نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











المسلم التقي الصديق حسن خان (1248 – 1307 هـ).
(أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي)
بقلم الزعيم الزاهد / عبد الرشيد إبراهيم –رحمه الله-.

و قد شاعت بعض الاتهامات حول الصديق حسن خان ، و لكن تلك الاتهامات ليست إلا من قبيل الأمراض القديمة ، فالصديق حسن مسلم تقي متبع لشرع ، و يتهم بالوهابية لمنعه الناس من عبادة أحجار القبور ، و لجرأته في قول الحق و الحقائق الإسلامية . لقد اقتنعت بعلو منزلة الصديق حسن من عدة جهات ، منها أنه لما سمع بخبر وفاة أكبر مخاصميه في أبواب العلم و هو مولانا عبد الحي اللكنوي (1264 – 1304هـ (، انعقد لسانه من شدة الحزن ، و أغلق عليه بابه مدة ثلاثة أيام ، و لم يسمح لأحد من أهله بأن يدخل عليه خلال هذه المدة و كان يقول : لقد خيم الظلام على آفاق الهند ، إن عبد الحي لم يمت ، بل الهند هي التي ماتت ، ليتني مت قبله ، لقد بلغت من الكبر عتيا ، و بقى على هذه الحالة النفسية السيئة مدة أسبوع ، و لم يعد يكتب شيئًا بعد عبد الحي ، و عندما سأله مقربون عن السبب ، أجاب : لم يبق رجل يعي الكلام حتى أكتب . هذا التأثر و الحزن، يرويه تلاميذ مولانا عبد الحي و أصحابه من قبيل الفخر و الاعتزاز.
و من مزايا مولانا الصديق ، زواجه بحاكمة بهوبال ، و ليس ذلك من الأمور التي تتيسر لأي إنسان ، فقد كانت الحاكمة قبل زواجها من الصديق حسن تركب الخيل و تتجول مع حاشيتها في الشوارع ، لتَفَقُد حال الرعية و لكنها بعد تزوجها الصديق حسن منعها من الخروج ، و أبلغها بأنه لا يحق لها الخروج من بيتها لأي أمر من الأمور إلا بإذن من زوجها ، و أن حق من حقوق الزوجية ، و يأمرها بالطاعة ، فنجح بحبس الحاكمة في البيت بأمر شرعي . و لا يمكن لأحد أن ينكر مزايا صديق حسن المتعددة، و إن اختلافه في الرأي مع العلماء العظام من خلال بعض مؤلفاته لا ينقص من قدره شيئًا ، لأن اختلاف الرأي مطلوب في كل زمان ، و تكفير و تضليل أمثال هذا الرجل شطط بعيد ، فقد يخطئ ، و التكفير يغاير ما نعتقده أساسًا . و من يطلع على آثاره رحمه الله لابد أن يعرف قدره , و ليس بمقدور أحد أن ينكر فضله في خدمة أمته.
إن أكبر مزاياه و فضائله أنه توفى و هو في السجن ، و لو لم يكن لهذا الرجل شأن عظيم لما حبسه الإنجليز . و حينما جاءته السيدة زوجته الحاكمة لتستفسر عن أحواله و هو في السجن لطمها في وجهها و قال : كيف تخرجين من بيتك من دون إذني و أنا حي؟ ألا تخافين الله.
إن هذه الحادثة دليل واضح على كمال إيمانه رحمه الله.
خلاصة القول بأن الهند التي لا مدرسة فيها أنشأت رجلًا هو صديق حسن خان . اهـ
من كتاب العالم الإسلامي ج 2 – (814:812) .