منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    ثغرة في (منهج) ... أم أزمة مع العصر ؟!

    ثغرة في (منهج) ... أم أزمة مع العصر ؟!
    فهد سليمان الشقيران
    ليست مفاجأة أن نعثر على خطأ في المناهج التعليمية؛ المفاجأة أن يكون التفاجؤ بهذا المستوى؛ كلنا مررنا بهذه المناهج ونذكر جيداً محتواها، والعائلة تحتكّ بالمناهج كل يوم من خلال تدريس الأبناء.
    نعم؛ المناهج مليئة بالأخطاء وبعض الباحثين خصصوا أبحاثاً عن أخطاء اكتشفوها، من بين الذين كتبوا مبكراً عن هذا الأستاذ: حسن المالكي من خلال مقالات في مجلة «اليمامة» قديماً، حين بدأت أولى مساهماته إلى أن كتب أبحاثاً أطول حول مشكلة وجود أفكار ضارة داخل المنهج الدراسي المقرر. لأن التعليم شيء والتعليب شيء آخر، التعليم تحريض على تكوين الأسئلة وصناعتها وشحذ شرارة الذهن، أما القمع فيكون دائماً من خلال الأجوبة الحادة، والأساليب الركيكة التي ابتلي بها الطلاب من خلال مناهج ضخمة لا تسمن ولا تغني من جوع.
    والمناهج التي تقرر هي صنيعة مجتمع؛ وهي أتت من عمقه إلا حينما تكون لجان صياغتها على مستوى من الإدراك والوعي بحيث تقرر مناهج تضيف إلى العقل والذهن والروح فكراً وجلالاً وجمالاً، وأن يقرروا مناهج تعنى بتنمية الحياة، لا أن تكون المناهج مخصصة لتكريس ما هو معلوم. من أكثر المصائب التي يمكن أن يعاني منها المعلم أنه ومنذ أن كان صغيراً درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة، ثم تخرّج ليكون معلّماً صارت وظيفته في الحياة تعلّيم الطلاب أفكار يعرفونها من خلال البيت والمسجد والخطيب! بمعنى أن التعليم صار «تلقيناً» تتنازعه تاريخياً مفردات: «زرع» و «حصد» ثم لا يرى الطلاب حين يتخرجون زرعاً ولا حصاداً. إن التعليم حين يكون معاقاً عصيّ على الإنتاج، إن تعليماً يعاني من الظروف المترابطة التي سببت هزاله لا يمكنه أبداً أن يفاجئنا بأيٍ فكرةٍ تسللت إلى المنهج، ومن العجائب أن بعض المناهج عليها مجموعة من «المراجِعين» هذا غير المصححين والمدققين، ومع ذلك تتجدد الأخطاء وتأتي الكوارث المنهجية الصارخة.
    ثم إن المنهج ليس وحده الذي يشكل توجه الطالب، لأن المعلم شريك في شرح المنهج، كما أن المدرسة في الغالب بين البيوت، وتعاني مما يعاني منه الناس من أزمات ثقافية فهي ليست منفصلةً عنهم، والمعلم حين يبدأ بالشرح يمكنه حذف أي نص، كما يمكنه التحكم بأي فكرة. مثلاً أحد المعلمين كان يحذف موضوعاتٍ شعرية من مادة «النصوص الأدبية» لأن بها كلمات شاعرية لم يعتد المعلم عليها، حذفها وطمسها، إن المعلم هو الوجه الآخر للمنهج. يولد الإنسان وهو يصرخ سائلاً، ثم يعيش في بيئة والديه متسائلاً وذكياً، والطفل حين يكون في سنواته الخمس الأولى لديه ترسانة من الأسئلة، بعضها محرج، والآخر ذكي لافت، يتأمل بكل شيء ويسأل عن أي شيء، حيويته فعّالة، الطفل في مجتمعنا هو الأكثر صفاءً في ذهنه، فهو يسأل عن النجم والشمس، عن الشجر، عن الورود، عن البدء والمجيء، عن الأهل والأجداد، عن الموت والحياة، لكنه ما إن يسحب حقيبته نحو مدارسنا ويلتقي بالأساتذة ويتعامل معهم ويحفظ الأناشيد البائسة إلا ويخرج معلباً حيث تمت إبادة حدائق الأسئلة التي زرعتها الطفولة في ذهنه ليكون إما آلة تسجيل تحفظ من دون سؤال، أو أن يكون مجرد كائن إضافي تنوء به جدران المدرسة ليكون رقماً في عداد الدارسين لمناهج متأخرة ثم يتوّج بعد تخرجه ليكون رقماً في عداد العاطلين.
    المناهج تعبر عن أزمتنا في التعليم، ولكنها في الوقت نفسه ، تعبر عن ثغرات حادة في ثقافتنا، في مستوى وعينا، في الخيارات التي نريدها من الحياة والعلاقة التي لم نحسم شكلها مع العالم والعصر، وتشرح أزمتنا في التعامل مع الإرث الثقيل من الأفكار التي انتهى زمنها ولم نستطع إعلان التخلص منها.
    http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/309123
    من صد جازيته بصده وصديـت** ومن يتبع المقفي يقل احترامـه
    وكانك نويت تذل هالراس اخطيت** والله لتبطي مانزل مـن مقامـه
    انا ترى لاقفيت000 ياهيه اقفيت** ماعاد ارجع لو تقـوم القيامـه
    انا بشموخي عن غرامك تعليـت ***ولاخيرفي حـبٍ يـذل بغرامـه

  2. #2
    كتب المقررات ومجهولية معديها
    عبدالله فراج الشريف
    ظهر أحد كتب الفقه لأحد الصفوف الابتدائية، وعليه اسم أحد من انتشرت فتاواهم المتعجلة، فلما تكاثرت مقالات الاعتراض على تكليف مثله بتأليف كتب مقررات دراسية، تساهم في صنع أفكار أبنائنا، عمدت وزارة التربية والتعليم إلى إخفاء أسماء المؤلفين، وطبعت أغلفة كتبها المدرسية خلواً من أسماء من أعدوها، وجاء الخبر الذي نشرته جريدة «الحياة» يوم الأربعاء 14/9/2011م لتعيد إلى الأذهان مرة أخرى قضية كتب المقررات الدراسية، ومن هم الأولى بتأليفها وإعدادها، وما هي المعايير التي يمكن أن يُختاروا على أساسها، وكيف تتم مراجعتها قبل الطبع، ورغم أن الخبر يذكر أن مقرر الحديث الذي يدرس للتعليم الثانوي (نظام المقررات) لا يزال في طور التجربة، إلا أن ما ذكر عنه أمر خطير، فهو يتحدث بهجاء لمفردات مثل «حقوق الإنسان» و(العولمة) ومفردة (التغريب) التي تملأ صحائف وعاظنا، وتدعي لكل أمر لا يقرونه بأنه من ألوان التغريب المزعوم، فجل ما يطالب به من حقوق للمرأة، رغم إقرار الشريعة له، هو عندهم تغريب لها، والزعم أن إعطاء هذه المصطلحات معانيها الشفافة إنما هو مما تمارسه القوى المهيمنة تحت شعارات الديموقراطية والتعددية والإصلاح، وهي المصطلحات التي بينها وبين بعض وعاظنا ما صنع الحداد، لا يعترفون بها، ويدعون أن الدعوة إليها تغريب كما يرددون، ثم إن ظهور عناوين في هذا المقرر، مثل (خطر الابتعاث) ثم (أحكامه وآدابه)، ثم الحديث الموهوم عن أدوات للتغريب المزعوم، والتأكيد على (أنها سياسة في صورة ضغوط تمارسها القوى المهيمنة بواسطة أدواتها لمجلس الأمن، وهيئة الأمم المتحدة، بهدف تنظيم خطة التغريب في الدول الفقيرة، لاسيما في الدول الاسلامية تحت شعار، «الإصلاح» و(الديموقراطية) و(التعددية) و(الليبرالية) و(حقوق الإنسان)، خصوصاً ما يتعلق بالمرأة والأقليات)، ثم الإبانة عن وهم استقر في أذهان بعض الواعظين (بأن الابتعاث لتحصيل العلوم الحديثة في البلدان المتقدمة إنما هو خطر لما يؤدي إليه من افتتان الطالب الناشئ بقيم مجتمع متقدم ومنظم) لكنه في زعمهم (ينحي الدين وقيوده جانباً عن نظام الحياة) ثم الزعم (بأن وجود هذا الطالب مدة طويلة في مجتمع منحرف في عقائده وقيمه وسلوكه يجلعه يتأثر باعراف ذلك المجتمع وعاداته)، وكل هذه العبارات التي مرت بين الأقواس هي عبارات معلبة، ماتت على الألسنة من كثرة ترديدها عبر مختلف المنابر، وفي أدبيات الكتيبات والمطويات، ومحاضرات الجوامع، ثم محاضرات المجالس، وهي بعض ما أدى إلى عزل بلادنا عن حركة الإبداع العالمية، حتى ظل تعليمنا في ذيل القائمة العالمية، بل لعله أحياناً يأتي بعد تعليم دول انحطت درجاتها إلى الحد الذي خرجت به عن سنة التطوير والتحديث اللازمة للدخول إلى ساحة المستقبل، وهذا يعني بكل بساطة أنه لا يزال يُعهد بتأليف كتب المقررات المدرسية لمن يحملون مثل هذه الأفكار، من مثل من ظهر اسمه على غلاف أحد كتب الفقه في المرحلة الابتدائية من هؤلاء الذين تنتشر فتاواهم المتعجلة كل يوم، إن إعداد المناهج وكتب المقررات في التعليم العام مهمة خطرة يجب أن تناط بالمتخصصين، الذين يعتبرون خبراء في التربية والتعليم، والذين أمضوا العمر يتدرجون بالقيام بمهام مختلفة داخل اطار العمل التعليمي والتربوي على مر السنين، فتتجاهلهم الوزارة التي عملوا في مدارسها ومعاهدها وكلياتها، وتختار غيرهم ممن اشتهروا بأنهم وعاظ أو قل قصاص على طريقة السلف قبلنا، من تأتي دوماً أفكارهم متناقضة مع ما تخطط له الدولة للنهوض بحياة الناس في هذا الوطن، فإذا كان الابتعاث ضرورة لذلك فتشويه سمعته، وإشعار الجيل الجديد بخطره عليهم، إنما يعني منتهى التناقض مع ما أعدت الدولة لمواطنيها من مستقبل يبنيه هؤلاء المبتعثون عند العودة إلى وطنهم، واذا كانت حقوق الإنسان، والتعددية، والديموقراطية، إنما هي أدوات للهيمنة وتغريب المجتمع، فإن التطلع إلى أي لون من إصلاح الخلل في مجتمعاتنا المسلمة يصبح مستحيلاً، وإذا كانت قيم الإنسانية الكبرى، والتي ساقت المجتمعات الإنسانية إلى التقدم تنحي الدين عن الحياة فالأمر يتحول إلى كارثة، والتعبير بأن للدين قيوداً إنما هو إساءة بالغة للدين، فأحكامه حتماً لا تعني فرض قيود بقدر ما تعني تحريراً للإنسان من كل قيد عليه يمنعه الاخلاص لربه، فهذا اللون من الأفكار يجب ألا تتسرب إلى كتب المقررات الدراسية، إن أردنا إعداد إنسان هذا الوطن لتحمل مسؤولية بناء نهضة في مختلف جوانب الحياة فيه، فهل نعي هذا.. هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.
    http://www.al-madina.com/node/327582
    من صد جازيته بصده وصديـت** ومن يتبع المقفي يقل احترامـه
    وكانك نويت تذل هالراس اخطيت** والله لتبطي مانزل مـن مقامـه
    انا ترى لاقفيت000 ياهيه اقفيت** ماعاد ارجع لو تقـوم القيامـه
    انا بشموخي عن غرامك تعليـت ***ولاخيرفي حـبٍ يـذل بغرامـه

المواضيع المتشابهه

  1. أزمة قراءة أم أزمة كتاب؟
    بواسطة سري سمّور في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-22-2016, 07:35 AM
  2. أزمة ثقافة واخلاق! أم أزمة مربين؟
    بواسطة ميسم الحكيم في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-25-2014, 06:34 PM
  3. أزمة قراءة أم أزمة كتاب؟
    بواسطة سري سمّور في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-28-2013, 04:23 PM
  4. ثغرة العروض
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-19-2013, 03:18 AM
  5. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-24-2010, 02:43 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •