق تصل الى متر،*1 كما هي الحال في أحواض الأنهر حيث تتغذى بالطمي باستمرار. وتنقسم المكونات الأساسية في التربة الى ثلاثة أقسام:

    1ـ الجزء المعدني: الناشئ من تفتت الصخور بفعل العوامل الجوية (التمدد والتقلص من تقلبات الجو والانهيارات والبراكين والفياضانات الخ). وهذا ينشأ عنه ثلاث أحجام (الحصى و الرمل والطين) والطين هو المهم في تكوين الخصوبة والتبادل الأيوني.

    2ـ الجزء العضوي: ومصدره النباتات والحيوانات الميتة. فعندما يموت النبات أو الحيوان فإنه يتحول الى (دبال) والذي كلما زادت نسبته كلما زادت خصوبة التربة، حيث يعمل على نمو الكائنات الحية الدقيقة ويؤمن نفاذية الماء في التربة وجعلها متيسرة للنبات.

    3ـ الجزء الأحيائي: ويتكون من النباتات والحيوانات الحية بما فيها الأحياء الدقيقة والفطر والديدان والفئران والثعالب وغيرها، ونشاط تلك الكائنات قد يكون في الغالب (مفيدا) في إحداث دورة الحياة في قشرة التربة، وتيسير الغذاء لما يحتاجه النبات، وقد يكون (ضارا) حيث يسبب نقصا في المحاصيل كبعض أنواع الفطر والبكتيريا والديدان والحامول والهالوك والقوارض والخنازير الخ.

    تاريخ معرفة الإنسان بخصوبة التربة

    تذكر الدراسات الحفرية أن العراقيين قد دونوا إنتاج أرضهم من الشعير فكان بكتاباتهم يساوي 86 الى 300 من كمية البذار المستخدم (أي يبذر 1 كغم ينتج 86 الى 300كغم) في حين الآن يبذر 1كغم من الشعير ينتج 18ـ 45كغم . ويذكر العراقيون القدامى طرق الاستفادة من خصوبة التربة.

    في قصيدة الإغريق البطولية (الأوديسية) للشاعر (أعمى هومر) الذي عاش بين 900ـ 700 ق م. يذكر الشاعر كيف أن إضافة فضلات الحيوانات قد زاد من إنتاج العنب*2

    لاحظ زنفون الذي عاش بين 434 و 355 ق م أن الأرض دمرت بسبب عدم معرفة أهمية الاحتفاظ بخصوبتها. واقترح (تيوفراستس) الذي عاش بين 372 و 287 ق م. أن فرش التبن تحت الحيوانات لامتصاص بولها والاختلاط بفضلاتها من أفضل الطرق للحفاظ على خصوبة التربة. كما حذر من المبالغة بتسميد الأراضي قليلة الأمطار! (وهي رؤية متقدمة مبكرة).

    كما اقترح (كاتو) 234ـ 149 ق م قائمة بالنباتات التي تزيد من خصوبة الأرض، فذكر الفول والعدس والبازيلا والترمس والبرسيم والهرطمان(الكرسنة في بلاد الشام والجلبانة في بلاد المغرب)*3. ومعروف بالعلم الحديث أن تلك النباتات تثبت النيتروجين بالتربة من خلال عقد خاصة.

    وبقيت المحاولات في الاهتمام بخصوبة التربة جارية حتى تصاعدت بشكل قوي خلال القرون الثلاثة الأخيرة وصارت على ما هي عليه.

    العوامل المؤثرة على انخفاض الخصوبة

    صحيح أن الزراعة قد تطورت في كثير من الدول المتقدمة، حتى باتت التربة ممكن الاستغناء عنها كليا في المزارع المائية والصخرية الخ، لكن هذا لن يحل مشاكل الغذاء بالعالم، وستبقى التربة والاهتمام بها العمود الفقري للزراعة والاقتصاد وحتى الحياة في العالم. لكن تدني وانخفاض الخصوبة في التربة، خصوصا في دول العالم الثالث وبالذات في منطقتنا العربية مع ازدياد النمو السكاني يجعل من قضية الاهتمام بخصوبة التربة أمرا هاما وأساسيا. لكن كيف تتدنى خصوبة التربة؟

    1ـ التعرية، سواء المائية وخصوصا في المنحدرات، والتعرية بواسطة الرياح في السهول المنبسطة، وقد يكون لتفتت الملكية وتحديد شكل الحيازة الدور المهم في هذا الشأن (كما أسلفنا).

    2ـ تعطيل زراعة الأراضي، وعدم الاهتمام بها، خصوصا تلك الموصوفة بقلة إنتاجبتها، وعدم حصول مردود مشجع للمزارعين للمواظبة على زراعتها.

    3ـ الرعي الجائر، الذي يخفي السطح النباتي المشجع للوسط الحياتي (ديدان، بكتيريا الخ).. ويترتب عليه انخفاض في كمية نزول الأمطار.

    4ـ الملوحة الزائدة، الآتية من قلة (بزل) أو صرف مياه الري، يجعل من عملية التبادل الأيوني مسألة متعذرة .. وتتدرج النباتات من حيث تحملها للملوحة من قليلة الحساسية ك (النخيل والسبانخ والبرسيم الحجازي) الى شديدة التأثر كالخضراوات والفواكه. هناك مصطلح (E.C) أي التوصيل الكهربائي وهو مدرج من (4) فما دون يحدد طبيعة النباتات الصالحة للزراعة في الوسط، وكلما اقترب المعيار من (4) كلما تعذر عيش النبات في الوسط.

    5ـ استنزاف خصوبة التربة بالزراعات المستمرة، وعدم تعويضها وإدامتها.

    6ـ الحرائق والبراكين والتعدي المستمر على التربة، وإهمال كونها مصدرا للغذاء والنظر إليها وكأنها ملكيات للبيع والشراء.

    كيفية معالجة خصوبة التربة

    لفت انتباهي في شهر يونيو/حزيران 1991 في إيطاليا، و أبريل/ نيسان 1997 في جنوب إفريقيا، أنه بعد حصاد القمح تأتي (حاويات قلابة) حمولة الواحدة تزيد عن 50 طن وترش طبقة من التربة بسماكة 10سم، لتعويض ما تم استنزافه من خصوبة التربة. وعندما تحريت عن ذلك، وجدت أن تلك التربة تأتي من مصائد للطمي القادم مع الأنهار، ويخلط به مخلفات مزارع الدواجن والأبقار. وتتم تلك العملية كل عدة سنوات.

    وقد لاحظت ذلك في هولندا، أن كل مزرعة دواجن (بياض) تدفع ما كان قيمته نصف دولار لكل دجاجة سنويا، لجهة رسمية تعتني بالبيئة، مقابل أن تحمل تلك الجهة مخلفات المزرعة وتعيد استثمارها أو توظيفها بصيانة التربة وزيادة خصوبتها.

    كما لفت نظري ما يقوم به الأستراليون من تحسين مستوى الاستفادة من المراعي، بابتكار محاريث بها رؤوس كالملعقة بحجم قدم مربع تحدث حفرة في أرض المرعى وتضع بها عدة بذور من نباتات مراعي منتقاة بعناية وجرى تكثير بذورها، وتكون المسافة بين الحفرة والأخرى حوالي 70 سم، وذلك في الأراضي التي يقل مطرها عن 140 ملم مطر سنويا، فتتجمع كميات مياه الأمطار النازلة بالحفر وتنبت بذور نباتات المراعي بنجاح، فيضمنوا بذلك الاستفادة من أراض مصنفة أنها قاحلة، ويضمنوا عدم تعرية التربة، هذا مع تنظيم مواعيد الرعي مركزيا.

    ونستطيع أن نخلص الى القول، بأنه في حالة تكون إرادة جماعية قوية تحرص على زيادة خصوبة التربة وصيانة الخصب منها أن تلجأ تلك الإرادة المتمثلة بالإدارات الحكومية ومن يتفاهم معها من إدارات أهلية إنتاجية وبحثية الى:

    1ـ تعويض ما يفقد من خصوبة بطرق شتى.
    2ـ حماية التربة من الانجراف والتعري، بعمل المدرجات والسلاسل.
    3ـ تشريع قوانين تمنع الرأي الجائر.
    4ـ تشجيع المزارعين على عدم ترك أراضيهم، لتتعرى .
    5ـ استنباط الأصناف الملائمة لزراعتها في الأراضي لضمان ربحية معقولة.
    6ـ عمل مصائد للطمي والتربة المنجرفة وإعادة توزيعها على ما يتعرى من الأراضي.
    7ـ تثبيت التربة أمام الرياح العاتية، بزراعة صفوف من مصدات الرياح الوطنية من الأشجار الملائمة.
    8ـ تخصيص مجمعات للنفايات العضوية وخلطها ومعالجتها وإعادة توزيعها على الأراضي التي تحتاجها.
    9ـ ربط السياسات الزراعية بهيئات إرشادية تدل المزارعين على الطرق الأفضل والأصناف الأكثر ربحا، والتنسيق مع هيئات البحث العلمي من معاهد وكليات وتشجيع من يقومون بالبحث العلمي بالقطاعات الأهلية.
    10ـ تشجيع قيام التعاونيات لاستغلال المساحات الشاسعة، وتمويلها بشروط ميسرة لحل مشكلة البطالة واستغلال أوسع للتربة، وبالذات تلك المشاريع التي تعني بتربية الحيوانات الرعوية، في مناطق ترب رديئة من الدرجة الثالثة أو الرابعة (تخصص الترب الأولى ذات الخصوبة العالية والمياه الوفيرة للبساتين، وما تليها من الترب للمحاصيل الحقلية والغابات، والأقل مطرا للمراعي)
    11ـ تخصيص الآليات الزراعية الملائمة، وتوزيعها على القطاع التعاوني لتكون في خدمة صيانة التربة (آلات التسوية وكسر الطبقة الصماء والترنبولات [أي ناقلات التربة العملاقة]).

    هوامش

    *1ـ علم المحاصيل وإنتاج الغذاء/بيشوب و كارتر و تشابمان و بينت/ ترجمة: محمد خيري السيد (أستاذ بكلية الزراعة/جامعة القاهرة)/ مراجعة: محمود احمد عمر عبد الآخر (عميد كلية زراعة جامعة القاهرة ـ سابقا)/ دار مكروهيل للنشر/1983 صفحات من 50 ـ 63

    *2ـ خصوبة التربة والأسمدة/تأليف: إس إل تيسيديل و دبليو إل نيسلون/ ترجمة: نزار يحيى نزهت و منذر المختار/جامعة البصرة/1987/ص 14

    *3ـ المصدر السابق ص 17

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ليلة الطائرة الشراعية (مقالات ملفقة 10\3)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-26-2017, 12:56 PM
  2. في بلداننا
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-09-2017, 01:28 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-13-2012, 07:36 AM
  4. الروزنامة الزراعية
    بواسطة عبدالغفور الخطيب في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 09-29-2010, 08:35 PM
  5. تحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-16-2007, 07:29 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •