تقع قلعة شميميس، وهي قلعة عربية تم ترميمها في القرن الثاني عشر، شرق مدينة حماة وعلى بعد 4كم من السلمية إلى الشمال الغربي، يحيط بها خندق محفور في كتلة من الحمم البركانية ولها سور دائري.
وحسب المصادر التاريخية، يقال إن البناة الأوائل للقلعة هم أمراء شمسيفرام أمراء حمص الهلنستيين في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد .
وبنيت القلعة على شكل بيضوي وعلى قمة مرتفع جبلي يعلو حوالي 140 م عن السهل المحيط ، حيث يحيط بأسوارها الخارجية خندق عميق يصل عمقه إلى 15 م .
ويعطي الشكل الخارجي للقلعة انطباعاً كبرج دائري ضخم، حيث لا تظهر أي بقايا لبرج متقدم عن هذه الأسوار وإنما استخدمت تقنية الأبراج الداخلية في عمارتها، كما يظهر أن أكثر هذه الأبراج كانت مؤلفة من طابقين أو أكثر .
واستخدمت الحجارة البازلتية السوداء صغيرة الأبعاد في بناء القلعة، التي تحتوي على بقايا لأربعة أبراج داخلية وخزان ماء أرضي محفور في الصخر، وفي الجهة الجنوبية الشرقية من القلعة، تقع بئر ماء ضخمة، يبدو أن هذه البئر كانت أساسية للنظام المائي في القلعة، مع الاعتماد على مياه الأمطار والتي تعتبر ثانوية بسبب صغر مساحة المسطحات للقلعة.
أما مدخل القلعة، فيقع من الجهة الشمالية الشرقية بشكل باب صغير بين برجين داخليين، تتقدمه قاعدة الجسر الخشبي الذي كان يوضع فوق الخندق الذي يملأ بالماء في أيام الحصار.أما المياه التي كانت تستخدم في ملء الخندق، فيبدو أنها كانت تستجر من تلك البئر العميقة .
القلعة في التاريخ
يذكر بعض الباحثين أن القلعة كانت عامرة في الفترة الرومانية، ولكن دورها كان في مراقبة الطرق أكبر من دورها العسكري . بسبب بعدها عن حدود النزاعات الإمبراطورية بين الفرس والرومان .
كما يقال، إن القلعة احتلت دوراً مهماً في الفترة الأيوبية، حيث ذكر أبو الفداء في تاريخه أن البدء في بناء القلعة كان في عام 1228 م على يد الأمير شيركوه الأيوبي أمير حمص .
وقد وصل الإهمال إلى القلعة في الفترة العثمانية لبعدها عن مركز المدينة وبسبب وجود قلعة سلمية في داخل المدينة. فأصابها التدهور الذي ساعد الإنسان في زيادة سرعته حتى غدت القلعة أطلالاً و منها بقايا جدران وأقبية وأبراج .
موقع استراتيجي
تتميز قلعة شميميس بموقعها الاستراتيجي وبإطلالتها الجميلة والواسعة من الجهتين الشرقية والغربية، ولكن الجبال تحجب الرؤية من الجنوب والشمال، لذلك بنيت أبراج للمراقبة على هذه الجبال القريبة لمراقبة الطرق ونقل الأخبار بشكل سريع. حيث ما زالت تظهر بقايا لأحد هذه الأبراج على جبل الخضر من الجهة الشمالية الغربية، وحيث تطل القلعة باتجاه الغرب حتى تصل الى حدود مجرى نهر العاصي، وتطل على مساحات واسعة باتجاه الجنوب ولمسافة تقدر بـ 30 كلم باتجاه حمص. أما باتجاه الشرق، فتطل على سهول المنطقة الهامشية الفاصلة بين البادية والمعمورة.
أقسام القلعة
تتألف القلعة من قسمين منفصلين بجدار بينهما: القسم الشرقي وفيه البوابة المتحركة والبئر المائية وبئر أخرى للتمويل، وفيه بقايا أبراج مراقبة دفاعية، ولايزال فيها برج للدفاع عن الباب، وفي هذا القسم تقوم الأبراج الدفاعية على الحافة الشرقية من الأعلى. بينما توجد في الأسفل أقبية ردم بعضها وما زال البعض الآخر ظاهراً كمساكن للجند وخدم القلعة وحراسها.
أما القسم الغربي، ففي زاويته الجنوبية الغربية تنتصب بقايا من دار الإمارة، حيث يظهر من أرضه المنضدة بالحجارة الملونة والجدران والنوافذ التي لم تبق منها إلا بقايا قليلة، ومن الجهة الغربية والشمالية تقوم أبراج عالية ترتكز الى قواعد وأقبية بنيت على شكل عقود رباعية أو قناطر. ورغم تداعي أكثر الأبراج بيد الإنسان الذي كان يزور هذه القلعة، فيهدم الجدران ليلقي الحجارة في البئر المائية لاستطلاع عمقها، فقد بلعت البئر أكثر حجارة القلعة حتى غدا قعرها اليوم مرئياً.