رسالة النجوى
لم قد تركتَ حبيبَ قلبكَ بالنوى ؟
وأنا أقولُ : نزلتُ عند هواهُ
لكنّ قلبي ظلّلتهُ حسرةٌ
أني بعيدُ عن الذي أهواهُ
وفقدتُ عفواً قربَ ملهمتي التي
في قربها كل الذي أبغاهُ
ونأيتُ عن نورِ الحبيبِ وأنسهِ
من بعد أن شغلَ العيونَ سناهُ
نُِتئتْ جروحي بعدما فارقتهُ
والجرحُ ينزفُ بعد أن داواه ُ
إيهٍ نسيمَ البحرِ يا طير السما
رد الجميلَ إلى الذي أسداه ُ
ولتبلغ المحبوب صدرَ رسالتي :
بعيونِ قلبي الساهراتِ أراهُ
وأراهُ وحياً للقريحة إن بدا
ذخرا لإقدامي ولن أنساهُ
ولقد فقدتُ رفيقَ دربِ القلبِ في
سفري الذي لا أرتضي إلاهُ
إني فقدتُ أنيسَ روحي اليومَ في
حلي وطاشَ الفكرُ في مسعاهُ
إني فقدتُ حبيبَ قلبي الصب في
ليلي وقد غابتْ بهِ ليلاهُ
إذ حدثتني كالندى كلماتها
هذا الحديثُ وفي الخيالِ صداهُ
وكأن طيراً شادياً يشدو بهِ
فسمعتُ بلبلَ أيكةٍ بغناهُ
إيه نسيمَ البحرِ يا طيرَ السما
هلا حملتَ رسالتي لسماهُ
ولكم سأشكرُ إن تُبلغهُ الهدى
إني أرومُ أكونُ صوفَ غطاهُ
أنا لستُ أدري ما أنا فاعلٌ
في غربتي لو أن مكروهاً أتاهُ
أنا لستُ أدري من سيغدو مؤنسي
في وحشتي مذ أظلمتْ دنياهُ
دنيا وجدتُ بها حلاوةَ وصلهِ
رافقتهُ والنومُ قد أهناهُ
دنيا وجدتُ بها مرارةَ هجره ِ
فارقتهُ والنومُ قد جافاهُ
ولقد صنعتُ الذكرياتِ عروسةً
والقلبُ دامٍ في الضلوعِ أراهُ
دنيا صفتْ عند التلاقي بيننا
وتكدرتْ بالهجرِ ليس سواه ُ
أنا يا عبيرَ الروضِ ريحُ حبيبتي
قد فاحَ يسري بالوصالِ شذاهُ
وبجوفِ ليلي قد أهيمُ صبابة ً
ذكرى تؤرقني فوا قرباه ُ
ولو الزمانً عليَ منّ بوصله ِ
الطيرُ تشدو الحبَ ياسعداهُ
وإذا نأتْ طرقٌ تجَمّعُ بيننا
الليلُ يبكي الدمعَ واكرباهُ
الطيرُ يصدقُ منكَ طيفُ رجاهُ
والليلُ يصدقُ منكَ جلُ عزاهُ
يا ليلُ هل ينشقُ ثوبكَ في المدى
ببصيصِ ضوءٍ في الظلامِ أراهُ
أنا لو تحدثني بقلبي رجفةٌ
للصوتِ تستلقي يدي ويداهُ
عيني تذكرني خطاهُ ومشيهُ
وعلى الترابِ نقشتُ وقعَ خُطاه ُ
ولذلكَ المحمول ربي نعمةٌ
للصبِ إن صوتُ الحبيبِ أتاهُ
والليلُ يقطعُ سترَ كل مصيبة ٍ
يرضى إذا ما النومُ قد واتاهُ
إيه نسيمَ البحرِ يا طيرَ السما
فلتجعلنْ عشقَ اللقا مرماهُ
والثم خدودَ حبيب قلبي غبطةً
ضع قبلةً تهفو لها خداه ُ
أبلغهُ خِلُكَ متعب ٌومسهدٌ
واتركْ كتابَ الحبِ في يمناهُ
فلعلهُ يدري حبيبي بعدها
الحبُ أضناني كما أضناهُ
إسماعيل إبراهيم