منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    دمشق-عاصمة اللغة العربية عام 2008

    دمشق «عاصمة اللغة العربية عام 2008»

    معركة من أجل تقويم اللسان وما يجول في الأذهان

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دمشق: سعاد جروس

    لا يختلف اثنان اليوم، على أن اللغة العربية باتت في الحضيض. لكن الاختلاف هو حول كيفية النهوض من الكبوة. وتبدو دمشق هذه الأيام، وكأنها في مقدمة العواصم العربية التي استشعرت الخطر، وقررت ألا تستكين قبل أن تتصدى لهذا الخطر الذي يصيبها في لسانها. فهي تعد العدة لتكون «عاصمة للثقافة العربية» بعد أقل من شهر، وتعد العدة أيضاً لتكون «عاصمة اللغة العربية» إن أمكنها ذلك. وكي تنال سورية مبتغاها، أطلقت المشاريع في كل اتجاه، ووضعت الخطط ودرست الآليات التنفيذية، وهو ما سيعرف القارئ تفاصيله في تحقيق مستقل ومقابلة مع نائبة الرئيس السوري الدكتورة نجاح العطار. أما في مصر فالأمر مختلف، إذ أن الحراك بدأ مدنياً وليس حكومياً بعد، والدعوى التي أقامها الكاتب المعروف عبد الوهاب المسيري ضد السلطة لتفريطها في اللغة العربية، ليست المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة، في القاهرة. وهو ما يوضحه تحقيق آخر، يتضمنه هذا المحور. فأين وصل العرب في عراكهم من أجل إنقاذ لغتهم؟ وهل هم يسيرون على الطريق الصحيح؟

    تزامناً مع التحضير لفعاليات «دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008»، أطلقت الحكومة السورية منذ عدة أشهر حملة وطنية لـ(رفع التغريب عن دمشق)، ضمن خطة وطنية لتمكين اللغة العربية، بعد استفحال ظاهرة «التغريب». وهي ظاهرة راحت تتمظهر في لغة الإعلانات وأسماء المطاعم والمحلات التجارية والأماكن السياحية ووسائل الإعلام. الأمر الذي رأى فيه كثيرون مفارقة، كون دمشق صاحبة تجربة ريادية في تعريب العلوم، وما تزال تعتبر قلب العروبة النابض. فكيف تترك سورية باب اقتصاد السوق المفتوح وتحرير قطاع التعليم، يأتيانها برياح التغريب، لتعبث بملامحها العربية الأصيلة!!

    بعد خطاب الرئيس بشار الأسد بمناسبة الولاية الثانية في 17 تموز الماضي، الذي دعا فيه إلى إيلاء اللغة العربية كل الاهتمام كي تكون قادرة على الاندماج في سياق التطور العلمي والمعرفي بعدما لحق بها من تراجع كبير، أصدرت الحكومة تعميماً طالبت فيه محافظة دمشق بالعمل على تغيير التسميات الأجنبية للفنادق والمطاعم والمؤسسات السياحية واستعمال الكلمات العربية مع وضع الكلمات الأجنبية بحروف أصغر تحت الكلمة العربية، باعتبار أن العربية هي اللغة الرسمية للجمهورية العربية السورية وبهدف إظهار مدينة دمشق بحلتها العربية بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2008. كما تم إبلاغ العاملين في قطاع الإعلان والتصميم بعدم استخدام الكلمات العامية في إعلاناتهم. ومن جانبها طلبت وزارة التربية من المدارس الأميركية والفرنسية والباكستانية التقيد بقانون 2004 للمدارس الخاصة. ما يعني تدريس حاملي الجنسية السورية أربع مواد تتناول التاريخ والجغرافيا واللغة العربية و«التربية الوطنية».

    كما تم ربط منح هذه المدارس الترخيص بتدريسها المواد الأربع، وتعيين مشرف من الوزارة السورية بالإضافة إلى الوعد بتغيير اسمها ليكون عربياً. وفيما يخص الجامعات الخاصة اقترحت وزارة التعليم العالي على الجامعات الخاصة التي افتتحت في السنوات الأخيرة إزالة المسميات الأجنبية والإشارة إلى أي جهة أجنبية، مع إصدار قرار بتعديل التراخيص الممنوحة لهذه الجامعات.

    بالتوازي مع هذه الحملة، التي تشرف عليها نائب رئيس الجمهورية د. نجاح العطار، يجري العمل على إعادة إحياء دور مجمع اللغة العربية في دمشق، عبر تعديل القانون الخاص بإنشائه، ليعود إلى أداء المهمات المنوطة به. فما نراه في الشارع من اغتراب كامل وتقليد أعمى للحداثة عبر استعارة مسميات أجنبية بداع وغير داع، ليس سوى واحد من أعراض مرض مستعص أصاب تعليم اللغة العربية في سورية. إلا أن هناك من يرى أن معالجة هذا المرض لا تتم بحملات رفع التغريب أو تعريب أسماء المحلات، ولا حتى بإحياء مجامع اللغة العربية. فالمشكلة أكبر وأعمق من ذلك، بحسب رأي الكاتب والمحلل السياسي مازن بلال رئيس تحرير الموقع الالكتروني «سورية الغد» الذي يعتبر أن اللغة العربية تتجه لتكون لغة الأدب والشعر فقط، في حين أن المطلوب أن تكون لغة العصر أي العلم. فعملية «التغريب» ـ ان صح هذا المصطلح ـ تحصل نتيجة تخلي بعض مؤسسات الدولة عن مسؤولياتها في شأن التعليم.

    د. خلف الجراد، مدير عام «مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر يقول: «إن المسؤولية لا تتحملها جهة واحدة» وإنما هي تقع على عاتق الجميع... وانتشار ظاهرة التسطيح الثقافي عبر الفضائيات، ساهمت في تكريس تردي اللغة، ضمن حالة من الشعور بالضياع العام، إذ لا يمكن أن تكون اللغة ممتازة في مجتمع نسبة الأمية فيه عالية. ويشير مازن بلال إلى مشكلة راحت تظهر في سورية مع السماح بافتتاح مدارس وجامعات خاصة، وهي إهمال المدارس والجامعات الحكومية، في حين أن الاهتمام بها كان يجب أن يتزايد كونها الركيزة الأساسية لبناء ثقافة وطنية حقيقية. وما يؤسف له، يقول بلال: إن عملية تهجير تتم للطلاب من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة، التي تستورد مناهج أجنبية في وقت لا تقوم وزارتا التربية والتعليم العالي بأي جهد لمراقبة تلك المناهج، حتى أن الجامعات الخاصة يمكن اعتبارها مدرسة كبيرة، وليست جامعة لعدم توفر شروط البحث العلمي فيها، وأيضا عدم ارتباطها بمجتمعاتها المحلية. هائل هلال، مهندس ومدير مكتب سياحي، يؤكد ما قاله بلال بهذا الخصوص، وبأن هذه المدارس تعلم العربية والأجنبية بطرق مغلوطة.

    فعلى صعيد اللغة العربية، الكتب مليئة بالأخطاء الفادحة، فمثلا نجد في كتاب ابتدائي (ان البقرة تأكل نسبة 10% من وزنها كل يوم، لذا يجب أن يكون «عدد الأعشاب» أكثر من عدد الأبقار)!! لافتاً إلى أنه درس الابتدائية بمدرسة «الفرير» الخاصة بدمشق، حينها كانت اللغتان العربية والأجنبية بمستوى جيد، بل وعلى سوية واحدة. ويشير إلى أن مستواه التعليمي وقتها يعد أفضل من مستوى أولاده التعليمي راهناً. ما يعني أن هناك تراجعاً كبيراً في التعليم عموماً، وليس فقط في تدريس العربية، ففي المكاتب السياحية نادراً ما يعثر على أدلاء يجيدون استخدام اللغتين العربية والأجنبية استخداماً صحيحاً ومقبولاً.

    لذا فالمطلوب اليوم برأي مازن بلال: «ليس مكافحة التغريب وإنما إعادة بناء التربية والتعليم من خلال أولاً: ربط المدارس بالأحياء بحيث تصبح المدرسة جزءاً من مجتمعها المحلي. ثانياً: إعادة النظر في مناهج اللغة العربية في المدارس لأنها في وضعها الحالي لا تلبي الاحتياجات المعاصرة. ثالثاً: بالنسبة للجامعات يجب توفير شروط لإعادة ربط الجامعة بمصالح المجتمع، وليس فقط بمنح الشهادات. وبالتالي فالبحوث التي تصدر عن الجامعات هي التي يمكن أن تدرس مسألة ما يسمى بـ (التغريب) وإيجاد الحلول لها. فالإجراءات الإدارية لا تكفي بهذا الخصوص. ويعطي بلال مثالاً على ذلك، أنه حين قامت الحكومة السورية بحملة مماثلة منذ أكثر من عقدين وأجبرت المحلات التجارية على تعريب أسمائها، بدّل محل ألبسة جاهزة اسمه من (باريس) إلى (يا ريس)!!

    الكاتب الروائي عمر قدور، تساءل عن سبب عدم نجاح هذه الحملة، ففي الثمانينات أدخلت الحكومة مناهج اللغة العربية لغير المختصين في الجامعات، كما ركز الإعلام السوري على اللغة العربية، وتم تخصيص برنامج تلفزيوني يومي عن اللغة والأخطاء الشائعة، وبدورها أفردت الصحف زوايا ثابتة لتصويب اللغة. ويتابع قدور محاولاً الإجابة على السؤال الذي طرحه مبرهناً على أن حملات التعريب لا تكفي لرفع «التغريب» فـ «المسألة لا يمكن حلها بحملات من هذا النوع، وإنما الحل يكون بوضع مناهج تعليمية تشمل كافة مراحل التعليم ضمن خطط طويلة الأمد، من ضمنها وبشكل أساسي مشاريع لدعم الكتاب وتشجيع القراءة». هذه المشاريع من وجهة نظر قدور: «أهم من حملة موسمية لترويج اللغة العربية بالمعنى المباشر، أو الظن بأن الحل بمنع استخدام المفردات الأجنبية»، واصفاً هذا الحل بأنه «سطحي ولا يأتي بنتيجة».

    لا شك في أن فشل حملة التعريب السابقة، أحد أسبابه تدهور واقع التعليم، بالإضافة إلى تماوت مجمع اللغة العربية بدمشق الذي مارس بالتآزر مع جامعة دمشق في أربعينات القرن الماضي دوراً ريادياً على صعيد التعريب، ولا يزال كثير من الجامعات العربية تستأنس بهذه التجربة. حازم، طبيب جراح يتحدث عن تجربته كطبيب درس في جامعة دمشق باللغة العربية، يقول إن التعريب سلاح ذو حدين، فهو جيد لأنه يمكننا من التفكير والتشخيص والموازنة الطبية باللغة العربية، لكن من جانب آخر لا بد من التساؤل الى أي حد هذا صحيح؟ فلغة التطور العلمي هي الأجنبية، ونحن لا نستطيع مواكبة هذا التطور ما لم نتعلم لغة العلم. والأطباء الذين لا يعرفون لغة ثانية يعانون من صعوبة في تطوير مهاراتهم الطبية والاطلاع على ما يجري. ويؤكد حازم على أن المشكلة التي يجب أن تعالج ليس تعريب لغة العلوم، طالما أن حركة التعريب لدينا قاصرة عن مواكبة التطور العلمي، وإنما الحل بتعزيز تعلم اللغة الانجليزية، دون إهمال العناية باللغة العربية كلغة ثقافة وهوية. لأن أهم ما يملكه العرب هو اللغة والتراث الثقافي المحفوظ داخلها، وإذا فقدوا هذه اللغة لن يبقى لديهم شيء.

    المفارقة كما تصفها كاتبة صحافية أن اللغة العربية هي لغة حية يجري تمويتها، في حين نجد إسرائيل تنجح في إحياء اللغة العبرية من خلال جامعاتها والتي كانت لغة ميتة.

    والسؤال كيف نوقف التهديم المتواصل للغتنا الأم في مجتمعات تتعمم فيها الأمية الثقافية؟ عمر قدور يقول: إن ذلك يعود إلى انتشار الثقافة البصرية وهي مشكلة عالمية، لكنها في مجتمعاتنا تبدو أخطر بسبب تفشي الأمية، مع التنويه الى أنه لا يمكن وضع الفضائيات العربية ضمن دائرة الاتهام بإضعاف اللغة العربية، لأن أغلبها يعتمد لغة عربية مبسطة اقرب للفصحى، ولعبت دوراً في تكريس لغة عربية مفهومة من المحيط إلى الخليج، لكن يمكن القول إن الثقافة البصرية أثرت على القراءة وليس على اللغة العربية.

    في حين لا يعفي خلف الجراد الفضائيات والإعلام من مسؤولياتهم عما تتعرض له اللغة من انتهاك، ويقول إن الصحف السورية الرسمية لا تزال متشددة بخصوص سلامة اللغة وكذلك عموماً الصحافة المكتوبة، لكن الإعلام المرئي المحكوم بالفوضى والتنافس التجاري المحموم يلعب دوراً سلبياً في تكوين الذائقة العامة. حتى أن مفردات العامية غزت الإذاعات الشبابية الخاصة وبدأت تتسلل إلى بعض الصحف الجديدة في سورية، بسبب قصر نظر البعض ممن يعتقدون أن اللهجة العامية تحاكي الشارع وتجذب القارئ، ومسلسل الأطفال (افتح يا سمسم) خير دليل على أن اللغة بحد ذاتها ليست عائقاً.

    ومن جانبه يرى مازن بلال أنه لإعادة الحيوية إلى لغتنا لا بد من القيام ببحوث علمية في اللغة العربية من خلال خطين؛ الأول: حركة ترجمة فاعلة تستطيع أن تواكب ما يتم نشره حديثاً من العلوم التقنية أو العلوم الإنسانية. والثاني: تشجيع البحث العلمي باللغة العربية.

    بالنظر الى واقع اللغة العربية بداية القرن العشرين وعمليات استنهاضها التي نجحت في لم شمل العرب ليعودوا وينطقوا جميعاً بالضاد كمصدر اعتزاز وفخار، وواقع العرب اليوم وارتباك موقفهم من الانتماء العربي والاستجابة للدعايات السياسية المضادة والهادفة إلى زعزعة الانتماء القومي العربي ومحاولة ربطه بأسباب الهزائم، وتردي أداء الحكومات العربية على الصعيد الثقافي؛ جميعها أسباب تدفع الجيل العربي الشاب للاستسلام لرياح التغريب فإذا لم تنفع برسم حلم نهضوي لتغيير واقع الحال على الأقل، تسليه وتنسيه ما ابتلي به.

  2. #2
    اشكر ك على هذا الموضوع المهم
    وفقنا الله ووفق بلادنا للخير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام على الفاضلة بنان



    أشكرك مخبرا الجميع :

    ( إن الأمر بات سيان - السنة الفارطة - بالجزائر .. و ما أتمناه على القدير سبحانه

    هو أن تصبح الشقيقة سوريا بالعربية التي شممت رائحتها من خلال كلامك .. )

المواضيع المتشابهه

  1. الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان المآثر والمنجزات.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-25-2010, 11:23 AM
  2. سوريا تدخل موسوعة جينيس عبر بوابة دمشق 02/06/2008
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المآثر والمنجزات.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-24-2009, 10:22 AM
  3. دمشق عاصمة الثقافه العربيه2008
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-23-2008, 08:15 PM
  4. دمشق: عاصمة الفصحى!!!
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-30-2008, 06:30 PM
  5. غداً الافتتاح الشعبي لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-28-2008, 03:56 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •