السلام عليكم
ربما اعتقدتم انني اقوم باعلان عن صيدلية عشبية ولكن فعلا اظنها تمهيد لصيدلية منزلية نموذجية نفتقدها جميعا
نقدم الموضوع وارحب بارائكم جميعا
أول صيدلية أعشاب طبية فى الشرق الأوسط
وأين هى الآن ؟
من موقع الدكتور محمد فهمي
واليكم ماكتب فيه
عندما كنت طالبا بكلية الصيدلة نظرت إلي قسم العقاقير الطبية نظرة غير التي ينظر بها باقي الطلاب حيث رأيته قسم إبداعي ابتكاري بعكس الأقسام الأخرى فعشقت هذا القسم خصوصا وأننى كنت أرى أن الأدوية الكيميائية مثل القنبلة تلقى على الهدف فتصيب الهدف ولكنها فى نفس الوقت تسبب خسائر جسيمة حول منطقة الهدف لذلك كنت فى تطلع دائم لبدائل عشبية للأدوية عسى أن أجد فيها ضالتى المنشودة .
فكانت الفكرة كيف أربط بين تكنولوجيا الصيدلة والتركيبات العشبية بشكل مقنن يضمن إعطاء الجرعة المناسبة للمريض وشغلتني أثناء الدراسة فكرة تحويل الخلاصات العشبية إلى أشكال صيدلية مثل كريمات ، أقراص ، جيل ... الخ لهدفين :
حتى يسهل للمريض استخدامها ولضمان تعاطى الجرعة الصحيحة الثابته
لكل هذه الأسباب قررت التخصص فى هذا القسم .
ولكننى وجدت أيضا أن ماندرسه حتى فى الدراسات العليا لم يشبع طموحاتى كمعلومات تكفى للوصول إلى أدويه جديدة من الأعشاب الطبية ومستخلصاتها فدأبت على الإطلاع بنهم شديد على المراجع العربيه والأجنبيه والدوريات العلميه القديمة والحديثة ففى مكتبتى الخاصه ما يزيد على خمسة آلاف مرجع من نوادر الكتب وأقيمها وآحدث ما وصلت إليه كل المدارس العلميه فى مجال الطب البديل مثل اليابان وألمانيا والولايات المتحده والصين
ولم تقف اطلاعاتى على الأعشاب الطبية ومستخلصاتها فحسب بل قرأت مراجع كثيرة فى العلوم الإكلينيكية وعلم الأقربازين وتركيبات الأشكال الصيدلية والفسيولوجى والكيمياء الحيوية والباثولوجى والباثولوجيا الإكلينيكية لأن تلك العلوم تخدم الذى يعمل فى هذا المجال .
ليس هذا فقط فقد كنت أرجع دائما إلى أساتذتى الذين علمونى وشرفت بأستاذيتهم لى وإليهم يرجع الفضل ـ بعد الله عز وجل ـ فى تشكيل عقليتى العلمية وأخص بالذكر أستاذى أ.د. محمد عبد الفتاح الضوى أستاذ الكيمياء الصيدلية بصيدلة طنطا والذى تعلمت منه الإلتزام الصارم والتحديث الدائم لمعلوماتى و أ.د. حازم قدرى أستاذ العقاقير المتفرغ بجامعة الأزهر والذى علمنى التطبيق العملى للمعلومات النظرية و أ.د. طه خليفه رحمه الله أستاذ العقاقير بصيدلة الأزهر والذى علمنى أن أتمرد على كل المألوفات فى العلم لأن الإبتكار ماهو إلا تمرد على المألوفات وأستاذى أ.د. أحمد عبد الرحمن أستاذ العقاقير بصيدلة أسيوط أطال الله عمره والذى تعلمت منه حسن التطبيق والربط بين الظواهر العلميه و أ.د. طه الألفى أستاذ العقاقير المتفرغ بصيدلة القاهرة أطال الله عمره والذى تعلمت منه الفكر المنظم و أ.د. عبد المنعم عطيه أستاذ العقاقير المتفرغ بصيدلة الزقازيق والذى تعلمت منه الدقة الشديدة فى البحث أ.د. عبد الرحيم السيد إبراهيم البلال أستاذ ورئيس قسم العقاقير بصيدلة طنطا والذى تعلمت منه الصبر على العلم وغيرهم كثير من كواكب علم الصيدلة والنباتات الطبية ..
وبهذا تشكلت الأرضية العلمية عندى فى هذا التخصص إلا أن كل هذا لم يشبع نهمى وطموحاتى فى الوصول إلى أدوية جديدة مبنيه على استعمال الأعشاب الطبية ومستخلصاتها فبدأت تجاربى فى معملى الخاص الذى أنشأته وزودته بالأجهزة العلمية اللازمة وبدأت فى عمل تجارب كثيرة على تأثير العديد من المستخلصات على أمراض معينة أحدثتها فى حيوانات التجارب وعلى مزارع الميكروبات وكان فضولى يتوهج عندما أعرف بظهور مرض جديد ليس له علاج حتى أبدأ أبحاثى عليه
ووصلت بفضل الله إلى نتائج اعتبرها زملاؤنا وأساتذتنا فى كلية الطب معجزات طبية لاتكاد تصدق واعتبروها تصادم مع ما استقرت عليه الأعراف الطبيه بأن مرضا ما ليس له علاج ولايعقل أن يكون له علاج ( يعنى ممنوع الإقتراب أو التصوير ولا تجادل ولا تناقش ولا تحاول ) فلا يصح مثلا من الناحية الطبيه تجدد الخلايا العصبية التالفة أو خلايا الكلى التى ماتت أو خلايا الخصية التى ضمرت ولا خلايا الكبد التى تليفت كما لايصح أن تقول أن الصدفيه المسرطنه لها علاج نهائى أو أن مرض السكر أو الضغط لهما علاج نهائى
ومن قال بأنه وصل لشىء من ذلك قيل عنه إنه مجنون أو كاذب
ولولا مااحتفظت به من الأبحاث التى أجريتها وشرائح الهستوباثولوجى وعناوين وملفات الحالات التى تم علاجها وتصويرها وتجاوزت الخمسة آلاف حالة فى كل مرض ونتائج البيوكيمسترى سجلت للمرضى فى المعامل المعتمدة وبراءات الإختراع التى منحنى الله إياها لأعدمونى فى ميدان عام أو على الأقل كان مصيرى مستشفى الأمراض العقلية ولكن الله سلّم.
صيدلية الأعشاب :
ولا أنكر فضل الله عز وجل علىّ وأسجد له شكرا وعرفانا على ما رزقنى من ملاحظات لفتت نظرى ووفقنى لحسن ودقة الملاحظة والإستنباط ودقة تتبع الملاحظة وصواب الإستنتاج وحسن توظيف المعلومات – حقا لقد كان فضل الله علىّ عظيما –
فعلى سبيل المثال :
قبل عشر سنوات عندما قمت باستخلاص تركيبة من بعض الأعشاب بنسب معينة وتركتها لانشغالي بأعمال أخرى ونسيتها أكثر من أربع سنوات وفي احد الأيام توقفت عندها واندهشت عندما وجدتها لم تفسد أو تتكون عليها أي فطريات كما هو الطبيعي ، لاكتشف أن هذه التركيبة أقوى من أي مضاد حيوي وقادرة علي قتل كل أنواع الميكروبات وبدأت أستعيد بذاكرتي أنواع الأعشاب ونسبها في هذه التركيبة وأعرضها لأنواع مختلفة من البكتيريا والفطريات فى مزارع ميكروبيه فأجد النتيجة مذهلة
Broad-spectrum antibacterial & antifungal effect against large number of pathogenic bacteria & fungi on seeded media in comparison to the famous chemical antibiotics & antifungal agents .
وجاءت الفرصة لتجربة التركيبة عندما تحدث معي طبيب في حالة مريض بقرحة القدم السكري Diabetic foot وعدم قدرة أي مضاد حيوي في قتل الميكروبات التي تتكون علي جرح قدم المريض واستعدت هوايتي في تحويل التركيبة العشبية للشكل الصيدلى ( جيل ) حتى يسهل استعماله وبالفعل تم التئام جرح قدم المريض في أسبوع وتوالت طلبات الأطباء علي هذا المستحضر وتم تجربته على مئات الحالات كما تم تجربته أيضا على حالات قرح الفراش بعد تعديل بسيط فيه وأعطى نتائج مذهلة ووقت قياسى لسرعة التئام الأنسجة وتمت تسجيل براءة الإختراع بهذين الموضوعين .
وتوالت الأبحاث وتوالت النتائج بفضل الله حتى تمكنت من الحصول على 163 مستحضر عشبى تم تجريب كل منهم على مالا يقل عن خمسة آلاف مريض وتم تسجيلهم كبراءات اختراع مسجله بإسمى منها علاج نهائى لمرض السكر وضغط الدم والصدفية والفيرس سى .. الخ.
حاولت أن أنتقل إلى مرحلة توصيل تلك المستحضرات لشركات الأدوية حتى تعم فائدتها لكل المرضى فى كل بقاع العالم لكنى فوجئت بعدم ترحاب حيث أن صناعة الدواء لها بعد سياسى ومبنيه على مصالح متشابكة ولا داعى أن أذكر أسماء الأشخاص ولا الشركات الذين قالو لى صراحة : " احنا بنثق فى مستحضراتك لثقتنا فى شخصك وعلمك بس مش هنقدر ناخدها لأسباب منقدرش نقولها وانت أكيد عارف السبب "
فحاولت تسويقها بنفسى خصوصا أنى نظرت لسوق الأعشاب والنباتات الطبية فوجدتها مهانة فالعلاج بالأعشاب يتم دائما من خلال العطارين أو بائع ملتحي يقف علي الأرصفة لا يعرف عن الأعشاب التي يبيعها غير المعلومات المدونة علي غلاف العشب .
وأخيرا لمعت الفكرة فى رأسى بعد مشورة أهل الرأى فى قسم الصيدلة فوجدت ضالتي في بند قانوني يسمح بإنشاء مؤسسه صيدلية للإتجار بالنباتات الطبية من خلال صيدلية نباتات طبية فبدأت إجراءات التراخيص القانونية لفتح أول صيدلية عشبية في الشرق الأوسط .
وبعد الافتتاح وجدت الصيدلية إقبال جماهيري لم أكن أتوقعه مما يدل علي أن سوق النباتات الطبية سوق كبير ولديه جمهور كبير متعطش له ، خاصة أن نتيجة الدواء العشبي كانت نتيجة سريعة يتمناها المريض ويسعى لها مما جعل بعض المرضي بعد الكشف عند الطبيب المتخصص وكتابة روشتة الأدوية المعالجة لمرضه يلجأ لصيدلية الأعشاب يطلب بدائل الأدوية أعشاب وتركيبات عشبية .
استمرت تجربة صيدلة النباتات الطبية حوالى ثلاث شهور سحبت خلالهم البساط من تحت أقدام الصيدليات العادية ( ولم يكن هذا مقصودا لذاته ولكنه كان نتيجة طبيعية لإقبال الناس على الأعشاب الطبية ) حيث بلغ متوسط دخل الصيدلية في اليوم الواحد عشرون ألف جنيها تقريبا
مما زاد حدة المنافسة الشديدة
وكانت مواقف الأطباء متباينة فمنهم من جاء لزيارتى فى الصيدلية ورحب واعتبر أن هذه نقلة حضارية فى ممارسة علوم الطب والصيدلة ورحبوا بالتعاون معى على أن يقوموا هم بالتشخيص فقط وأصف أنا العلاج العشبى للمريض والبعض الآخر الذى له ولاء لشركات الأدوية التى تنفق عليهم مبالغ هائلة بدأ يهاجم المستحضرات التى أقوم بتحضيرها بل ويهاجمنى شخصيا ويرمينى بالجهل والنصب والطرف الثالث ظل محايدا ليراقب الأمر من بعيد ليرى إلى أى شىء ستصير الأمور
وبدأت بعض المضايقات من جانب أصحاب الصيدليات وصلت أحيانا للتهديد بالقتل والإساءة لسمعتي وتلفيق التهم ولما وجدوا ثباتى ورباطة جأشى وأن تهديداتهم لا تحرك فىّ ساكنا وأن رواد الصيدلية يتضاعف يوما بعد يوم فكنا نبدأ العمل مع ضحى اليوم حتى فجر اليوم التالى والزحام اللانهائى على مدى البصر كل ينتظر دوره حتى يظفر بمقابلتى لأعطيه علاجه ومنهم مرضى يبيتون فى الشارع جاؤا من بلاد تبعد مئات الكيلومترات أملا فى الحصول على العلاج الناجع .
كل هذا أثار أحقاد الجميع فتم التنسيق بين كبار الأطباء والصيادلة وضعاف النفوس حتى يعرضوا على المحافظ عرضا غير أمين بالطعن فى صحة ترخيص الصيدلية وأم عرضهم أصدر المحافظ قرارا بغلق الصيدلية مما اضرنى لإقامة دعوى قضائية مستعجلة ضد قرار المحافظ وتقديم التراخيص للقضاء وتم فتح الصيدلية من جديد وأصبحت أعداد المرضى أضعاف أضعاف التى كانت قبل ذلك .
وعادت المضايقات من جديد حتى سمعنا صوت الرصاص .
وتدخل كبارالصيادلة وتم الاتفاق معي علي عدم التعامل مباشرة مع المرضي على أن أبيع الأعشاب والتركيبات العشبية التى ابتكرتها من خلال الصيدليات العادية وغلق الصيدلة الخاصة بي ووافقت على الإقتراح.
بعد ذلك عرضت بعض الشركات السعودية علىّ من خلال وفود سعودية سمعت عن الصيدلية وجاءت خصيصا لمقابلتى لتطبيق فكرة صيدلية النباتات الطبية بالسعودية وطلبو منى التواجد هناك لتنفيذ الفكرة هناك ومتابعتها والإشراف عليها ولكنني رفضت السفر واكتفيت فقط بالمساهمة في نشر فكرة صيدلية النباتات الطبية وإبداء الرأي والنصيحة .
وبدأت عروض شركات الأدوية تنهال عليّ لشراء بعض الاختراعات أو التركيبات الطبية التي حصلت بها علي براءة اختراع مثل تركيبة إطالة الشعر والتي عرضت ثلاث شركات أمريكية شرائها ولكني رفضت عرضهم وقبلت عرض شركة مصرية إسمها بيوتى فارم إيجبت للأدوية والمستحضرات الطبية وتم نزول المنتج إلى السوق تحت إسم
( ضفاير زيت علاجى لإطالة الشعر ) وتقديرا لى اختارتنى الشركة مستشارا علميا لها كما اشترت منى أيضا منتجا آخر نزل أيضا إلى السوق ( سكس تارد جيل لعلاج سرعة القذف ) وفى سبيل تصديرهما لمختلف دول العالم منها الولايات المتحدة والصين
عوامل نجاح الصيدلية العشبية :
ويرجع نجاح تجربتى فى صيدلية الأعشاب إلي عاملين :
الأول : عوامل شخصية
متمثلة في ثقة المرضي في شخصى نظرا لأننى دكتور بكلية الصيدلة فى قسم العقاقير والنباتات الطبية بالإضافة إلي إننى من نفس المكان وبالتالي أغلب الناس يعرفوننى ويثقون فيّ والأهم من ذلك تاريخى السابق في عمل بعض التركيبات الدوائية الناجحة لبعض الأمراض .
ثانيا عوامل تجارية
والمتمثلة في الشكل الجديد للتعامل مع النباتات الطبية ، واختيار المكان التجاري المناسب ، وعمل الإجراءات القانونية السليمة والإعلان عن الصيدلية في كافة وسائل الإعلام واستخدام أبحاث متقدمة جدااا فى العلاج واستعمال أعشاب ومستخلصات ذات جودة عالية جداا تم إجراء جميع تجارب الرقابة على جودتها . .
.
كلمة أخيرة للجميع :
سوق الأعشاب سوق مفتوح وجديد لا يعاني مشكلة التسويق وجمهوره عريض متعطش لمثل هذه النوعية من الصيدليات يشرف عليها متخصص يثق الناس في علمه ، من يرغب منهم بعمل صيدلية الأعشاب لابد له من التخصص و الدراسة سنتين على الأقل بعد التخرج يركز فيها علي تعلم العلوم السابق ذكرها . لو نمّى كل خريج قدراته كما شرحنا لانتشرت تلك الصيدليات ولرحمنا الناس من الفتاوى الخاطئه من الجهلاء وأنصاف المتعلمين وفى نفس الوقت فتحنا لأنفسنا أفقا جديدة للعمل فى مجال جديد من مجالات الصيدلة بدلا من التكدس والتزاحم على الصيدليات الأهلية التى ضاقت بها الدنيا
تمنياتى للطلاب وللخريجين وللصيادلة القدامى وللمرضى ولكل المسلمين فى أنحاء الدنيا بالتقدم والرقى والإزدهار فى الدنيا والآخرة
اقبلوا تحياتى .
الموقع
http://drmohfahmy.jeeran.com/index.html
موقع قيم اتمنى ان تقوموا بجولة حوله