ياسر العظمة: «طاش ما طاش» خرج من عباءة «مرايا»
--------------------------------------------------------------------------------
لما يقارب من ربع قرن مضى حقق مشروع «مرايا» لصاحبه الفنان ياسر العظمة، نجاحاً كبيراً على مستوى الوطن العربي، إلا ان هذا النجاح وكما يرى البعض بدأ يتراجع مع ظهور عدد من الأعمال المنافسة في عدد من الدول العربية. في هذه المقابلة، يتحدث ياسر العظمة عن مشروعه مرايا 2006 وما حصل له ويدافع عنه، حيث يصفه بأنه قائم وناجح ما دامت الحياة قائمة، كما يتحدث عن تجربته الجديدة «رجل الأحلام».
> تراوحت وجهات النظر ما بين ناقدة ومؤيدة لمشروع «مرايا 2006»، بصراحة، كيف تلقيتم ردود الفعل الأخيرة حولها؟ ـ حاولنا جهدنا لتقديم الجديد، وبالفعل قدمنا لوحات مميزة ناقشت قضايا المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج. «مرايا» طرحت نفسها كل عام بأسلوب جديد ومميز، وفي هذا العام حاولنا تقديم ما هو مختلف في ظل وجود أعمال أخرى مشابهة كلها خرجت من جلباب «مرايا»، حاولنا جهدنا وبالتأكيد يصعب إرضاء الجميع، لكننا سُعدنا كثيراً بكل الآراء، التي تحدثت عن العمل ومجرد أن العمل أحدث ردود فعل متباينة فهذا يعني أنه ناجح ومتابع من قبل الجمهور.. كانت جرعة الجراة كبيرة هذا العام وتم ضخ دماء جديدة في العمل زادته نشاطا وحيوية وقدمنا لوحات ناقشت كل قضايا المجتمع العربي بمصداقية كبيرة في نظري العمل نجح وردود الفعل كانت ممتازة حسب ما قرأناه وما كتب عن المسلسل. > يُقال بأن بعض اللوحات التي قدمت في «مرايا» هذا العام، كتبها كتّاب سابقون وأعيد تقديمها هذا العام بشكل جديد؟
ـ كل ما قدم هي أفكار جديدة، وكل لوحة أشير إلى كاتبها أو إلى الجهة التي اقتبست منها، هذه الاتهامات ليست جديدة وقد قيل في السابق اننا نأخذ أفكاراً من الكاتب التركي عزيز نيسن، وكنا نقول دائماً في «مرايا» انها مما نقرأ ونشاهد وليست من تأليفنا، وفي هذا إشارة إلى أنها لآخرين، ومنذ عدة سنوات بدأنا بكتابة اسم الكاتب مع اللوحة التي يقدمها أصبحت لدينا خبرة في مجال تقديم الدراما الناقدة الكوميدية وكاتب العمل نور الدين الهاشمي من اهم كتاب سورية في هذا المجال.
> مع ظهور العديد من الأعمال المشابهة لـ «مرايا»، ألا تعتقد أن الجميع يقدم أفكاراً مشابهة؟
ـ بالفعل، هناك أفكار متشابهة والجميع يعمل بشكل مستقل ولا علاقة لأي عمل بالآخر، وبالمحصلة القضايا متشابهة، ويمكن أن تعالج بأشكال مختلفة. نحن في «مرايا» قدمنا ما هو مختلف عن الآخرين.
بعد سنوات تنبه بعض الفنانين الشباب، إلى ان هذه النوعية من البرامج تناسب العصر، بحيث أصبح الجمهور لا يحب الإطالة، فقدموا محاولات مشابهة سارت على خطى «مرايا»، واقتفوا أثرها فخرج من عباءة «مرايا» الكثير من المسلسلات أمثال «طاش ما طاش»، «بقعة ضوء»، و«عالمكشوف» و«عربيات» وكل الأعمال السورية المشابهة لمرايا توقفت هذه العام لأسباب لا أعرفها وعملنا«مرايا» أصبح ماركة يتم توزيعها وبيعها بمجرد الانتهاء من تصويرها.
> العديد من الفنانين ينتقدون «مرايا» بأنها أصبحت تكرر نفسها، ما هو ردك على هذه الاتهامات؟
ـ هذا الكلام غير صحيح بدليل انها ما زالت الأكثر تسويقاً فمرايا تعرض في اكثر من 8 قنوات في وقت واحد أحيانا ولو كانت غير جيدة وغير مشاهدة لما اشترتها القنوات الفضائية ولا يزال الجمهور يتابعها بشغف وشوق واحترام. أريد أن أقول هنا ان «مرايا» لم تعان أبداً من التكرار الممل، بل على العكس كانت ترفد نفسها بدماء جديدة كل عام وتنافس ما هو جديد، بل وتتفوق عليه وكل عام نقدم الجديد الذي يحبه الجمهور وطالما هناك حياة، فإن «مرايا» ستنافس وستقدم الجديد. ما يقوله الزملاء فيه الكثير من التجني والظلم لـ «مرايا».
> لماذا استبدلت «مرايا» المخرج عدة مرات؟
ـ حاولت إفساح المجال أمام كم اكبر من المخرجين فقد عمل معنا في السابق المخرج عدنان ابراهيم ومن بعدة حاتم علي ومن ثم مأمون البني وسيف سبيعي ومن ثم هشام شربتجي هذا العام وهو من اهم مخرجي الدراما والكوميديا في سوريا وهو مخرج طموح وجاد حاول تقديم الجديد في «مرايا 2006»، واعتقد انه كان ناجحاً. وكل هؤلاء الاستاذة الآخرين لديهم أعمالهم الخاصة والناجحة ولا توجد أي أسباب أخرى لعدم تعاملنا معهم حاليا.
> أيضاً الكثير من نجوم «مرايا» تخلو عن العمل معها، لماذا؟
ـ عملت «مرايا» خلال الأعوام الماضية مع نجوم كثيرين وعرفت بنجوم ومخرجين كثيرين جعلت منهم نجوماً من خلال عملهم معنا. نحاول دائماً تقديم «مرايا» جديدة بأسلوب جديد. نحن نرحب دائماً بأي فنان يحب المشاركة في هذا العمل الذي شارك به نجوم سورية، ونحن في كل عام نستقطب وجوها جديدة نقدمها للمشاهد من خلال «مرايا».
> هل عانت «مرايا» هذا العام من مشكلة التسويق التي عانت منها الدراما السورية عامة؟
ـ «مرايا» أصبحت اسماً معروفاً يطلبها المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج، لذلك فإننا لا نتعب كثيراً في التسويق ونحاول دائماً ان نكون عند حسن ظن المشاهد بنا، فنقدم له كل ما هو جديد واسم «مرايا» أصبح نجماً في عالم الفن واشتهرت بالجودة.
> عانت «مرايا» هذا العام من صعوبة في التوزيع والإنتاج، هل هذا صحيح؟
ـ لا هذا الكلام غير صحيح، فقد بيعت «مرايا» لعدد من المحطات العربية على عكس بقية الأعمال، التي واجهت صعوبة في التوزيع، أما بالنسبة للإنتاج فقد كان متاحا لنا من البداية وسمعة العمل مكنته من مواجهة هذه الصعوبة بكل نجاح.
> لماذا يتهمك الكثير من الفنانين الذين تخلو عن العمل بأنك لا تعطي الأجر المناسب لهم؟
ـ أيضاً هذه التهمة غير صحيحة، فالاتفاق على الأجور يتم مسبقاً، ولو كان الكلام صحيحاً، لما استمر الكثير من نجوم الدراما السورية لسنوات يعملون مع «مرايا». الحقيقة ان هذا العمل هو مشروعي الخاص، لذلك أحب أن يبقى العمل على سوية واحدة، حيث أطالب كل من يعمل معي على الالتزام بمتطلبات «مرايا»، ودائماً أحب الجد في العمل، وهذا قد لا يعجب البعض، لكنني لست «ديكتاتورياً» ولا صارماً، وأنا ملتزم بما أقوله نفسي قبل أن أطبقه على الآخرين، هؤلاء يعلمون أني كنت لطيفاً جداً معهم وأتحت لهم فرصة الظهور من خلال «مرايا»، حيث أصبحوا نجوماً، إلا انني كما قلت، أحب الالتزام والجد في العمل.
> الكثير من النقاد يشيرون إلى بداية تراجع الدراما السورية، كيف تنظرون لهذا الكلام؟
ـ في السنوات الماضية قفزت الدراما السورية قفزات كبيرة ونوعية تربعت فيها على قمة الدراما العربية، أخشى ما أخشاه أن تكون هذه فورة سوف تخبو وتضعف، ما أريده للدراما السورية ألا تغتر بنفسها وبنجاحاتها، وألا تكون مؤقتة، وأن تعمل بجد وتخطيط للمستقبل حتى لا تكون أعمالنا اعتباطية فقط.
> ما هي الرسالة التي حاولت «مرايا» تقديمها للمشاهد العربي هذا العام؟
ـ رسالة «مرايا» دائماً هي اظهار مشاكل المجتمع ومحاولة رصدها وتقديمها في قالب كوميدي، في الأساس نحن أمة واحدة آمالنا وآلامنا مشتركة وهمومنا متشابهة، وكلنا في الهم شرق فما نطرحه يهم كل العرب على حد سواء، ولمرايا هذا العام مزيد من الاهتمام بقضايا العرب عامة لأنها موجهة لكل العرب وليست لبلد بحد ذاته لأننا نواجه معاً هموماً مشتركة وطموحات واحدة وضغوطاً واحدة.
> ماذا تحدثنا عن مشروعك الجديد رجل الأحلام مع المخرجة الشابه رشا شربتجي؟
ـ عملي الجديد مع المخرجة رشا شربتجي يتحدث عن عامل كهرباء بسيط يحلم بتحسين وضعه المادي وفي كل يوم يصبح بأن يكون في مهنة معينة ومرة يرى نفسه وزيراً ومرة يرى نفسه طبيباً ومرة يرى نفسه مهندساً وغير ذلك ولكنه في النهاية يعود لواقعه الكئيب الذي فرضه القدر عليه لا أخفيك العمل جميل وممتع جداً وهو عمل واقعي والمخرجة رشا سيدة تلتزم بتقاليد العمل وتحترم كل من حولها وأتوقع لها مستقبلا زاهرا وقد شقت طريقها في مجال العمل التلفزيوني ولها خصوصية في هذا المجال، والعمل من ثلاثين حلقة وقد قمت بكتابته أنا والكاتب نور الدين الهاشمي وسيعرض بعد الانتهاء منه على قناة فضائية خليجية.
> قالت المخرجة رشا شربتجي بأنها سعيدة بالعمل مع مدرسة ياسر العظمه فكيف تلقيت كلامها هذا؟
ـ أشكرها على ذوقها وحبها لفنها ولا شك بأن رشا شربتجي مخرجة سيكون لها مستقبل زاهر وأعمالها ناجحة وتلقى النجاح عاما بعد اخر وأصبحت تكرس أسمها كمخرجة لها خطها الدرامي الخاص عربيا.
> ما صحة ان العمل توقف عن التصوير لمرتين فما سبب ذلك؟ ـ هذا الكلام صحيح وكأن عينا أصابتنا ففي المرة الأولى كان السبب كسر تعرضت له في ساقي والحمد لله شفيت منه وفي المرة الثانيه كسر في قدم المخرجة رشا شربتجي والحمد لله شفيت منه وعدنا للتصوير من جديد.
> كيف ترى ظاهرة دخول الفنانين السوريين للعمل في مصر؟ ـ هي ظاهرة جيدة وقديمة فمنذ أواسط القرن الماضي عمل عدد من فناني سورية في مصر وجميل العودة للعمل في سورية وفي هذا فائدة كبيرة للدراما العربية عامة فأن يستفيد السوريون من خبرات نجوم مصر او العكس هذا شيء جميل وجيد وأتمنى أن تكون هناك اعمال عربيه واسعة تضم فنانين من عدة دول عربيه ويكون مضمونها عربي شامل. وفي هذا الإطار أهنئ الدراما السعودية والكويتية والقطرية على القفزات الكبيرة التي حققتها وأتمنى لها التوفيق والتطور الدائم لأنها لا زالت تحافظ على اصالتها ولونها الخليجي الأصلي وقد اصبحت متابعة عربيا بشكل جيد.
> كيف تقيم تجربة طاش ما طاش السعودية؟
ـ هي تجربة جيدة ومميزة وطاقمه حقق نجاحا متميزا في العالم العربي، خاصة أنها طرحت مشاكل وهموم المجتمع السعودي بطريقة ساخرة واستطاع العمل أن يكسر حاجز تقوقع الأعمال الخليجية فأصبح العمل عربيا وله جمهوره في كل أرجاء العالم العربي». وهنا لا بد أن أشير إلى سعادتي بالتعاون مع كل من ناصر القصبي وعبد الله السدحان من خلال كتابتي لسيناريو مسلسل «الغربال» وكنت آمل إن نتعاون أكثر في اعمال أخرى ولكن أشغال كل منا بأعماله ومشاريعه أدت لتوقف التعاون حاليا».
> أخيراً كثيراً ما يقال بأن مشروع مرايا وصل إلى مرحلة الشيخوخة، فهل سيتوقف العمل عن الظهور؟
ـ يضحك.. من قال ذلك؟ فما دام هناك حياة هناك مرايا، هذا المشروع الذي أحبه الناس وينتظرونه كل عام بشغف شديد، الذي يقدم لهم همومهم بقالب كوميدي هذا العام عملنا بجد على غربلة كل ما جاء لننتقي لهم الأفضل والأجود، الكثير من الناس يطالبون بعدم ايقاف المشروع.