|
لَيسَ قَلبي !!
..
ما بِقَلبِي ؛ وَ إِنَّما بِلِسانِي=قُلتُ ما قُلتُ ؛ خائِنًا وِجدانِي
كُلُّ ما قُلتُ نَفخَةٌ بِهَواءٍ=مِنْ رِئاتٍ خَنِيقَةٍ بِاحتِقانِ
أَطلَقَ الوَجدُ غَيرَتِي فاستَبَدَّتْ=بِي كَوَحشٍ يَجُولُ فِي أَركانِي
فَتَقَوَّلتُ فاجتَرَحتُ كَلامًا=لَمْ أَجِدْ فِيهِ غَيرَ ما أَشقانِي
فاغفِرِي لِي إِذا غَضَبتِ ؛ فَإِنِّي=جَرَّنِي نَحوَ زَلَّتِي شَيطانِي
لَيسَ قَلبِي ! وَ إِنَّما قَلبُ باغٍ=مَنْ يُعادِيكِ يا شَذَى الأُقحُوانِ
لَمْ أُطِقْ ما ارتَدَيتِهِ مِنْ ثِيابٍ=زِدتِها - فَوقَ عُريِها - بِافتِتانِ
كَيفَ لِي أَنْ أُطِيقَ جِسمًا تَعَرَّى=كاشِفًا سِرَّ حُسنِهِ لِلعَيانِ ؟
أَو حَدِيثًا عَلَى سَبِيلِ حِوارٍ=كَعَزِيفٍ مُخَلَّعِ الأَلحانِ !
أَتَخَيَّلتِ أَنَّنِي أَتَغاضَى=إِنْ تَعَمَّدتِ عُنوَةً عِصيانِي ؟
فَتَظاهَرتِ بِالبَراءَةِ بَينا=ناهِداكِ البَضَّانِ يَنتَطِحانِ !
لَمَعا فِي تَمَرُّدٍ كَشُعاعَي=نِ فَفاقا تَوَهُّجَ الكَهرَمانِ
بَرَزا فِي مَشابِكٍ مِنْ حَرِيرٍ=كَقِبابٍ حَوافُها مِنْ جُمانِ
فَإِذا ما ضَحِكتِ مالا فَمالَتْ=وَ تَهاوَتْ مَشاعِرُ الفِتيانِ
فَإِذا العِطرُ رَفرَفاتُ أَرِيجٍ=وَ إِذا الكَرزُ وَردَةٌ كالدِّهانِ
رُغمَ عَنِّي أَثَرتِ فِيَّ جُنُونِي=بِتَفاصِيلِ ذَلِكِ الفُستانِ
حَيثُ أَظهَرتِ لِلحُضُورِ كُرُومًا=غافِياتٍ بِسِدرَةِ الرَّيحانِ
شَفَّ عَنها الرِّداءُ ؛ وَيحَ رِداءٍ=يَتَراخَى لِأَعيُنِ الصِّبيانِ
فَيَمُدُّونَ نَحوَها نَظَراتٍ=كَخُيُولٍ تَسابَقَتْ فِي رِهانِ
عِندَ رِدفَيكِ ضاقَ ثَوبُكِ حَتَّى=ضاقَتِ الأَرضُ فِي رُؤَى هَذَيانِي
بَينَما ظَلَّ واسِعًا عِندَ نَهدَي=كِ مُدِلًّا بِجَنَّتَي رُمَّانِ
جَمَعَ الحُسنَ حَيثُ أَظهَرَ عَمدًا=ما تَخَفَّى بِمُنتَهَى الإِتقانِ
فَإِذا الظَّهرُ لَوحَةٌ مِنْ زُجاجٍ=مُستَفِزٍّ بِحُسنِهِ الفَتَّانِ
وَ إِذا البَطنُ واحَةٌ مِنْ رَحِيقٍ=تَحتَ أَفياءِ خَصرِكِ الخَمصانِ
أَيَّ ثَوبٍ وَضَعتِ ؟ أَيَّ لِباسٍ ؟=أَيَّ سَرجٍ نَزَعتِ ؟ أَيَّ عِنانِ ؟
أَيُّ إِنسٍ يَخِيطُ ثَوبًا كَهَذا ؟=لَيتَ شِعرِي ! كَأَنَّهُ صُنعُ جانِ !
فَتَقَ النُّورَ مِنْ ثُقُوبِ قَمِيصٍ=كَقَصِيدٍ مُرَصَّعٍ بِالبَيانِ
ضَيَّقَ العَجزَ , ثُمَّ وَسَّعَ صَدرًا=فالجَماهِيرُ فِي حَمِيمٍ آنِ
فَسَقانا بِأَكؤُسٍ مِنْ عَذابٍ=مُستَغِلًّا مَرارَةَ الحِرمانِ
حَيثُما دُرتِ دارَ طَيفُكِ حَولِي=فَمَتَى نَكتَفِي مِنَ الدَّوَرانِ ؟
أَخبِرِينِي فَإِنَّنِي فِي حَرِيقٍ=أَتَلَظَّى بِسَورَةِ الغَلَيانِ
لَيسَ بِالرِّجلِ بَلْ بِمُهجَةِ صادٍ=ظِلتُ أَمشِي وَ ما لَقِيتُ مَكانِي
وَ لَقَدْ عُدتُ هَهُنا مِنْ جَدَيدٍ=وَ بُكائِي وَ أَدمُعِي عُنوانِي
فاقرَئِي الحُبَّ فِي لُغاتِ عُيُونِي=وَ افهَمِي العِشقَ دُونَما تُرجُمانِ
|
|