حديث الجمعة / اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي

[عبدالوهاب محمد الجبوري]

حديث الجمعة / اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي

عبدالوهاب محمد الجبوري

إخوتي أخواتي أينما كنتم في ارض الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وددت التحدث في هذه الجمعة عن دعاء طالما دعوت به الله ولا زلت اردده صباحا ومساء وفي كل حين وخاصة بعد السحر وفي السجود وعند السفر لأني وجدت فيه عبرة ومعنى كبير وفيه شوق ورغبة للقاء الله في أي لحظة وهذا الدعاء هو ( اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي ) وهذا ما تمنيته في حياتي منذ أن وعيت سر هذه الحياة وهي العبادة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والعبادة هنا ليس فقط أداء الفرائض والسنن بل هي العمل بكل أنواعه ، وهو عبادة تقربنا من الله ، طالما كان محددا بضوابط شرعية وإنسانية وأخلاقية فلا حرام ولا تعد ولا تجاوز ولا سرقة ولا تبذير ولا فسق أو فجور ... وعندما فهمت سرر الحياة هذا وأدركته بعد نضج فكري عملت على تطبيقه قدر ما استطعت فوجدت أيضا ، وكما نصت عليه الشريعة والسنة النبوية المطهرة ، أننا مأمورون بالتزود بخير زاد إلا وهي التقوى كي نكون جاهزين للقاء الله في أي وقت ونحن سعداء راضين مطمئنين ..
وسعيت ، ما سعى كل منا على قدر استطاعته ، للتزود بالتقوى بكل فروعها وأصنافها من أعمال وأقوال خالصة لله وفي سبيله ولا نبغي إلا وجهه الكريم وحبه ورضاه فهذه غاية نسال الله أن يعيننا على إدراكها ما حيينا ..
ومما جاء في ديننا أن نكثر من الدعاء وخاصة في أوقات استجابة الدعاء وهي عديدة ومحددة شرعا وسنأتي عليها إن شاء الله في حديث آخر ، وخير الأدعية ما ورد في القران و السنة ثم دعاء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وارضاهم ، ثم ما ورد عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدعية السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
ودعاء ( اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي ) يمثل ذروة ما يتمناه الإنسان بعد حياة وعبادة صالحة مزودة بالتقوى والإيمان والعمل الصالح كي يكون جاهزا للقاء ربه بعد رحيله عن هذه الدنيا الفانية مهما طال به العمر ، لكن ما اسعد الإنسان بلقاء ربه وهو راض عنه .. لعمري هي السعادة بكل معانيها ، فان أحبنا فزنا فوزا عظيما ...
اليوم عدت بعد صلاة الجمعة لأكتب هذه المقالة القصيرة لكن قبل نشرها خطر ببالي أن ابحث عن هذا الدعاء وهل ورد عنه في السنة أو في سيرة الصحابة الكرام أو التابعين قول أو حديث أو قصة .. هكذا خطر ببالي ..
وبعد البحث وجدت أن هذا الدعاء قد ورد ذكره في قصة الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه .. فقد جاء في سيرة هذا الصحابي الكريم :
أن شوقه اشتد ذات يوم إلى لقاء الله.. وبينما كان عوّاده يدعون له بالشفاء من مرضه، كان هو يلحّ على الله قائلا : ( اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي) ، كان عمره حينذاك ثماني وسبعين سنة ، فمات رحمه الله في العام التاسع والخمسين للهجرة ، ودفن في البقيع مع سكنته الأبرار من الصحابة الأجلاء ..وبينما كان مشيعوه عائدين من جنازته، كانت ألسنتهم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظها لهم عن رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم ،
وكان واحد من المسلمين الجدد يحدث صاحبه ويسأله : لماذا كنّى شيخنا الراحل بأبي هريرة..؟؟ فيجيبه صاحبه وهو الخبير بالأمر: لقد كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، ولما أسلم سمّاه الرسول عبدا لرحمن.. وكان عطوفا على الحيوان، وكانت له هرة يطعمها ويحملها وينظفها ويؤويها وكانت تلازمه كظله ، وهكذا دعي : أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه..
اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي .. فأدعو معي بهذا الدعاء وامنوا لعل الله يستجيب لنا .. اللهم آمين
والى لقاء يتجدد على بركة الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
آخوكم أبو الشهيد
العراق في 16 / 4 / 2010

[أسامه الحموي]

إلا وهي التقوى كي نكون جاهزين للقاء الله في أي وقت ونحن سعداء راضين مطمئنين ..

نعم ومن دخل سن الاربعين فقد دخل اسواق الاخرة
اللهم احسن ختامنا في الامور كلها
بوركت من مؤمن
أسامة

[عبدالوهاب محمد الجبوري]

نعم ومن دخل سن الاربعين فقد دخل اسواق الاخرة
اللهم احسن ختامنا في الامور كلها
بوركت من مؤمن
أسامة

اخي اسامة الحموي
اطال الله في عمرك ورزقنا جميعا حسن الخاتمة .. وبارك الله فيك ورعاك اخي في الله

[أسعد الأطرش]

السلام عليكم . الأستاذ عبد الوهاب موضوع راق واسلوب حسن وفكرة نادرة . دعاء جدّ رائع وواف ومحقق للأماني والغايات. ولكن أين هو هذا الحب . في عالم تتصارع فيه القيم والمادة التي كاد الكثير يسجد لها من دون الله . جزاك الله عنا كل خير. أخوك في الله
أسعد الأطرش- سورية.