منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: محاكمة ابتسامة

العرض المتطور

  1. #1

    محاكمة ابتسامة

    محاكمة ابتسامة

    منذ المساء والقرية لا هم لها إلا سيرة عبير وما اقترفته عبير ، الأفواه جميعها تلوك سيرتها ، الخبر تناقلوه كانتقال النار في الهشيم .
    خرجت في الصباح ورأت بعينها الغمز واللمز والنظرات التي تخترقها اختراقا وهي لا تدري ماذا حدث ؟ إنهم يردون تحيتها يبتسمون ابتسامة غريبة ، رأت في عيني البعض شماتة .
    تعجبت !!! إن لها سيرة كما اللبن الحليب ، نقية ، يحبها الجميع ، يحلفون بأخلاقها يتمنون أن تكون جميع بنات القرية مثلها .
    قابلت إحدى صديقاتها وهي في طريقها لعملها سلمت عليها فإذا بالفتاة تقابلها ببرود لم تعهده من قبل فسألتها أخبرتها الفتاة ما سمعته من أهل القرية أكدت لها ما شعرت به وقالت : لقد كنت تبتسمين في فرح .
    صمتت عبير ولم ترد ، تركتها ومضت .
    رمقتها الصديقة بتعجب فلقد زادت داخلها الشكوك ، صمت عبير يؤكد الحدث لديها ولدى أهل القرية جميعهم.
    إلا عبير !!!!
    مضت في طريقها ، النار تستعر بداخلها ، إن ما عاشت تبنيه طوال سنوات عمرها انهار مرة واحدة سقط كأن لم يكن له وجود ، نُسي ولم يبق إلا ما حدث أو ما عُرف من جديد ، غضبت إلا أنها لم تطأطئ رأسها ، لم تنحني، لم تخجل ، ليس من حقهم أن يحاسبوها .
    إنها لم تنحرف عما رسمته لنفسها من طريق وما رسموه لها أيضا ، لم تخطئ لكنها بعد طول انتظار وجدت ضالتها .
    ليس من حقهم الحكم عليها وهو لا يشعرون ولا يحسون بمثل ما تحس .
    كان العمر يمضي بها وهي تحيا حياة باردة ليس فيها من جديد لا حضنا دافئا ولا حبيب
    شغلها الشاغل دراستها ثم عملها ، الحب وقفت أمامه صدته بكل ما تملك إنها لا تعرف سوى طريق المأذون من يريدها يذهب إلى أهلها لا لها ، لم تكن تعلم أنها لم تستجب لأنها لم تحب ولأن كل هؤلاء لم يداعبوا خيالها لم يحركوا بها شعرة واحدة .
    حتى قابلته منذ الوهلة الأولى وهي تحس به وقد اخترقها بات واستقر في عقلها وقلبها كان هو ما تحلم به وتنتظره منذ أن جاءت الدنيا ، كيف تغلق الباب تلك المرة؟!!! كيف تحكم عقلها وقد استجاب إليه ؟!!
    كيف تصد أذنيها عن كلمة الهوى وهي تشتاق لها ؟
    بل وهي تسمعها مختلفة هذه المرة ، لم تكن كأي كلمة حب سمعتها من أي إنسان من قبل لقد ذابت فكيف لها أن تجمع شتاتها مرة أخرى ؟!!!!
    لم تذهب لعملها عادت للقرية شامخة كما كانت ، عادت بثباتها دون أن تخشى أحد ، مرت على بعض النسوة وهن جالسات على باب أحد الدور مشت بترفع دون أن تعبأ بهن دون أن يهمها من رآها معه في المدينة ولا ابتسامتها التي ظلوا جميعا يحكون عنها ويتحاكون وهي تمشي بصحبته .
    كيف لها ألا تبتسم وتضحك وتفرح وهي إلى جواره بمشاعر وأحاسيس وأفراح لم تكن تدرك وجودها من قبل .
    كيف يحاكمون قلبا عاش مسجونا منقادا لأهوائهم وتقاليدهم ؟
    كيف يحاكمون ابتسامة ؟نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    رباب كساب
    12/2/2007


  2. #2
    هذا هو المجتمع العربي
    سلم لنا قلمك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    عزيزتي : أم فراس
    تحياتي اليك
    شكرا لك ولمرورك الكريم .
    دمت لنا
    رباب كساب

  4. #4
    هشام بن الشاوي
    Guest
    انه طابو الفضيلة المعشش في العقل الباطن .. أعني أفكارنا الأبوية بأحكامها الجاهزة .
    اسف لا اجيد التعبير ...عما يخالجني .يمكن ان تصلك هذه الفكرة وهي نفس فكرتك .. لكن باختلاف زوايا النظر طبعا .
    فقط نصوصي جريئة بعض الشيء وأخاف أن تكون كتاباتي من النوع غير المرغوب فيه

    في انتظار أن أقرأ لك مرة أخرى
    مودتي
    أخوك ..
    هشام بن الشاوي
    المغرب

    benchchaoui@yahoo.fr

  5. #5
    عزيزي طريد القبائل: هشام
    تحياتي اليك
    وصلني ما تقصد وان كانت تخونك التعبيرات فهي لم تخنك تلك المرة .
    واذا كتب الكلام باحساس فالاحساس أصدق وله أقصر الطرق حتى وإن لم يكن طريقه الكلمات .
    دمت لنا
    رباب كساب

  6. #6
    فيها من روحك الشفافة
    اعجبتني جدا..هذا مجتمعنا فماذا نفعل؟
    بنت الشام -سوريا

  7. #7
    الغالية دوما رباب
    تحية لك تطرق الباب
    كيفك ولماذا تغيبين عنا هكذا ؟؟
    تحية لك على ما سطرت
    يحيى هاشم
    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوان
    واخض السيف قليلا اننى ماعدت أبصر من
    اللمعان

المواضيع المتشابهه

  1. ابتسامة 7
    بواسطة أبو فراس في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 77
    آخر مشاركة: 04-03-2023, 07:05 AM
  2. ابتسامة 5
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 95
    آخر مشاركة: 12-02-2018, 05:44 PM
  3. ابتسامة 4
    بواسطة ميساء حلواني في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 90
    آخر مشاركة: 07-11-2017, 04:11 AM
  4. ابتسامة 3
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 111
    آخر مشاركة: 11-02-2016, 11:36 AM
  5. ابتسامة
    بواسطة حسن لشهب في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-06-2010, 06:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •