منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

العرض المتطور

  1. #1

    الفروق مابين المفكر والباحث

    في محاضرة الدكتورة ريمه الخاني الأخيرة بعنوان: فن الخطاب الحديث لفت نظري واستفزني للبحث عن االفروق مابين الباحث والمفكر..فلقد بينت المحاضرة على أن الدكتورة مفكرة أكثر ، فهي تعرض لحلول ولمقترحات مهمة ، جعلت الموضوع بكامله قضية عصف ذهني...خاصة عندما وزعت أوراق الاستبيان..وعليه فماهي مقومات كل واحد منهما ومالفرق؟.
    وشكرا.

  2. #2

    رد: ياغير مسجل الفروق مابين المفكر والباحث

    منقولات ذات صلة:
    بين المفكر والمختص


    أ.د. عبدالكريم بكار



    يزداد تشعب العلوم يوماً بعد يوم ، ويصبح الفرع فروعاً ، ويتولد من العلم الواحد علوم ، وتتفجر المعرفة نتيجة الأعداد الضخمة من المثقفين الذين يعملون في مجالات البحث العلمي ، ونتيجة الوسائل الكثيرة المتاحة لهم ، وعلى رأسها الحاسب الآلى .
    وإلى جانب هذا فإن العلم نفسه صار يفرز مشكلات جديدة ، يوصف كثر منها بأنه مصيري ، ويتقدم العلم ويزداد تشابكه مع العلوم السياسية والأخلاقية ! مما دفعنا إلى تسليط الضوء على هذه القضية .


    من هو المفكر ؟
    يمكن أن نقول بإيجاز : إن المفكر هو من يملك رؤية نقدية ينقل من خلالها تناقضات مجتمعه ومشكلاته إلى حسِّ الناس وأعصابهم ، لتصبح إحدى مفردات همومهم اليومية ، وهو بما يعرف من سنن الله تعالى في الأنفس والآفاق ، وبما يملك من رؤية شاملة فاحصة للواقع والتاريخ يتمتع بـ (حاسة الاستشعار عن بعد) ، فيرى ما لا يراه الناس ، فينذرهم ويوجههم نحو طريق الفلاح . وكثيراً ما تكون حياة المفكر قلقة ، بل قد يدفع حياته ثمناً لما يحمل من فكر ، إذ أن المفكر كثيراً ما يكون سابقاً لمعاصريه ، وهذا يجعل إدراك أبعاد ما يقول غير متيسر لأكثرهم ، كما أن ما يحدثه من استبصار في مشكلات أمته يتعارض مع مصالح فئات في المجتمع ، تقتات من وراء وجود تلك المشكلات ، مما يثيرها عليه ، ويجعله هدفاً لها . وقد يكون المفكر متخصصاً في أحد فروع العلم ، وقد لا يكون . وقليل أولئك الذين يتقنون تخصصاً ما ثم تكون لهم رؤية مجتمعية شاملة .


    أما المختص فإنه يكون - في الغالب - متبحراً في علم من العلوم التطبيقية أو الإنسانية ، فهو لا يصدر عنه إلا ليعود إليه ، وكثيرًا ما يكون المختص فاقداً للوعي الاجتماعي ، إذ إن التخصصات في حالة من التوسع المستمر ، كما أن مشكلاتها في تزايد مستمر ، ومهما بذل المرء من جهد بغية إتقان تخصصه وجد أن التراكم المعرفي يبعده عن غايته تلك ، وهذا يقتضي منه المزيد من الانهماك فيه ، والمزيد من البعد عن مشاكل الحياة اليومية ، وبالتالي فهو يبتعد باستمرار عن الرؤية الشاملة .


    وحياة المختص - في الغالب - أقرب إلى السلامة والاستقرار ، لأن الفئات التي تنزعج من المفكرين تتخذ من الاختصاصيين وسائل تساندها - ولو بصورة سلبية - في الوصول إلى مصالحها .
    ويمكن أن يقال : إن المختص يشبه طبيباً في قافلة كبيرة ، فهو لا يعرف الكثير عن أهداف المسيرة أو محطات التوقف ، إذ إن معالجة الأعداد الكبيرة من المرضى تستغرق كل وقته ، أما المفكر فهو قائد القافلة الذي عنده معرفة تامة بكل المشكلات الكبرى التي تواجه القافلة ، كما أن مخطط السير واضح لديه تماماً ، وهذا في الغالب يجعله لا يتمكن من معرفة التفاصيل الدقيقة لكل شؤون الرحلة ، ولماذا يهتم بذلك وهناك المختصون الذين يعملون على علاجها وتسييرها .


    التخصص ومشكلاته :
    يجب القول ابتداء أن مجالات التخصص آخذة في التفرغ يوماً بعد يوم ، والباحثون يشعرون بضيق المجالات التي يعملون فيها وميلها إلى شدة التخصص ، وهذه الحال نفسها هي التي أدت إلى التراكم المعرفي الضخم الذي نراه اليوم ، حتى إن بعض المولعين بالإحصاء يقولون : إن المعرفة تتضاعف فيما بين كل عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة ، وهذا كله ما كان ممكناً لولا التخصص الدقيق والدقيق جداً ، لأنه وحده الذي يسعف في رفع سقف المعرفة ، وهو وحده الذي أدى إلى وجود كل هذه الإنجازات التي نراها . والذين يحاولون إظهار أنهم على معرفة موسوعية يعرضون - في الغالب - معلومات ناقصة أو مزيفة ؛ لأن زمان المعرفة الموسوعية قد انتهى .
    ولكن لابد هنا من القول : إن ما تم من إنجاز علمي ، وبذل في سبيله الغالي والنفيس ، إنما وجد من أجل خدمة الإنسان وتحقيق سعادته ، وعلى المختصين أن يتأكدوا من أن تلك الإنجازات حققت أهدافها ، وظلت في مأمن من أن تستخدم لتدمير إنسانية الإنسان ، بل وجوده كله ! !


    ولنضرب لذلك مثالاً واحداً نجلو به ما نرمي إليه .
    فقد كان من المعروف قبل الحرب العالمية الثانية أن العلماء الألمان قطعوا شوطاً بعيداً في محاولة استغلال المعرفة النظرية المتعلقة بالتركيب الداخلي للذرة ، وكان من المسلم به أن هذه المحاولات ستسير في المجال العسكري ، وكان هناك خوف من أن تستغل الطاقة الهائلة التي تتولد عن انشطار الذرة في تدمير الإنسان على يد هتلر الزعيم النازي ، ومن ثم فإن مجموعة من العلماء الفارين من جحيم النازية إلى أمريكا طلبوا من الرئيس (روزفلت) رئيس أمريكا آنذاك تخصيص الأموال والوسائل اللازمة لإنتاج القنبلة الذرية قبل أن يتمكن العلماء الألمان من صنعها وجعلها في يد حاكم مثل هتلر يستخدمها في فرض قيم معادية للإنسانية ، وكان في ظنهم أن حيازة أمريكا لها سوف يردع هتلر - فيما لو امتلكها - عن استخدامها . وتم ذلك في مدة قصيرة حين أجريت أول تجربة ذرية في عام 1945 في صحراء نيفادا ، ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى ألقيت أول قنبلة على (هيروشيما) في اليابان في الثامن من آب عام 1945 ، وأعقبتها بعد أيام قنبلة أخرى على (نغازاكي) مما عجل بالاستسلام النهائي لليابان .


    وقد كان من رأي العلماء الذين اخترعوا القنبلة الذرية أن تجرى تجربة دولية أمام مندوبين من مختلف بلاد العالم لإطلاعهم على مدى القوة التدميرية للقنبلة ، ويطلب من اليابان أن تستسلم على هذا الأساس ، ولكن الحاكم السياسي لأمريكا آنذاك ، وهو الرئيس (ترومان) كان له رأي آخر .
    وتكفيراً عن الذنب أمضى كثير من أولئك - ومنهم أينشتين - بقية عمرهم في الدعوة إلى السلام . ومن العسير على العلماء اليوم أن يتحكموا في كيفية استخدام علومهم وتطبيقاتها حيث إن الشركات والمؤسسات الكبرى هي التي تنفق على أبحاث العلماء في الغرب ، كما أن الدولة في المعسكر الشرقي ترعى العلماء وتنفق عليهم ، مما يجعل إسقاط حقهم في التحكم فيها أمراً مسلماً به مسبقاً .
    ولا تقف مشكلات التخصص المغلق عند هذا الحد ، فقد وجد مثلاً أن بعض الأمم تولي ثقة للمختصين والفنيين ، وربما يحثونهم على القيام بتشكيل حكومة تسمى بالحكومة (التكنوقراطية) ، أي حكومة الاختصاصيين ، وقد خيب هؤلاء الآمال في كثير من الأحيان ، لأنه ثبت أنهم ينظرون إلى المشكلات الكبرى بمنظور أضيق مما هو مطلوب ؛ لأن مهنتهم وتخصصهم الدقيق يغلب عليهم ، ومن ثم فإنهم عاجزون عن تأمل الأمور من منظور شامل . ومن هنا فإن المجتمع كثيراً ما يلجأ إلى السياسيين والشخصيات العامة لإصلاح ما أفسده المختصون .
    إن في المجتمع حوارات داخلية غامضة ، لا يقف عليها إلا من خالط الناس في شرائحهم العديدة ، ومن ثم يعجز غالباً المختصون عن قيادتهم وتحسس مشكلاتهم .


    وقد عزلت التخصصات المغلقة أصحابها عن طبيعتهم الإنسانية حين تحول العلم على أيديهم إلى مجموعة من الإجراءات التي تقتضي تدريباً وتعليماً مكثفاً ، ومن ثم فإن المختص يتباعد تدريجياً عن رؤية الصورة الكلية للحياة ، كما أن العلم وفق هذا المنهج يفقد وظيفة من أهم وظائفه ، وهي فقه الذات والعودة إليها واستكناه أغوارها ] وفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [ [الذاريات : 21] . ومن ثم فقد برز اتجاه يدعو إلى ضرورة خروج العالم من تخصصه إلى تخصصات أخرى قريبة منه تتكامل معه وتثريه ، كما نشأت دعوات للعلماء التطبيقيين أن يقرءوا في الدراسات الإنسانية ، وأن يعايشوا المشكلات اليومية لمجتمعاتهم - ولو بمقدار - حتى يحدث التوازن في ثقافاتهم وشخصياتهم المجتمعية .
    وهذه المشكلات هي مشكلات الباحث في العالم المتقدم مادياً ، أما المختصون عندنا فلهم إلى جانب هذه المشكلات مشكلات أخرى من نوع آخر ، حيث إن الباحثين في ميادين العلوم التطبيقية مازالوا إلى هذه اللحظة عند العلوم ، أما التطبيق فإن الأوضاع في العالم الإسلامي لا تساعد على التطبيق الصحيح ، ولذلك فإن من استطاع من الباحثين الهجرة إلى الغرب هاجر ، ليجد هناك المجال الرحب لتطبيق النظريات التي توصل إليها ، وليضاف إنتاجه بعد ذلك للحضارة الغربية ، ومن لم يستطع الهجرة توقف النمو العلمي لديه ، ثم تراجع ؛ لأن العلم لا ينمو إلا بالتجربة والتطبيق .
    أما الباحثون في ميادين العلوم الإنسانية عامة فلهم مشكلة من نوع آخر ، حيث إن عدم تنظيم المعرفة لدينا بالشكل المناسب وانعدام التواصل بين الباحثين جعل كثيراً منا يجاهد في غير عدو ، وذلك لأن البناء المعرفي أشبه شيء ببناء ذي طوابق ، مع فارق واحد هو أن العلماء كلما انتهوا من بناء طابق معرفي انتقلوا إليه وتركوا ما تحته فارغاً ليشكل أساس البناء ومنطلقاته ، وهذا هو التراكم المعرفي .
    والمشكلة أن كثيراً من الباحثين لدينا يرفضون الانتقال من الطابق الأول إلى ما فوقه ، إما لعدم إدراكهم لضرورة الانتقال ، وإما لعجزهم عنه ، وإما لعدم معرفتهم أن هناك طوابق أخرى فوقهم . وهذا ما نعنيه عند القول : إن المعرفة عند كثير من
    باحثينا تفقد صفة التراكم اليوم .
    إن كثيراً ممن يملك أفضل العقول لدينا مشغولون بنشر كتب تراثية أو كتابة بحوث كتب خير منها من أكثر من قرن من الزمان ، وقد يعمل الواحد من سنوات في تحقيق كتاب مخطوط نقله مؤلفه عن كتاب مطبوع بين أيدينا ، فما الحاجة إلى تكرار غير مفيد ! ! إن ما ينبغي العمل فيه في ميادين العلوم الإنسانية هو كل ما يمثل إضافة للذات ، أو يساعد في حل مشكلة واقعة أو متوقعة ، وما عدا ذلك فهو هدر لطاقات الأمة بأمس الحاجة إليها .
    ولا يقف الأمر عند هذا ، بل يتجاوزه إلى أن بعض المختصين يفني عمره في حفظ مسائل وقراءة أبواب لا يحتاج إليها الواقع المسلم في شيء ، ولو أنه التفت إلى واقعه ، ثم أعمل النظر فيما يحتاج إليه ذلك الواقع ، من فقه ، وفهم ، وتفجير للنصوص ، وقراءة للتاريخ ، لاستطاع عمل الكثير لهذه الأمة .
    ومن هنا يرى بعض المفكرين أنه لا يمكن تنمية فقه الأولويات ، وفقه الموازنات في وضع حضاري شديد التعقيد ، إلا إذا امتلك المختصون رؤية شاملة ، وعرفوا مواضع أقدامهم ، من خلال معرفة الواقع المعاش والواقع التاريخي ، ومن خلال الانفتاح على الأنشطة الحياتية المختلفة .

  3. #3

    رد: ياغير مسجل الفروق مابين المفكر والباحث

    من هو المفكر ؟
    زكي الميلاد
    في الانطباع العام أن المفكر هو أعلى درجة وأرفع رتبة من المثقف، وأقل درجة وأنزل رتبة من الفيلسوف، وبحسب هذا الانطباع الشائع فإن المفكر يقع في منزلة وسطى بين المثقف والفيلسوف، منزلة تخطت مرحلة المثقف، ولم تصل بعد إلى مرحلة الفيلسوف، لكنها تقع على هذا الطريق.


    الأمر الذي يعني أن المفكر لا يكون مفكرا إلا بعد أن يتخطى وضعية المثقف، والفيلسوف لا يكون فيلسوفا إلا بعد أن يتخطى وضعية المفكر.


    وعلى هذا الأساس جاز القول إن كل مفكر هو مثقف بالضرورة، وليس كل مثقف مفكرًا بالضرورة، وكل فيلسوف هو مفكر بالضرورة، وليس كل مفكر فيلسوفًا بالضرورة.


    وفي الظاهر العام أن الفارق أو المائز بين هذه النماذج الثلاثة، يتحدد في طبيعة الانتساب المعرفي، فالمثقف وصف يوحي بالانتساب إلى الثقافة، والمفكر وصف يوحي بالانتساب إلى الفكر، والفيلسوف وصف يوحي بالانتساب إلى الفلسفة، فهل هناك فروقات ومفارقات بين هذه الحقول الثلاثة الثقافة والفكر والفلسفة؟.


    إن الكشف عن هذه الفروقات والمفارقات، هو من مداخل البحث عن الحدود الفاصلة والمائزة بين المثقف والمفكر والفيلسوف، لكن هذا النمط من البحث فيه من الشرح والتفصيل والاستغراق النظري (اللغوي والاصطلاحي والمفهومي والتاريخي) ما لا يحتمل هنا.


    ولعل الفارق الكلي والعام بين هذه النماذج الثلاثة، يتحدد وبإيجاز في أن الثقافة ناظرة في العادة إلى الجانب السلوكي والنظام السلوكي في حياة الفرد والجماعة والأمة، والفكر ناظر في العادة إلى الجانب الفكري والنظام الفكري في حياة الفرد والجماعة والأمة، والفلسفة ناظرة في العادة إلى الجانب السلوكي والجانب الفكري معا، الجانب السلوكي يتصل بمبحث القيم في الفلسفة، والجانب الفكري يتصل بجانب المعرفة في الفلسفة، وهما إلى جانب مبحث الوجود المباحث الثلاثة الأساسية للفلسفة.


    ومن هذه الجهة، يعد المثقف أقرب إلى نمط النقد السلوكي، بينما يعد المفكر أقرب إلى نمط النقد الفكري، في حين يعد الفيلسوف أقرب إلى نمط النقد المزدوج بما يشمل النقد السلوكي والنقد الفكري معا.


    بعد هذا القدر من الفروق والمفارقات، فمن هو المفكر؟


    لا أدري ما هي رؤية الآخرين وحدهم ورسمهم في الإجابة عن هذا السؤال، لكن الذي أراه أن وصف المفكر يتحدد من خلال ثلاثة أمور رئيسة هي:


    الأمر الأول: يتحدد على أساس عنصر التجربة، فالمفكر هو صاحب تجربة فكرية عادة ما تكون طويلة من ناحية الزمن، وجادة من ناحية التعامل، وثرية من المعرفة، ومميزة من ناحية التقاليد، وما اكتسب المفكر هذا الوصف إلا بفضل هذه التجربة المتفردة بهذه الملامح والسمات، وليس هناك مفكر من دون أن تكون في رصيده تجربة فكرية توصف غالبا بالتخلق والتفرد.


    الأمر الثاني: يتحدد على أساس عنصر الذاتية، بمعنى أن المفكر هو من يتحدث عن ذاتيته لا عن ذاتية الآخرين، عن ذاتيته ليس بمعنى إبراز هذه الذاتية والتباهي بها، والإعلاء من شأنها، أو التمحور حولها، كما ليس بمعنى التنكر إلى الآخرين، وتغافلهم وعدم الاكتراث بهم، والإجحاف بحقهم، وإنما بمعنى من يشعر بذاتيته الفكرية على سبيل الفعل وليس على سبيل القوة، من يشعر بذاتيته الفكرية وليس بذاتيته النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها من الذاتيات الأخرى.


    الذاتية التي تجعل المفكر صاحب هوية يستقل بها عن الآخرين ويتمايز، وتكسبه قوة ذاتية وثقة وشجاعة، تظهر وتتجلى في خطابه وفكره، في شخصه وسلوكه.


    وهذه الذاتية لا تنشأ رغبة وتمنيا، ولا تظهر قولا وادعاء، ولا تتكوّن في دفعة واحدة، ولا بطريقة طفرة سريعة، وإنما تنشأ متدرجة وبصورة بطيئة، وتظل تتنامى حتى تتجلى راسخة في ظهورها وحضورها.


    وتنشأ هذه الذاتية ابتداء عند المثقف، ويحس بها لكن بصورة أولية وبسيطة، وتظل في حالة نمو وتقدم إلى أن تصل لدرجة تكسب الإنسان صفة المفكر، وتصل هذه الذاتية إلى أعلى درجاتها عند الفيلسوف.


    الأمر الثالث: يتحدد على أساس عنصر الابتكار، بمعنى أن المفكر هو الذي حقق ابتكارا بالفعل، على مستوى الأفكار أو النظريات أو المفاهيم أو المناهج، وعرف عند الآخرين، وفي ساحة الفكر والمعرفة بهذا الابتكار.


    والمفكر ما قبل الابتكار، هو مفكر على سبيل القوة، وبعد الابتكار هو مفكر على سبيل الفعل، كما أن المفكر ما قبل الابتكار، هو مفكر على سبيل المجاز والشك، وبعد الابتكار هو مفكر على سبيل الحقيقة واليقين.


    بهذه الأمور الثلاثة المتلازمة يمكن تحديد من هو المفكر!

  4. #4

    رد: الفروق مابين المفكر والباحث

    حياك الله مهندس فراس
    عن نفسي لست مفكر ولا أحب وصف نفسي بأي صفة، وعادة ما أكتب اسمي فقط، ولكن والدتك الكريمة أصرت إلا أن تضع صفة تحت الاسم وبعد أخذ ورد اتفقنا على كاتب وباحث وذلك ما أضعه عند الاضطرار!
    اطلعت على ما نشرته أعلاه ولأنني لست مفكراً ولا فيلسوفاً، وللعلم لست من أنصار الفلسفة، ولذلك قد أختلف كثيراً برأي عن ما ورد في وصف الفيلسوف وأنه ليس دقيقاً، فالفلسفة هي حكي في المحكي تقريباً! ولعلمك لسنوات طويلة كنت أحضر محاضرات أسبوعية في الجمعية الفلسفية هنا في صنعاء ولا بد من مشاركة ونقاش طويل في كل محاضرة، وألقيت لديهم عدة محاضرات ...
    ولدي بحث طويل جداً منشور جزء مختصر له في مجلة مُحكمة هنا، أفكر في نشره كتاباً ولكن للأسف أمثالنا غير مرغوبة كتاباتهم وأفكارهم، بعنوان:
    "معركة المفاهيم:
    الحضارة .. الثقافة .. العولمة .. الدين .. وجهة نظر"!
    من غير أن أخلص فيه لقول رأي يخلص منه القارئ الفطن إلى أن تلك الكلمات هي مترادفات لمعنى واحد هو: الدين!!
    فيمكنني أن أتحدث في ما أعلم وهو المثقف: المثقف هو الذي يترجم ثقافته لسلوك حياتي وإلا فقد صفة المثقف وأصبح جامع معلومات أو معارف!
    الثقافة في تعاريفها الحضارية هي السلوك
    أما المفكر من خلال تجربتي المتواضعة يمكنني القول: هو من دفعه شعوره بالانتماء أو المسئولية إلى تبنى مشكلات مجتمعه أو وطنه وأمته ويبحث لها عن حل، أو يحاول الارتقاء بمستوى من حوله لما هو أفضل، وكلما كانت تجربته أكبر أو ثقافته وعلمه أوسع كلما كان تفكيره أعمق ...
    وأرجو تغيير العنوان المبرمج
    وتقبل خالص تحياتي

  5. #5

    رد: الفروق مابين المفكر والباحث

    بناذ على ماتفضلت به أستاذ مصطفى، فأرى ان جهود المفكر ذهنية تطبيقية، بحيث يبحث عن حلول يحلل مشكلات، ويضع اقتراحات، بينما الباحث مهمته تحليلية أكثر.
    وماأحوجنا للأولى .
    أغبط وأقدر جهودك القيمة أستاذ مصطفى، والشكر موصول للأستاذ فراس لإثارة الموضوع الهام.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: الفروق مابين المفكر والباحث

    حياكِ الله أختي أم فراس
    أضيف إضافة هنا عن الفارق بين الباحث والمفكر:
    ما أكثر المفكرين في وطننا الذي تسببوا ومازالوا في نكباتنا وأزماتنا بتفكيرهم!!!
    هو قلة مفكرين يملأون الفضائيات والمنتديات ومراكز الدراسات وليس منهم إلا لقب؟!!!
    ليس كل ابُحاثة سواء؛ وهناك فرق بين باحث وباحث!
    هناك باحث موظف، مجرد وظيفة، معطل عقله وينسخ ويلصق فقط ويعد بحث حول الموضوع الذي يُطلب منه!
    وهناك باحث مفكر ينتقد ويعترض ويصحح ويعدل ويؤكد ويقدم حلول ويستخلص نتائج و... عقله فاعل ومتفاعل
    مع ما يبحث عنه ويكتب عنه، والتحليل هو تفكير وليس بحث ونسخ ولصق، هو إبداع والخروج بأفكار يقدمها لمن
    يعجز عقله عن التفكير التفكير والفهم والاستنتاج و....!!!
    وإلا نعتبر الطالب الذي يعد استمارة أو استبيان أو ما شابه ذلك أنه مفكر في هذه الحالة؟!!!
    الخلاصة:
    لا تقيدوا المصطلحات في عالم تطور وتغير وفي حالة تطور مطرد كل يوم فيه جديد ...
    في الغرب لم تعد شهادة الدكتوراه ذات قيمة ولا لقب دكتور عندهم يعني أنه يفهم أكثر من غيره ...
    لقب الباحث في الغرب الآن يعلو على لقب دكتور أو بروفيسور أو مفكر أو محلل أو ... كثير مما لا زال يبهرنا
    تحياتي

  7. #7

    رد: الفروق مابين المفكر والباحث

    فعلا هناك فرق مابين مفكر ومفكر وباحث وباحث، والسؤال ماذا بنى من وراء بحثه وفكره.

    أما أن الباحث عموما قد يعلو عن الدكتور فهذا قول حق ، نراه من خلال مانقراه ونتابعه.
    حياك اللهز
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الفروق مابين إصدارات ويندو 10
    بواسطة أوس الحكيم في المنتدى فرسان البرامج الهامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-06-2016, 05:16 PM
  2. الفروق الجوهرية مابين الآيات المكية والمدنية
    بواسطة راما في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-08-2014, 07:54 PM
  3. الفروق اللغوية بين جلس وقعد!!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-31-2011, 03:56 PM
  4. من الشخصيات العربية البارزة المفكر والباحث والمترجم الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري/
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-24-2010, 04:15 PM
  5. الفروق بين الجنسين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الطب النفسي .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-08-2006, 02:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •