منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6

العرض المتطور

  1. #1
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598

    وبعد أن قرأت ما كتبتموه حول ميثاق الأخلاق العالمي

    وبعد أن قرأت ما كتبتموه حول ميثاق الأخلاق العالمي
    .. فقد عكفت على إعداد المسودة المطلوبة ، وهي بين يديكم من 33 مادة ، وستكون خلال أيام على مائدة الأمم المتحدة للحوار.. ما زلت أسعد بقراءة تعليقاتكم وتصويباتكم... والمرء قوي بإخوانه:
    الخلق كلهم عيال الله
    طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون Holy texts
    عاشت البشرية حقباً متطاولة وهي تعاني من الحروب والصراعات، وشهد القرن العشرون أكثر من مائتي حرب أقليمية وحربين عالميتين تسببتا في مقتل وإعاقة عشرات الملايين من سكان الكوكب.
    ومع دخول الألف الجديد انتعشت الآمال بقيام إخاء عالمي تنتهي فيه الحروب والنزاعات ويبدأ عصر جديد من التفاهم والحوار والتعاون البناء باتجاه الإخاء الإنساني.
    ولكن مطلع هذا الألف الجديد لم يكن مبشراً بالآمال فقد اندلع الصراع الدموي في بلدان كثيرة، وارتكبت فظائع ومجازر أليمة تعود بالإنسانية إلى عهود الظلام والجهل والتخلف.
    لقد قامت التكنولوجيا بواجبها في تحقيق حلم القرية الكونية وأصبح الناس بالفعل يتواصلون ويتعارفون بطرق كثيرة تقرب المسافات وترفع الخلافات وتكشف الصورة جلية للإخاء بين الإنسان وأخيه الإنسان.
    ولكن هذا التطور التكنولوجي لم يصحبه ما يوازيه من التقدم الأخلاقي والإنساني، وظلت السياسة في بلاد كثيرة تمارس القهر والقمهع والإقصاء تحت عناوين نبيلة كثيرة كالسيادة الوطنية والأمن القومي ومواجهة الإرهاب.
    ومع أن العالم أنجز الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتبنته هيئات الامم المتحدة المختلفة، ولكن ظلت الأخلاق شأنا انتقائياً تمارسه السياسات المختلفة وفق مصالحها، وتتنكر له السياسات الغاشمة، في تفسير يفرغ هذا الإعلان من مضمونه، بحيث تستمر كثير من الديكتاتوريات في ممارسة القهر والظلم والسلوك اللاأخلاقي تحت عناوين مختلفة.
    وإزاء ذلك فإنه يتعين على القادة الدينيين والسياسيين في العالم أن يتعاونوا في بناء الإخاء الإنساني وفق قانون أحلاقي عالمي تشارك في وضعه الهيئات والمؤسسات والشخصيات الدولية ويهدف إلى رفع الأخلاق إلى مكانها الصحيح في صناعة القرار السياسي، واعتبار رعاية الأخلاق وصيانتها وحمايتها واجباً إنسانياً دولياً، خاصة بعد أن تعرف الإنسان أكثر على أخيه الإنسان وأدرك بوضوح أن الأخلاق قيمة مشتركة عند سائر الأمم وأنها الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وأصبح من الواجب أن يتطور هذا الفهم الشعبي إلى نص حقوقي ملزم لصناع القرار في كل مكان في العالم.
    وفي سبيل هذه الغاية فقد ناقش المجلس الدولي مسودة ميثاق أخلاق الإنسان ...... بمشاركة نخبة من رؤساء الحكومات السابقين، لمختلف دول العالم، ومشاركة نحو .... رجل دين من مختلف الأديان العالمية، وانتهوا إلى إقرار سلسلة من المبادئ العالمية للأخلاق الإنسانية.
    وهم يطمحون إلى اعتماد هذه الوثيقة من الهيئات والمرجعيات الدينية والسياسية في العالم وطرحها في هيئة الأمم المتحدة لتكون وثيقة دولية تهدي صناع القرار في كل مكان في العالم إلى القيم الأخلاقية التي اتفقت عليها الإنسانية.
    في القيم الدينية:
    1. الخلق كلهم عائلة واحدة، وهم عيال الله، متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فضل لشعب على شعب ولا لقومية على قومية ولا لإنسان على إنسان إلا بالعمل الصالح.
    2. القيم الأخلاقية العليا التي بشر بها الأنبياء والمصلحون والحكماء يمكن جمعها في عشر مقاصد: الطهارة والعفاف والسلام والرحمة والخير والبر والفضيلة والعدالة والحرية والمساواة، وعلى التشريعات المحلية أن تلتزم في قوانينها الوفاق مع هذه القيم العليا.
    3. لا يجوز احتكار الخلاص أو احتكار الله أو احتكار السماء أو احتكار الفردوس أو احتكار الحقيقة.
    4. روح العدالة تقتضي إثابة المحسن وعقاب المسيء، بغض النظر عن لونه وعرقه وقوميته أو اعتقاده الديني.
    5. الأديان رسالة واحدة والأنبياء إخوة والكتب السماوية محل احترام، ويسعى الجميع إلى التعارف والتعاون، وفق مبدأ أمة بين الأمم وليس أمة فوق الأمم ودين بين الأديان وليس ديناً فوق الأديان.
    6. احترام المقدسات الدينية مسؤولية اجتماعية وأخلاقية، ويجب أن يحظر كل سلوك يرمي إلى ازدراء الأديان واحتقارها.
    7. الدين والحكمة رسالة متكاملة، والمشترك الأخلاقي كثير بين الأديان السماوية وبين رسالات الحكمة والأديان التي لا تنتسب إلى السماء.
    في الأسرة:
    8. الأسرة قيمة إنسانية نبيلة، يجب حمايتها، وتوفير السبل لبناء أسر ناجحة ويجب أن تقوم القوانين بتشجيع الزواج وتيسير سبل العيش الكريم للراغبين في بناء الأسرة.
    9. لا يجوز إكراه النساء ولا الشباب على الزواج، ولا تبنى مؤسسة الأسرة إلا بصيغة رضائية.
    10. النسل من حقوق الإنسان، ومنع الناس من الإنجاب عدوان على حريتهم، وتدخل الدولة لتنظيمه لا يجوز أن يسلب إرادة الأفراد في الحصول على نسل كريم.
    11. الإنجاب يرتب مسؤولية على الوالدين، ويعتبر التخلي عن المولود عملاً غير أخلاقي، ومن حق الدولة فرض العقوبات الرادعة لهذا السلوك.
    12. لا يجوز بحال من الأحوال بيع الأطفال والنساء، ويعتبر التواطؤ في ذلك عملاً عدوانياً إجرامياً يحاسب عليه القانون المحلي والدولي سواء ارتكبه الأفراد أو الحكومات.
    13. البر بالوالدين مظهر للأخلاق النبيلة، وهي مسؤولية الأبناء على سبيل الوجوب المباشر، ومسؤولية الأمة بمجموعها إذا غاب الأبناء أو قصروا في واجبهم.
    14. احترام الكبار واجب أخلاقي، وتلتزم التشريعات بتأمين حياة كريمة للمسنين تحقق حاجاتهم وتحقظ كراماتهم.
    15. الإنجاب خارج إطار الأسرة عمل غير أخلاقي، يحرم المواليد من حقوق فطرية أساسية، ومن حق الإنسان أن يولد بين أبوين.
    16. الأطفال في كل مكان في العالم يولدون على الفطرة والبراءة بغض النظر عن اعتقادات والديهم، ويلتزم المجتمع الدولي بمراقبة احتياجاتهم ونموهم، وفي حين فشلت الحكومات الوطنية في رعاية الأطفال فإن المجتمع الدولي مخول بالتدخل الإنساني لحماية الأطفال ورعايتهم.
    في السياسة:
    17. الناس شركاء فيما تجود به الأرض من خيرات، وتتولى القوانين توفير القسمة العادلة لهذه الثروات والخيرات بما يتناسب مع جهد الناس وعملهم.
    18. السيادة الوطنية حق محفوظ، ولكن انتهاك حقوق الإنسان يفرض على الأسرة الدولية في إطار الأمم المتحدة التدخل الإنساني لمساعدة المنكوبين والمستضعفين.
    19. الأمم المتحدة هي التعبير السياسي عن الأسرة الدولية، ويقتضي الواجب الأخلاقي دعمها متمكينها من أداء مهامها الإنسسانية والأخلاقية والسياسية.
    20. الفيتو صورة مناقضة للديمقراطية وأهداف الأمم المتحدة، وعلى الأسرة الدولية التعاون للتخلص من هذا النظام الاستثنائي للوصول إلى بديل أكثر عدالة وديمقراطية.
    21. التكافل بين الأمم في الكوارث حق مشروع، وهو يتجاوز الخلافات السياسية، ويعتبر منصوصاً عليه حكماً في حق من يوقع على هذا الإعلان من حكومات ومنظمات دولية.
    22. التمرد على الحرب الظالمة حق مشروع من حقوق الإنسان ينبغي أن تكفله القوانين وتحميه الحكومات، ولا يجوز زج الأفراد والعسكريين في حروب لا يؤمنون بها، وعلى القوانين أن توفر آلية واضحة ومراقبة دولياً لتأمين قناعة الأفراد الصريحة بالحرب التي يساقون إليها.
    23. إن الالتزام بالأخلاق ليس فضلا يمارسه الحاكم على شعبه بل هو التزام ومسؤولية، وعلى الحكام أن يطبقوا أدق المعايير الأخلاقية في سياسة شعوبهم.
    24. الكذب حرام، وقيام الحكومات بإخفاء الحقائق على الشعب أو اعتماد ذرائع غير حقيقية لأفعال يمارسونها هو عمل غير مبرر وغير مشروع.
    25. لا يجوز أن يعاقب إنسان بإساءة غيره تحت أي ذرائع أو مبررات، ويعتبر قيام الحكومات الوطنية أو الخارجية باجتياح القرى والمدن التي تحتوي خارجين على القانون عملاً لا أخلاقياً، لا يجوز تبريره.
    26. الإعلانات الانتخابية يجب أن تقوم على الصدق والحقيقة، ويجب أن تتولى القوانين محاسبة من يتقدم ببلاغات كاذبة لمخادعة الناس واستجلاب أصواتهم.
    في الجريمة
    27. أسلحة الدمار الشامل حرام، وهي كل سلاح لا يميز في هدفه بين المحارب والبريء، ولا يجوز إنتاجها ولا الاتجار بها ولا الترويج لها، ويتعين على المجتمع الدولي وضع الخطط المستمرة ومراقبتها لتخليص البشرية من هذه الآفات.
    28. الألغام الأرضية الموجهة ضد الأفراد حرام بالمطلق، ولايجوز تبريرها بأي من ذرائع الأمن أو السيادة.
    29. المخدرات بكل أشكالها جناية على الحياة الإنسانية وعلى المجتمع أن يتضافر لمنع إنتاجها وتسويقها وتعاطيها، إلا في إطار الاستخدام الطبي وشروطه.
    30. الإدمان على الكحول والتدخين آفات بشرية يجب التخلص منها، وتطالب الدول بتنظيم برامج حيوية للتخلص من هذه الآفات وبناء مجتمعات مستقبلية خالية من الإدمان.
    31. قتل الروح الإنسانية حرام بكل وجه من الوجوه، ولا يحل تبريره بحال، وعلى الإنسانية أن تتحول من العقاب الانتقامي إلى العقاب الإصلاحي.
    32. التعذيب الجسدي حرام بالمطلق، مهما كانت صفة الجرائم المنسوبة.
    33. الاتجار بالبشر بكل أشكاله حرام، والعبودية حرام ولا يحق لأحد أن يستعبد أحداً.

  2. #2
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598
    لقد تم تشويه جيل كامل بتواطئ بين خطاب السلطة وخطاب رجال الدين، فالسلطة رسمت لنا صورة العالم على انه الاستعمار والتآمر والغدر والمكر، ورجال الدين رسموا لنا صورة العالم على أنه جاهلية القرن العشرين....
    وهكذا أنتجنا جيلاً كاملاً مصابا بفوبيا الحضارة.. لا يرى في الناس إلا أعداء متآمرين ... وانفصل جيل كامل عن الواقع.... وتركنا مواقع التأثير في العالم لأعدائنا وأصبحنا كالأيتام على موائد اللئام....
    فمتى نصحو؟؟؟؟؟؟

  3. #3
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598
    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات....
    أول بشائر النجاح في الميثاق العالمي للاخلاق ....
    الرئيس الياباني السابق فاكودا والاسترالي فريزر يؤيدان الاقتراح بقوة ويتعهدان بدعمه في اجتماعنا القادم بفيينا.....
    آمل ان يصبح بالفعل ميثاقاً عالمياً... وقل اعملوا فسيرى الله عملكم

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات....
    أول بشائر النجاح في الميثاق العالمي للاخلاق ....
    الرئيس الياباني السابق فاكودا والاسترالي فريزر يؤيدان الاقتراح بقوة ويتعهدان بدعمه في اجتماعنا القادم بفيينا.....
    آمل ان يصبح بالفعل ميثاقاً عالمياً... وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598
    وفي كلمتي في مؤتمر فيينا للاخلاق الدولية...
    يروى أن ملكا غاشما تسلط على بلد فقير .. وعانت من ظلمه البلاد والعباد، كان له ثور هائج دائم الاعتداء على مزارع الفلاحين ، ولما اشتد ظلمه قرر الفلاحون رفع الشكوى للملك.... وتحدث منهم حكيم فقال: حضرة الملك إن ثورا هائجاً دخل بستان قصرك واعتدى على الخيول البيضاء فيه والقطط الأليفة وأفسد الزرع والضرع... طار الملك عضبا وشزرا وشررا... وقال: أوقفوا هذا الثور الباغي وصاحبه فورا وقدموه للعدالة والعقاب..... وحينما اكتملت سورة غضبه وأصدر أوامره... قال الحكيم... عفوا يا جلالة الملك... إن ثوركم هو الذي اعتدى على مزارع الفلاحين وأفسد فيها........ صمت الملك قليلاً... ثم قال... هاتوا كتب القانون الدولي حتى نفهم سبب تصرف ثورنا الجكيم... ونعالج المسالة وفق ما تمليه القوانين والعدالة...
    ........
    سمعتها من عمي الشيخ احمد كفتارو - رحمه الله......

  5. #5
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598
    زعماء كانوا يملؤون الدنيا ... في اليابان وفرنسا وكنذا وألمانيا وأستراليا .... وصلوا الى الحكم بمحبة شعوبهم ... حققوا الازدهار وطبقوا القانون... وحققوا العدالة وأرسلوا جانبا من نجاحاتهم لمساعدة الشعوب ووفروا التكافل الصحي والاجتماعي في بلادهم لكل محتاج.... واستقبلوا مئات الآلاف من اللاجئين في البلاد المنكوبة (معظمهم للاسف مسلمون) ...... وأمنوا حماية لهم ولعقائدهم... ورحلوا من الحكم كما دخلوه بدون دماء وبدون رصاص...
    لم يكونوا أنبياء ولا شياطين، أصابوا وأخطأوا، ولكنهم تبادلوا الاحترام مع شعوبهم .... وسكنوا في أفئدتهم...
    شميدث وديستان وفاكودا وبدوي وآخرون كثير... كانوا في لقاء فيينا..... يحاوروننا عن الإسلام.. ويظهرون محبته واحترامه، ويخشعون حين تتلى عليهم كلمات الله....
    يمضون اليوم خريف العمر في دعم الاخلاق والثقافات..... ويرحلون واحدا تلو الاخر الى لقاء ربه... ولعلهم من الذين قال الله فيهم: أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب.....
    لا أدري لماذا يتعين علينا أن نكرههم ونحملهم فشلنا ونلعنهم أحياء وأمواتا... وننذرهم بأننا قادمون لنقتلهم قتل عاد وإرم..؟؟؟
    قال الله: قل هو من عند أنفسكم
    وقال آدم : رب إني طلمت نفسي
    وقال إبليس: فلا تلوموني ولوموا أنفسكم......
    وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...

  6. #6
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598
    مقالي الجديد
    نحو ميثاق عالمي للأخلاق - كلنا شركاء
    المدينة الفاضلة ... في جحيم السياسة الدولية
    اختتمت في فيينا أمس الخميس قمة مجلس التواصل الدولي (انتراكشن) التي عقدت بمشاركة ستة وعشرين رئيس دولة سابق منهم المستشار الالماني هلموت شميدث والرئيس الفرنسي ديستان ورئيس الوزراء الياباني فاكودا، وذلك بهدف إطلاق ميثاق عالمي للأخلاق السياسية، وهي فكرة تبدو منطقية تماما من شخصيات عرفت في العالم بنجاحاتها السياسية الكبيرة وقد أصبحت الآن خارج السلطة وأصبح لديها الهامش والقدرة على التحرك في فضاء الحكمة والفلسفة وبالتالي إضافة رصيد أخلاقي للإنسانية.
    كنت سعيداً أن الاختيار وقع علي لأقدم الخبرة الإسلامية في هذا الجانب كما دعي المطران أيفون وهو سفير البطركية في موسكو لتقديم الخبرة المسيحية كما دعي آخرون لتقديم الخبرة اليهودية والبوذية والهندوكية والشنتو والكونفوشية.
    كان حضور المستشار الألماني هلموت شميث على كرسي متحرك ملهماً للجميع فقد بلغ الرجل خمسة وتسعين عاما، ومع ذلك حضر سائر جلسات اللقاء وتحدث بحماسة وعمق، إلى جانب زميله الفرنسي جيسكار ديستان، واستطاعت ملامح الرجلين المتهدلة أن تعيد للأذهان صورة أوروبا الخارجة للتو من حرب عالمية طاحنة، تركت ستين مليون قتيل ومعاق، وكان طرفاها فرنسا وألمانيا، ومع ذلك استطاع الرجلان في ظلال الحرب الباردة الكئيبة ورغم الأطلال المدمرة والمقابر الرهيبة في بلادهما أن يفكرا بمنطق حضاري وأن يخرجا ببلديهما من الحرب والثأر والغضب إلى الوحدة الأوربية الخضراء، وأن يأتيا بالازدهار والاستقرار للقارة العجوز.
    حين كلفت بإعداد الميثاق تصرفت مباشرة بطريقة سيغمونية وجرى القلم بالآمال الساكنة في اللاشعور عبر ساعات من التداعي الحر، وكتبت في الميثاق كل ما تتمناه الشعوب المستضعفة من العالم القوي، والبلدان المتحضرة، وتحدثت عن رياح الإنسانية القادمة من فيينا وعن موقف أخلاقي يواجه به الحكماء هذا العالم الذي لا يزال غارقاً في جنونه، من أجل مستقبل مختلف لأبنائنا وللأجيال الآتية.
    لم تكن مأساة سوريا غائبة، كانت ملهمة في الحوارات، ولعل استحضار ظلالها هو ما دفعهم لتكليفي بهذا الواجب، لقد تحدثت عن العيش المشترك والنموذج السوري الذي كنا نقدمه نموذجاً للعالم، وفق تاريخ طويل من الحضارة والعيش المشترك والتراث الغني حتى صارت سوريا حجاً ضروريا لكل مثقف حتى قال رينان لكل إنسان متحضر وطنان: وطنه وسوريا!!! وقد دخل هذا الوطن الحضاري القرن الجديد بأكثر الآمال ربيعاً ولكنه اليوم يسجل الأرقام القياسية في الخراب والموت، والمقابر والمجازر، وريح الكراهية والبغضاء، ويفرض أمام حكماء العالم وقفة للتاريخ والإنسان توقف الكارثة الإنسانية وتمنح أولادنا والأجيال الآتية روحاً جديدة من الحب والأخلاق.
    مسودة الميثاق العالمي للأخلاق كانت من وجهة نظري صورة لآمال المستضعفين من المستكبرين، وقراءة من منصة الأخلاق لعالم يعاني أزمة في الأخلاق، ومع أن كثيراً من مواده لم تر النور، واصطدمت بحسابات السياسة التي لا تزال تسكن خيال الكبار، الذين لا زالوا يعيشون رعاب الحرب العالمية والحرب الباردة، ولا يريدون للعالم أن ينتكس إلى تلك الأيام السود.
    ثلاثة مواد لم يستطع أحد من الزعماء الستة والعشرين المشاركين أن يوقع عليها على الرغم من ثنائهم عليها في كواليس المؤتمر، وهي كالتالي:
    - حق الإنسان في التمرد على الحرب الظالمة ومسؤولية المجتمع الدولي في حماية المنشقين عن حروب السياسة التي لا يؤمنون بها.
    - الفيتو نظام غير ديمقراطي وغير أخلاقي ومناقض لميثاق الأمم المتحدة، وعلى العالم أن يبحث عن بدائل ديمقراطية أكثر عدالة.
    - أسلحة الدمار الشامل بكافة أنواعها عمل غير أخلاقي، ويتعين على المجتمع الدولي أن يدمرها ويعلن محاربة إنتاجها وتسويقها وتوزيعها.
    لم أكن قادراً على فهم الدوافع التي قعدت بهؤلاء الزعماء عن اقتحام حاجز الخوف وبق بحصة الحقيقة، ولكن صمتهم الرهيب يأخذك مباشرة إلى مشاهد الموت والبؤس التي فرضتها الحروب اللئيمة التي لا تفتؤ تكرر أغنية الشيطان على لسان كل مستبد: الحديد لا يفله إلا الحديد، والقتل لا يردعه إلا القتل!
    حدثتهم عن الغفران وعن إغاثة الملهوف، ونقلت لهم من الكتاب المقدس: ادفع بالتي هي أحسن السيئة، وكذب من قال إن الشر بالشر يطفأ، فليوقد نارين ولينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟؟
    لقد بدت كلمتي غارقة في سراب السريالية ولم تحصد كلمتي أي لايكات من الوجوه المخضرمة في مسرح السياسة الدولية، وقال بعضهم لبعض مسكين هذا الرجل… أمانيه طيبة.. ولكن من يظن أن السياسة الدولية تحكمها الأخلاق!!
    إنني سعيد أن أضع بين يدي القراء الكرام ميثاق الأخلاق العالمي من أربعة فصول: في الدين والأسرة والسياسة والجريمة، في ثلاثة وثلاثين مادة، للحوار والأمل، ومن يدري فقد يأتي جيل أكثر إيماناً بالإنسان، ويسهم في عودة الربيع إلى هذا العالم المعذب.
    في القيم الدينية:
    1- الخلق كلهم عائلة واحدة، وهم عيال الله، متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فضل لشعب على شعب ولا لقومية على قومية ولا لإنسان على إنسان إلا بالعمل الصالح.
    2- القيم الأخلاقية العليا التي بشر بها الأنبياء والمصلحون والحكماء يمكن جمعها في عشر مقاصد: الطهارة والعفاف والسلام والرحمة والخير والبر والفضيلة والعدالة والحرية والمساواة، وعلى التشريعات المحلية أن تلتزم في قوانينها الوفاق مع هذه القيم العليا.
    3- لا يجوز احتكار الخلاص أو احتكار الله أو احتكار السماء أو احتكار الفردوس أو احتكار الحقيقة.
    4- روح العدالة تقتضي إثابة المحسن وعقاب المسيء، بغض النظر عن لونه وعرقه وقوميته أو اعتقاده الديني.
    5- الأديان رسالة واحدة والأنبياء إخوة والكتب السماوية محل احترام، ويسعى الجميع إلى التعارف والتعاون، وفق مبدأ أمة بين الأمم وليس أمة فوق الأمم ودين بين الأديان وليس ديناً فوق الأديان.
    6- احترام المقدسات الدينية مسؤولية اجتماعية وأخلاقية، ويجب أن يحظر كل سلوك يرمي إلى ازدراء الأديان واحتقارها.
    7- الدين والحكمة رسالة متكاملة، والمشترك الأخلاقي كثير بين الأديان السماوية وبين رسالات الحكمة والأديان التي لا تنتسب إلى السماء.
    في الأسرة:
    8- الأسرة قيمة إنسانية نبيلة، يجب حمايتها، وتوفير السبل لبناء أسر ناجحة ويجب أن تقوم القوانين بتشجيع الزواج وتيسير سبل العيش الكريم للراغبين في بناء الأسرة.
    9- لا يجوز إكراه النساء ولا الشباب على الزواج، ولا تبنى مؤسسة الأسرة إلا بصيغة رضائية.
    10- النسل من حقوق الإنسان، ومنع الناس من الإنجاب عدوان على حريتهم، وتدخل الدولة لتنظيمه لا يجوز أن يسلب إرادة الأفراد في الحصول على نسل كريم.
    11- الإنجاب يرتب مسؤولية على الوالدين، ويعتبر التخلي عن المولود عملاً غير أخلاقي، ومن حق الدولة فرض العقوبات الرادعة لهذا السلوك.
    12- لا يجوز بحال من الأحوال بيع الأطفال والنساء، ويعتبر التواطؤ في ذلك عملاً عدوانياً إجرامياً يحاسب عليه القانون المحلي والدولي سواء ارتكبه الأفراد أو الحكومات.
    13- البر بالوالدين مظهر للأخلاق النبيلة، وهي مسؤولية الأبناء على سبيل الوجوب المباشر،ومسؤولية الأمة بمجموعها إذا غاب الأبناء أو قصروا في واجبهم.
    14- احترام الكبار واجب أخلاقي، وتلتزم التشريعات بتأمين حياة كريمة للمسنين تحقق حاجاتهم وتحقظ كراماتهم.
    15- الإنجاب خارج إطار الأسرة عمل غير أخلاقي، يحرم المواليد من حقوق فطرية أساسية، ومن حق الإنسان أن يولد بين أبوين.
    16- الأطفال في كل مكان في العالم يولدون على الفطرة والبراءة بغض النظر عن اعتقادات والديهم، ويلتزم المجتمع الدولي بمراقبة احتياجاتهم ونموهم، وفي حين فشلت الحكومات الوطنية في رعاية الأطفال فإن المجتمع الدولي مخول بالتدخل الإنساني لحماية الأطفال ورعايتهم.
    في السياسة:
    17- الناس شركاء فيما تجود به الأرض من خيرات، وتتولى القوانين توفير القسمة العادلة لهذه الثروات والخيرات بما يتناسب مع جهد الناس وعملهم.
    18- السيادة الوطنية حق محفوظ، ولكن انتهاك حقوق الإنسان يفرض على الأسرة الدولية في إطار الأمم المتحدة التدخل الإنساني لمساعدة المنكوبين والمستضعفين.
    19- الأمم المتحدة هي التعبير السياسي عن الأسرة الدولية، ويقتضي الواجب الأخلاقي دعمها وتمكينها من أداء مهامها الإنسانية والأخلاقية والسياسية.
    20- الفيتو صورة مناقضة للديمقراطية وأهداف الأمم المتحدة، وعلى الأسرة الدولية التعاون للتخلص من هذا النظام الاستثنائي للوصول إلى بديل أكثر عدالة وديمقراطية.
    21- التكافل بين الأمم في الكوارث حق مشروع، وهو يتجاوز الخلافات السياسية، ويعتبر منصوصاً عليه حكماً في حق من يوقع على هذا الإعلان من حكومات ومنظمات دولية.
    22- التمرد على الحرب الظالمة حق مشروع من حقوق الإنسان ينبغي أن تكفله القوانين وتحميه الحكومات، ولا يجوز زج الأفراد والعسكريين في حروب لا يؤمنون بها، وعلى القوانين أن توفر آلية واضحة ومراقبة دولياً لتأمين قناعة الأفراد الصريحة بالحرب التي يساقون إليها.
    23- إن الالتزام بالأخلاق ليس فضلا يمارسه الحاكم على شعبه بل هو التزام ومسؤولية، وعلى الحكام أن يطبقوا أدق المعايير الأخلاقية في سياسة شعوبهم.
    24- الكذب حرام، وقيام الحكومات بإخفاء الحقائق على الشعب أو اعتماد ذرائع غير حقيقية لأفعال يمارسونها هو عمل غير مبرر وغير مشروع.
    25- لا يجوز أن يعاقب إنسان بإساءة غيره تحت أي ذرائع أو مبررات، ويعتبر قيام الحكومات الوطنية أو الخارجية باجتياح القرى والمدن التي تحتوي خارجين على القانون عملاً لا أخلاقياً، لا يجوز تبريره.
    26- الإعلانات الانتخابية يجب أن تقوم على الصدق والحقيقة، ويجب أن تتولى القوانين محاسبة من يتقدم ببلاغات كاذبة لمخادعة الناس واستجلاب أصواتهم.
    في الجريمة
    27- أسلحة الدمار الشامل حرام، وهي كل سلاح لا يميز في هدفه بين المحارب والبريء، ولا يجوز إنتاجها ولا الاتجار بها ولا الترويج لها، ويتعين على المجتمع الدولي وضع الخطط المستمرة ومراقبتها لتخليص البشرية من هذه الآفات.
    28- الألغام الأرضية الموجهة ضد الأفراد حرام بالمطلق، ولا يجوز تبريرها بأي من ذرائع الأمن أو السيادة.
    29- المخدرات بكل أشكالها جناية على الحياة الإنسانية وعلى المجتمع أن يتضافر لمنع إنتاجها وتسويقها وتعاطيها، إلا في إطار الاستخدام الطبي وشروطه.
    30- الإدمان على الكحول والتدخين آفات بشرية يجب التخلص منها، وتطالب الدول بتنظيم برامج حيوية للتخلص من هذه الآفات وبناء مجتمعات مستقبلية خالية من الإدمان.
    31- قتل الروح الإنسانية حرام بكل وجه من الوجوه، ولا يحل تبريره بحال، وعلى الإنسانية أن تتحول من العقاب الانتقامي إلى العقاب الإصلاحي.
    32- التعذيب الجسدي حرام بالمطلق، مهما كانت صفة الجرائم المنسوبة.
    33- الاتجار بالبشر بكل أشكاله حرام، والعبودية حرام ولا يحق لأحد أن يستعبد أحداً.
    لقد مرت مواد عدة من هذا الميثاق في بيان الرؤساء المخضرمين، وغابت مواد أخرى كانت أكثر إلحاحاً وضرورة، مع إشارة خجولة بوجوب الاستمرار في إعداد ميثاق عالمي للأخلاق، وعزائي هو أن مواثيق العالم ومعاهداته، تفتقر إلى الإرادة الطيبة، والإرادة الطيبة لا تحتاج إلى مواثيق للأخلاق، والمواثيق بدون إرادة طيبة محض حبر على ورق.
    http://shababunity.net/show.php?id=548881
    مقالي الجديد
    نحو ميثاق عالمي للأخلاق - كلنا شركاء
    المدينة الفاضلة ... في جحيم السياسة الدولية
    اختتمت في فيينا أمس الخميس قمة مجلس التواصل الدولي (انتراكشن) التي عقدت بمشاركة ستة وعشرين رئيس دولة سابق منهم المستشار الالماني هلموت شميدث والرئيس الفرنسي ديستان ورئيس الوزراء الياباني فاكودا، وذلك بهدف إطلاق ميثاق عالمي للأخلاق السياسية، وهي فكرة تبدو منطقية تماما من شخصيات عرفت في العالم بنجاحاتها السياسية الكبيرة وقد أصبحت الآن خارج السلطة وأصبح لديها الهامش والقدرة على التحرك في فضاء الحكمة والفلسفة وبالتالي إضافة رصيد أخلاقي للإنسانية.
    كنت سعيداً أن الاختيار وقع علي لأقدم الخبرة الإسلامية في هذا الجانب كما دعي المطران أيفون وهو سفير البطركية في موسكو لتقديم الخبرة المسيحية كما دعي آخرون لتقديم الخبرة اليهودية والبوذية والهندوكية والشنتو والكونفوشية.
    كان حضور المستشار الألماني هلموت شميث على كرسي متحرك ملهماً للجميع فقد بلغ الرجل خمسة وتسعين عاما، ومع ذلك حضر سائر جلسات اللقاء وتحدث بحماسة وعمق، إلى جانب زميله الفرنسي جيسكار ديستان، واستطاعت ملامح الرجلين المتهدلة أن تعيد للأذهان صورة أوروبا الخارجة للتو من حرب عالمية طاحنة، تركت ستين مليون قتيل ومعاق، وكان طرفاها فرنسا وألمانيا، ومع ذلك استطاع الرجلان في ظلال الحرب الباردة الكئيبة ورغم الأطلال المدمرة والمقابر الرهيبة في بلادهما أن يفكرا بمنطق حضاري وأن يخرجا ببلديهما من الحرب والثأر والغضب إلى الوحدة الأوربية الخضراء، وأن يأتيا بالازدهار والاستقرار للقارة العجوز.
    حين كلفت بإعداد الميثاق تصرفت مباشرة بطريقة سيغمونية وجرى القلم بالآمال الساكنة في اللاشعور عبر ساعات من التداعي الحر، وكتبت في الميثاق كل ما تتمناه الشعوب المستضعفة من العالم القوي، والبلدان المتحضرة، وتحدثت عن رياح الإنسانية القادمة من فيينا وعن موقف أخلاقي يواجه به الحكماء هذا العالم الذي لا يزال غارقاً في جنونه، من أجل مستقبل مختلف لأبنائنا وللأجيال الآتية.
    لم تكن مأساة سوريا غائبة، كانت ملهمة في الحوارات، ولعل استحضار ظلالها هو ما دفعهم لتكليفي بهذا الواجب، لقد تحدثت عن العيش المشترك والنموذج السوري الذي كنا نقدمه نموذجاً للعالم، وفق تاريخ طويل من الحضارة والعيش المشترك والتراث الغني حتى صارت سوريا حجاً ضروريا لكل مثقف حتى قال رينان لكل إنسان متحضر وطنان: وطنه وسوريا!!! وقد دخل هذا الوطن الحضاري القرن الجديد بأكثر الآمال ربيعاً ولكنه اليوم يسجل الأرقام القياسية في الخراب والموت، والمقابر والمجازر، وريح الكراهية والبغضاء، ويفرض أمام حكماء العالم وقفة للتاريخ والإنسان توقف الكارثة الإنسانية وتمنح أولادنا والأجيال الآتية روحاً جديدة من الحب والأخلاق.
    مسودة الميثاق العالمي للأخلاق كانت من وجهة نظري صورة لآمال المستضعفين من المستكبرين، وقراءة من منصة الأخلاق لعالم يعاني أزمة في الأخلاق، ومع أن كثيراً من مواده لم تر النور، واصطدمت بحسابات السياسة التي لا تزال تسكن خيال الكبار، الذين لا زالوا يعيشون رعاب الحرب العالمية والحرب الباردة، ولا يريدون للعالم أن ينتكس إلى تلك الأيام السود.
    ثلاثة مواد لم يستطع أحد من الزعماء الستة والعشرين المشاركين أن يوقع عليها على الرغم من ثنائهم عليها في كواليس المؤتمر، وهي كالتالي:
    - حق الإنسان في التمرد على الحرب الظالمة ومسؤولية المجتمع الدولي في حماية المنشقين عن حروب السياسة التي لا يؤمنون بها.
    - الفيتو نظام غير ديمقراطي وغير أخلاقي ومناقض لميثاق الأمم المتحدة، وعلى العالم أن يبحث عن بدائل ديمقراطية أكثر عدالة.
    - أسلحة الدمار الشامل بكافة أنواعها عمل غير أخلاقي، ويتعين على المجتمع الدولي أن يدمرها ويعلن محاربة إنتاجها وتسويقها وتوزيعها.
    لم أكن قادراً على فهم الدوافع التي قعدت بهؤلاء الزعماء عن اقتحام حاجز الخوف وبق بحصة الحقيقة، ولكن صمتهم الرهيب يأخذك مباشرة إلى مشاهد الموت والبؤس التي فرضتها الحروب اللئيمة التي لا تفتؤ تكرر أغنية الشيطان على لسان كل مستبد: الحديد لا يفله إلا الحديد، والقتل لا يردعه إلا القتل!
    حدثتهم عن الغفران وعن إغاثة الملهوف، ونقلت لهم من الكتاب المقدس: ادفع بالتي هي أحسن السيئة، وكذب من قال إن الشر بالشر يطفأ، فليوقد نارين ولينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟؟
    لقد بدت كلمتي غارقة في سراب السريالية ولم تحصد كلمتي أي لايكات من الوجوه المخضرمة في مسرح السياسة الدولية، وقال بعضهم لبعض مسكين هذا الرجل… أمانيه طيبة.. ولكن من يظن أن السياسة الدولية تحكمها الأخلاق!!
    إنني سعيد أن أضع بين يدي القراء الكرام ميثاق الأخلاق العالمي من أربعة فصول: في الدين والأسرة والسياسة والجريمة، في ثلاثة وثلاثين مادة، للحوار والأمل، ومن يدري فقد يأتي جيل أكثر إيماناً بالإنسان، ويسهم في عودة الربيع إلى هذا العالم المعذب.
    في القيم الدينية:
    1- الخلق كلهم عائلة واحدة، وهم عيال الله، متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فضل لشعب على شعب ولا لقومية على قومية ولا لإنسان على إنسان إلا بالعمل الصالح.
    2- القيم الأخلاقية العليا التي بشر بها الأنبياء والمصلحون والحكماء يمكن جمعها في عشر مقاصد: الطهارة والعفاف والسلام والرحمة والخير والبر والفضيلة والعدالة والحرية والمساواة، وعلى التشريعات المحلية أن تلتزم في قوانينها الوفاق مع هذه القيم العليا.
    3- لا يجوز احتكار الخلاص أو احتكار الله أو احتكار السماء أو احتكار الفردوس أو احتكار الحقيقة.
    4- روح العدالة تقتضي إثابة المحسن وعقاب المسيء، بغض النظر عن لونه وعرقه وقوميته أو اعتقاده الديني.
    5- الأديان رسالة واحدة والأنبياء إخوة والكتب السماوية محل احترام، ويسعى الجميع إلى التعارف والتعاون، وفق مبدأ أمة بين الأمم وليس أمة فوق الأمم ودين بين الأديان وليس ديناً فوق الأديان.
    6- احترام المقدسات الدينية مسؤولية اجتماعية وأخلاقية، ويجب أن يحظر كل سلوك يرمي إلى ازدراء الأديان واحتقارها.
    7- الدين والحكمة رسالة متكاملة، والمشترك الأخلاقي كثير بين الأديان السماوية وبين رسالات الحكمة والأديان التي لا تنتسب إلى السماء.
    في الأسرة:
    8- الأسرة قيمة إنسانية نبيلة، يجب حمايتها، وتوفير السبل لبناء أسر ناجحة ويجب أن تقوم القوانين بتشجيع الزواج وتيسير سبل العيش الكريم للراغبين في بناء الأسرة.
    9- لا يجوز إكراه النساء ولا الشباب على الزواج، ولا تبنى مؤسسة الأسرة إلا بصيغة رضائية.
    10- النسل من حقوق الإنسان، ومنع الناس من الإنجاب عدوان على حريتهم، وتدخل الدولة لتنظيمه لا يجوز أن يسلب إرادة الأفراد في الحصول على نسل كريم.
    11- الإنجاب يرتب مسؤولية على الوالدين، ويعتبر التخلي عن المولود عملاً غير أخلاقي، ومن حق الدولة فرض العقوبات الرادعة لهذا السلوك.
    12- لا يجوز بحال من الأحوال بيع الأطفال والنساء، ويعتبر التواطؤ في ذلك عملاً عدوانياً إجرامياً يحاسب عليه القانون المحلي والدولي سواء ارتكبه الأفراد أو الحكومات.
    13- البر بالوالدين مظهر للأخلاق النبيلة، وهي مسؤولية الأبناء على سبيل الوجوب المباشر،ومسؤولية الأمة بمجموعها إذا غاب الأبناء أو قصروا في واجبهم.
    14- احترام الكبار واجب أخلاقي، وتلتزم التشريعات بتأمين حياة كريمة للمسنين تحقق حاجاتهم وتحقظ كراماتهم.
    15- الإنجاب خارج إطار الأسرة عمل غير أخلاقي، يحرم المواليد من حقوق فطرية أساسية، ومن حق الإنسان أن يولد بين أبوين.
    16- الأطفال في كل مكان في العالم يولدون على الفطرة والبراءة بغض النظر عن اعتقادات والديهم، ويلتزم المجتمع الدولي بمراقبة احتياجاتهم ونموهم، وفي حين فشلت الحكومات الوطنية في رعاية الأطفال فإن المجتمع الدولي مخول بالتدخل الإنساني لحماية الأطفال ورعايتهم.
    في السياسة:
    17- الناس شركاء فيما تجود به الأرض من خيرات، وتتولى القوانين توفير القسمة العادلة لهذه الثروات والخيرات بما يتناسب مع جهد الناس وعملهم.
    18- السيادة الوطنية حق محفوظ، ولكن انتهاك حقوق الإنسان يفرض على الأسرة الدولية في إطار الأمم المتحدة التدخل الإنساني لمساعدة المنكوبين والمستضعفين.
    19- الأمم المتحدة هي التعبير السياسي عن الأسرة الدولية، ويقتضي الواجب الأخلاقي دعمها وتمكينها من أداء مهامها الإنسانية والأخلاقية والسياسية.
    20- الفيتو صورة مناقضة للديمقراطية وأهداف الأمم المتحدة، وعلى الأسرة الدولية التعاون للتخلص من هذا النظام الاستثنائي للوصول إلى بديل أكثر عدالة وديمقراطية.
    21- التكافل بين الأمم في الكوارث حق مشروع، وهو يتجاوز الخلافات السياسية، ويعتبر منصوصاً عليه حكماً في حق من يوقع على هذا الإعلان من حكومات ومنظمات دولية.
    22- التمرد على الحرب الظالمة حق مشروع من حقوق الإنسان ينبغي أن تكفله القوانين وتحميه الحكومات، ولا يجوز زج الأفراد والعسكريين في حروب لا يؤمنون بها، وعلى القوانين أن توفر آلية واضحة ومراقبة دولياً لتأمين قناعة الأفراد الصريحة بالحرب التي يساقون إليها.
    23- إن الالتزام بالأخلاق ليس فضلا يمارسه الحاكم على شعبه بل هو التزام ومسؤولية، وعلى الحكام أن يطبقوا أدق المعايير الأخلاقية في سياسة شعوبهم.
    24- الكذب حرام، وقيام الحكومات بإخفاء الحقائق على الشعب أو اعتماد ذرائع غير حقيقية لأفعال يمارسونها هو عمل غير مبرر وغير مشروع.
    25- لا يجوز أن يعاقب إنسان بإساءة غيره تحت أي ذرائع أو مبررات، ويعتبر قيام الحكومات الوطنية أو الخارجية باجتياح القرى والمدن التي تحتوي خارجين على القانون عملاً لا أخلاقياً، لا يجوز تبريره.
    26- الإعلانات الانتخابية يجب أن تقوم على الصدق والحقيقة، ويجب أن تتولى القوانين محاسبة من يتقدم ببلاغات كاذبة لمخادعة الناس واستجلاب أصواتهم.
    في الجريمة
    27- أسلحة الدمار الشامل حرام، وهي كل سلاح لا يميز في هدفه بين المحارب والبريء، ولا يجوز إنتاجها ولا الاتجار بها ولا الترويج لها، ويتعين على المجتمع الدولي وضع الخطط المستمرة ومراقبتها لتخليص البشرية من هذه الآفات.
    28- الألغام الأرضية الموجهة ضد الأفراد حرام بالمطلق، ولا يجوز تبريرها بأي من ذرائع الأمن أو السيادة.
    29- المخدرات بكل أشكالها جناية على الحياة الإنسانية وعلى المجتمع أن يتضافر لمنع إنتاجها وتسويقها وتعاطيها، إلا في إطار الاستخدام الطبي وشروطه.
    30- الإدمان على الكحول والتدخين آفات بشرية يجب التخلص منها، وتطالب الدول بتنظيم برامج حيوية للتخلص من هذه الآفات وبناء مجتمعات مستقبلية خالية من الإدمان.
    31- قتل الروح الإنسانية حرام بكل وجه من الوجوه، ولا يحل تبريره بحال، وعلى الإنسانية أن تتحول من العقاب الانتقامي إلى العقاب الإصلاحي.
    32- التعذيب الجسدي حرام بالمطلق، مهما كانت صفة الجرائم المنسوبة.
    33- الاتجار بالبشر بكل أشكاله حرام، والعبودية حرام ولا يحق لأحد أن يستعبد أحداً.
    لقد مرت مواد عدة من هذا الميثاق في بيان الرؤساء المخضرمين، وغابت مواد أخرى كانت أكثر إلحاحاً وضرورة، مع إشارة خجولة بوجوب الاستمرار في إعداد ميثاق عالمي للأخلاق، وعزائي هو أن مواثيق العالم ومعاهداته، تفتقر إلى الإرادة الطيبة، والإرادة الطيبة لا تحتاج إلى مواثيق للأخلاق، والمواثيق بدون إرادة طيبة محض حبر على ورق.
    http://shababunity.net/show.php?id=548881

المواضيع المتشابهه

  1. خطبتان هما ميثاق عظيم
    بواسطة سري سمّور في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-02-2016, 04:39 AM
  2. سنة ميثاق الإيمان بمحمد(ص)
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-26-2014, 08:04 PM
  3. ميثاق الألعاب الأولمبية
    بواسطة الحلم القاتل في المنتدى فرسان الرياضة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-13-2014, 02:56 AM
  4. أخطاء ميثاق الأمم المتحدة
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-12-2011, 05:19 PM
  5. تحية شيوعية وبعد
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-31-2011, 02:21 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •