تفسير سورة المائدة :
• أشد ما أثر في حياتي نصيحة سمعتها من أبي يا بني اقرأ القرآن كأنه أنزل عليك) . محمد إقبال
• حديث جبير بن نفير،*قال:*((حججت فدخلت على عائشة فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت نعم،*قالت:*أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه))
• إنَّ رجلًا أتى عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ فقالَ : اعهَد إليَّ . فقالَ : إذا سمِعتَ اللَّهَ يقولُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فأرعِها سمعَكَ ، فإنَّهُ*خير*يأمرُ بِهِ أو شرٌّ ينهَى عنهُ
• ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )
• أوفوا بالعقود : الوفاء هو التمام .
إذا وعدت أو عقدت عقداً فأوفه .
لا يجوز أن تعد فتاة أن تكمل دراستها بعد الزواج و تمنعها بعد الزواج .
إذا اشترط عليكِ أن السكنى في بيت أهله ووافقتِ فلا يجوز لك أن تطلبي منه ترك المسكن دون سبب بعد الزواج .
إذا عاهدت الله أنك تائب فلا تروغ روغان الثعالب هذا من الوفاء بالعقود .
قد آمنت بالله رباً و بالإسلام دينا فيجب أن تطبق هذا العقد فتحل ما أحل الله و تحرم ما حرم الله.
وعدته اذا تزوجت ابنته لن تسافر بها . لا يجوز لك أن تسافر بها و تخلف معهم .
أوفوا بالعقود :
العقود مع البشر و العقود مع الله .
الالتزام بالعقد مع الله أن تطيع أوامره و تحل ما أحل و تحرم ما حرم عليك .
• وفى و مشتقاتها وردت في القرآن في ٦٦ آية أغلبها (أوفوا )
اذا استجبت له استجاب لك ، إذا غدرت كيف يفي لك .
• قال مالك بن دينار: دخلت على جار لي وهو في الغمرات يعاني عظيم السكرات، يغمى عليه مرة، ويفيق أخرى، وفي قلبه لهيب الزفرات، وكان منهمكًا في دنياه، متخلفًا عن طاعة مولاه، فقلت له: يا أخي، تب إلى الله، وارجع عن غيّك، عسى المولى أن يشفيك من ألمك، ويعافيك من مرضك وسقمك، ويتجاوز بكرمه عن ذنبك. فقال: هيهات هيهات! قد دنا ما هو آت، وأنا ميّت لا محالة، فيا أسفي على عمر أفنيته في البطالة. أردت أن أتوب مما جنيت، فسمعت هاتفًا يهتف من زاوية البيت: عاهدناك مرارًا فوجدناك غدارًا.
• الوفاء بالعهد و المواثيق (أوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم )
عاهدنا الله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ*) هذا وعده لنا إذا وفينا .
مطلوب منك طاقتك لا فوقها .
كل طاعاته سبب لهناءتك و خيرك و سرورك في الدنيا و الآخرة .
عن النبي ﷺ أنه سأله سائل قال: يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال:*قل: (آمنت بالله ثم استقم)*معنى*آمنت بالله: يعني: وحدت الله وآمنت أنه ربي وإلهي الحق، ثم يستقيم على طاعة الله وتوحيد الله بأداء فرائض الله وترك محارم الله.
إذا صدقتم مع الله سيصدق معكم و يرفعكم و يستخلفكم و يمكن لكم سواء كنا أفراداً أو مجتمعات هذا وعده لنا .
الوفاء بالوعد وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيل إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*(اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم)
إذا قلت كلمة فأوف بها لو بدون توثيق بدون كتابة.
لا تعد إذا لم تكن متأكدا من الوفاء .
يخشى على من يخلف وعده أن يكون منافقا .
الوفاء يكون بالعهد و الوعد و العقد و النذر و اليمين و الكيل و الميزان .
عقد ( زواج وكالة شراكة بيع شراء كفالة ....)
الأحسن ألا تنذر شيئاً و لكن إذا نذرت يجب أن تفِ .
( و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )
*قصة الطائي و شريك و النعمان :
يُحكى أنه كان هناك ملك يُدعى النعمان، كان قد جعل له يومان في السنة:*يوم يسميه يوم البؤس؛*يخرج فيه ويقتل كل من صادفه في طريقه، ويوم آخر يطلق عليه يوم النعيم؛*يغدق فيه بالأموال والثراء والإحسان على*كل من يقابله، وكان هناك رجل يدعى الطائي قد بلغ منه الفقر مبلغه، فخرج ذات يوم من بلده مسافراً ليعمل في بلاد النعمان حتى*يجد قوت نفسه وأولاده، وبينما هو كذلك قد أخذ قوته وفي طريق عودته إلى*صغاره صادف في طريقة النعمان وكان يوم البؤس، فعندما رآه الطائي علم أنه مقتول لا محالة.
فقال الطائي: حيا الله الملك، إن لي أولاداً صغاراً وأهلاً جياعاً وقد خرجت لأجد قوت نفسي وأولادي ولكن قادني سوء حظي لملاقاتك في هذا اليوم العبوس، وقد قربت من مقر الصبية والأهل وهم على*شفا تلف من الجوع*ولن يتفاوت الحال في قتلي بين أول النهار وآخره، فإن أذِنَ لي الملك أن أوصل إليهم هذا القوت وأوصي بهم أهل المروءة*من الحي حتى*لا يهلكوا ويضيعوا، ثم أعود من جديد إلى*الملك النعمان وأسلم نفسي إليه ليقتلني.
عندما سمع الملك النعمان حديث الطائي رَقَّ*لحاله ولحال أطفاله، ولكنه قال: والله لا أسمح لك بالذهاب حتى*يَضْمَنك رجل، فإن لم تعد قَتَلتُه، نظر الطائي حوله فلم يجد سوى*شريك بن عدي نديم النعمان، فنظر الطائي إلى شريك وقال له: يا شريك بن عدي جُدْ لي بضمان والتزام ولك الله بأنني راجع قبل الظلام .. فرَقَّ شريك بن عدي لحال الطائي وأطفاله وضمنه عند الملك.
فذهب الطائي مسرعاً إلى*بلاده وصار النعمان يقول لشريك: لقد ولى*صدر النهار ولم يعد الطائي حتى*الآن، وشريك يقول: ليس للملك علي سبيل حتى*يأتي المساء، فعندما اقترب المساء قال النعمان لشريك في شماتة*لقد جاء وقتك، قم فتأهب للقتل، نظر شريك في يأس فوجد رجل يأتي من بعيد، فتمنى*في نفسه أن يكون الطائي.
وبالفعل اقترب الرجل وكان الطائي، فقام شريك على*الفور إليه يعانقه وقد اطمئن قلبه والطائي يقول: أُعذرني يا أخي والله خشيت*أن ينقضي النهار قبل وصولي، وها أنا ذا أقف أمامك يا مولاي لتقتلني .. تعجب النعمان كثيراً من موقف الرجلين وقال لهما:* والله ما رأيت أعجب منكما، أما أنت يا طائي فما تركت لأحد في الوفاء مقاماً وأما أنت يا شريك فما تركت لكريم سَمَاحة*يذكر بها في الكرماء، فلم تتركوا لي إلا أن أقول أني قد رفعت يوم البؤس عن الناس ونقضت عادتي كرامة لوفاء الطائي وكرم شريك.
ولكن لدي سؤال آخر، ما حَمَلَك على*الوفاء على*الرغم من أن فيه ضياع نفسك وقتلك؟ فقال الطائي: ديني، فمن لا وفاء فيه لا دين له .. فأحسن إليه النعمان، ووصله بما أغناه .
أوف بعهدك و عقدك لو كان في الظاهر القريب خسارة . لن تخسر مع الله .
لن تفي و تلتزم مع الله و تخسر .
اصدقه يصدقك سيمكنك و يستخلفك و يرفعك في الدنيا و الآخرة .
من لا وفاء له لا دين له .