منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8

العرض المتطور

  1. #1

    الحداثة بين شعرنا ونثرنا// من قلم غالب أحمد الغول


    الحداثة بين شعرنا ونثرنا
    من قلم غالب أحمد الغول
    أن أعداء العرب والمسلمين حاولوا منذ قرون أن ينالوا من تراثنا , لغة وعروضاً وشعراً , وادعوا أن الأمة العربية لا يمكنها التطور إلا باستعمال اللهجة العامية , وهذه الأفكار هي أقصر السبل للخلاص من مقومات حضارتنا دينياً وخلقياً وإنسانياً .
    لقد مر زمن طويل والمثقفون يتفرجون على لغتهم , وكأنها غريبة عنهم , ومعلمو المدارس بثقافاتهم المختلفة لم ينجحوا في تخريج أجيال تحفظ اللغة بقوة وجدارة , بحيث تتمكن هذه الأجيال من الإبداع والتطوير في الأبحاث الصالحة لدعم اللغة وتشجيع الشعراء على الكتابة وترويض العقول لإنتاج شاعرية تتماشى مع لغتنا وعروضناً , وإن الذين وقفوا ضد الشعر العمودي وحاولوا استبداله بما يسمونه شعرا لا يعتمد على وزن أو قافية , إنهم بمحاولتهم هذه لا يريدون إلا هدم تراثنا ولغتنا, وبالتالي الوصول إلى ديننا الحنيف , فاللغة والقرآن والدين الإسلامي وفروع كل علومنا ما هي إلا كشبكة خيوط العنكبوت , إن استأصلت منها خيطاً فسد البيت كله .
    وأما الذين يناشدون مثقفينا باللهجة العامية , فأي لهجة يريدون ؟ وهل هذه اللهجة يفهمها كل شعوب العرب , أم أن للقطر الواحد عشرات اللهجات , فانظر إلى هذه الكلمة :

    كيف : إنها كلمة فصيحة , ويمكن أن تقولها ويفهمك كل الشعوب العربي : كيف حالك ؟
    أما لو استعملنا اللهجات , فانظر إلى هذه الكلمات التي تعني ( كيف )

    في المغرب يقول ( واش حالك )
    في الأردن يقولون ( جيف انك )
    في سوريا يقولون ( شلونك )
    في مصر يقولون ( إزيك )
    وبعض اللهجات يقولون( كيفك)

    وهذه الكتابة من الصعب التحكم بإملائها من جهة , ومن الصعب أيضاً تحديد نبرتها , ولا تصلح للعلم والمعرفة , وبها نفقد نحونا وصرفنا وبالتالي نفقد معاني القرآن وتفسيره , ومن حكمة الله أن جعل لغتنا لغة واحدة موحدة بين العرب والمسلمين لنفهم بعضنا البعض ,
    يقول الجاحظ عن لغتنا العربية , هي (( جامع قومي يشد بعض أفراد الأمة إلى بعض , ويربط ماضيهم بحاضرهم , فهي عامل مهم للتطور , وهي أقدم اللغات الحية , ولا تزال تحتفظ بالإعراب تاما كاملاً ))

    ولقد وصلنا من أشعار الجاهليين شعراً استعملوا بها اللهجات , وقوبلت بالرفض , لأنها لا تتماشي ووحدة اللغة العربية , ومما جاء حول ذلك :

    جيادك في القــــــــــــيظ في نعمة
    تصان الجلال ــ وتنطي ــ الشعيرا

    فاستعمل كلمة ( تنطي ) بمعنى ( تعطي ) , وهذا لم يقبله العرب بعد نزول القرآن .
    ولقد روي عن عمر أنه سمع رجلا يقرأ (( عتى حين )) بلهجة هذيل , وهو يقصد كلام الله ( حتى حين )) فقال له عمر : من أقرأك هذا ؟
    فقال : ابن مسعود
    فكتب عمر إلى ابن مسعود ( إن الله عز وجل أنزل القرآن فجعله عربياً , وأنزله بلغة قريش , فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل والسلام )).

    وأما الحداثة الذين يريدون أن يكون شعرنا مهزلة لأفكارهم لا يحمل وزناً ولا قافية , ليختلط الأمر , ويصبح كل نثر شعراً , ليصلوا إلى أحاديثنا النبوية وإلى بعض آيات القرآن لينسبوها للشعر , فيكفينا ما روي عن الوليد بن المغيرة وهو من فصحاء قومه حيث سمع القرآن , وعاد إلى قومه يقول لهم (( لقد عرفت الشعر رجزه وهزجه فما هو منهم ( أي القرآن )

    وختاماً أقول , تعهد الله في الحفاظ على لغتنا وقرآننا , فلا نخشى من حداثة المحدثين , والله معكم ويرعاكم .

  2. #2
    أشكرك استاذ غالب على هذا البحث القيم , فلا تخش ــ أخي ــ من الأعداء , فالله كفيل بهم , ولغتنا ستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , وشعرنا العمودي ستتغنى به الأجيال إلى يوم الدين , وقصيدة النثر مهما بلغت وارتفعت فلن تصل إلى لإيقاع وموسيقى الشعر العربي الأصيل ( ديوان العرب ) أحيي فيك نخوتك العربية , وجهادك في المحافظة على التراث , واللغة , وهذه من سمات الرجال الرجال , تحية لك , والله يرعاك .

  3. #3
    أستاذ غالب , لقد أبدعت في هذا المقال , وأشكرك على همتك العالية , فأنت جدير بمعرفة الحقيقة لتنشرها بيننا , تحياتي

  4. #4
    كان عندنا الدكتور:"ضياء الدين الجماس " يمكنك مطالعة مواضيعه في قسم التمريض التابع للقسم الطبي العام والذي كان له قصب السبق في استحداثه ,وهو يمر بنا كل فترة,كان له الأسبقية في الاعصراض على استحداث قسم الشعر الشعبي.وربما كان لديه وجه حق لدرجة ما ولكن لانهر يرجع للوراء فماذا تقول في هذا المقام.؟
    شكرا لهذا الموضوع أستاذنا الكريم و الذي يثير الأشجان.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    مقال جميل وهادف ، هناك من ينبهر ببودلير وطريقته في المزج اللفظي التناقضي ، والانزياح العميق في استعمال الألفاظ والجمل مما يصدم القاريء لكن هذا - في رأيي - مؤقت لا عمر له على المدى البعيد ، وكذلك اللغة العامية هي هروب من الاقتدار على استعمال اللغة الفصيحة ، ونحن نقف إجلالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أعربوا كلامكم لتعربوا القرءان .
    أما الشعر العامي فلنترك الكل يتنفس لا معنى لكم الأفواه ، ولا لفرض الرأي بالإلزام ، فإذا كان الله يقول لرسوله في كتابه العزيز :أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .
    فإذا كان الإكراه في تغيير الاعتقاد من الخاطيء للصحيح غير مطلوب ، فإكراه الناس أن يتكلموا بما تحب أن تسمع ، وان تكتب أقلامهم شعورك وإحساسك لا شعور الكاتب وإحساسه فتلك كارثة تدل على منتهى الديكتاتورية الفكرية البغيضة .
    تنفس ودع غيرك يتنفس ، وإلا فستجد من يطلب منك أن تختنق كما تريد لهم أن يختنقوا / تحيتي لك أخي غالب الغول .

  6. #6
    تحية طيبة لأخي عبدالرحيم محمود , على مرورك الكريم , والله يا أخي لن نكره أحداً ليمشي في سبيل , ولا في عويل , لكل من الكتاب رأيه ضمن حدود المعقول , فاللهجة لا يستغني عنها أحد , فهي الدارجة لكل قطر , ولكن إن شئنا التخاطب على المنابر فلا بد من اللغة الفصيحة لتصل الرسالة إلى العربي والأعجمي , ,وأما شارك بودلير الفرنسي فهو يكتب قصيدة النثر لما يوافق لغته الفرنسية وليس لما يوافق لغتنا العربية بنحوها وصرفها وعروضها , ولكل من أراد أن يعرف شيئاً عن بودلير , فعليه مراجعة الرابط الآتي
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%...84%D9%8A%D8%B1
    تحياتي إليك أخي عبدالرحيم محمود .

  7. #7
    محاضر في جامعة الشلف الجزائر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    419
    السلام عليكم جميعا

    كم هو رائع النقاش بين الفرسان والشكر الجزيل لأستاذنا الكريم "غالب الغول" على إثارته للموضوع وعلى مقاله القيّم

    ما أنسب فكرة الأستاذ "عبد الرحمن محمود" مع ما يقرّه الوحي والعقل والطبيعة البشرية فكريا ونفسيا وأخلاقيا واجتماعيا ومع ما يؤكده التاريخ والواقع، ومؤداها أنّ استقامة الحياة تشترط الحرية وقبول الآخر في سياق يسوده التواصل والحوار والتسامح، والحركة خارج هذا المسار مرساها برّ اللأمان ومنتهاها غير محمود في كل الحالات.


    نص الأستاذ عبد الرحمن محمود:

    "فإذا كان الإكراه في تغيير الاعتقاد من الخاطيء للصحيح غير مطلوب ، فإكراه الناس أن يتكلموا بما تحب أن تسمع ، وان تكتب أقلامهم شعورك وإحساسك لا شعور الكاتب وإحساسه فتلك كارثة تدل على منتهى الديكتاتورية الفكرية البغيضة .
    تنفس ودع غيرك يتنفس ، وإلا فستجد من يطلب منك أن تختنق كما تريد لهم أن يختنقوا
    "
    http://boudji.extra-blog.net/

  8. #8
    أخي الدكتور بوبكر . يبقى حديثنا حول الحداثة قائم , ونحتاج إلى المزيد لنعرف إلى أين ستصل الحداثة في تمسكها بالنثر الشعري وبالشعر النثري ؟؟؟ هل ترى في هذا جدوى مستقلبي أن نقرأ الشعر في كل نص أدبي إذا شئنا , أم لك رأي آخر وتوجه آخر حول هذا الحدث الجديد ؟ وللأستاذ عبدالرحيم محمود رأي نريد أن يدلي بدلوه كاملاً , وشكراً لكما , وتفضلا بالإجابة .

المواضيع المتشابهه

  1. غالب الغول / يرد على مبحث. أ. د.أحمد محمد عبد الدايم( الخرم )
    بواسطة غالب الغول في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 08-29-2014, 11:19 AM
  2. الموشحات من قلم غالب أحمد الغول
    بواسطة غالب الغول في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-06-2013, 02:08 PM
  3. إلى دوح الرافدين/ غالب أحمد الغول
    بواسطة غالب الغول في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-17-2013, 01:00 AM
  4. غالب أحمد الغول/ لحظة أمل
    بواسطة غالب الغول في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-17-2012, 06:40 AM
  5. أبتاه // غالب أحمد الغول
    بواسطة غالب الغول في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-28-2010, 08:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •