منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    دور المرأة في كتابة وتطور الخط العربي

    دور المرأة في كتابة وتطور الخط العربي

    "في تاريخ العرب القديم والحديث أسماء فئة كبيرة من النساء الكاتبات اللواتي تفردن بالثقافة العالية وجودة الخط وجمال الأدب"

    محمد عيد الخربوطلي



    جاء في كتب الأدب: "إذا كان الخطُّ حسَنَ الوَصْف، مَليحَ الرَّصْف، مفتَّح العُيون، أملَس المُتون، كثير الائتِلاف، قليلَ الاختِلاف، هشَّت إليه النفوس، واشتهتْه الأرواح، حتى إن الإنسان ليقرأه ولو كان فيه كلام دنيء ومعنى رديء، مستزيداً منه ولو كثر من غير سآمة تلحقه".
    إن الباحث في التاريخ والتراث يلاحظ أنه كان للمرأة دور كبير على مدى التاريخ، وساهمت إسهاماً بارزاً وملموساً في كل مجالات النشاط البشري، في التعليم والسياسة والحكومة، والشعر والأدب والحروب، فلم تكن مهمتها قاصرة على رعاية شؤون بيتها وأمومتها فقط.
    لقد عرفت في تاريخنا المرأة العالمة والمرأة المحدثة والمرأة الحاكمة والشاعرة والطبيبة والمخترعة، كما عرفت المرأة التي لعبت دوراً مهماً كبيراً في فن الكتابة وتطور الخط العربي.
    فإن عرفت في السياسة والحكم بلقيس ابنة يشرح التي ورثت عرش زوجها وأبيها، وبقيت ملكة 15 عاماً، مع ما كانت عليه من وفرة العقل والعزم الماضي، وكثيرات غيرها حكمن دولاً ولسنين طويلة، فإن كثيرات عرفن في براعتهن لفن الخط ونسخ الكتب والمصاحف، ومازال التاريخ حتى يومنا هذا يظهر نساء متقنات للخط، وقد سبقت كثيرات منهن الخطاطين الرجال.

    النساء والخط:
    لقد احتلت المرأة العربية مكانة متميزة في المجتمع بما أبدعته من فنون التأليف، وبما أحرزته من تفوق في فن الكتابة والخط، فكثير من النساء حصلن على المعارف وأصبحن عالمات شهيرات، ومنهن من نسخن المصاحف والكتب من كل نوع بما فيها الأدب والشعر والحديث بطريقة بارعة غاية في الجمال، حتى أن بعض رجال الحكم اعتمدوا عليهن في كتابة نصوص المعاهدات السياسية بسبب قدراتهن الفائقة في الكتابة.
    ومن المعروف أنه عند ظهور الإسلام لم يكن يعرف الكتابة في قبيلة قريش غير سبعة عشر رجلاً وثلاث نساء، فنزل القرآن الكريم بالعلم وحضَّ عليه، كذلك دعا الرسول للعلم وأمر المتعلمين أن يعلموا غيرهم مهما كلفهم ذلك من مشقة، كما أمر النساء بالتعليم كالرجال، وقد كلف شفاء بنت عبد الله العدوية بأن تعلم زوجته حفصة الكتابة، كما اشترط لافتداء أسرى قريش بعد غزوة بدر أن يعلم كل واحد منهم عشرة من أولاد المسلمين القراءة والكتابة.
    وانتشر العلم وكثر المؤلفون حتى أن بعضهم تجاوزت مؤلفاته أربعمئة مؤلف، مثل الكندي والجاحظ والمدائني والسيوطي وابن حزم وابن الجوزي.
    وفي نفس الوقت كثرت أنواع الخطوط، واحتلت مكانة رفيعة، ولعبت دوراً مهماً في المجتمع لعدة أسباب، منها:
    1- أن الدين شجع على القراءة والكتابة منذ ظهوره.
    2- أن الخط أصبح أداة سمية ودينية.
    3- أن الخط العربي كان جميلاً وقابلاً للتطور.
    4- أن الدول العربية والإسلامية احتضنت الخطاطين وشجعتهم ورعتهم.
    5- أن الخطاطين كانوا عباقرة موهوبين.
    فدخل الخط العربي في كل مجالات الحياة، فكتبت المصاحف والمؤلفات المختلفة من علوم ودين وأدب بخطوط جميلة، كما ازدانت المساجد والمنابر والقصور والحمامات والطنافس والوسائد والآلات الموسيقية والسيوف والخوذات، حتى الأجهزة العلمية مثل الإسطرلاب والمجسمات الجغرافية بأشكال جميلة من الخطوط العربية، وهؤلاء الخطاطون الذين أبدعوا روائع اكتسبت شهرة عالمية لم يكونوا كلهم من الرجال، إنما لعبت المرأة دوراً بارزاً في ازدهار الثقافة العربية، فقد كانت القراءة والكتابة عاملاً مساعداً على إكساب النساء مهارات ثقافية متنوعة أهلتهن ليصبحن عالمات وكاتبات وشاعرات، كما أهلتهن لتولي وظائف مرموقة في الدولة، وللعمل في دواوين الخلفاء وشغل الوظائف العامة، وقد أشار إلى ذلك الجاحظ وغيره.
    إن الخط فن من الفنون الجميلة التي اعتنت بها الأمم وتسابقت إليها الشعوب، لذلك اعتنى العرب به، فالخط من أبرز الفنون وأرقاها وأهمها، لما فيه من مواطن الجمال والإبداع، التي ترهف الحس وتنمي الذوق، خاصة أن الخط العربي هو فن لرسم صور الحروف الهجائية، والتعبير عن الشكل والمضمون بأصول وقواعد هندسية زخرفية تشكيلية، فلِمَ لا تبدع المرأة في هذا الفن وهي أَوْلى بالإحساس بالذوق الرفيع والفن البديع، وقد عرفت في تاريخنا العربي والإسلامي في مختلف الأزمان والعصور قديماً وحديثاً الكثيرات من النساء اللاتي تعاطين الخط وبرعن فيه، ومنهن:

    خطاطات بغداد:
    عرفت العراق وعاصمتها بغداد أيام الخلافة العباسية الكثير من النساء الخطاطات والعالمات والشاعرات، ومن هذه النساء اللاتي اشتهرن بخطهن الجميل:
    1- فاطمة بنت الحسن بن علي العطار (الأقرع) والشهيرة بأم الفضل البغدادية الكاتبة: عُرفت بجودة خطها، كانت من النساء اللائي نبغن في فن الخط، كتبت بالخط المنسوب على طريقة الخطاط ابن البواب، وجوَّد الخطاطون على خطها بعدما قلدوها في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
    كتبت مرّة ورقة لمحمد بن منصور الكندي وزير طغرل بك أول وزراء السلاجقة، فانبهر بفصاحتها وأسلوب كتابتها فأعطاها ألف دينار، وعندما أرسل الخليفة المقتدر العباسي رسالة إلى الإمبراطور البيزنطي يطلب فيها الهدنة بين بيزنطة وبغداد، طلب منها أن تكتبها بخطها الفصيح الجميل، وعباراتها المتقنة، توفيت في بغداد سنة 480هـ/ 1087م.
    2- الرضا بنت الفتح: كاتبة مشهورة في بغداد، عرفت بكثرة ما ألَّفت ونسخت من الكتب، قال عنها المؤرخ الصفدي: "قد رأيت نسخة من ديوان أبي الحجاج بخطها".
    3- حافظة خاتون بنت محمد سعيد أفندي: كانت خطاطة بارعة، كما كانت عالمة بالحديث، أخذت فنون الخط العربي عن الخطاط سفيان الوهبي البغدادي، وقد برزت وتفننت في خطي الثلث والنسخ، توفيت ببغداد سنة 1246هـ/ 1830م.
    4- وممن عرفن في بغداد من الخطاطات البارعات تلك التي عرفت في القرن التاسع الميلادي وكانت مبرزة في النسخ وجودة الخط، فأعجب بها أحمد بن صالح وزير الخليفة المعتضد، فكتب عن براعتها: "كان خطها كجمال شكلها، وحبرها كمؤخر شعرها، وورقتها كبشرة وجهها، وقلمها كأنملة من أناملها، وطِرازها كفتنة عينيها، وسِكينها كوميض لمحتها، ومقطَّتها كقلب عاشقها".
    5- شهدة: من أشهر خطاطات العراق في العصر العباسي، فقد اشتهر بعض الخطاطين في تلك الأيام وصارت لهم مكانة مرموقة في الخط، وأُخذ عنهم، ومنهم ابن مقلة وابن البواب وشهدة وياقوت الموصلي وياقوت المستعصمي، فابن البواب (أبو الحسن علي بن هلال توفي سنة 413هـ) أخذ الخط عن محمد بن أسد ومحمد بن السمسماني تلميذي ابن مقلة، وعُرف من تلاميذ ابن البواب محمد بن عبد الملك، وكان من تلامذته شهدة، المحدثة العالمة الكاتبة زينب الملقب بشهدة الإبري، كما أخذ الخط عنها أمين الدين ياقوت، وقد برعت بصناعة الخط حتى انتهت إليها رئاسة هذه الصفة في عصرها، توفيت في بغداد في 13 محرم 574 هـ، وصفها القلقشندي فقال: "كانت معجزة النساء ومسندة العراق، فقد كانت شيخة ومحدثة، وكتبت خطوطاً جميلة على طريقة فاطمة بنت الأقرع، ولم يكن أحد يدانيها في عصرها... ولما توفيت أشرف الخليفة بنفسه على دفنها" وأكد على ذلك الصفدي في الوافي بالوفيات.
    6- فرح عدنان: الخطاطة العراقية الشهيرة، كانت تكتب الخط الجميل بيدها اليمين وبيدها الشمال، فيأتي كلتيهما على سواء، وكانت تعرض ما تكتبه على شيخ الخطاطين المرحوم حامد الآمدي ومن بعدها صارت تعرضه على الخطاط سيد إبراهيم.

    خطاطات من المغرب العربي:
    7- فاطمة الحاضنة: التي احتضنت باديس بن المنصور، وعندما استلم الحكم ولده المعز، أعلا من شأنها ورفع منزلتها، وأوقفت على مسجد عقبة بن نافع في القيروان كتباً نفيسة ونادرة، ومصاحف مذهبة مازال بعضها موجوداً إلى اليوم، ومنها مصحف بخط درة.
    8- دُرَّة الكاتبة: عرفت في تونس خلال الحكم الصنهاجي، عملت في بلاطهم، وحققت شهرة واسعة، ومن أعمالها التي لا نظير لها مصحف الحاضنة.
    9- بادشاه خاتون: ابنة محمد بن حميد تابنكو، كانت فاضلة أديبة شاعرة، عرفت بخطها الجميل الحسن، كتبت المصاحف الكثيرة، مما لا نظير لها، كما جاء في مرآة الأدوار.

    خطاطات من الأندلس:
    يقول فيليب دي طرازي: "تروي المصادر الأندلسية أنه كان بالربض (حي) شرقي قرطبة مئة وسبعون امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، وإذا كان بربض واحد هذا العدد، فكم كان عدد النساء اللاتي يكتبن في جميع أرباض قرطبة التي بلغت ثمانية وعشرين ربضاً..؟".
    وقد عرفت من خطاطات الأندلس:
    10- لبنى بنت عبد المولى: التي كانت كاتبة للخليفة المستنصر بالله، وكانت تكتب الخط الحسن وتجيد قواعده، كما كانت حاذقة بصيرة بالنحو والبلاغة والعروض والرياضيات، وشاعرة متميزة، ولدت بالأندلس وتوفيت سنة 394هـ.
    11- راضية: عرفت أنها كانت مولاة الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله، وكانت خطاطة، ومما كانت تنسخه الكتب في الدواوين السلطانية من الأندلسيات.
    12- ست نسيم: التي لعبت دوراً بارزاً في عهد الناصر لدين الله بعدما علمها الخط، حتى صارت تكتب بخط جميل يقارب خطه، وعندما تقدمت به السن وضعف بصره أمرها بأن ترد على كل ما يصله من مكاتبات، وكانت أهلاً لذلك.
    13- النُضَّار: ذاعت شهرة النضار في قصور الخلفاء في الأندلس في عهد الحكم بن عبد الناصر الأموي، كانت شاعرة وعالمة في الرياضيات، وأتقنت العلوم، بالإضافة إلى ممارستها الخط الحسن.
    14- فرنة أو فرنية: التي كانت كاتبة للخليفة الأندلسي الناصر لدين الله، واشتهرت كأشهر الخطاطين في عصرها.
    15- سيدة العبدرية: كانت سيدة بنت عبد الغني العبدرية من النساء العالمات الخطاطات في غرناطة بالأندلس، ومما نسخته بخطها الجميل كتاب إحياء علوم الدين للغزالي.

    16- عائشة القرطبية: لم يكن بالأندلس من يعادل عائشة بنت أحمد القرطبية بالعلم والفهم والأدب والفصاحة والشعر والخط الحسن، مدحت ملوك الأندلس وخاطبتهم بما عرض لها من حاجة، كتبت المصاحف، ولم تتزوج، توفيت سنة 400هـ.
    ورد أن بعض الشعراء ممن لم ترضه خطبها، فأعرضت عنه ثم كتبت إليه تقرعه:

    أنا لبوةٌ لكني لا أرتضي

    نفسي فاخاً طول دهري من أحد

    ولو أني أختار ذلك لم أجبْ

    كلباً وكم غلّقتُ سمعي عن أسد

    وكانت من عشاق الكتب، جمعت عدداً كبيراً منها.
    17- ورقاء بنت يَنتاب: كانت شاعرة أندلسية من أهل طليطلة، سكنت مدينة فاس، عرفت ببراعتها بالخط، توفيت سنة 540هـ/ 1145م.
    وهكذا نرى أن الأندلس قد برز فيها الكييرات من الخطاطات، وانتشر صيتهم في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي، ولم يقف الأمر على ذلك، بل توغل الخط العربي في الأندلس حتى وصل جنوب فرنسا، وقد اتخذ الإسبان والصقليون وكثير من أمم أوربا لزخرفة المباني والنقود الحروف العربية لجمالها.

    خطاطتان من حلب:
    18- فاطمة بنت قريمزان الحلبية: بمرور الأيام ازداد اهتمام النساء بنسخ الكتب الدينية والعلمية والمجموعات الشعرية في مخطوطات تميزت بالدقة والجمال، وقد عرفت بحلب فاطمة بنت عبد القادر، المعروفة ببنت قُرَيمُزان، كانت عالمة ورئيسة لمدرسة في حلب، نسخت بيدها عدداً كبيراً من الكتب.
    19- بوران بنت محمد بن الشحنة: التي كانت شاعرة فاضلة من أهل حلب، طالعت الكتب ونسختها ونظمت ونثرت، توفيت سنة 938هـ/ 1521م.

    جواري خطاطات:
    وعرفت من الجواري خطاطات، منهن:
    20- إشراق السويداء: تميزت بالذكاء وسرعة البديهة، كانت تلقب بالعروضية لإتقانها علم العروض، وكانت أديبة ومما حفظته من كتب الأدب، كتابي النوادر لأبي علي القالي والكامل للمبرد، وهي تلميذة فاقت أستاذها أباالمطرف عبد الرحمن القرطبي، وكانت قد أخذت عنه النحو واللغة.
    21- جارية أبي العتاهية: ثبت أن بعض الشعراء علَّموا النساء الكتابة وحسن الخط لمساعدتهم، فقد عرفت جارية للشاعر أبي العتاهية، كانت تنسخ شعره بطريقة عجيبة رائعة.
    22- جارية ابن الفرات: عرف الحافظ المؤرخ ابن الفرات بأنه ألف مئة مجلد في التفسير كما كتب مئة مجلد في التاريخ، كانت عنده جارية تراجع ما ينسخه من الكتب الأخرى، للتأكد من عدم وقوع أي خطأ في النقل، وتلك مهمة تحتاج إلى درجة عالية من التعليم والدقة، وخبرة واسعة في معرفة الخطوط.

    خطاطات من تركيا:
    بعد زوال حكم المماليك في مصر والشام، انتقلت مكانة الخط العربي إلى الأتراك العثمانيين، وقد كان دور تركيا لامعاً وبارزاً في الخط أيام الخلافة العثمانية.
    ويتجل الفن العثماني أروع ما يتجلى في فن الخط العربي الموروث عن الأمم السابقة التي سبقت العثمانيين إلى مسرح التاريخ، فقد ورثوا هذا الفن ناضجاً وساروا به إلى الأمام خطوات واسعة، واحتل الخط مكانة رفيعة في المجتمع خلال أيامهم، بعد أن تجاوزوا مرحلة التقليد إلى مرحلة التحسين والابتكار، فجعلوا للخط مذاقاً فنياً، حتى صار للحرف العربي صدى مسموعاً لجماله ولجلاله وصوره الرائعة، فتنافس خطاطوا كل مدينة بما أبدعته أقلامهم، وبرعت نساء كثيرات بالخط العربي الجميل، مثل أسماء عبرت بنت أحمد آغا من القسطنطينية وقد اشتهرت بخطها الجميل، وناهدة وسلمى خانوم والشريفة عائشة، حتى اشتهرت بعض أمهات السلاطين بالخط.
    23- فقد نسخت درة خانوم أم السلطان محمود خان مصحفاً محفوظ اليوم في المدينة المنورة.
    24- ولعل أروع ما كتبته نساء العهد العثماني المصحف الذي نسخته الشريفة الحافظة زليخة السعدية ابنة عبد الكريم زاده، الصفحتان الأوليان منه مليئتان بزخارف نباتية رائعة ملونة ومذهبة، وباقي الصفحات يحيط بها إطار عريض مذهب محاط بخط أزرق دقيق، وفواصل الآيات أشكال مستديرة مذهبة مليئة بالزخارف، وأسماء السور مذهبة، وللأشكال الزخرفية رؤوس وذيول ملونة تشبه العناقيد الزهرية، كما أن المصحف مجلد بجلد مذهب، وهو موجود اليوم في مكتبة خاصة بمدينة جدة.
    25- وقد عرفت بعاصمة العثمانيين أمة الله بنت محمد، وكانت شاعرة أديبة لها ديوان شعر بخطها الحسن، توفيت سنة 1115هـ/ 1742م.
    وعرفت في العصر الحديث وفي السنوات الأخيرة عشرات الخطاطات التركيات وغير التركيات أتقن الخط العربي، وخضن عدة مسابقات، فكنّ مبدعات بما قدمنه، وسأثبت بعضاً من أسمائهن للذكرى فقط، ولأبرهن أن المرأة مبدعة في الخط كما هي مبدعة في كثير من الأمور، ومنهن:

    26- زهرة دينجر التركية التي نالت عام 2001 جائزة رمزية في خط الثلث.
    27- منى مرجان فازت عام 201 بجائزة خط الرقعة.
    28- مبرورة تورة فازت عام 201 بجائزة خط الرقعة.
    29- تالان قوطصال فازت عام 2004 بجائزة خط النسخ.
    30- كلثوم أبدن نالت عام 2007 جائزة في خط الثلث.
    31- سامية أقسان فازت عام 2007 جائزة في خط الثلث.
    وكلهن شاركن في مسابقات مؤسسة أرسيكا، والتي مقرها في تركيا.
    ومن النساء اللواتي شاركن في مسابقة – أرسيكا – وكان خطهن بديعاً وأية في الجمال:
    32- لبنى سعيد من باكستان ونالت جائزة عمّا قدمته في خط الثلث عام 2001.
    33- أميرة عبد الكريم يوسف من سورية نالت جائزة عام 2001.
    34- ديوكينا أسالينا من هولندا حصلت على جائزة رمزية في خط الرقعة عام 204.
    35- هاليولينا ألفيا رفكاتا روفا من تتارستان التي نالت جائزة رمزية من مؤسسة أرسيكا عام 2001 في خط التعليق.
    36- خير النساء أفندي من أندونيسيا ونالت جائزة رمزية عام 2001.
    37- مليحة تابا ريج من البوسنة وقد نالت جائزة في الخط الديواني الجلي عام 207، وقد فازت سبعة من النساء الغربيات وهن:
    38- مريم يومي تومينكا من اليابان ونالت جائزة رمزية في الخط الديواني عام 2007.
    39- تاكاكو أكنيو اليابانية وكانت جائزتها في الخط الديواني ونالتها عام 2007.
    40- توريكو سوكياما من اليابان ونالت جائزتها لعام 207 في الخط المغربي.
    41- مايومي كوباياشي اليابانية وكانت جائزتها في خط التعليق الحلبي في المسابقة السادسة عام 2005، كما نالت جائزة رمزية في خط التعليق في المسابقة السابعة عام 2007.
    42- نيشاهاراميكا من اليابان وحصلت على جائزة عام 2004 في خط التعليق.
    43- ومن بريطانيا فازت صباح بابير وهي عربية مقيمة هناك، فازت بجائزة خط النسخ لعام 2007 المقامة في استانبول.
    44- ومن إيران فازت رضية صبهر وقد ولدت في طهران عام 1980، درست الأدب الفارسي، وأتقنت فن الخط العربي فأبدعت في ذلك، وفازت بعدة جوائز.
    45- مرضية صديقي المولودة عام 1975 بإيران، حصلت على مكافأة في خط التعليق الدقيق في المسابقة الدولية السادسة لفن الخط باسم ميرعماد الحسيني عام 2004، وخطها ممتاز.
    46- سانسانة رودبرام من تايلاند، ولدت عام 1980، نالت الجائزة الثالثة في الخط الديواني في المسابقة الدولية الرابعة لفن الخط في ذكرى الشيخ حمد الله الآماسي عام 2001، وهي أفضل من كتب الخط الديواني التركي من الخطاطات المعاصرات.
    كما امتازت المرأة الإماراتية بإتقانها لفن الخط العربي في هذا العصر، فقد فازت عدة نساء إماريات في مسابقات إرسيكا العالمية، وبعضهن تفرغن للخط العربي مع أنهن حزن شهادات عالية، ومن هذه الخطاطات الإماريات أذكر:
    47- فاطمة محمد عبد الرحيم باحميد والشهيرة بجوري، ولدت في 22 تموز 1975، بالإمارات العربية المتحدة، تخرجت من كلية الدراسات الإسلامية والعربية، حصلت على جائزة في خط الرقعة في المسابقة الدولية السادسة لفن الخط العربي عام 2004.
    48- ماجدة سليم محمد ولدت بالشارقة في الإمارات العربية المتحدة، نالت جائزة الخط العربي، بدأت تتعلم الخط في تركيا منذ عام 2005 على يد أستاذها حسن جلبي، وتخصصت في خطي النسخ والثلث، وشاركت في دورات مكثفة، وقالت في لقاء: "إن الإجازة الخطية من تركيا تؤهلها لتدريس الخط العربي، وتمكنها من أن تصبح خطاطة حاصلة على الإجازة في الخط، وليس مجرد خطاطة عادية". وعرفت ماجدة بتجربتها التركية في إبداعها للخط وهي متأثرة جداً بها، كما تعلمت أسرار الخط، وعرفت الزخرفة والرسم المائي.
    49- خير النساء غلام الدين وشهرتها نرجس نور الدين، من أبو ظبي، ولدت عام 1974، وهي حاصلة على دبلوم إدارة أعمال، وحصلت على جائزة في خط الديواني الحلبي في المسابقة الدولية السادسة لعام 2004، وتعد من أفضل الخطاطات العربيات اللاتي كتبن عبارة (رب يسر ولا تعسر رب تمم بالخير).
    50- فاطمة مهدي سعيد تولد دبي 1974، حصلت عام 2005 من استانبول على إجازة الأستاذية في الخط العربي، ومما تقوله فاطمة: "... يلزم الخطاط تدريبات مستمرة من أجل ليونة اليد، كما يلزمه كثرة الاطلاع..".
    وتعتبر فاطمة سعيد وزميلتها ماجدة سليم أشهر خطاطتين إماريتين، وأكثرهما حصولاً على الجوائز، وقالت عن دراستها للخط في تركيا: ".. هناك تعلمت الخط العربي، مبتدئة بالكوفي ثم بالنسخ ثم بالثلث.." وقالت: ".. إن أجمل أنواع الخطوط لدي هو الثلث الجلي والنسخ الكوفي.
    51- ماجدة المازم خطاطة عربية من الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر ماجدة أن الاختلاف بين خط المرأة وخط الرجل أمر طبيعي، فالمرأة تتميز في اتجاهها مثلاً نحو الألوان أكثر من الخط الكلاسيكي أو إلى إنتاج الخلفيات الملونة، استخدام الورق الملون في الخط، اتجاهها إلى الزخرفة كعنصر مكمل وليس أساسياً للخط العربي، وقالت: ".. النساء دائماً يتميزن في الزخرفة الإسلامية، بما أنها فيها ألوان وفيها روح الميلان"، وقالت: ".. إن معظم الخطاطات يملن إلى الخط الديواني والجلي الديواني والثلث لتميز هذه الأساليب بالمطواعية والتمايل والتناسق"، ووضحت ذلك فقالت: ". يتميز الخط الجلي الديواني بأنه مطواع، وهذا الخط يتركب في جميع الأشكال الدائري والمربع والبيضاوي"، ومما قالته فاطمة المازم: ". إن الخط كان حكراً لسنوات طويلة على الرجال والآن نشعر بالتحدي وهو فخر لنا".

    خطاطة نادرة:
    أختم هذه الرحلة السريعة مع النساء الخطاطات بقصة امرأة وردت في كتاب أخبار الدول للإسحاقي، أنه في زمن الملك العادل وفي شهر شوال سنة 624هـ أحضرت من الإسكندرية امرأة خُلقت من غير يدين، ولما حضرت مجلس الوزير رضوان عرَّفته أنها تعمل برجليها ما تعمله النساء بأيديهن من خط ورقم وغير ذلك، فأحضر لها دواة فتناولت برجلها اليسرى قلماً ولم ترضَ شيئاً من الأقلام المبرية التي أحضروها، فأخذت السكين وبرت لنفسها قلماً وشقته وقطّته، وأخذت ورقة فأمسكتها برجلها اليسرى وكتبت باليمين أحسن ما يكتبه الكتاب بيمنيهم، ثم ناولت الوزير تلك الرقعة فإذا فيها السؤال بالزيادة في راتبها فزادها الوزير وأعادها إلى بلدها، وأخبر الإسحاقي أن لها قبراً مشهوراً في الإسكندرية يزار، بباب رشيد يعرف بمزار بنت خداوادي.
    وهكذا يرى الباحث المتتبع لتاريخ النساء، ولتاريخ الخط العربي وفنونه وأعلامه، أن نساء كثيرات قد نبغن في فن الخط العربي، فأتقنه وطوَّرن فيه، وأعمالهن خلدتهن (من مصاحف وكتب ودواوين شعر)، إنها المرأة العربية والمسلمة التي عرفت حقوقها فأخذتها، خاصة أنها وجدت في مجتمع عرف حقوقها فلم يقف يوماً بوجهها إلاّ في عصور الجهل والظلام، عندما هضم حقوقها فحرمها أدناها، وكل ذلك كان نتيجة فهم الرجال الذين جعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين للنصوص الدينية فهماًٍ خاطئاً.


    المصادر:
    1- خزائن الكتب العربية في الخافقين – فيليب دي طرازي.
    2- أعلام النساء – عمر رضا كحالة.
    3- أعلام النساء – عبد الرحمن المصطاوي.
    4- بحوث ومقالات في الخط العربي – محمود شكر الجبوري.
    5- معجم النساء اليمنيات – عبد الله الحبشي.
    6- الأعلام – خير الدين الزركلي.
    7- قصة الكتابة العربية – إبراهيم جمعة.
    8- تاريخ الخط العربي وأدبه – محمد طاهر الكردي.
    9- معجم الأدباء – ياقوت الحموي.
    10- نفح الطيب – للمقري.
    11- مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق – المجلد 2 عام 1922.
    12- الكتاب العربي منذ نشأته حتى عصر الطباعة – يوهنس بيدرس – ترجمة د. حيدر غيبة.
    13- شذرات الذهب – ابن العماد الحنبلي.
    14- صبح الأعشى – للقلقشندي.
    15- طبقات الخطاطين – مقارنة المصطلح النقدي لفن الخط – د. إدهام محمد حنش – حروف عربية ع 17 د 19 – تشرين الأولى 2007.
    16- مدارس أنشأتها نساء في العالم العربي والإسلامي للخربوطلي.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











  2. #2
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497
    جزاكم الله خيرا
    فالحق أن للمرأة المسلمة أثرا رياديا في الحضارة الإنسانية
    لكن الباحثين في تاريخ هذه الحضارة وتراثها مطالبون باستخراج مظاهر هذا الأثر الجليلة والدقيقة
    وإبراز خصائص تميزه بالنظر إلى سائر الآثار النسائية العالمية
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

المواضيع المتشابهه

  1. من روائع الخط العربي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 12-25-2012, 02:31 PM
  2. مدرسة الخط العربي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-10-2010, 02:56 PM
  3. روعة الخط العربي
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان التصميم والابداع.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-01-2008, 10:11 AM
  4. رحلة مع فن الخط العربي
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-04-2006, 07:46 AM
  5. تقرير مهم عن الخط العربي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-28-2006, 12:45 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •