منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9

العرض المتطور

  1. #1

    الحدائق المنزلية

    الحدائق المنزلية

    تختلف الحدائق المنزلية عن الحدائق العامة، في أن الحدائق العامة تكون على مساحات أوسع، ومهيأة لاستقبال أعداد كبيرة من رواد الحديقة، كما أنها تكون غير محددة بجدران البيوت كما هي الحديقة المنزلية.

    الحديقة المنزلية تكون محكومة بالمساحة المتاحة لتخصيصها للزراعة بالنباتات، فالمنزل تعبير فضفاض قد يكون قصرا أو بيتا فخما يتوسط مساحة كبيرة، وقد يكون بيتا من بيوت الجمعيات التي تكون مساحتها محدودة جدا، ومحاطة بجدران البنايات من حولها، مما يحكم مصمم الحديقة على اعتبار ساعات الضوء المتاحة للنباتات، وبالتالي فإنه سيكون اختياره محصورا بأنواع دون غيرها من النباتات.


    سنتناول في هذه الزاوية، عدة أنواع من الحدائق والأهداف التي تزرع فيها النباتات (من أجل الزينة، أو من أجل المطبخ).

    نظم تخطيط الحدائق

    هناك نظامان معروفان في العالم: النظام المتناظر(الهندسي) Architectural
    ونظام غير متناظر أو النظام الطبيعي Naturalistic.

    النظام المتناظر(الهندسي) Architectural

    وأساس هذا النظام هو التماثل أو التناظر، وقد يكون التماثل ثنائي أو رباعي أو ثماني، أو يكون دائري، ويعتمد المصمم على تقسيم الحديقة لمستطيلين في حالة التناظر الثنائي ويجعل بينهما ممرا مستقيما، ويكرر النباتات المزروعة في كل مستطيل.

    أما في حالة التناظر الرباعي، فإن الأرض تقسم الى أربعة أقسام، يشقها ممران متعامدان، وتكرر النباتات في كل مربع بشكل متناظر مع المربعات الثلاثة، وهكذا، وتكون المشايات (الممرات) مرصوفة بحجارة أو بلاط خاص، ومنهم من يترك مسافات ضيقة بين الحجارة، تُعد لزراعة النجيل، فيبدو الممر وكأنه لوحة مثبتة على أرضية خضراء، للتناسق.

    يُعاب على هذا النمط من الحدائق، أنه وإن كان يعتمد التكرار في نباتات قليلة، أنه يحتاج لمنشآت هندسية كلفتها عالية، ولا يصلح هذا النظام إلا على أرضيات مستوية جدا، خالية من الارتفاعات والصخور.

    النظام الطبيعي Naturalistic.

    أساس هذا النظام الابتعاد عن التكلف ومحاكاة الطبيعة بسحرها وجمالها، والابتعاد فيه عن الخطوط المستقيمة، وعدم المبالغة في الإنشاءات الهندسية. لكن قد يقع من يعتمد على هذا الأسلوب في سوء فهم طبيعة النباتات، فقد تحجب بعض النباتات المرتفعة ما وراءها من نباتات، وقد تغيب الزهور لمدد طويلة في بعض الأحواض فتبدو الحديقة خالية من جمالها.

    الأسس العامة في إنشاء الحدائق

    أهم أساس في إنشاء الحديقة، هو ربط البناء بالحديقة من خلال فهم الألوان وإتاحة الحركة للمشاة، والسماح للضوء أن يدخل من نوافذ المنزل، والتدرج في التنسيق بين (الشرفات) وما هو خارجها، وبالتالي فإن المصمم سيكون مطالبا بمعرفة ما يلي:

    المسطحات الخضراء، والأسيجة والمتسلقات، والشجيرات، والأشجار (فاكهة أو زينة) ونخيل الزينة والنباتات المائية ونصف المائية والنباتات الشوكية والعصارية، ورغبة المالك في تزويد مطبخه بالنباتات الطبية والعطرية ومنكهات الطعام الخ.

    قواعد يجب مراعاتها في التنسيق

    1ـ الاستفادة من الوجوه الطبيعية واتخاذها كعناصر للتنسيق.
    هناك بعض المدن العربية تربض فيها المنازل على سفوح جبال، كمدينة عمان في الأردن أو مدينة (عقرة) شمال العراق، أو الكثير من مدن لبنان وجبال الأطلس. هذه المناطق عندما يتم تصميم الحدائق في بيوتها، يكون المصمم معتبرا الوحدة الجمالية العامة للسفح.

    2ـ البساطة

    يجب على المصمم الابتعاد عن التعرجات الكثيرة والتعقيد في التصميم، وأن لا يلجأ لاعتماد الدوائر في التصميم إلا إذا كانت المساحة واسعة والأرض منبسطة.
    كما أن حشر عشرات من الأصناف في بقعة واحدة يعتبر مثيرا لإرهاق النظر.

    3ـ التوازن والتناسب

    في المساحات الضيقة والبيوت الصغيرة، ليس من المحبذ إيجاد بركة سباحة، أو زراعة أشجار باسقة كنخل الزينة، في حين يكون ذلك مناسبا للفلل والقصور، والعمارات العالية التي تكون لأسر متقاربة، وليس لمستأجرين.

    4ـ التوزيع

    قد يكون في ذهن المالك أن يضع مساحة للنباتات العصارية ومساحة لدوائر زهور موسمية وبركة سباحة، فعلى المصمم أن يفصل بين تلك الوحدات بممرات أو أحواض تزرع فيها المسطحات الخضراء بعرض لا يقل عن متر، حتى يكتسب المنظر رونقه واستقلاليته.

    5ـ الوحدة والتآلف

    انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام (القرميد) والذي هو بالأصل من مستخدمات الأبنية الموجودة في أقاليم تتعرض للثلوج والأمطار، ومع ذلك فإن لون القرميد، سيدفع مصمم الحديقة لتلوين جوانب الممرات بلون يتناسق مع لون القرميد، وأن لا يغفل مصمم الحديقة على اعتماد السقوف المتماثلة في شكل القرميد الخارجي، فإن أراد أن يصمم ظلة خشبية عليه اعتبار تآلفها مع (جملونات) القرميد.

    6ـ الموافقة والملائمة

    لكل وحدة في البناء وظيفتها، فحمام الضيوف مثلا، يكون قريبا من غرفة الضيوف، (لا في جنب المطبخ). في الحدائق، إذا أراد المالك أن يطلع ضيفه على حديقته، فإن الممرات يجب أن تتحمل السير فوقها ولا تغوص في الطين، أو أن يعترض غصن شجرة عين المارة.

    7ـ العزلة

    في كثير من الأحيان تحس نساء البيت أو حتى أفراده، بالضيق، أو يريدون أن يجلسوا بصحبة زوارهم جلسة هادئة، فلا يحبذ أن تكون تلك الجلسات تحت أعين المارة، أو تحت أعين من يرتقي سطوح الجوار، فاعتماد بعض الحواجز الشجرية، أو الاستفادة من جدار البناء ما يحجب رؤية المتطفلين.

    8ـ التباين والتضاد

    في اختيار ربطة العنق أو القميص، يعتمد مصمم الأزياء أو المتذوقون ممن يتقنون فن الأناقة، أن يكون هناك تباين بين لونين، فلا يختار من يلبس لون ربطة عنق بنفسجية على قميص بني مثلا. وكذلك في الحدائق فإن وعي المصمم بلون أزهار النباتات المزروعة وما حولها من نباتات أو ممرات أو البناء نفسه، سيجعله يختار ما يناسب.

    يتبع

  2. #2
    نتابع معك استاذ عبد الغفور ونتمنى جميعا لو كان لدى كل منزل حديقه ففيها متنفس طبيعي فريد
    اديبه

  3. #3
    موضوع مفيد عن الحدائق المنزلية
    ننتظر باقي الموضوع
    كل الشكر لك أخي

  4. #4
    احتياجات النباتات الأساسية

    يحتاج النبات عناصر لا يمكن إغفالها، في تأسيس الحديقة المنزلية (متواضعة كانت أو كاملة)، وتلك العناصر تتمثل: بالتربة والماء و الضوء والهواء.

    التربة

    من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المواطنون في إنشاء حدائقهم، أنهم وبعد أن يقوموا بحفر أسس البناء أن يستخدموا التراب الذي يخرج من باطن الأرض، بعد تمهيده وفرشه كتربة للحديقة المستقبلية، وهذا خطأ أساسي قد يربك المهندسين الذين يواجهون المواطنين في أسئلتهم واستشاراتهم ومعاناتهم من ضعف نباتات حدائقهم.

    ولتوضيح ذلك، دعنا نمثل الكرة الأرضية بثمرة (البطاطس) فإنه إذا تم تقشير تلك الثمرة بعمق 50سم، ورمي تلك القشرة بالبحر، فإنه لن تنبت نبتة واحدة على الكرة الأرضية بشكل معافى. وبإمكان أي مواطن تجربة ذلك بأخذ قليل من التراب ووضعه في وعاء (سندانة، قوارة، أصيص، صفيحة معدنية) وزراعة بعض أعواد النعناع فيه، فإن نمو النعناع سيكون بطيئا أو معدوما، وإن نما فإنه سيكون كالخيوط الرفيعة الرهيفة وأوراقه فاتحة اللون رقيقة وعطره مفقود.

    تفسير ذلك، أن ما يُسمى بخصوبة التربة، مفقود في التربة (التحتية)، والخصوبة تلك تتكون بشكل معقد من تفاعل الأحياء الدقيقة والشمس والهواء، وهي تكون على السطح العلوي لقشرة الأرض. وأفضلها ما هو موجود في 25 سم من السطح. عليه على صاحب البيت الذي ينوي تأسيس حديقة، أن يكشط تلك القشرة قبل البدء بالحفريات وتكويمها في ركن جانبي، وبعد الانتهاء من البناء، يقوم بفرش تلك التربة فوق أرضية الحديقة.

    قوام التربة

    تقسم التربة الى ثلاثة أنواع: تربة رملية يمكن تعرف المواطن عليها من خلال ترطيب عينة خفيفة من التراب بالماء، وفركها بواسطة الأصابع وتكوين خيوط منها فإن انقطع الخيط أقل من 1سم كانت التربة رملية، وإن انقطع بين 1 و2 سم كانت التربة مزيجية، وإن كانت أكثر من ذلك قد تصل الى 3أو4سم، فإنها طينية. يمكن معالجة ذلك النوع من الترب بخلطه بتربة طينية وبعض الأسمدة الحيوانية (1:1:1) أي جزء من التربة القديمة الرملية (لسكان المناطق الصحراوية أو الساحلية) وجزء من الطين وجزء من المخلفات الحيوانية.

    التربة الطينية: يكون لونها قاتما (أحمر أو بني أو أسود)، وهذه التربة توجد في الأماكن كثيرة الأمطار، والتي تحت سفوح الروابي والجبال، ولا تصلح لزراعة النباتات التي تعطي محاصيل تحت الأرض (البطاطس، الجزر، الفول السوداني، الشوندر، اللفت، البصل الخ) كما لا تصلح للحمضيات، ولكنها تصلح للمحاصيل الحقلية كالقمح والرز والخضروات الورقية (سلق، خس، سبانخ، بقدونس، الخ)

    التربة المزيجية: وهي أفضل الترب لمعظم المحاصيل والحدائق، وسهل على صاحب الحديقة أن يجعل تربة حديقته من هذا النوع، بالطريقة التي ذكرناها أعلاه.

    التوصيل الكهربائي للتربة e.c.

    حتى لا ندخل القارئ بمسألة (احترافية)، نبسط له الأمر كالتالي: يتم انتقال المواد الغذائية من التربة بواسطة التبادل الأيوني بين قمة الجذر ومحيطها، لكن هناك ما يعيق ذلك التبادل أحيانا، رغم وجود الغذاء حول الجذر، ولنضرب مثلا، لو قدم أحد لك ماعون من اللحم المشوي اللذيذ ووضع فوقه ما يساوي نصف وزنه من الملح، فإن تناول الطعام سيكون متعذرا.

    يحدث ذلك بالنسبة للنبات، فهناك ترب تكثر فيها الملوحة كمناطق وسط وجنوب العراق وأغوار الأردن وبعض المناطق المحيطة بنهر النيل، فتتجمع الأملاح وتقل إمكانية التبادل الأيوني، وتصبح التربة لا تصلح إلا للقليل من أنواع النباتات (نخيل، برسيم، سبانخ الخ) وهي تتحمل الملوحة أو e.c لدرجة (4) في حين يتعذر على الكثير من النباتات تحملها لأكثر من (2). والفواكه ومعظم الخضراوات تتبع النوع الثاني. تحل الدول تلك المشاكل من خلال مبازل أو مصارف تغسل الملوحة.

    على المواطن صاحب الحديقة، أخذ تلك النقطة بعين الاعتبار، فإن كان من سكان المناطق الذين تعاني الترب المحيطة بهم من الملوحة، أن لا يستخدم تلك التربة في حديقته، بل عليه إحضار جزء من الطين من مكان أبعد وخلطه بالوصفة السابقة.

    أصحاب الشقق، والبيوت الضيقة، الذين يشترون من المشاتل نباتاتهم عليهم تهيئة تربة أحواضهم المعلقة باعتبار الملاحظات السابقة.

    عمق التربة

    كما أنه لا يجوز زراعة شتلة شجرة عملاقة، في صفيحة معدنية أو (قوارة، أصيص) لأن احتياجات النبات لا يكفيها ذلك الحيز، فإن الترب أحيانا يتحدد عمقها بوجود طبقة صخرية قوية أو يتحدد بأسطح كونكريتية (تحتها أو جنبها) وهناك كثير من الأشجار (الليمون مثلا) والذي يحرص الكثير من أصحاب الحدائق أن يزرعوه في حدائقهم، لا تستطيع جذوره اختراق أي طبقة صخرية، فيلتوي الجذر وتموت الشجرة بعد عدة سنوات من زراعتها.

    فإن حرص المواطن صاحب الحديقة على زراعة مثل تلك الأشجار في حديقته، وهو يعرف أن تربته غير عميقة، من خلال حفريات البناء، عليه أن يعد حفرة بواسطة حفارات الصخور وعلى عمق لا يقل عن مترين ويملأها بخليط التربة المذكور أعلاه (رمل: طين: سماد حيواني) بجزء واحد لكل منها.

    بالمقابل، فإن هناك أنواع من الأشجار، تستطيع أن تخترق أساسات البناء وإيذائها أو أن تعيب البناء أو تثقب خزانات المياه الأرضية، أو تقتل ما حولها من الأشجار بالتفاف جذورها على جذور غيرها وخنقها، من تلك الأشجار (الجوز، التين، التوت اليوكاليبتوس) فعلى صاحب الحديقة أن لا يدخل مثل تلك الأصناف إذا كانت تربته غير عميقة أو أن لا يزرعها بمحاذاة أسس البناء.

    يتبع

  5. #5
    الماء (الري) للحدائق

    تختلف مناطق العالم في نسبة هطول الأمطار، كما تختلف النباتات بالنسبة لاحتياجها للماء. فهناك مناطق بالعالم تكتفي بالأمطار الساقطة في موسم الأمطار، لإنتاج بعض المحاصيل الأساسية (الحبوب، أو الغابات) حيث لا تحتاج الى إرواء، ولكن هناك مناطق تتذبذب فيها الأمطار بين 200 و 500ملم، فترتبك الزراعة فيها، وهذه المناطق قد نجدها في بلاد الشام أو المغرب أو المنطقة المحصورة بين نهري دجلة والفرات.

    مصادر المياه

    بالإضافة للأمطار، فإن هناك مصادر مختلفة، منها: الأنهار والمياه الجوفية، ومياه إسالة المياه التي تقدمها إدارات المياه في المدن والقرى، تؤمنها من السدود أو الآبار الجوفية، أو تحلية مياه البحر، وبإمكاننا إضافة صنف نادر من المياه التي تتأتى من الفيضانات والتي يمكن زراعة (الشواريج) عليها، أي استغلال ما تدفعه أحواض الأنهر أو الأودية من ماء وطمي ليغمر ما حوله، فيستغله بعض المزارعين الذين يجاورون تلك الأنهر لزراعة بعض المحاصيل الصيفية (كالبطيخ) والقثاء وأصناف أخرى، كما يحصل على ضفاف دجلة مثلا.

    اختيار أصناف المزروعات في الحديقة على ضوء توفر الماء.

    تعاني كثير من بلداننا العربية الشح في المياه، وعدم قدرة إدارات المياه على تأمين حاجات المواطنين من الماء، في حين تعتمد بعض الدول العربية نظاما تزود فيه المنازل بنوعين من الماء: نوع للاستهلاك الآدمي، ونوع للحدائق وأغراض أخرى، وهو أقل جودة من النوع الأول.

    وحتى نعرف الطريقة التي نعتمدها في اختيار الأصناف التي يمكن زراعتها على ضوء مصدر الماء وتوفره، علينا أن نعرف احتياج الأرض المثالي للمياه. يحتاج المتر المربع الواحد من الماء سنويا في أعلى حدوده الى 1.5م3 من الماء، ويمكن تقليل تلك الكمية الى 600 لتر من الماء سنويا، حسب ما يلي:

    1ـ نوع التربة: التربة الرملية تحتاج من الماء أكثر من المزيجية وهذه تحتاج أكثر من الطينية.

    2ـ حرارة الجو: في المناطق الباردة تحتاج المزروعات كميات أقل من الماء من تلك التي ترتفع درجات الحرارة فيها.

    3ـ كثرة عمليات الحراثة يزيد من احتياج التربة والمزروعات للماء.

    4ـ كثرة الأدغال (الحشائش والنباتات غير المرغوبة) تزيد من استهلاك الماء.

    5ـ أصناف المزروعات: هناك نباتات لها طبيعة فسيولوجية تحتفظ فيها بأكبر قدر من الماء، فالزيتون مثلا، يمكن أن يكتفي المتر المربع الواحد من حدائقه ل 400 لتر ماء، وذلك لما لأوراق الزيتون من غطاء شمعي يقلل من (نتح: فقدان الماء عن طريق الثغور)، في حين يحتاج المتر المربع من (البرسيم) أو (نجيل المسطحات) الى 1500 لتر سنويا. كما أن أشجار ذات الأوراق العريضة كالتين مثلا، يحتاج ماء أكثر من تلك التي أوراقها دقيقة (كالصنوبر والسرو والكازورينا).

    اختيار أوقات الزراعة

    يحاول أصحاب الحدائق استغلال مواسم الأمطار لزراعة بعض المحاصيل في حدائقهم، لكي يقللوا من الحاجة لمياه (الري التكميلي) أي الاستعانة بمصادر مياه غير الأمطار، وفي هذه الحالة تهيئ المشاتل أو تشترى الشتلات الخاصة في أواخر (أكتوبر/ تشرين الأول) في البلدان التي تسقط أمطارها في الشتاء كبلدان المغرب وبلاد الشام، أما في البلدان التي تسقط أمطارهم في الصيف، كاليمن والصومال، فإنهم يهيئون شتلاتهم في أوائل الصيف أو أواخر الربيع.

    وفي حالة الأمطار الشتوية، ممكن زراعة بعض أصناف البقوليات كالحمص والفول أو زراعة بعض المحاصيل كالبصل والثوم والبقدونس والخس والرشاد الخ.

    هذا لمن يريد إدخال أصناف الخضراوات في حديقته، أما لنباتات الزينة، فسنفرد لها أبوابا خاصة.

    زراعة الأشجار وريها

    بعد استخدام هندسة الجينات، واعتماد المكافحة الكيمياوية للفاكهة المشتراة من الأسواق، ازدادت الرغبة عند المواطنين لزراعة بعض أشجار الفاكهة في حدائقهم، لضمان ابتعادهم عن أضرار المبيدات. وهنا يجب التنويه على أن رش أشجار الزيتون بالمبيدات بعد شهر يوليو/ تموز، لا يضمن بقاء المبيدات مع (الزيت) الذي يبدأ تكوينه في ذلك الشهر.

    إذا كانت الغاية من زراعة الأشجار هي وضع ساتر بين المارة وأهل المنزل، فبالإمكان زراعة أشجار الزيتون بمحاذاة السور وبمسافة متر الى متر ونصف بين كل شجرتين (علما أن المسافة في البساتين 10م بين صفوف الأشجار). وهنا سنضمن وظيفة الساتر، إضافة الى الحصول على الثمار من سطح الإثمار الخارجي.

    إذا شاء صاحب الحديقة أن يزرع أشجارا مزهرة (كالورد والنسرين والياسمين بأنواعه) ويجعلها بواجهة الزوار أو المارة، ضامنا الستر وبنفس الوقت الحصول على منظر جميل وروائح عطرة، فعليه أن يجعل السور مكونا من قسمين: سور أرضي من الحجر المشغول أو الكوكنكريت بارتفاع 80ـ 100سم، وفوقه سور من الحديد المشغول أو الخشب (البغدادي)، لتتسلق عليه نباتات الزينة المختلفة وتتدلى من جوانبه (نسرين، ورد الساعة، شوك القدس، ياسمين هولندي أو عراقي).
    في كل الحالات، يترك حوض محاذي للسور بعرض حوالي متر، ويحدد بالطابوق الجيري الأحمر (المشوي) ليفصل حوض أشجار السياج عن باقي الحديقة. وتسقى تلك الأشجار بالري السطحي ترك الماء يجري بحريته بعد (عمل ميزان أثناء التأسيس). وإن كان هناك شح في الماء يمد له أنابيب الري بالتنقيط لتعطى كل شجرة (فتحة خاصة) ينقط منها الماء بمقدار 30ـ50 لتر لكل شجرة، كل 4ـ 7 أيام، حسب عمر الشجرة وحرارة الجو. [ في الزيتون لا تحتاج لمثل تلك الكمية بل يكتفى برية عميقة كل شهر].

    زراعة أحواض الزينة وريها

    نحن نتكلم عن حدائق بمساحة لا تزيد عن ألف متر مربع، ولكن يمكن أن تكون الحديقة بمساحة 50م2 في بعض الأحيان، وفي الشقق والعمارات الملتصقة، ممكن إلحاق أحواض خاصة بالشرفات، وزراعتها ببعض نباتات الزينة (كالزنبق والنرجس والأراولة [الداوودي] و حُسن يوسف، وحنك السبع الخ) أو زراعتها بالنباتات الطبية (كالميرمية والبابونج والشومر) أو زراعتها بنباتات تخص المطبخ (كالفراولة، والبقدونس و الكزبرة والرشاد والريحان).

    في تلك الحالات، بالإمكان ري تلك الأحواض بواسطة رشاش يدوي، أو وصلها بأنبوب ري بالتنقيط مع الانتباه من عدم زيادة الري، بل تقليله وتقريب فتراته.

    طريقة لزراعة الفراولة بالشقق

    بالإمكان زراعة الفراولة (التوت الأرضي أو الشليك) في أنبابيب بلاستيك قطر 6 إنش (15سم) بإغلاق أحد طرفي الأنبوب، ووضع بطانة من الخيش في داخله، ثم ثني تلك البطانة لتغلفه من الخارج، وملئ الأنبوب بالخلطة التي ذكرناها (1 رمل: 1 طين : 1 سماد حيواني) أو بالاستعاضة عن تلك الخلطة ب (البيتموس الجاهز: الدمال) ثم تثبيتها بواسطة طوق على أحد الشرفات المطلة على الشمس، وزراعة شتلة واحدة من الفراولة أو اثنتين في أعلى الأنبوب، وريها أولا بأول، فستنمو (ريزوماتها: جذورها) وتمتد حتى تغطي الأنبوب من الخارج، وتمتلئ بالزهور والثمار الرائعة، فيكون منظرها جميلا، إضافة للاستفادة من ثمارها.

    متى نسقي؟

    إن أفضل أوقات الري في الحدائق، هي في المساء.

  6. #6
    الضوء Light

    إن الطاقة الضرورية لإدامة الحياة على الأرض تشتق من ضوء الشمس بصورة مباشرة بواسطة النباتات الخضراء، أو بصورة غير مباشرة بواسطة الكائنات الأخرى التي تقوم ـ ما عدا البكتيريا ـ بالبناء الكيميائي معتمدة كلياً على المركبات العضوية المصنعة بواسطة النباتات الخضراء. فالكلوروفيل من خلال قابليته على امتصاص الطاقة المشَعَة من الشمس وتحويلها الى طاقة كيميائية تحتوي على جزيئات سكرية بسيطة يجهز الاتصال الأساسي للربط بين كل الكائنات الحية والطاقة الشمسية. ( الطفيليات والحيوانات العاشبة والإنسان تقتات على النباتات، والإنسان والحيوانات آكلة اللحوم تقتات على الحيوانات آكلة النباتات، وهكذا لتستمر الحياة) باختصار شديد جدا.

    أي نوع من الضوء يحتاجه النبات؟

    تشكل الموجات الواقعة بين (400ـ 750) مليمايكرون حوالي 40ـ60% من الضوء الشمسي المار من خلال الغلاف الجوي للكرة الأرضية، والذي يستفيد منه النبات بتحويله الى حبيبات صبغية خاصة (الكلوروفيل، الكروتين، الفلافين الخ). والنسبة السابقة لها علاقة بموضوع إن كان الجو صحوا أو غائما، أو أن النبات يقع مباشرة تحت أشعة الشمس (كما في المحاصيل الحقلية، قمح، ذرة الخ) أو أنه يستظل بموانع تحول دون وصول أشعة الشمس (نباتات الظلل الخشبية والنباتات التي تنمو تحت أشجار الغابات أو داخل المنازل).

    الأهمية النسبية لنوعية الضوء

    يشتكي أصحاب الحدائق وربما أصحاب البساتين وأحيانا المستهلكين، بأن ألوان الفواكه أو الخضراوات أو الزهور، ليست كما يرام. فقد تكون ألوان ثمار الطماطم فاتحة، أو يفقد العنب (الحلواني أو الكمالي) لونه البنفسجي المحمر المعروف فيه، أو تعاني ثمار الليمون من أن تكون مرغوبة بلونها الأصفر المعروف للمستهلكين الخ.

    عندما نمرر الضوء الشمسي من خلال منشور زجاجي فإنه ينتشر الى عدة ألوان ذات أطوال موجية مختلفة وكما يأتي: اللون الأحمر موجاته (626ـ 750مليمايكرون)، البرتقالي (495ـ 574)، الأصفر (574ـ595)، الأخضر (490ـ574)، الأزرق (435ـ490)، البنفسجي (400ـ435)*1

    اختفاء اللون المرغوب في الثمرة أو الورقة أو الزهرة، سيكون متأثرا بعدم توفر الموجات الضوئية، إضافة الى تأثير النقص في أحد العناصر الغذائية. فقد يكون اختفاء لون العنب أو التفاح آت من نقص (المغنيسيوم) وليس الضوء، أو أن يكون اللون الأصفر على أوراق العنب آت من نقص النيتروجين إذا كانت كل الورقة شاحبة، وإن كانت عروق الورقة صفراء فإنه دلالة على نقص الحديد. فعلى الهواة من أصحاب الحدائق أن يستعينوا بالمختصين لتحديد العامل ومعرفة إن كان الضوء هو المسبب أم أن هناك عاملا آخر.

    العوامل المؤثرة على الاستفادة من الضوء

    لو عدنا لمثال تمرير الضوء الشمسي في المنشور، لرأينا أن هناك عوامل عديدة قد تحول دون وصول الضوء الى النبات، فالنوافذ الزجاجية تجعل الضوء ينحرف، كما أن الأسطح المائية ومدى تلوثها تعيق من وصول الضوء، فإن كان الماء صافيا 100% فإن الاستفادة من الضوء ستكون 50% فقط. وفي مياه البحار يستطيع الضوء أن يصل لأعماق حوالي 850 مترا، ثم يتلاشى.

    انطلاق الدخان والغاز وذرات الغبار يشتت من مسار الضوء، فلذلك تراجعنا بعض ربات البيوت من أن النباتات التي يزرعنها في بعض المطابخ تعاني من اختلال في النمو.

    نطمئن الهواة والمهتمين، أن 20% من كمية الضوء كافية لأن يستفيد النبات منها للبقاء حيا، و 20% أخرى هي لتخزين الكربوهيدرات في الخشب، فإن رأت ربة البيت أن سيقان النباتات ضعيفة ولا تقوى على الوقوف مستقيمة، فإن هناك خللا في الاستفادة من الضوء، بإمكانها معالجته بتغيير مكان النبات، أو تعريضه لمكان مضيء لعدة أيام.

    نباتات الضوء ونباتات الظل

    يمكن تقسيم النباتات بيئيا طبقا لاحتياجاتها النسبية من ضوء الشمس الى قسمين: نباتات الضوء (Hellophyles) أي تلك التي تنمو بشكل جيد في ضوء الشمس، وتعاني من بعض الخلل عندما يقل ذلك الضوء (كظهور رؤوس البصل ذات عدة أقسام) عندما يقل الضوء. ونباتات تجود في الظل (Sciophytes)، مثل معظم نباتات الزينة الداخلية، أو نباتات الحدائق المائية، وتعاني معاناة شديدة إذا تعرضت لضوء شديد.

    هناك حالات غامضة، لا يزال العلم في حيرة منها، ففي الحنطة (القمح) إذا تعرض لضوء ساطع فإن الحموضة للعصير الخلوي ستقل، مع إزاحة الحديد من مجال الاستفادة المتيسرة في النمو. كما أن شدة الضوء ستزيد من كمية الماء المفقود بعملية (النتح).

    الاستفادة من ظاهرة المجتمعات النباتية

    إذا تكونت لدى أصحاب الحدائق، ثقافةً كافية عن الضوء، يستطيعون زراعة عدة أنواع من النباتات بالقرب من بعضها البعض مستفيدين من قابلية كل نبات. فنباتات مثل الخوخ والبلوط الأحمر والزيزفون هي نباتات ظل اختيارية، في حين تكون نباتات الصنوبريات والتيوليب نباتات ضوء إجبارية (وقد نمر على كل صنف من أصناف نباتات الحدائق ووضع إشارة بجانبه حسب احتياجه للضوء).


    هوامش
    *1ـ النباتات وبيئتها/آر. إف. دبنماير/ ترجمة: يحيى داوود المشهداني/ جامعة الموصل 1987 صفحة 270.

  7. #7
    الحرارة

    تشكي بعض ربات البيوت، من أن أطراف أوراق بعض نباتاتها الداخلية تحترق. ويشكو بعض المزارعين أن أشجار التفاح عنده لم تزهر هذا العام. ويشكو بعضهم أن شجرة (الجوافة) في حديقته قد ماتت.

    ويتباهى بعض أصحاب الحدائق والبساتين، أنه أحضر صنفا من (المشمش) من اليونان، كما يخدع بعض أصحاب المشاتل المشترين بأن يتركوا (علامة Label) على شتلاته المستوردة أنها من فرنسا!

    والحقيقة، أنه كما أن هناك نباتات خاصة في المناطق القطبية المتجمدة، فإن هناك نباتات خاصة بالمناطق الصحراوية. والمختص النشط والذي يمكن اعتبار نصيحته صادقة وفي مكانها، هو من كان يعلم على وجه التحديد علاقة الحرارة بالنمو.

    ما هي الحرارة؟

    الحرارة شكل من أشكال الطاقة الحركية والتي يمكن أن تتحول الى أنواع أخرى من الطاقة أو تنتقل من الأجسام الدافئة نسبيا الى الأجسام الباردة. هذا النقل للحرارة المستمر يكون من خلال ثلاثة أسس: الإشعاع، والحمل، والتوصيل.

    وينتقل الإشعاع الحراري(Radiation) المنبعث من الشمس عند سطح التربة بواسطة الاصطدامات المتكررة للجزيئات التي تحتها من دقائق التربة بطريقة التوصيل (Conduction) *1

    هناك ظاهرة لها علاقة بموضوعنا، وهي أنه معروف أن الماء الساخن يكون في أعلى الوعاء لقلة كثافته. وكذلك الهواء الساخن فمداخن المصانع يرتفع الغاز الحار المنبعث منها عاليا. لكن يستغرب البعض أن حرارة الجو للمسافر في الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، تكون حوالي 40 ْم تحت الصفر، وأن أغوار الأردن والمناطق الساحلية أدفأ من المناطق الجبلية، وهذا مخالف للقاعدة السابقة!

    إن انعكاسات الحرارة تكون في المناطق الواطئة وعند سفوح الجبال الدنيا أعلى منها في قمم الجبال، وكذلك فإن تلك الانعكاسات تنعدم في طبقات الجو العليا.

    ماذا يهمنا من الموضوع هنا؟

    لنعد الى موضوع النباتات المستوردة، والتي تجود في بلاد منشأها الأصلي، مثل أصناف التفاح (جولدن دلشص وستاركنغ وماكنتوش) وبعض أصناف الكرز التي يزرعها أصحاب الحدائق في حدائقهم ولا تعطي ثمرا.

    هناك مصطلحان يعنيان بهذا الشأن، سنحاول تبسيطهما بقدر الإمكان ليكون الأمر مفهوما (ثقافيا) لأصحاب الحدائق:

    الارتباع Vernalization: ظهر هذا المصطلح عام 1920، وهو اشتقاق لاتيني من أصل روسي Jarovization والذي اصطلحه العالم الروسي Lysenko وترجمته الإنجليزية Springization *2ويعني بالعربية أن الأصناف الشتوية تتحول الى الأصناف الربيعية والصيفية، بواسطة (التبريد)، وهذه الطريقة اعتمدها منتجو أصناف الأزهار والثمار بشكل واسع وانتقل عالميا.

    ففي حين كنا نرى قبل عقدين أو ثلاثة أصنافا محدودة من الخضراوات والفواكه والزهور، حولنا ومن ناتج المنطقة التي نعيش فيها، فتظهر بموسم قصير قد يستمر أسبوعا أو شهرا أو أكثر قليلا، أصبحنا نرى أنواعا تدوم طيلة العام فهذا فيتنامي وهذا من تشيلي وهذا من روسيا، وكلها تُزرع محليا في معظم الأحيان، وهذا سيجعلنا نتعرف على المصطلح الثاني:

    متطلبات البرودة Chilling Requirements

    وهذا المصطلح يعني، درجات البرودة اللازمة لكسر فترة السكون، وهي تُحسب عادة لكل درجة حرارة دون ال 7 درجات مئوية، ويضع المختصون خرائط لبلدانهم، يعلقونها في مكاتبهم تبين كل منطقة وكل مدينة وكل إقليم وعدد ساعات البرد المارة في تلك المنطقة، ويعلمون في نفس الوقت كل صنف من أصناف الفواكه، واحتياجه لساعات البرد، فأصناف التفاح التي ذكرناها مثلا تحتاج الى أكثر من 1300 ساعة برد، في حين تكون مناطق مثل الأغوار الجنوبية في الأردن أو البصرة في العراق، لا تتعرض إلا لحوالي 200 ساعة برد، فلا تزرع فيها تلك الأصناف من التفاح. وتجد مناطق مثل السودان وجنوب مصر مثلا، لا يمر بها ساعات برد نهائيا. وقد يسأل سائل: أن هناك بعض الأصناف المحلية من التفاح تعيش في مناطق دافئة، فهذا صحيح كأصناف (العجمي والشرابي وأحمر مايس) تلك الأصناف ذات الثمرة الصغيرة الحلوة.

    أثر الحرارة الزائدة على نباتات الحدائق

    قبل كل شيء، علينا أن نعرف أن حرارة (النسغ الصاعد) (أي العصارة المتجهة من الجذور الى جسم النبات تكون أدنى بكثير من درجة حرارة الجو المحيط بالنبات، فلذلك يحس من يقطف ثمرة عن أمها أنها أبرد في الصيف من الثمرة المقطوفة مسبقا. فإن كانت درجة حرارة المحيط هي 30 ْم فإنها في العصارة الداخلية تكون 15 ْم، ويتحكم هذا الاختلاف برفع العصارة من الجذر الى جسم النبات، كما يؤثر ذلك بعمليات (النتح).

    إذا ارتفعت درجات الحرارة عن المعدل الملائم للنبات، فإن خللا سيتم بانعدام التوازن بين التنفس والتركيب الضوئي، ويمكن أن يؤدي الى قتل (البروتوبلازم). وبإمكاننا القول: أن العمليات تصبح ضعيفة عند درجة حرارة 42 مئوي، وتصبح قاتلة عند 50ـ60 مئوي.

    وحتى لا ندخل أصحاب الحدائق بمتاهة، سنذكر لأولئك الذين يزرعون الزيتون بحدائقهم، وهي أن أفضل درجات عقد الزهور هي بين (23ـ 28) درجة مئوية. ويراجعنا الكثير من مزارعي الزيتون في أن نسبة العقد كانت ضعيفة جدا، والسبب في ذلك هو أن شرق المتوسط والتي تعقد معظم أزهار الزيتون فيه بين (15/4 و 15/5) من كل سنة، وقد تتعرض المناطق لرياح الخماسين الشرقية الحارة، وتسقط معظم أزهار الزيتون دون عقد. ونطمئن هؤلاء بأنه إذا تم عقد 0.5ـ 1.5% من أزهار الزيتون فإن الحمل سيكون كافيا بالمقياس العلمي. وإن أرادوا أن يقللوا من تساقط الأزهار والحصول على نسبة عقد جيدة، عليهم أن يرووا أشجارهم ريا غزيرا قبل موسم تفتح الأزهار بأسبوع.

    في نباتات الزينة والنباتات الداخلية، تذبل بعض الأوراق بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها، فعلى ربة المنزل أن تقوم برش تلك النباتات بالماء بواسطة (رشاش) ناعم.

    أثر البرودة على نباتات الحدائق

    علميا، تؤثر البرودة الزائدة بثلاثة أشكال: في نقاط الانجماد(1) تترسب البروتينات مباشرة، مما يؤدي لقتل النبات (2) يتكون الثلج بين المسافات الخلوية ويقوم بسحب الماء من الخلايا فيمزقها (3) يؤدي الانجماد السريع الى تكوين ثلج في داخل (البروتوبلاست) ويكون مثل الخثرات التي تؤدي للجلطة في الإنسان.

    وطبعا تختلف النباتات بأنواعها وأصنافها، في درجة تحملها للبرودة، فأصناف المشمش (الملوكي والحموي) تزهر في شباط/ فبراير، وإذا ما جاءت انجمادات ربيعية في أواخر شباط/فبراير وأوائل آذار/مارس، فإن نورات الأزهار ستحترق كلها ولن يحصل صاحب الحديقة على ثمرة واحدة. في حين لا تتأثر أصناف المشمش (نِكت، وكانينو)، لأنها تزهر بعد (برد العجوز 25/2ـ4/3).

    وما يهم صاحب الحديقة هنا أن لا تؤثر البرودة على إنتاج أشجاره، فإن أراد التخلص من أثر البرد في المشمش أو الليمون، عليه (تدخين) بعض التبن أو القش أو شوالات الخيش في الليالي الباردة، أو أن يسقيها بالماء فهو يقلل خطورة الانجماد.



    هوامش
    *1ـ النباتات وبيئتها/آر. إف. دبنماير/ ترجمة: يحيى داوود المشهداني/ جامعة الموصل 1987 صفحة 203

    *2ـ علم فسلجة النبات/ عبد العظيم كاظم محمد/ الجزء الثالث/ جامعة الموصل/ 1985 صفحة 1181

  8. #8
    الأستاذتان الفاضلتان

    أشكر لكما التفضل بالمرور الكريم

  9. #9
    امر واحييك استاذنا على موضوع متكامل مفيد
    ولي عودة بقراءة كامله للنص
    شكرا لك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. هندسة الحدائق فى القرآن
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-30-2014, 04:34 PM
  2. الحدائق فى القرآن
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-05-2014, 02:19 PM
  3. جمال الحدائق العمودية
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان الديكور والاكسسوارات.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-16-2011, 12:19 PM
  4. الحدائق المنزلية/عبد الغفور الخطيب
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 01-19-2010, 12:37 PM
  5. انارة الحدائق
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الديكور والاكسسوارات.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-13-2008, 03:35 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •