ومضة من الشيخ سعيد الكملي
كنت أستمع إلى محاضرة للشيخ الدكتور سعيد الكملي .. وقد تعمدت كتابة اسمه في العنوان ( الكمالي) لأنني استمعتُ إلى من قدمه في ندوة أخرى فسماه الكمالي .. ولم يعترض الشيخ .. رغم أن الاسم الشائع أو المتداول هو (الكملي)!!
على كل حال .. كنت أستمع إلى محاضرة للشيخ عنوانها : (فقه أحكام الصيام) .. وقد بدأها بمقدمة لفتت نظري .. ولعلها تشخص بعض دائنا .. مع كثرة الوعظ وقلة العلم .. إلخ.
إلى الومضة
( وقد ذكرت مرة في مجلس من مجالس الموطأ أن المدينة في عهد مالك لم يكن فيها شء للاستذكار أو العلم إلا مجالس الفقه.
يحيى بن يحيى هذا المشهور الذي يروي الموطأ ويروي الفقه عن الإمام مالك لما كان قادما إليه من الأندلس ركب معهم في السفينة إنسان من ليبيا أو من تونس،قال فكنا لا ننزل منزلا إلا وعظنا وحدثنا .. هذه المواعظ .. إلا وعظنا وحدثنا وكان يعجبهم ذلك،حتى أتوا المدينة قال فرام الرجل ان يصنع بهم ما كان يصنع بنا.
وقف في السماط .. في السوق وشرع يعظ الناس ويذكرهم.
فلم يلتفت إليه الرجال (هذا اشبيه؟) وشرع الصبية يحصبونه بالحجارة ( اسكت .. اسكت .. )
قال فتعجبنا من ذلك !!
الإنسان يعظ فيقذف بالحجارة وينهى الرجال عنه!!
فلما لقوا الإمام مالكا وجلسوا إليه قال يحيى كان أول شيء سألناه عنه ما رأيناه من الرجال ومن الصبية .. يصنعون بذلك الذين كان معنا.
فقال مالك : أحسن الرجال إذ لهوا عنه .. وأحسن الصبية إذ ردوا عليه باطله
سماه باطلا!!
فقال يحيى : يا أبا عبد الله فعلى أي شيء كان يجتمع من مضى؟
قال : على الفقه.
والفقه منه يُسلك إلى المواعظ .. والفقه منه يُسلك إلى الشعر ..والفقه منه يُسلك إلى العربية ... والفقه منه يُسلك إلى بعض العلوم... مفهوم؟
طبعا لا نقدر أن نقول ما قال مالك .. نحن لسنا مالكا فنقول مثل قوله .
ولكن ... الوعظ .. صار هو العلامة الطاغية في المساجد .. وقلت دروس العلم .. دروس الفقه ..
فقه أحكام الصيام .. فقه أحكام الصلاة ... فقه أحكام الحج لمن أراد أن يذهب إلى الحج .. فقه أحكام العمرة .. فقه أحكام الزكاة .. فقه أحكام المواريث.
من المستغرب أن حيا مثل حي المنزه ... أو حيا مثل اليوسفية .. أو حيا مثل سلا الجديدة.. حي كبير جدا .. لا يعرف أحد أن يقسم فيه فريضة !!
هذه قضية .. لا (نخضع) - قريب من هذا : تحدث بالعامية - للوعظ ونحن نجهل ما لا نعذر بجهله من أحكام ديننا .. يعني .. وددت أن تعقد دورة .. ولعلنا إن شاء الله نعقدها في يوم ما .. دورة في احكام الطلاق .. مصيبة هذه .. لا أكاد أتحدث يوما في مجلس عن مسائل الطلاق إلا ويأتني بعدها إنسان يقول فعلت كذا وكذا .. فعلت كذا وكذا .. بمصيبة يجيك (يحطها على راصك)
لماذا كل هذا؟
لعدم تفقه الناس فيما لا يعذرون بجهله
( كنت نضحك معاها طلقتها .. كنت نهرها طلقتها )

طُلقت
ولكن ما كنت نقصد .. كنت غضبان .. كنت ..
على كل حال ..) ثم ذكر أن هذه مقمة للحديث عن فقه أحكام الصيام.
ونقول .. أن معنى (نْهَرْهَ) .. أي أدغدغها!!

استومضها لكم : أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني