خاص بسني نيوز : د.مصطفى محمدي - مشهد : في بادرة غريبة و في تصرف جد مشبوه نشرت مجلة "كيهان" الإيرانية في صفحة/49، في عددها المرقم (145 - 246) لشهري (أغسطس، سبتمبر) كاريكاتورا مسيئا إلى سيدنا يوسف ( عليه السلام )، مما أثار المؤمنين الصادقين في هذا البلد.
تعتبر مؤسسة كيهان بشكل غير معلن الناطق الرسمي باسم النظام، و يشرف عليها شخص السيد علي الخامنئي الذي يزعم إمامة الأمة الإسلامية و يسمي نفسه بالولي الفقيه المطلق و نائب الإمام المهدي!
أخرج مدير مسئول و نائب المرشد الأعلي في مؤسسة "كيهان" السيد حسين شريعتمداري رسالة تحمل عنوان "الإعتذار" فيها محاولة لتبرير دواعي الرسم دون الإعتذار!!..
حاول الرسام في هذه الصورة المشينة تأجيج عواطف النصارى بشكل واضح، فقد رسم كاريكاتوره في إطار "صليب" ثم كتب فوقه باللغة الإنجليزية – و ليست الفارسية!!- (zoleykha fashion show). و كأن الصورة موجهة للعالم الغربي و ليست للشعب الإيراني!...
يذكرنا هذا الكاريكاتور بالرسوم الدنماركية المشينة للرسول – صلى الله عليه و سلم –، فقد تم نشرها في الدنمارك و ذلك لأن العلم الدنماركي يحمل صورة الصليب، لتثور عواطف عامة المسلمين فيحرقوا العلم، و يصورهم الإعلام الغربي و كأنهم يحرقون الصليب!..
تحمل الرسوم الإيرانية المسيئة لنبي الله يوسف –عليه السلام – نفس هذا المعنى، و تسكب في نفس الخانة!
فقد شعرت إيران بأن الربيع العربي أشعر الغرب بضرورة التفاهم مع الشعوب الإسلامية والتقارب إليها لحفظ مصالحها في المنطقة بدل عداوتها و استفزازها. و هذا سوف يؤدي تباعا إلى اقتراب الشعوب الإسلامية والشعوب النصرانية.
إن كانت هذه المصاهرة تساهم في السلام العالمي و التعايش السلمي في العالم إلا أنها ستكون شؤما للصهاينة في إسرائيل و لآيات الشيعة في طهران الذين دائما يعيشون في منطقة الظلام و الفتن المتأججة و نيران الحروب بين الشعوب!
و على الصعيد الداخلي تأتي هذه الرسوم لتلهي الشعب الإيراني الغاضب على سياسات الولي الفقيه القابع على رأسه في سورية الحبيبة! فإن الشعب الإيراني يري فيمن يحكمه بقوة السلاح و النار مجموعة من مجرمي الحرب و العصابات التي تعطش دماء الأبرياء، فإثارة مثل هذه الصورة تهدف إلى تحريف الرأي العام و انشغاله بالأمور الثانوية!..
الأمة في امتحان!..
فإن أدت الإساءة الإيرانية المشينة لنبي الله يوسف – عليه السلام – إلى كشف الستائر عن النوايا الخبيثة لهذا الورم السرطاني في المنطقة، فهي بذاتها محك رباني للجماعات الإسلامية التي كثيرا ما تكيل بمكيالين و تنسى واجب المرحلة!
فإن كانت الإساءات الغربية لنبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – استفزازا لمشاعر مليار و نصف مسلم و لخمس الأسرة البشرية، فإن الإساءة إلى نبي الله يوسف – عليه السلام – استفزاز لمعظم الأسرة البشرية و لأهل الأديان السماوية جميعا! فهو من أنبياء نبي إسرائيل و اليهود و النصارى كما هو نبي من أنبياء الإسلام، فالقرآن يصف المسلمين على أنهم لا يفرقون بين أحد من رسل الله.
"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"﴿البقرة/٢٨٥﴾.
ماذا سيكون موقف المسلمين في العالم تجاه هذه الإساءة من مؤسسة رسمية إيرانية؟!
هل سيدلي الرئيس المصري و الرئيس التركي بنفس التصريحات النارية السابقة؟!
هل سيقف العلماء الأفاضل و أئمة الأمة أمثال الشيخ يوسف القرضاوي بنفس المواقف النبيلة التي و قفوها يوم أن أسيء إلى ساحة الحبيب – صلى الله عليه و سلم -؟!
هل ستهب الجماعات الإسلامية للدفاع عن حرمة أنبياء الله – عليهم الصلاة و السلام -؟!
أم أن السياسة و المجاملة تغلب الديانة و القداسة!