لماذا يتفرس الأسد الغزال ؟رغم أن سرعة الغزال 90 كم بالساعة والأسد 58؟
**************

فكلما كان الهدف طموحا وعظيما كلما

كان ذلك يعني أن الطريق إليه ستكون مليئة بالأشواك وبالتحديات وبالابتلاءات ،

لن يكون هناك سجاد أحمر ولا ورد إلا في نهاية الطريق ،

هذه حقيقة أكيدة يمكن التأكد منها في كل مرة تعود فيها إلي حياة أحد العظام ممن حقق هدفا عظيما في حياته .

في إحدى الأوراق الماضية تحدثنا عن ما واجهه

" أديسون " من أجل تحقيق هدفه الذي تمثل في البحث عن وسيلة ما لإنارة العالم ليلا ،

ومعظمكم قد سمع بالياباني الذي أسس شركة "هوندا " المعروفة ،

هذا الياباني الذي رفضت الشركات اليابانية اختراعه وتطويره للمحرك ولم يشترونه منه

ثم أسس مصنعه لأول مرة من خلال بعض الأموال التي اقترضها

دمر هذا المصنع خلال الحرب العالمية الأولى

فأعاد بناؤه مرة ثانية

فكان أيضا التدمير الكامل مرة أخري وذلك بفعل زلزال مدمر ضرب المنطقة التي كان يوجد فيها المصنع .

ولم ييأس وأعاد بناؤه مرة أخرى


ولكن قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مصنعه فدمرته بشكل كامل أثناء الحرب العالمية الثانية ،

عندها أصر هذا الياباني على بناء مصنعه مرة أخرى من بقايا القذائف التي قذفت على مصنعه وأشاده،

لم يلتفت هذا الياباني إلي الوراء ، لو التفت إلي الوراء لما استطاع أن يشيد مصنعه ،

فالالتفاتة إلى الوراء

قد تكون في بعض الأحيان مكلفة جدا بل قد تكون قاتلة ،

هذا هو السر الذي يتمكن من خلاله الأسد من افتراس الغزال .

فالأسد عندما يحدد هدفا وهو هنا افتراس الغزال ،

يبدأ مباشرة بالجري وراء الغزال ولا يلتفت ـ إطلاقا ـ إلي الوراء إلا بعد أن يصطاد الغزال ، فهو قد حدد هدفه واضحا لا يحيد عنه وثبت نظره عليه تدفعه لذلك جوعه ورغبته بالبقاء والوصول إلى هدفه

أما مشكلة الغزال ـ

الذي يتمثل هدفه في محاولة النجاة من افتراس الأسد ـ

فهي :

- أنه آمن بأن الأسد مفترسه لا محالة وأنه ضعيف مقارنة بالأسد

- خوفه من عدم النجاة

- مقارنته الهاطئة بين حجمه وحجم الأسد من الناحية الظاهرية وعدم ثقته بالنجاة رغم تفاوت الحجم

- أنه يظل يلتفت دوما إلي الوراء من أجل تحديد المسافة التي تفصل بينه وبين الأسد .

هذه الالتفاتة القاتلة هي التي تؤثر سلبا علي سرعة الغزال،

وهي التي تقلص من الفارق بين سرعة الأسد والغزال

وبالتالي تمكن الأسد من اللحاق بالغزال ومن ثم افتراسه .


لو لم يلتفت الغزال إلي الوراء لما تمكن الأسد من افتراسه .

فكم من الأوقات التفتنا إلى الماضي فافترسنا بإحباطاته وهمومه وعثراته؟؟؟

وكم من خوف من عدم النجاح جعلنا نقع فريسة لواقعنا؟؟

وكم من إحباط داخلي جعلنا لا نثق بأننا قادرين على النجاة وتحقيق أهدافنا وقتلنا الخوف في داخلنا؟؟

*******
أنسيتم رسولنا الكريم وصاحبه إذ هما في الغار؟؟؟؟؟
مقتبس بتصرف