منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    اللغة العربية هي الأم أو لا تكون/عزيز نائل






    1


    لا يحتدم النقاش بخصوص هذا الموضوع من هي أم اللغات بسبب عجز الرؤيا العلمية ونقص المصادرالبحثية في أًصل هذه اللغة القديمة قدم التاريخ وأبعد , وانما بسبب إعتماد بعض الباحثين والمتخصصين لمسلمات لغوية وتاريخية غربية بحتة حيث أنهم وضعوا توقيت ساعتهم وبوصلتهم في أغلب الأحيان إن لم نقل تماما في الاتجاه الغربي . فإذا "مرجعية" العلوم اللغوية الغربية أفتت بأن اللغة العربية هي "تقريبا" الأم لجميع اللغات "السامية" أجاب هؤلاء نعم نعم ذلك هو الحق الذي لايعلى عليه. أنهم يحملون قدسية المرجعية في عقلهم الباطن والظاهر والويل لمن يجرأ على فتح باب الأجتهاد. ولنرجع قليلاً الى المصطلح "تقريبا" الأم او شبه أم...ونسأل المنطق فإذا كناعرفنا ما هي صفات شبيهة الأم فبالضرورة نحن نعرف مسبقا ما هي مواصفات الأم . فما هي اذن صفات اللغة "السامية "الأم حسب نظريات هذه المرجعية؟ وتأتي الأجابات دوما ناقصة على هذا السؤال من قبل هذه المرجعية نفسها. لماذا ناقصة؟ لأن أغلب علماء اللغات "السامية" أعتمدوا في مناهجهم العلمية والبحثية في تأصيل هذه اللغات على علم اللغات وتاريخها اي حصرا معاينة تطورها الزمني وبالتأكيد اختاروا الأكدية كمرجع تاريخي واللغات الحية اليوم التي تتصدر فيها اللغة العربية أساسا للمقارنة.

    أن أي شجرة على وجه الأرض يجب أن تنبت وتنمو في تربة ومناخ ملائمين وخاصين بها. والسؤال هو لماذا لم يخطر ببال الرعيل الأول ولا الثاني ولا الأخير من هذه المرجعية العلاقة الجديلة بين البيئة ولغة الأم؟ والأدهى هو أن علماء اللغات الهندأوربية وضعوا جميع أصول لغاتهم في رسم بياني لشجرة واحدة لها جذع غارس في الأرض وتتفرع عنه الأغصان من الجهتين ولكن لا أحد يسأل أي ارض هذه وما هو مناخها فقط صورت لنا صورة الشجرة ووزعت هنا وهناك المصدرية والاصل وكفى؟ فعندما نقول بأن بحث هذه المرجعية ناقص نعني بالدرجة الأولى أنهم لم يأخذوا بالإعتبار العوامل الطبيعية والبيئية لنشأة اللغة الأم "السامية". فلا يكفي إطلاقا ان نبني فكرة الأصل من خلال دراسة اللغة وتأريخها ومقارنتها بدون معرفة أين كان أصاحبها وتحت أية ظروف طبيعية ومعاشية, فهذا هو المسارالأهم في رأينا لكشف العلاقة الجدلية بين البيئة واللغة التي ترعرت ضمنها. فمن من هؤلاء اللسانيين والباحثين العرب سأل نفسه هذا السؤال؟ وأذا تسائل عنه فأين اذا الجواب؟ وللأسف ليس له وجود لأننا جميعا اتكلنا وسلمنا اصلنا وفصلنا بيد غيرنا يغزله وينسجه على ذوقه ويلبسنا أياه شأنا أم أبينا. نعترف بضعفنا ولأسباب متعددة يفهمها الكثيرين ويجب الأعتراف أيضا بأن الدراسات الغربية كانت السباقة في فك رموز الكثير من هذه اللغات واللهجات "السامية" ولكن كل ذلك لايعني بذات الوقت أن نقبلها كمرجعية معصومة ونرفض أي إجتهاد كان لحد توجيه الأتهامات واطلاق النعوت البعيدة عن أدب ورصانة البحث والباحثين كالأتهام بالقوموية العربية أو التبعية لحزب أو فئة سياسية معينة. والحقيقة أننا كلنا نعاني من تبعات مفاهيم القومية الشوفينية على الطريقة الغربية لكونها دخيلة في المفهوم الثقافي العربي الأصيل الذي يتعارض مع المفهوم القومي المستورد من اوربا (دول القومية العنصرية بجدارة) والتي بسببها حدثت حروب طاحنة بينهم منذ القرون 17 و 18 و19 ودخولا في القرن العشرين بحربين عالميتين مدمرتين راح ضحيتها عشرات الملايين من الأوربيين وغيرهم.
    السؤال الملح هو ما هي البيئة الأصلية للغة العربية "القريبة" من الأم "السامية"؟ بكل بديهة الجواب نقول هي البادية فكلنا يعرف قصة محمد (ص) وكيف أرسلته أمه الى البادية من أجل نقاوة جوها وخصوصا نقاوة اللغة العربية، هذه العادة كانت متبعة منذ القدم وقت كان سكان الحواضر والقرى الكبيرة يرسلون أولادهم للبوادي القريبة ليصبحوا صحيحي الأبدان فصيحي اللسان. ذلك يعني اذن ان من ينشأ في مجتمع أو بيئة حضرية خارج بيئة البادية سيبتعد بالضرورة من محيط ومصدراللغة الأصلي. لماذا أُهمل هذا السؤال لماذا لا يُقحم موضوع البيئة في نشأة اللغة الأم اذا كانت اللغة العربية تحمل "تقريبا" خصائص لغة الأم بمعنى أن بيئة البادية هي "تقريبا" السببية في اصل نشأة جميع اللغات "السامية" وغير ذلك هو "بعيدا" عن سببية الأصل. في الإعتقاد ان اواسط منطقة (نجد) في الجزيرة العربية كان هو المركز الطارد للأولين لهذه اللغة حيث لا يمكن العكس, ففي الحالات المناخية الصعبة كالجفاف والتصحر فأن سكان جبال وهضاب اليمن وعمان والجهات الشرقية القريبة من سواحل الخليج العربي والتي مناخها أفضل من دواخل (نجد) لن يتركوا مناطقهم ويرتحلوا الى البادية البعيدة ومن ثم يدخلون في تنافس مع المجموعات التي تقطنها أصلا في ظروف مناخية صعبة ولكن العكس هو الصحيح أي ان يترك ابن البادية باديته بسبب المناخ الجاف ويرحل الى مناطق فيها المناخ انسب مع موارد مائية وطعام وهذا يحصل عند تكاثر عدد قاطني البادية أو أثناء الحروب من أجل الماء والكلأ أو النكبات الأخرى اذ أن حياة هؤلاء وحيواناتهم تعتمد بالدرجة الأولى على المناخ وتقلباته وأن أقل تغيير غير متوقع لتلك الدورات المناخية له الأثر الكبير على أرزاقهم وحركتهم. وبما أن البادية العربية هي عبارة عن حاجز طبيعي واجتماعي لكل دخيل فلغة سكانها ستبقى نقية ومن دون أغراب بينهم يلحنون بلغة أخرى في حين ان هذا لم يحدث للهجات "السامية" الأخرى. وهذا ما طرأ على لهجات وادي الرافدين المكتشفة والهلال الخصيب اذ انها ابتعدت كثيرا عن المصدر مكاناً وردحا طويلا من الزمن وأتصلت بلغات أخرى فأختلفت كثيراً عنه.
    نستطيع أن نعمل شجرة على غرار اللغات الهنداوربية والأفضل أن تكون نخلة جذورها غارسة في بوادي شبه الجزيرة العربية وجذعها ممتد عاموديا ينتهي برأسها وثمارها اللغة العربية وباقي اللهجات هن عبارة عن فسائل الأم كلا في قربه وبعده عن رأس وجذر النخلة. ولكي لا يساء فهم ما نذهب اليه بأن اللغة العربية هي الأم ويفسر بمعناه العنصري النقي والشمولي فالمقصود بهذه الأم هو الأمتداد المباشرالمتصل بين الجذر والرأس ولا يعني ذلك بالضرورة الأم وبناتها والأمثلة تَضرب ولا تَقاس. وإلا ماذا يًقصد بشبه أم أو تقريبا أُم؟ هل هناك أم لديها ذراعين وأخرى تشبهها ولكن بذراع واحدة أو ساق واحدة؟ فهي إما أن تكون أو لا تكون.

    لم نرى ليومنا اي بحث جاد في هذا الجانب البيئي كما أشرت سابقا أملا فيه أن يكون يوما ما.
    من المحزن أن نقرأ لباحثين وبدرجات جامعية عالية وبالرغم من إعتراضهم لمصطلح السامية البدعة العنصرية من قبل لسانيي المانيا القومية الشوفينية في القرن 18 واصبحت الفون بسماركية والنيتشية في القرن 19 حيث صنفوا سكان العالم عنصريا حسب الأجناس واللغات في خرائط أجناس كالحيوانات فأعطوا الصيغة السامية لهذه الجماعة، مصطلح مستنبط من خرافات اسرى حرب بابل، وبالتأكيد أستغل هذا المصطلح سياسيا بعد ذلك من قبل الصهيونية لجلب أكبر عدد من اليهود من أوربا وغسل أدمغتهم بمنهجهم السياسي الصهيوني بتفسيرهم تاريخ البشرية من منطلق توراتي محرف وعنصري وليأتينا نحن فيما بعد في مناهجنا لنردد ما عممته "المرجعيات". المؤسف أن هؤلاء الباحثون قد قبلوا بهذا المصطلح العنصري كواقع حال علمي بالرغم من الاعتراض عليه لأنه لا يمت للعلم بصلة. أن الباحث والعلمي والاكاديمي لن يترك ثغرة مهما كانت صغيرة في بحوثه. في الغرب باحثون يتنافسون قي محاضرات وندوات وبسجال مرير فيما لو حرب ما في مكان ما بدأت في الساعة الثانية ظهراً أم في الثالثة ظهراً فتأملوا ما وقع وكيف تم قبول مصطلح "السامية" بكل بساطة وهو المعروف لدى جميع الاكاديميين والباحثين الجادين أنه بدعة عنصرية أساساً. ونستطيع القول بالنهاية ان الذي يقبل السامية كمصطلح علمي مفروض علينا بواقعنا الضعيف فعليه ان يقبل اذن بالأكذوبة التاريخية والمنتوج الخرافي التوراتي الذي أنشأ دولة مسخ فشرد شعب بأكمله وذلك للأرتباط العضوي بينهما فالاثنان اكذوبتان دمويتان يقبلهما الأكاديمي العربي بحجة امر الواقع دون ان يزن خطورة هذا القبول عليه وعلى أبنائه والأجيال القادمة في حين يتوجب عليه ان يؤسس للمستقبل ما هو علمي وصحيح وثابت حتى لو لم تأخذ به "المرجعيات الغربية" في الوقت الحاضر.
    الغريب في الامر ان بعض الباحثين في اللغات السامية وبالرغم من مجهودهم في هذا الميدان يعيبون القوميين العرب بأنهم "متشددين وغوغائيين وبعيدين" كل البعد عن الروح الاكاديمية والمنطق في تعريفهم للغة العربية ..الخ , والأعجب في الامر ان هؤلاء الباحثون في الساميات انفسهم إستوردوا وإستعملوا وبكل انشراح "علمي" المصطلح العنصري الدموي الذي تم تصنيعه في أوربا بأختراع عتات العنصرية الا وهو مصطلح السامية، أليس هذا بغريب وتناقض صريح ألا يدعو ذلك للتسائل؟ أم كل شئ من الغرب هو مرجع والباقي يصبح مرفوض أم هو نقص ما في مكان ما ؟
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    J Hassan
    رد:
    فـائــدة:



    تزخر الدراسات العربية في العصر الحاضر بظواهر التحيز التي رأيناها في المصادر العربية القديمة، فلا تخلو كتب التاريخ واللغة والأدب والمجلات المتخصصة وغير المتخصصة والجرائد والندوات والمحاضرات من أنواع التحيز هذه أو بعضها. وتختلف هذه المنافذ بعضها عن بعض في الكيفية التي توجد فيها: فيحوي بعضها هذه التحيزات بصفتها التقريرية المنقولة عن المصادر العربية القديمة ـ وهذا النوع أكثر من أن يحصى ـ أما بعضها الآخر فتظهر فيه على شكل نظريات يُبحث لها عن براهين وشواهد لدعمها.


    واللافت للنظر في الوقت الحاضر أن هذا التحيز لا ينظَّر له عندما يكون تحيزًا للغة العربية وحسب، بل ينظَّر له كذلك إذا كان تحيزًا ضد اللغة العربية. وسوف أناقش هذه الظاهرة في جوانبها المتحيزة للغة العربية أولاً ثم في جوانبها المتحيزة ضد اللغة العربية. ثم أعرض لبعض الأمثلة التي تمثل كلا الاتجاهين فيما يلي:


    اللغة العربية أُمُّ اللغات:


    تأثرت الدراسات اللغوية التي تناولت اللغة العربية في العصر الحاضر بالنظريات اللسانية التي جَدَّت في الغرب. وكما رأينا، فقد كانت الدراسة اللسانية في أحد جوانبها المهمة في أوروبا مهتمة بالتأريخ للغات وتتبع الأصول التي تفرعت عنها. ومن أوجه التأثر بالغرب في هذه الناحية أننا نجد كتبًا أُلِّفت في التأريخ للغة العربية على النمط نفسه.


    وهناك ثلاثة كتب في الأقل تزعم أنه يمكن أن يبرهن على أن اللغة العربية أقدم اللغات وأنها الأصل الذي تفرعت منه اللغات الأخرى.


    وأوَّلها كتاب الأب أنستاس ماري الكرملي "نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها". يقول الكرمي في تصديره لكتابه: "هذا بحث لغوي، جريت فيه على الأسلوب الحديث تمحيصًا للحقيقة، ودفاعًا عن اللغة المضرية، وإيضاحًا لما فيها من دقائق الأوضاع، وخفايا الأسرار، وغوامض الحروف، وخصائصها، وبدائع الصيغ وأوزانها، وما فيها من مختلفات لُغى القبائل، متوقعًا البلوغ به إلى الحق، غير مبتغ أجرًا ولا شكورا؛ إنما كل أمنيتي خدمة العربية، وحمل أبنائها على السير في مثل هذا المنهج، ليعلم غيرهم أن لسان العرب فوق كل لسان، ولا تدانيها لسان أخرى من ألسنة العالم جمالاً، ولا تركيبا، ولا أصولا، ولا... ولا... ولا..."(150).


    ويحوي الكتاب تسعة وثلاثين فصلاً يعرض فيها المؤلف آراءه مقارنًا بين اللغات، مُرْجِعًا كثيرًا من الكلمات في لغات عديدة إلى أصول عربية. ويذكر أن من أسباب عدم اهتمام المستشرقين بهذه الحقيقة أنهم "... لا يريدون أن يكون بين العربية وبين لغاتهم أدنى صلة، أو مجانسة، أو ملابسة، أو مشابهة، خوفًا من أن يقال لهم، أو أن نقول لهم نحن العرب: بيننا وبينكم، يا قوم، لُحمة نسب قديم، وصلة رحم؛ وهو مما يتبرأون منه، وينبذونه من مسامعهم، بل ينفضون ثيابهم عند سماع هذه الكلمات، كأنها تدنسهم، وتدنس ثيابهم، بل لا يريدون أن يتصوروا مثل هذه الفكرة، الهادمة لأبنيتهم المتصدعة المتشققة، تلك الأبنية التي أقاموها منذ أن وضع أسسها إمامهم الألماني الأكبر مكس مُلَر"(151).


    ولست أريد هنا مناقشة ما في الكتاب من آراء أو اشتقاقات، وسأرجئ هذا إلى ما بعد الفراغ من الكتابين الآخرين.


    والكتاب الأول لمؤلف هندي اسمه محمد أحمد مظهر وعنوانه "العربيةُ: أصلُ اللغات كلها". ويؤسس المؤلف كتابه على نبوءة لنبي الطائفة الأحمدية التي ظهرت في الهند، فيقول ما ترجمته: "زعم حضرة ميرزا غلام أحمد، المسيح الموعود، أن اللغة العربية أمّ اللغات كلها، وكان زعمه مبنيًّا على المعرفة التي أُوحيت إليه"(152). كما يشير إلى أن حضرة ميرزا غلام أحمد ألّف كتابًا سنة 1895* أسماه "مِنَن الرحمن" حاول فيه البرهنة على هذا القول مستدلاً بعدد من الآيات القرآنية. ويحدِّد ميرزا رأيه في كلمة ألقاها في مؤتمر الأديان الكبرى الذي عقد في لاهور سنة 1896 بقوله: "لقد بيّنّا في كتابنا "مِنَن الرحمن" أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تستطيع القول بأنها اللغة الإلَهية، اللغة التي تنبثق منها كل أنواع المعرفة، واللغة الأم لكل اللغات، والوسيط الأول والأخير لحمل الوحي الإلَهي. فهي الأولى لأنها كلمة الله الأولى، ولأنها اللغة التي تعلّم البشر أن يصوغوا لغاتهم منها، كما أنها الأخيرة لأن كتاب آخر الرسالات السماوية ـ أي القرآن ـ كان باللغة العربية"(153).


    ولتأكيد هذا الرأي يؤلف مظهر هذا الكتاب، وتقوم الأدلة التي أتى بها على بعض المبادئ التي ذكرها في المقدمة، وهي:


    1ـ وجود قوانين محددة عن طريقها اشتَقَّت اللغات كلُّها جذورَها من اللغة العربية.
    2ـ أن هذه القوانين واضحة وبسيطة، كما أنها مقبولة في الدراسات الفيلولوجية، لكن الغربيين لم يحاولوا تطبيقها على العربية.
    أنه يمكن تطبيق هذه القوانين على اللغات كلها إذا قسمنا جذور الكلمات في كل اللغات إلى عشرة أقسام(154).


    ويتكون الكتاب من ثلاثة أبواب: يتكلم في الباب الأول عن مسألة النقاش في أصل اللغة. ويتفرع النقاش فيه إلى سبب تجاهل الأوروبيين للكلام عن اللغة العربية عند مناقشتهم مسألة أصل اللغة، ويدلل ـ من بعد ـ على أن اللغة العربية عالمية وأنها لغة منضبطة، وأنها أحسن اللغات. ثم يتكلم عن المبادئ التي اتبعها في اشتقاق جذور الكلمات في اللغات المختلفة من اللغة العربية. . الخ.


    وفي الباب الثاني يحلل الكيفية التي اشتقت بها اللغات جذورها من العربية، ويتكون الباب الثالث من قاموس للجذور من مختلف اللغات وأصولها العربية.


    أما القوانين التي تحكم تغيير الجذور العربية إلى الجذور المقابلة لها في تلك اللغات فهي عشرة:


    أـ أن جذر الكلمة يمكن أن يتكون من ثلاثة أصوات صامتة.
    ب ـ
    يمكن أن يتكون من صوتين صامتين.
    ج ـ
    يمكن أن يتكون من صوت صامت واحد.
    د ـ
    يمكن أن يتكون من واحد من أصوات اللين (الألف والواو والياء).


    وهذه هي الجذور الأساسية في العربية التي يمكن أن تغيَّر في اللغات الأخرى، وذلك بتغيير ترتيبها أو بالزيادة عليها أو النقص منها بحسب القوانين الستة الأخرى وهي:


    هـ ـ قَلْبُ الجذرِ الثلاثي.
    وـ
    قلب الجذر الثنائي.
    زـ
    * الزيادة في أول الجذر.
    ح ـ
    الزيادة في نهاية الجذر.
    ط ـ
    إبدال صوت في جذر الكلمة العربية بصوت آخر في الموضع نفسه.
    ي ـ
    حذف صوت من بداية الجذر العربي في نظيره غير العربي(155).


    ويمكن أن نلحظ هنا أنه لا يَصعب على هذه القوانين تغيير أية كلمة في أية لغة إلى أية صيغة نريدها، ولذلك لن أتوقف عند مناقشة تحليله.


    والكتاب الثاني من تأليف تحية عبد العزيز إسماعيل بعنوان: "اللغة العربية الفصحى، أمُّ اللغات الهندية والأوروبية وأصلُ الكلام"، ونشر في القاهرة سنة 1989م(156). ولا يستحق هذا الكتاب ـ على الرغم من الضجة التي قامت حوله ـ أي تعليق، ذلك أنه مكتوب بلغة إنجليزية ركيكة جدًّا وهو الأمر الذي أدى إلى الغموض في كثير من النقاط التي نوقشت. هذا أولاً؛ وثانيًا أنه يفتقر إلى أدنى درجات التخطيط المنهجي الذي رأيناه في الكتاب السابق. فهو يدخل مباشرة في معالجة الموضوع من غير أن يرسم لنا أهداف البحث والطرق التي يتبعها في معالجة القضايا المطروحة. وثالثًا، هو ملآن بالأخطاء التاريخية عن اللغة العربية ذاتها. ومن ذلك ما تذكره المؤلفة في المقدمة من أن النحويين العرب في القرن السابع الميلادي سجلوا كل كلمة نطقها العرب. وهو قول غير صحيح لأن اللغويين العرب لم يبدأوا في تسجيل الشعر العربي ومتن اللغة إلا في القرن الثامن، ثم إنهم باعترافهم لم يسجلوا مما قالت العرب إلا أقله، كما قال أبو عمرو بن العلاء.


    أما استخدام المؤلفة للرموز الصوتية في رسم الكلمات فليس دقيقًا وليس مطردًا ولا صحيحًا في بعض الأحيان. كما أنها تستخدم كثيرًا من الاختصارات من غير أن تبيِّنها. ولم تعتمد إلا على قليل من المراجع العلمية المعتمدة في مناقشة هذه القضايا. ويمتلئ الكتاب بالثناء على اللغة العربية وذلك مثل قولها: ". . . أن اللغة العربية أرتب اللغات من حيث القواعد وأكثرها اقتصادًا من حيث تركيب الكلمات وقوانين اللغة، وتلك علامات تدل على رقي اللغة كما أثبت علماء اللغات من قبل. أما اللغات المشتقة منها فقد حاولت تعويض ما فقدت بطريقة عشوائية وغير اقتصادية، مما أثر على تكوينها وقواعدها وقدرتها على التعبير"(157).


    ويجمع هذه الكتب الثلاثة وغيرها أنها غير مقنِعة علميا. وحتى لو صحت المقارنات التي توردها هذه الكتب فهي لا تفيدنا شيئًا في إثبات أن الجذور العربية كانت الأصول التي جاءت منها هذه الكلمات. فأقصى ما يمكن أن تدل عليه ـ إن كانت صحيحة ـ أن هناك تشابهات بين اللغة العربية واللغات الأخرى. كما يمكن النظر إلى هذه التشابهات على أن مصدرها الصدفة المحض أو اقتراض اللغات بعضها من بعض على مدى أكثر من ثمانية آلاف سنة من هجرات الأقوام واحتكاكهم بعضهم ببعض(158). والدليل على أن ما وصلت إليه هذه الكتب ليس صحيحًا أننا نجد كتبًا أخرى تأخذ هذه الأمثلة نفسها لكي تزعم أن اللغة العربية نفسها مشتقة من لغات أخرى. ومن ذلك ما يراه لويس عوض من أن اللغة العربية فرع من فروع أسرة اللغات الهندية الأوروبية(159). وكذلك ما يراه المؤلف التركي نعيم حازم أوناط؛ إذ يزعم أن مقارنة الجذور العربية بالجذور التركية تدل على أن اللغة العربية أخذت أكثر جذورها من جذور من اللغة التركية(160)، بل إن هذا المؤلف كان يردّ في كتابه هذا على كتاب الكرملي الذي عرضناه هنا.



    للاطلاع على كامل البحث مع هوامشه ومراجعه، تفضل هـنـا حيث يوجد رابط لتحميل الكتاب.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    الأخت ريمه
    أشكرك على هذا البحث المفيد
    وأنا على يقين أن لغة كرمها الله لتكون لغة القرآن ولغة أهل الجنة أنها أهم لغة على الاطلاق

    كل التقدير

المواضيع المتشابهه

  1. أشتات في تعليم اللغة اللغة العربية وتدريسها (1)
    بواسطة eleanorsj18 في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-15-2019, 02:50 PM
  2. إذاعة مدرسية متخصصة في اللغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-09-2018, 04:39 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-08-2013, 06:57 AM
  4. أثر اللغة العربية في اللغة الإسبانية
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-28-2010, 11:48 AM
  5. بيان لجنة التمكين للغة العربية ومجمع اللغة العربية بدمشق
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-06-2010, 05:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •