في بعض مساجدنا : معارك خلف الصفوف !‎

[محمود المختار الشنقيطي]

محمود بن محمد المختار الشنقيطي :*من مواليد سنة 1380هـ*لا يعرف نفسه إلا وهو يقرأ.*لم يلتحق بالتعليم مبكرا،لبعض الظروف .. ولبعض الظروف لم يكمل تعليمه.*بدأ الكتابة بالقصة القصيرة .. في جريدة"الجزيرة"*نشر في كل الصحف المحلية،وكان جل كتاباته في جريدتي"الجزيرة"و"المدينة المنورة"*نشر في مجلة "الهلال"القاهرية.*نشر في مجلة "كل الأسرة"الإماراتية.*تحول إلى النشر الإلكتروني .. بعد ذلك .. عبر "موقع "ثم "صحيفة لجينات" وصحيفة"المقال".

في بعض مساجدنا : معارك خلف الصفوف !

قبل سنوات استمعت إلى حوار – عبر الإذاعة – روى فيه الضيف قصة أم اشتكت له .. قالت أن ابنها .. يدعو على إمام مسجد الحي - بالموت - لأنه يطرده من الصف الأول!!رويت القصة لأحد الزملاء،فروى هو أيضا قصة "غلام"كان حريصا على الحضور المبكر للمسجد،حتى أنه يسابق المؤذن .. ثم تغير حاله.تذكرت الأمر وأنا أستمع إلى حديث عن المعارك التي تدور خلف الصفوف،ونحن نصلي،والتي تصل إلى "شتم الأم".. يتسرب إلى آذان المصلين .. وكانت النصيحة .. كيف لا ينهر المتأخرون عن الصلاة أولئك الصبية .. أو يخبروا آباءهم؟قبل الإجابة على السؤال .. أروى ما خطر في بالي،حين سمعت قصة الطفل الذي يُطرد من الصف الأول،وأنا دائما أتحدث عن الطفل المميز.تذكرت مباشرة حديث الطفل الذي كان عن يمين الحبيب صلى الله عليه وسلم،وحين شرب استأذنه في أن يسقي الأشياخ قبله .. فرفض التنازل عن حقه .. فأخذ القدح.هذه الحادثة تشي بمكانة الإنسان في الإسلام .. وقياسا عليها .. فالطفل الذي يحضر إلى المسجد مبكرا أحق بمكانه .. الذي سبق إليه.عدت بعد هذا التفكير "الاجتهادي" – إن صح التعبير – لأقرأ .. فأعجبني جدا رأي للإمام أحمد .. حيث نقل عنه أن من يأخذ مكان صبي سبق إليه .. فكأنه اغتصب المكان.كما وجدت حديثا للسلف الصالح – رضي الله عنهم – عن حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ( ليليني منكم أولو الأحلام والنهى) .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. قال بعض السلف أن هذا يضع مسؤولية على أولى النهى والأحلام أن يبكروا للصلاة .. فلا يسبقهم .. غيرهم... فضلا عن الصبيان!!وعلى كل حال .. حين نتحدث عن الصبيان .. فأمر طرد الأطفال من الصف الأول، أعم من الأمكنة التي خلف الإمام مباشرة .. ويفترض أيضا أن يفرق بين طفل شوهد وهو يلعب في الصلاة،وآخر لا يفعل ... لكي لا نأخذ البريء بالمذنب.أعود إلى السؤال الذي طُرح في مسجدنا .. لماذا لا ينهر من تأخر عن الصلاة،الأطفال الذين يلعبون خلف الصفوف .. أو يخبروا آباءهم؟السؤال صغير وسهل ظاهرا .. ولكن!!الواقع يقول .. أن الأمور أصحبت أكثر تعقيدا ... فلم نعد نعرف كل أطفال الحي .. لتخبر آبائهم .. وهناك أبناء المطلقات .. والأرامل .. فلمن ستشتكيهم؟وقد حصلت قصة في مسجد حينا .. حيث أشار أحد المصلين بعد أن سلم إلى صبي بعينه وقال هذا كان يلعب .. إلخ.فتعالت الأصوات .. ما بين داعي له بالهداية .. ومطالب بإخبار والده ..إلخ.الصبي صلى جواري – في الصف الأول – مرارا .. وكان هادئا .. فما الذي غيره؟لا شك أنها جيرة "السوء" .. فحتى الطفل الهادئ حين يصلي إلى جوار طفل "يلكز"أو"يدوس على قدمه" .. فسيخرج الجانب السيئ من الطفل الهادئ !!وهذا يعيني أن من الحلول المقترحة لمنع لعب الصبيان،وعراكهم .. أن يفرق بينهم .. وقد كنت أفعل هذا حين أذهب بأطفالي إلى الحرم .. بغض النظر عن لعبهم،من عدمه .. إن وجود شخص كبير بين طفلين .. أسلم لصلاتهما .. وهذا أولى من طرد الصبيان من الصف الأول .. وتنفيرهم من الحضور المبكر إلى المسجد .. ما داموا في النهاية سيطردون من الصف الأول.إذا : الرفق بالصبيان أولى من القسوة عليهم .. والتفريق بينهم أولى من طردهم . محمود المختار الشنقيطي



عبر صحيفة"نماء" :
في بعض مساجدنا: معارك خلف الصفوف - صحيفة إنماء الإلكترونية

[د. عيد دحادحة]

أكرمك الله تعالى أخي الحبيب محمود المختار ، فهذه لفتة تربويّة إيمانيّة بارعة ، أحسنت فيها الاختيار .
قد ذكّرني ذلك بإحدى المساجد التي كنت أتردّد عليها في صِباي،إذ كان يُطرد منها الفتية الصغار بذريعة أنّ آباءهم لا يشهدون الصلاة !
فيُطرد الأبناء بجريرة الآباء ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم .

[سارة الحكيم]

السلام عليكم
جزاك الله خيرا لأمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر، أسمع عن هكذا أمور تحدث، و لكن إلى الآن تحدث؟!! ،إنه لموضوع يؤلم القلب، فعلا تحتاج هكذا معضلة أن ننشر توعية عنها ، فعلى المرء أو بالأحرى المسلم أن يفكر بأنه جزء من مجتمع كامل، و لا يفكر في نفسه فقط فينهر أحدا ظنا منه أنه يستحوز الأجر ل نفسه، فقد أذهب الأجر ب سيئة أخرى ، علينا تعميم فكرة اننا جزء من كل، نساعد بعضنا و نعين بعضنا ل نكون وحدة قوية متكاملة، فالكبار قدوة للصغار، يعطفون عليهم و يدعمون أي سلوك جيد فيهم و يقلصون أي سلوك أخر سيئ و إعادة توجيههم، فيكبروا الصبية الصغار ليحرصو على الكبار في كبرهم ، و تدور الأيام. كل فرد يحرص على الأخر. هذا هو المجتمع المسلم الذي صفوفه كالبنيان المرصوص الذي سنعمل على تحقيقه بإذن الله.

[جريح فلسطين]

لقد انحرفت الدعوة عن مسارها بسبب الاعلان المعاكس، وحار الدعاة الجيدين كيف يعيدون الناس وهم جياع متعبين...ولكن لم يكلوا

[محمود المختار الشنقيطي]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. أخي د.عيد دحادحة .. اللهم آمين،وأكرمك الله أخي الحبيب. هذا ونحن أمة:"ولا تزر وازرة وزر أخرى" نأخذ طفلا - يرغب في الصلاة مع المسلمين - بجريرة والده؟!! إن عجائبنا لا تنتهي!!
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختي الكريمة سارة الحكيم .. بالضبط كما تفضلت ذلك هو سلوك الأسرة المسلمة .. ولكننا منذ أن استوردنا كل شيء من الغرب .. ثمة من يسعى لهدم "الأسرة" - كما هُدمت في الغرب - لإقامة "المجتمع"بديلا عنها .. فيكون"النظام"و"المؤسسة"عوضا عن"الحب الأسري" وكل تلك القيم الإيجابية التي تقدمها الأسرة.
والشكر موصول لأخي (جريح فلسطين) .. ولن يكل الدعاة إن شاء الله .. لعل جزء من المشكلة أن "التلفاز" و"الفاضائيات" - التي أصبحت تلفازا وسينما في وقت واحد - تقوم بالجزء الأكبر من "التربيىة" .. وبطريقة زراعة الأفكار بتشخيصها .. فتتسلل إلى الأذهان دون إعطاء فرصة للنقاش والرد .. إلخ.
جزاكم الله خيرا .. وتقبلوا خالص تحياتي.