منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

العرض المتطور

  1. #1

    مع الشاعر الدكتور صابر عبدالدايم يونس

    أ.د/ صابر عبدالدايم يونس:
    ..................................
    . عميد كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر، بالزقازيق.
    مواليد محافظة الشرقية بمصر 15 / 3 / 1948م.
    دكتوراه فى الأدب والنقد مع مرتبة الشرف الأولى من كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر سنة 1981م.
    عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ، ومقرر لجنة فروع الاتحاد بالمحافظات ، وعضو لجنة الشعر باتحاد الكتاب 0
    عضو رابطة الأدب الإسلامى العالمية 0
    رئيس مجلس إدارة جمعية الإبداع الأدبى والفنى بمحافظة الشرقية سابقا 0
    عضو مجلس تحرير مجلة الثقافة الجديدة بمصر، ومستشار التحرير لمجلة أوراق ثقافية ومجلة : اصوات معاصرة 0
    عضو مجلس إدارة مجلة : صوت الشرقية0
    عمل أستاذا مشاركا بجامعة أم القرى فى الفترة من 1984 ـ 1988م 0
    حصل على درجة الأستاذية فى الأدب والنقد عام 1990م 0
    وكيل كلية اللغة العربية ـ فرع جامعة الأزهر بالزقازيق " 3 فترات" فى الأعوام 92/ 93 / 94" ثم من 2001م 0
    عمل أستاذا زائرا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فى الفصل الدراسى الثانى من عام 1413هـ ـ 1993م 0
    عمل أستاذا فى كلية اللغة العربية ـ جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة ـ قسم الأدب ـ وقسم الدراسات العليا فى المدة من 1994 م ـ 2000م 0
    شارك فى كثير من المؤتمرات الأدبية والشعرية فى داخل مصر وخارجها ، ومنها:
    ـ مؤتمر العقاد بأسوان 1990م ـ مؤتمر د. زكى مبارك عام 1991م 0
    ـ مؤتمرات أدباء مصر فى الأقاليم : بأسوان سنة 1990م ، وبورسعيد 1991م والإسماعيلية 1992 ، ومؤتمر العريش 1993 ومؤتمر الفيوم عام 2001م والمؤتمر العام لأدباء مصر بالإسكندرية 2002م 0
    ـ أمين عام مؤتمر الأدباء الثانى الذى أقامته وزارة الثقافة بالزقازيق أبريل 2002م0
    ـ مهرجان الهيئة العامة للكتاب سنة1992 ـ 1993م 0
    ـ مؤتمر الأدب الإسلامى بجامعة عين شمس سنة 1992م 0
    ـ مؤتمر الأدب الإسلام بمدينة استانبول بتركيا 1994م 0
    ـ مهرجان الانتفاضة باتحاد كتاب مصر عام 2002م 0
    ـ مؤتمر الجنادرية بالسعودية سنة 1993 ـ 1413هـ 0
    ـ مؤتمر الجنادرية بالسعودية سنة 2003 ـ 1423هـ 0
    ـ مؤتمر الأدب الإسلامى فى القاهرة 2002م 0
    ـ مؤتمر " الاتحاد العام للكتاب العربى بتونس " سنة 2003 " موضوعه" التضامن والتكافل فى الحضارة العربية والإسلامية0
    أشرف على عديد من الرسائل الجامعية فى مرحلتى الماجستير والدكتوراه فى مصر والسعودية منذ عام 1985م 0
    عضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة ، والأساتذة المساعدين بجامعة الأزهر منذ عام 1998 " لجنة المحكمين " 0
    مدير تحرير " المجلة العلمية لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 92 ـ 93 ـ 94م 0 ثم من عام 2001 حتى الآن 0
    رشحه اتحاد كتاب مصر للمشاركة فى مؤتمر " التكافل الاجتماعى فى الإسلام" الذى سيقام بتونس فى نوفمبر سنة 2002م 0
    ناقش كثيرا من الرسائل الجامعية فى جامعة الأزهر ، وجامعة الزقازيق بمصر وجامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكلية التربية للبنات بجده ـ ومعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة 0
    مؤسس الصالون الأدبى بالشرقية . ويعقد بمنزله شهريا فى مدينة الزقازيق ـ مصر 0
    يشارك فى البرامج الأدبية والدينية فى إذاعات مصر ـ البرنامج العام ـ صوت العرب ـ البرنامج الثقافى ـ إذاعة القرآن الكريم .. وغيرها 0
    يشارك بالأحاديث والحوارات الأدبية والفكرية والدينية فى قنوات التليفزيون .. الرابعة والثانية، والسادسة 000 والأولى 00 وبعض القنوات الفضائية0
    نشر نتاجه الإبداعى والنقدى فى كثير من المجلات والجرائد المصرية والعربية . ومنها : الأهرام ـ الأخبار ـ الجمهورية ـ عقيدتى ـ آفاق عربية ـ الأزهر ـ صوت الأزهر ـ الشرق الأوسط ـ الهلال ـ إبداع الشعر ـ الندوة بمكة ـ المدينة السعودية ـ الثقافة بدمشق ـ الأبناء بالكويت0
    فاز فى كثير من المسابقات الشعرية فى مصر والسعودية 0
    كتبت عنه دراسات عديدة فى المجلات والدوريات المتخصصة 0
    يشارك فى تحكيم كثير من المسابقات الأدبية فى الشعر والقصة والبحوث والمقالة ، وشارك فى لجان ترقية الأساتذة ، والأساتذة المساعدين فى مصر والسعودية0
    رشحه مجلس جامعة الأزهر لنيل جائزة مبارك فى الآداب لعام 2003م ، وجائزة سلطان العويس عام 2001 م 0
    حصل على درع التكريم من وزير الثقافة فى مصر لجهوده فى خدمة الحركة الأدبية عام 1993م ، كما حصل على درع التكريم فى مؤتمر الأدباء بالشرقية عام 2002م 0
    تم ترشيحه لنيل جائزة سلطان العويس فى الشعر من قبل جامعة أم القرى عام 1998م 0
    (( المؤلفات الإبداعية والأدبية والنقدية ))
    أولا : دواوين شعرية :
    1 - ديوان " نبضات قلبين " بالاشتراك مع عبدالعزيز عبدالدايم ، عام 1969 مطبعة الموسكى بالقاهرة 0
    2 - ديوان " المسافر فى سنبلات الزمن " عام 1982م مطبعة الأمانة بالقاهرة0
    3 - ديوان "الحلم والسفر والتحول " عام 1983م وزارة الثقافة بمصر 0
    4 - ديوان " المرايا وزهرة النار " ، الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة 1988م 0
    5 - ديوان " العاشق والنهر" ، الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 1994م0
    6 - ديوان " مدائن الفجر " نشر وطبع "رابطة الأدب الإسلامى العالمية" دار البشير ـ عمان ـ الأردن 1994م 0
    7 - مسرحية " النبوءة" مسرحية شعرية ( مخطوطة ) 0
    8 - ديوان " العمر والريح " نشر الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 2003 سلسلة الإبداع الشعرى 0
    ثانيا : كتب أدبية ونقدية :
    1 - مقالات وبحوث فى الأدب المعاصر. دار المعارف بالقاهرة عام 1984م0
    2 - محمود حسن إسماعيل بين الأصالة والمعاصرة . دار المعارف بالقاهرة عام 1984م 0
    3 - الأدب الصوفى : اتجاهاته وخصائصه . دار المعارف بالقاهرة عام 1984م0
    4 - فن كتابة البحث الأدبى والمقال . بالاشتراك مع أ.د/ محمد داود ود/ حسين على محمد . مطبعة الأمانة بالقاهرة عام 1984م ، ودار هبة النيل بالقاهرة سنة 2001م0
    5 - من القيم الإسلامية فى الأدب العربى . مطابع جامعة الزقازيق عام 1988م
    6 - التجربة الإبداعية فى ضوء النقد الحديث . مكتبة الخانجى بالقاهرة عام 1989م 0
    7 - الأدب الإسلامى بين النظرية والتطبيق . دار الأرقم بالزقازيق ، عام 1990م و" دار الشروق بالقاهرة عام 2002م الطبعة الثانية 0
    8 - الأدب المقارن " دراسات فى المصطلح والظاهرة والتأثير " مطبعة الأمانة بالقاهرة 1990م 0
    9 - موسيقى الشعر العربى بين الثبات والتطور . مطبعة الخانجى بالقاهرة 1992م 0
    10 - أدب المهجر . دار المعارف بالقاهرة 1993م 0
    11 - تاج المدائح النبوية ، [ شرح قصيدة البردة : لكعب بن زهير ] رؤية نقدية معاصرة دار هديل للنشر بالزقازيق / مصر 1994م0
    12 - الحديث النبوى " رؤية فنية جمالية " . دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر بالإسكندرية 1999م 0
    13 - " شعراء وتجارب " نحو منهج تكاملى فى النقد التطبيقى . دار الوفاء بالإسكندرية 1999م 0
    14 - الأدب العربى المعاصر بين التقليد والتجديد ـ الزقازيق 2000م 0
    15 - فن المقالة ـ بالاشتراك دار هبة النيل بالقاهرة 2001م 0
    ثالثا : كتب تحت الطبع :
    1 - ديوان " الإمام الشيخ : محمد متولى الشعراوى" جمع وتحقيق ودراسة فنية "دار أخبار اليوم 0
    2 - الشعر الأموى فى ظل السياسة والعقيدة 0
    3 - هاشم الرفاعى : شاعر العروبة والإسلام : نشر الثقافة الجماهيرية بوزارة الثقافة0
    4 - الدليل إلى أهدى سبيل فى علمى الخليل : مكتبة الفتح بالقاهرة 0
    5 - ديوان " الأعمال الكاملة " 0
    رابعا : ما كتب عنه :
    1 - كتاب " أبعاد التجربة الشعرية فى شعر د/ صابر عبدالدايم 1992م" د/صادق حبيب ، نشر دار الأرقم بالزقازيق ـ مصر 0
    2 - مبحثان فى كتاب " القرآن ونظرية الفن " للدكتور / حسين على محمد ، مطبعة حسان 1992م 0
    3 - دراستان فى كتابى : دراسات نقدية ، وجماليات النص ، للدكتور / أحمد زلط ـ دار المعارف ـ مصر 0
    4 - بعض الدراسات النقدية فى مجلات : كلية اللغة العربية بالزقازيق، وكلية اللغة العربية بالمنوفية ، ودمنهور ، وفى مجلة الشعر بالقاهرة، وجريدة المسلمون الدولية ، ومجلة الخيرية بالكويت ، ومجلة الأدب الإسلامى ، ومجلة الهلال ومجلة صوت الشرقية ـ والأسبوع ـ ومجلة المجتمع بالكويت0
    5 - دراسة نقدية فى كتاب " الورد والهالوك " للدكتور/ حلمى القاعود ، جامعة طنطا ـ مصر 0
    6 - أعدت عنه رسالة ماجستير فى كلية اللغة العربية بالمنصورة عنوانها "صابر عبدالدايم شاعرا" قام بإعدادها الباحث الشاعر " البيومى محمد البيومى " 0
    7 - أعدت عنه رسالة دكتوراه فى الأدب الإسلامى المقارن ـ بين الأدب العربى والماليزى .. " بالجامعة الإسلامية بماليزيا : وذلك بالمشاركة مع الشاعرين "حسين على محمد " و " أحمد فضل شيلول" شاعرين من مصر وثلاثة شعراء من ماليزيا . وأعدها الدكتور / علاء حسنى من "سوريا"0
    اختارته لجنة تراجم أشهر الشعراء فى العالم الإسلامى ـ للترجمة له والتنويه بأدبه وشعره فى كتاب : تراجم الشعراء فى العالم الإسلامى، وطبع على نفقة الجامعة الماليزية عام 2000م 0
    شارك فى الكتاب التذكارى الذى أصدرته كلية الآداب بجامعة الكويت " لتكريم الناقد والشاعر أ0د/ عبده بدوى
    كتبت عنه ترجمة وافية مع نماذج من أشعاره فى : معجم البابطين للشعراء المعاصرين 0
    قررت بعض قصائده .. ودرست فى الجامعات المصرية .. والسعودية
    كتبت عنه دراسات كثيرة ترصد معالم التجربة الشعرية . والجهود النقدية بأقلام أساتذة متخصصين ـ وأدباء مرموقين ومنهم :
    د/ عبدالحكيم حسان، د/ طه وادى ، د/ حامد أبو أحمد ـ د/ محمد عبدالمنعم خفاجى ـ د/ على صبح ـ د/ حسين على محمد ـ د/ حلمى القاعود ـ د/ صادق حبيب ـ د/ أحمد زلط ـ د/ عبدالله الزهرانى "السعودية" ـ د / سيد الديب ـ د/محمد بن سعد بن حسين "السعودية ـ د/ صلاح الدين حسنين ـ د/ فتحى أبوعيسى ـ د/ ناجى فؤاد بدوى ـ د/ محمد السيد سلامة ـ د/ طه زيد ـ أ./على عبدالفتاح "الكويت" أ. حيدر قفه "الأردن" ـ د/ حسن الأمرانى "المغرب" أ.أحمد محمود مبارك ، أ. البيومى محمد عوض ـ د/ أحمد حنطور ـ د/علاء حسنى "ماليزيا" أ . أحمد فضل شبلول . أ/ أحمد سويلم ـ د/ عزت جاد ـ د/سعد أبو الرضا ـ د/ محمد بن مريس الحارثى "السعودية" أ. مصطفى النجار "سورية" د/ المنجد العراقى " ماليزيا " ـ د/ محمد مصطفى سليم ، أ. مأمون غريب.

  2. #2
    حوار حول الواقع الثقافي والمشهد النقدي المعاصر

    مع أ.د/ صابر عبد الدايم


    حاوره: فرج مجاهد عبد الوهاب

    ...........................

    س1 : أضواء على النشأة والتعلم، أهم من تأثرت بهم ، رسالة الماجستير ورسالة الدكتوراه ؟
    فى ريف مصر الجميل ، وفى ظلال مشاهده النابضة بالحركة والقيم الكريمة .. كانت نشأتى الأولى .. فى قرية "الصياغ" ثم بعد ذلك بعد أن اتسعت واتحدت مع القرى المجاورة اتخذت اسما جديدا هو "منشأة العطارين" 0
    وفى أسرة مصرية القسمات ، والعادات والتقاليد ، كثيرة العدد ، وتحت رعاية أب عطوف متسامح ، يفتح بيته وقلبه لأبناء القرية كلها ، يكرم الضيف، ويحفظ حق الجار ، ويشمل الأقارب بمودته ورعايته ؛ وهذه السمات والسجايا الأبوية ليست اطراء ولا ثناء … ولكنها حقيقة مشاهدة محسة، وكل هذا العطاء لم يكن ناشئا عن ثراء ووفرة فى العيش.. ولكنه كان فطرة فى الوالد الكريم رحمه الله .. ورحم كل من على شاكلته فى البر والعطف والمودة والتسامح0
    وأحمد الله أن الوالد تعهدنى .. ووهبنى "للقرآن" وللأزهر 0
    ومن دلائل ذلك أنه اتفق مع أحد الشيوخ من حافظى القرآن الكريم وممن لهم مكانة وسمعة عطرة فى القرى المجاورة .. أن يحضر إلى بيتنا كل يومين لكى أقرأ عليه القرآن . ويصحح لى القراءة .. ثم أحفظ بعد ذلك ، وبعد أن حفظت سبعة أجزاء .. انتقلت إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم بديرب نجم "المركز" وأتممت حفظ القرآن الكريم فى سن العاشرة والنصف بعون الله وتوفيقه ، وكان الشيخ بصيرا أى مكفوف البصر0
    ثم التحقت بالمعهد الدينى بالزقازيق عام 1959م وحصلت على الشهادة الثانوية عام 1968 وكانت الدراسة [أربع سنوات "إعدادى" وخمس سنوات "ثانوى"] وفى المعهد الدينى الثانوى .. تفتحت موهبتى الشعرية .. وحصلت على كأس التفوق فى الشعر على مستوى الجمهورية عام 1968م وأنا طالب فى "الخامسة الثانوية"0
    والتحقت بكلية اللغة العربية فى العام نفسه وفى السنة الأولى بالكلية عام 1968م / 1969م أصدرت ديوانى الأول "نبضات قلبين" بالاشتراك مع الزميل الراحل "عبدالعزيز عبدالدايم" وكتب مقدمة الديوان الناقد الفلسطينى الشاعر "د/ عزالدين المناصرة" وكتب أ.د/على الجندى بعض الأبيات تقريظا للديوان ، وكان فيها عميدا لكلية دار العلوم 0
    وفى الكلية اتسعت آفاق الرؤية، وتعرفت على النشاط الثقافى بالقاهرة.. وارتدت التجمعات الأدبية "مثل دار الأدباء" ورابطة الأدب الحديث وهيئة خريجى الجامعات وجمعية الشبان المسلمين ، وغيرها 0
    وقرت فى السنة الأولى بجائزة الشعر الأولى على مستوى الجامعة بقصيدة كتبتها عن "سرحان بشارة" وهى مهداة إلى كل مناضل فلسطينى وعربى وإسلامى 0
    وفى السنة الرابعة بالكلية قرت بجائزة الشعر الأولى ، وحجبت عن الجائزة الثانية والثالثة، وشاركنى الفوز فى الشعر الصديق أ.د/ محمود العزب ومن شعراء الجيل السابق فى جامعة الأزهر الشاعر د/ محمد أحمد العزب وأد/ سعد ظلام والشاعر/ محمد فهمى سند، والشاعر / محمد إبراهيم أبو سنة . ومن جيل الآباء .. والرواد .. أ.د/محمد رجب البيومى، وأ.د/ حسن جاد، وأ.د/ محمد عبدالمنعم خفاجى 0
    وهذه الكوكبة المتألقة من الأجيال والاتجاهات الشعرية .. كن لها الأثر الكبير فى تجربتى الشعرية والنقدية ؛ وقصائد أ.د/ محمد أحمد العزب التى كان ينشرها بمجلة الأزهر .ز ودواوينه التى توالت بعد ذلك كان لها أثر كبير فى التعرف على نبض التجربة الشعرية الحديثة، وكتابات أ.د/ محمد رجب البيومى الموسوعية ، ولمحاته النقدية الثقافية، وكتاباته فى "السير" وتاريخ رواد النهضة الإسلامية ، وتحديقه فى صحائف التاريخ .. كل هذه الآثار والشواهد توقفنا أمامها طويلا .. وأمدتنا برصيد غير مباشر من الفكر .. والانتماء .. والتمسك بالهوية 0
    ومن الذين أثروا فى تجربتى الشعرية تأثيرا عميقا الشاعر الكبير "محمود حسن إسماعيل" وهذا التواصل ألقى معه كانت ثمرته أول كتاب نقدى لى وهو : محمود حسن إسماعيل بين الأصالة والمعاصرة 0
    وأما الذين تأثرت بهم فى الاتجاه النقدى ـ فهم كثيرون وفى مقدمتهم د/محمد غنيمى هلال، ود/ محمد مندور ، ولكن التأثر الأكبر والأعمق كان بمنهج د/ عبده بدوى "التكاملى" ومنهج العلامة الشيخ / محمود شاكر المنفتح على كل المنجزات المعرفية الحديثة مع التمسك بالجذور الراسخة فى حقلنا الثقافى .. والحفاظ على هويتنا وآلياتنا فى استقبال جماليات النص واستكشاف أسرار التجربة 0
    وكل الأساتذة الذين تتلمذت عليهم كان لهم فضل التوجيه .. والتشجيع ، والحرص على التجويد والتنقيح .. والتجديد وفى مقدمتهم أ.د/ عبداللطيف خليف ، وأ.د/محمد السعدى فرهود ، وأ.د/ عبدالعال أحمد عبدالعال ، أثاب الله الجميع ـ ورحم الراحلين وجزاهم خير الجزاء 0
    وأما عن الماجستير والدكتوراه :
    فقد كان شعر محمود حسن إسماعيل هو البحث المقدم فى مرحلة الماجستير عام 1974م ولم يكن رسالة مستقلة ـ وإنما كان مكملا لسنوات الدراسات العليا ؛ ولم يقبل البحث وقتها وذلك لأن الشاعر كان على قيد الحياة ، وكان هذا هو السبب الوحيد لرفض البحث 0
    ثم تقدمت ببحث آخر عن شعر المهجر ، وحصلت على الماجستير عام 1976م وتابعت البحث فى الاتجاه نفسه .. وكان موضوع رسالة الدكتوراه "النزعة التأملية فى أدب المهجر" أى رصد التجربة التأملية فى فنون الأدب المهجرى كلها "فى الشعر والقصة والرواية والمسرح والمقالة "0
    وحصلت على الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى عام 1981 تحت إشراف أ.د/عبداللطيف خليف وطبع الكتاب بعد ذلك فى دار المعارف عام 1994 ، وطبع كتاب "محمود حسن إسماعيل بين الأصالة والمعاصرة" بدار المعارف قيل ذلك عام 1984م 0
    س2 : ما هى شهادتكم على الواقع الثقافى الآن ؟
    الواقع الثقافى الآن يموج بتيارات متعددة ومتصارعة .. وهذا التماوج يقضى على سكونية المشهد، ويدفع إلى أن يبحث أنصار كل تيار عن الأفضل والأجود .. ولا يبقى غلا المنجز الثقافى الأصيل الذى يحافظ على معالم الهوية المصرية والعربية والغسلامية فى عصر "العولمة" وأما التيارات السابحة مع الرياح أيا كان مصدرها أو توجهها فهى ستذهب مع الريح ـ ولن تترك ثمرة نافعة، ولا نجمة ساطعة 0
    فأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض . هذا عن الصورة العامة والرؤية الراصدة 0
    أما عن التفصيل ـ فأقول : إن الواقع الثقافى الآن ـ معوق ، لأن هناك قصورا فى فهم "العمل الثقافى" أو "المنتج الثقافى" فليست الثقافة هى الإبداع الأدبى فقط، أو الفن التشكيلى وغيره من الفنون الجميلة فقط ، وإنما الثقافة هى كل منجز فكرى وعلمى وفنى يشارك فى حضارة الأمة ، والعمل على قهر التخلف العلمى والصناعى والزراعى والسلوكى والحضارى 0
    وما زلت أذكر كلمة لأحد الأدباء الكبار حين قال ساخرا من "قصور الثقافة ورسالتها القاصرة" حيث قال:
    هى "قصور فى الثقافة، وليست قصورا للثقافة" إنها ثقافة "العجزة .. والبله .. وأصحاب الهوايات الخاصة الفردية 0
    إن الواقع الثقافى فى حاجة إلى رياح التغير والإصلاح .. والرؤية المتكاملة .. فلماذا لا تتكون فى قصور الثقافة "نواد للعلوم ، ولماذا لا يكون فى هذه القصور مواهب علمية مؤثرة مع المهتمين بالأدب .. والنشاط المسرحى .. والفن التشكيلى ، والسينما .. وكل الاهتمامات الترفيهية 0
    ومن معالم تشوه الواقع الثقافى "سيطرة" الشللية على كثير من التجمعات ، وكل مجموعة تمثل جزيرة منعزلة ، وما نشهده فى "المجلس الأعلى للثقافة" لا يخفى على أحد، حيث تعطى بعض الجوائز ـ لمن لم يكن يحلم بها ـ ويستبعد كبار العلماء مثل د/حسن نصار ، بل ويقول أحد هؤلاء الفائزين عن طريق "التصويت" وتقبيل "الوجنات" بأن انتاج د/حسين نصار "ضعيف"؟؟!"0
    هل هذا كلام تقبله الساحة الثقافية، ويصمت تجاهه العلماء ، وللواقع الثقافى بعض الملامح الإيجابية .. ومنها : "ظاهرة الجوائز العربية" التى يفوز فيها بنصيب كبير علماء مصر .. ومفكروها .. وأدباؤها.. ورجال الأعمال العرب هم أصحاب هذا المشروع الحضارى .. الرائد 0
    وأين رجال الأعمال فى مصر ـ أين حق الوطن عليهم ؟؟ أين موقعهم الفكرى والثقافى ؟؟ أين دورهم فى تمويل مشروعات البحث العلمى ؟
    إن بعضهم لم يكتف بالجهل المركب وعدم الوعى الحضارى ولكنه سطا على أفقات الشرفاء ، واقترض مدخرات البسطاء وهرب بها مثل قراصنة العصور الوسطى .. ثم عاد يحمل كذبة كبرى وصدقه العملاء ، وبدأ يمارس الفساد تحت قناع جديد هو "غسيل الأموال" !! ويا للعجب العجاب !!!!
    س3 : من واقع تواجدكم فى اتحاد الكتاب : ما هى أهم السلبيات التى تحتاج لعلاج فورى ؟
    إن كل عمل عام .. لابد أن تشوبه بعض السلبيات فمن يعمل لابد أن يخطئ 0
    وأرى أن إيجابيات الاتحاد كثيرة .. ومتواصلة .. ولكن العين الناقدة لا ترى إلا الأخطاء .. والصحافة كان لها دور كبير فى تضخيم السلبيات وإشعال نار الخلافات، ولا أدرى الدوافع التى تكمن وراء ذلك التوجه السائد 0
    وأرى أن أهم السلبيات التى تشوب العمل والنشاط فى اتحاد الكتاب "هى التعصب للرأى واصرار كل فريق أو عضو على رأيه ـ وعدم الاستجابة لرأى الأغلبية وهذا مصدر الخلاف 0
    ومن السلبيات : أن اللجان تعمل مستقلة عن بعضها فليس هناك تناغم وتكامل بين لجان المجلس 0
    ونشرة الاتحاد .. لا تكفى .. ولا تليق بمكانة مصر ـ فلابد من مجلة ثقافية ذات حضور كامل متواصل فى المشهد الثقافى العربى 0
    وندوات الاتحاد ـ تكاد تموت بالسكتة القلبية ـ لأن الدعاية غير كافية ، ولأنها غير متواصلة ـ ويجب أن تكون للاتحاد ندوته الشهرية التى يحضرها مملثون لفروع الاتحاد، ومندوبون عن الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية وأن يكون لها موعد ثابت ، وبرنامج معروف ـ يناقش قضايا الساعة 0
    وإلى الآن ـ ما زال اتحاد الكتاب المصرى ـ يبحث عن وجوده الحقيقى بين اتحادات الكتاب العرب ، وقد بذلت جهود مشكورة متواصلة فى هذا الاتجاه ، وقد حدثت اتفاقيات فى مؤتمر اتحاد الكتاب العربى بالجزائر .. من خلال مساعى وجهود الوفد المصرى ، وكذلك فى اجتماع اتحاد الكتاب العرب بالأردن فى عام 2004 تأكد هذا الاتفاق وهو عودة مقر اتحاد الكتاب العرب إلى القاهرة 0
    ومن الإيجابيات التى أنجزها الاتحاد .. إنشاء فروع نشطة فى محافظات مصر ـ خمسة فروع وآخرها فرع الاتحاد بالشرقية وكذلك الجوائز السنوية للاتحاد لها أثر كبير فى الواقع الثقافى 0
    س4 : كيف توازن بين صابر عبدالدايم : الشاعر والنقابى والنقد والأستاذ الجامعى:
    الموازنة يمكن أن تكون بين متماثلين أو متباينين ـ وارى أن هذه المحاور الأربعة تمثل زوايا ـ لتكامل التكوين ـ لأنها كلها تتبع من مصدر واحد وهو ـ الإبداع ـ رؤية وتنظيرا ومشاركة متواصلة فى حركة الحياة الأدبية والثقافية بوجه عام 0
    ولذلك لا أجد تناقضا ـ وصراعا ـ بين هذه التخوم لأنها كما قلت تنطلق فى فضاء الإبداع 0
    ولذلك أجدنى مغتيظا بمشاركاتى فى رسم سياسة الاتحاد، والعمل على تجميع كلمة الأدباء والكتاب، ومواصلة الطريق الشاق مع الزملاء المخلصين لتبقى الكلمة المبدعة هى منارة الوصول، وهى النبض الحقيقي لمستقبل هذه الأمة0
    وأرى أن الطريق إلى توسيع القاعدة الثقافية للاتحاد أن لا تقتصر العضوية على "الأدباء" والنقاد وكتاب التراجم والسير ، بل لابد من ادراج كتاب المقالة السياسية، والمقالة الاجتماعية ، والمقالة الدينية ، والمقالة العلمية ، وقبول كل صاحب فكر مستنير مؤثر .. واتحاد الكتاب يمكن أن يضم الآلاف من النحب الثقافية المؤثرة ، وفى مقدمتهم أساتذة الجامعات المتخصصين فى علوم اللغة العربية وآدابها ، وكذلك العلوم الإنسانية بكل تياراتها 0
    وقد حاولت وما زلت أحاول ـ أن يتواصل التعاون والنشاط الثقافى بين الاتحاد والجامعات المصرية ، وأقمت عدة ندوات فى كلية اللغة العربية بالزقازيق ، شارك فيها أعضاء من مجلس ادارة الاتحاد .. فالجامعة لابد أن تتعرف على مناحى الأنشطة التى يقوم بها الاتحاد، وفروع الاتحاد بالمحافظات ـ لها فى هذا الاتجاه أنشطة وفاعليات بارزة 0
    س5 : ما أهم أسباب أزمة النقد الحالية ، والحلول التى تراها ؟
    إن أزمة النقد الحالية متوارثة .. وهى ظاهرة تتكرر فى كل جيل ـ وذلك لأن الأعمال الإبداعية تتوالى ـ ومداها لا ينحصر وخاصة فى السنوات العشر الأخيرة . حيث انتشرت مكاتب الكمبيوتر ، ويمكن طبع أى عدد طباعة فاخرة بأقل تكلفة وأصبح النقاد محاصرين بهذا الطوفان الإبداعى الذى يحتاج إلى غربلة .. وإلى مكاشفة ، وإلى مواجهة ، ولكن المبدعين يريدون "النقد التبريرى أو الانطباعى" الذى يضع على العمل الإبداعى تاجا من اللؤلؤ ، ويضعه فى صدارة الإبداع والتجريب ، ومع قناعتى بضرورة تشجيع الأعمال الجديدة فإننى أقول إن النقد الذى يضئ آفاق العمل .. ويكتشف مناطق الداء والضعف فيه ، ويشخص ذلك تشخيصا محايدا وعلميا منصفا هذا يدفع بالأديب إلى اكتشاف الطريق الصحيح ، والتجارب الجديدة 0
    ومن أسباب أزمة النقد ، ضيق المساحة المتاحة للنقاد والمبدعين فى مناقد الإعلام المسموعة والمرئية، فالبرامج الموجودة مخنوقة الأنفاس ، لا يصل صوتها إلى الناس ؛ فزمها لاهث محاصر ـ بالبرامج الترفيهية ـ والتجارية 0
    فماذا تقدم قنواتنا المحلية، والقنوات الفضائية من برامج ثقافة وندوات ؟؟ وما مكانة الإبداع الجميل الجيد بين أعاصير الأغانى السفيهة، ورياح مشاهد العرى، وإفساد أذواق الشباب وتشويه هويتهم ، والقضاء على روح الانتماء لديهم 0
    ومن أسباب أزمة النقد ـ أن فريقا من النقاد ـ الذين لهم صوت إعلامى بارز ـ يترجمون النظريات الوافدة .. ويلوون أعناق النصوص ، ويهشمون عظامها لكى يطبقوا عليها مقاييس النقد المستحدثة الوافدة التى تتوالى يوما بعد يوم ولا تستقر بل يلغى الأحدث الحديث، وبعضها يكون مجرد رأى فردى 0
    والجهود الكبرى تتواصل الآن ـ لإيجاد نظرية نقدية عربية تستفيد من الجهود والنظريات الجديدة ، ولكنها تنطلق من ملامح وطبيعة البيئة والشخصية والثقافة ـ والهموم التى تجمع أمتنا العربية فى كيان متكامل كالبنيان المرصوص تاريخا ، ولغة وطقوسا، وفضاءات، ومجابهات وحوارات مع الآخر وضد الآخر 0
    س6 : يرى بعض النقاد أن هذا زمن الرواية بعد أن تراجع الشعر فما رأيك ؟
    هذا رأى صائب وواقعى ـ لأن الرواية فى هذا العصر ـ تعددت قنوات توصيلها للناس، فالدراما التليفزيونية ، والمسلسلات .. فى كل القنوات تواجهنا وتدخل ملايين البيوت يوميا ـ ولذلك أرى أن الرواية المكتوبة ليس هذا زمنها ، ولكن الرواية المشاهدة فى السينما والتلفزيون ، والمسموعة فى الإذاعة ـ هى التى قهرت القصيدة وجعلت الشعراء يتراجعون إلى الصفوف الخلفية فى مسارح التلقين 0
    ومن مسببات مأساة الشعر وأزمته ما يلجأ إليه بعض الشعراء من غموض وتكلف ، ومن اقتحام للمحرمات وجرأة على المقدسات ، وتقليد لثقافة العرى ، ومشاهد "الفيديو كليب"0
    ومن أسباب أزمة الشعر .. وازدهار فن الرواية .. انتشار ظاهرة كتاب "الأغانى" التافهة .. السوقية المبتذلة التى تلحن وتغنى وتوزع بالملايين ـ ويصبح هذا المؤلف الذى لا يجيد التحدث بالفصحى، ولا يعرف حقيقة التجربة الشعرية "الفصحى أو العامية" ولا يعرف حتى فن الزجل هذا المؤلف الخالى الذهن ـ والمسطح الفكر ـ يصبح هو هو الشاعر فى نظر "العامة" ويحفظ كلامه ملايين الناس 0
    فهل يستيقظ الشعراء الحقيقيون من أوهامهم ومن غفوتهم وهل تستيقظ لجنة النصوص ولجنة الرقابة بالإذاعة والتلفزيون ـ لكى تتابع ـ وتحد من أسراب النمل التى ملأت بيوتنا وغزت أنفاسنا، وسكنت أسماعنا ـ فى هيئة كلمات كسيحة ، وأنغام قبيحة، ومشاهد أقرب إلى الدعارة منها إلى الفن ؟!!
    كل هذه التراكمات السرطانية .. أوقفت المد الشعرى الحقيقى وصرفت الناس عن الشعر والشعراء وخلا الميدان لفن الرواية لأنها كتابها لم يبتذلوا أنفسهم، ولم يسمحوا للمدعين، والمرائين ، والكذابين، والمهرجين أن ينزلوا إلى ساحتهم ـ وإلا فساء صباح المنذرين 0
    س7 : ما هو مدخلكم لقراءة النص الأدبى "قصة أو قصيدة" :
    إن قراءة النص من داخله ، واستكشاف أسراره من خلال التجول فيه أولا ـ والتعرف على معالمه وأبعاده وفك شفراته ، والوصول إلى رموزه هو المدخل الفنى الصحيح الذى أصحبه وأنا أحاور العمل الأدبى "شعرا كان أو قصة"0
    والنص يبوح باسراره ؛ والمنهج التكاملى هو أقرب المناهج إلى تجربتى النقدية .. ومن آليات هذا المنهج أن الفنون تتعانق وتتداخل ، وأدوات كل فن تشارك فى تشكيل التجربة فى الفنون الأخرى ، فالفنون القولية لا يمكن أن تتعرف على أسرارها ونحن بمنأى عن "الفنون الجميلة البصرية والسمعية والتشكيلية" 0
    وبعض النصوص الإبداعية تقرض آليات منهم معين ويكون هو المدخل لاكتشاف عوالمها مثل "المنهج النفسى أو الاجتماعى أو التاريخى أو الفنى أو الأسلوبى، ولكن المنهج التكاملى هو أقرب المناهج إلى تعاملى مع النصوص ، وقد قمت بإبراز آليات هذا المنهج فى عدة كتب لى ومنها "شعراء وتجارب" ، "نحو منهج تكاملى فى النقد التطبيقى" و"التجربة الإبداعية فى ضوء النقد الحديث " وكتاب "القصة القصيرة دراسة ومختارات" وكتاب "آفاق الرؤية الشعرية دراسات وقضايا" 0
    س8 : لماذا تراجع المسرح الشعرى فى عصرنا ؟؟
    المسرح الشعرى ـ لم يتراجع ـ لأن كثيرا من الشعراء ما زالوا يكتبون المسرح الشعرى ـ فى مصر وفى العالم العربى ـ وفى مصر الشعراء محمد إبراهيم أبوسنة، وأحمد سويلم ، وفاروق جويدة ومهدى بندق ، وحسين على محمد، والشاعر الراحل د/أنس داود ومحمد سعد بيومى ، وغيرهم من شعراء مصر فى القاهرة والإسكندرية وفى كل المحافظات 0
    ولكن الأزمة ترجع إلى المسؤولين عن "المسرح القومى" و"المسارح الخاصة" ومسارح الثقافة الجماهيرية ، ومسارح الجامعات 0
    ومسرح التلفزيون كل هذه الهيئات ـ لا توجه اهتمامها للمسرح الشعرى ، ولا تشجع الشعراء ، ولكنها تشجع المسرح التجارى الذى يميل إلى الإضحاك ـ والتسلية الوقتية وحجتهم أن "الجمهور يطلب ذلك" !! ولكن هذه حجة باطلة لأن الجماهير واعية .. وهى قادرة على التكيف مع الفن الراقى الذى يعرض عليها ، والدليل على ذلك أن مسرح صلاح عبدالصبور ذاع وانتشر ومأساة الحلاج شاهد على ذلك 0
    ومسرح الشرقاوى أثر فى الجماهير المنفقة، وجماهير الشعب ولا زلنا نذكر بالإعجاب الحسن ثائرا والحسن شهيدا والفنى مهران 0
    وخروجا من هذا المأزق أرى أن تسترجع هيئة المسرح ذاكرتها القدمية وأن تبحث عن النصوص المسرحية الجيدة وأن تتبنى خطة قومية مسرحية لإعادة الوعى الحضارى إلى المشاهد المصرى من جديد ، ويمكن الإعلان عن مسابقات فى المسرح الشعرى ، وإعادة تمثيل المسرح الشعرى للشاعر / عزيز أباظة وأحمد شوقى ، وعبدالرحمن الشرقاوى وصلاح عبدالصبور والشاعر الصورى / عدنان مروم ، وقد أعد عنه الشاعر الدكتور / حسين على محمد رسالة أكاديمية عنوانها :
    " عدنان مردم بك : شاعرا مسرحيا " ، وكان موضوعه فى الدكتوراه "البطل فى المسرح الشعرى المعاصر" 0
    والحقل الجامعى يهتم كثيرا بالدراسات المسرحية ، ولكن الواقع العملى على المسارح العامة والخاصة ـ ما زال فى سبات لاهيا وغافلا عن الإنجازات الرائعة فى "المسرح الشعرى المعاصر" 0
    والشاعر الدكتور / أسامة أبوطالب ـ والناقد الدكتور / جابر عصفور ووزير الثقافة، ووزير الإعلام ـ قادرون على النهوض من جديد بحركة المسرح "الشعرى"، إذا أقاموا الجسور الثقافية مع شعراء مصر فى جميع المواقع، وجميع المحافظات ، والثقافة الجماهيرية يمكن أن تكون بيدها شعلة البداية من جديد 0
    س9 : ما هو مفهومكم للأدب الإسلامى ودوره فى الأدب والحياة ؟
    الأدب الإسلامى ـ ليس مسورا بحدود المكان ، ولا مؤقتا بأطر الزمان، ولكنه أدب شمولى الرؤية ، يتوجه بخطابه الإبداعى إلى الوجدان "المسلم" فى كل أنحاء المعمورة ، فهو أدب عالمى النزعة والتصور والرؤى، والتشكيل 0
    ولكنه منطلق من آفاق التصور الإسلامى التى لا تتصادم مع الفطرة الإنسانية الصافية وهى : "الربانية ـ الثبات ـ التوازن ـ الشمولية ـ الإيجابية ـ الواقعية ـ التوحيد " وهذه الأسس تمثل منابع وجدانية لكل تجربة أدبية مهما تنوعت طرائقها وتعددت أشكالها والأدب الإسلامى لا يقف ضد أى تجربة تعبيرية أو أى شكل تجريبى مستحدث فى الفنون الأدبية كلها بحيث لا يكون هناك تصادم مع موقف الإسلام من الكون والإنسان والحياة والصليقة0
    فالأدب الإسلامى تنطلق تجاربه فى الفنون الأدبية كلها من نبع إيمانه الفياض والتسليم المطلق بخالق الكون جل وعلا ، وتمتزج هذه الانطلاقة الإيمانية بالتأمل فى مشاهد الكون ، والنظر الثاقب فى ملكوت السماوات والأرض ، واستجلاء معالم القدرة الإلهية فى صنعة هذا الكون البديع المتناسق ، والأدب الإسلامى فى غمرة هذه التجارب التأملية لا يكون بمعزل عن واقع الحياة ، ومشاغل الإنسان، وقلقه وصراعه ومقاومته ، فهو يستجلى أسرار الحياة ويشخصها ، ويبحث عن مناقد الخلاص للإنسان فى أى مكان عبر رؤية إسلامية حضارية تواجه الآخر بالحوار والحكمة .. والكلمة الفنية الجمالية التى تصاغ معالمها فى قوالب فنية متجددة 0
    س10 : من خلال تواجدكم فى دول الخليج العربى/ السعودية ، ما أهم ما لفت نظركم فى الأدب السعودى ؟
    لقد تعايشت مع الأدب السعودى .. قراءة ، ونقدا ـ وقبولا ورفضا .. من موقعى بالعمل بجامعة أم القرى بمكة وبجامعة الإمام بالرياض ومن خلال حضور مهرجان "الجنادبية" أكثر من مرة والمشاركة فى الندوات والمحاضرات بالنوادى الأدبية المنتشرة بالمملكة ـ وأهم الظواهر الملفتة للنظر والجديرة بالنقد 0
    أولا : الاهتمام الزائد بالنتاج الأدبى فى الجرائد والمجلات السعودية ـ فكل جريدة لها ملحق أدبى أسبوعى ـ متعدد الصفحات وملحق الأربعاء التابع لجريدة المدينة عدد صفحاته "أربعون صفحة" 0
    ثانيا : النشاط الفعال والمؤثر للنوادى الأدبية الثقافية والتركيز على الجانب الأدبى فى كل الفنون الأدبية ، والندوات تقام أسبوعيا 0
    ثالثا : الصراع والتنافس بين أنصار الحداثة ، وأنصار التراث .. وهذا الصراع أثمر جهودا نقدية ـ وتجارب إبداعية هائلة ـ وكل فريق يدافع عن رؤيته، ويقدم الشواهد على صواب منهجه 0
    رابعا : الارتباط بالنبض الثقافى المصرى ، ومحاولة تجاوزه والادعاء أحيانا من قبل أنصار الحداثة أنهم سبقوا مصر فى التحديث وتفوقوا عليها ، ولكن ظل هذا الادعاء أملا ، وحلما يراود الكثيرين .. والمشهد الثقافى العربى لم يزل مشدودا إلى مصر ؛ وكل أديب مصرى يوجد بأى موجبة وأى صوت أدبى له حضوره وتميزه على الساحة العربية0
    خامسا : ظاهرة الجوائز التى يقوم بها رجال الأعمال العرب وفى مقدمتهم : السعوديون، ومنهم د/ عبدالله باشراحبيل، ود/ محمد زكى اليمانى ، وفى الكويت عبدالعزيز سعود البابطين ، وفى الإمارات سلطان العويس ، وغيرهم ، هذه الظاهرة يفتقدها الواقع الثقافى والأدبى فى مصر ، فلم تزل جوائز الدولة هى الشمعة المضيئة فى قلب الفضاء الثقافى الملئ بالغبار والعمالة والسمسرة والقروض والهروب ، وما زال رجال الاعمال عندنا متعلقين بسراب السباحة فى غابات الساحل الشمالى، وصناديق الليل فى الغردقة، ومشاهد العرى فى شرم الشيخ ودهب ، أما الاستثمار فى البحث العلمى ، والتفوق الأدبى والإنجاز الفكرى ـ فهو بمنأى عن خططهم ووعيهم، وهل تنتبه وزارة الاستثمار لهذا المنحى الحضارى المستقبلى ؟؟

  3. #3
    حوار مجلة «البيان» مع الأديب الإسلامي الدكتور صابر عبد الدايم
    حاوره في الرياض: محمد شلاّل الحناحنة
    .........................................

    ـ الشعر هو الأفق الأرحب الذي تنطلق فيه أسراب انفعالاتنا ومعاناتنا مع الواقع المحموم الذي نعيشه!
    ـ دعائم الأدب الإسلاميّ ومقوماته لا تنفصل عن خصائص التصوّر الإسلاميّ بكلّ شموليّته.
    ـ الأديب المسلم يسمو بوجدانه فوق الرغبات الدنيا بكلّ ما يحمله من خير للإنسان.
    ـ الأدب الإسلاميّ أدب عالمي؛ فلا تعوقه أسوار، ولا محيطات، ولا تأشيرات!
    ـ مُلتقى الأدباء الشباب برابطة الأدب الإسلاميّ يعدّ حقلاً خصباً لنمو أشجار الإبداع نموّاً صحيّاً!
    الأديب الإسلاميّ الدكتور (صابر عبد الدايم) له أكثر من عشرين كتاباً: شعراً ونقداً، كما أنّه أستاذ للأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود، ويُشرف على ملتقى الأدباء الشباب بالمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلاميّ العالمية بالرياض، فهو عضو بهيئة تحرير مجلّة الأدب الإسلاميّ، ويحمل الكثير من الآراء وهموم الأدب الإسلاميّ، وقد التقيناه بعد ندوة ثقافية بمدارس الرشد بمشاركة الأديب د. (ناصر الخنين)، وكانت بعنوان: (الفصحى من الدِّين) حضرها جمهورٌ من المهتمينَ والمثقفين، فكان لنا معه هذا الحوار:
    *قالوا: «في شعر (صابر عبد الدايم) غُرْبةٌ روحية خاصة، ووجدان إنساني مفتوح على هموم الأمة في الوقت نفسه»، ما مدى صحة هذه المقولة؟
    - هـذه المقولة صائبة... ولكنـها تحتاج إلى إضاءة وتنوير ـ كما يرى حازم القرطاجنَّي ـ فأما الإضاءة: فالغربة ليست روحـية، ولكنها غربة اجتماعية نفسية. بمعنى: أن حركة المجـمتع مثـل حركة السياسة؛ حركة صادمة متناقضة ليس في إيقاعها تناسب أو تواؤم، ومن هنا يَتشكل الإحساس بالغربة؛ ولكنها غربة لها فتوحات وإشعاعات، وهذه الفتوحات تنبع من الوجدان الإنساني المتفتح على هموم الأمة في الوقت نفسه، فالغربة ليست عزلة؛ ولكنها رفض للإيقاع المتناقض في حركة المجتمع، والأمة بصفة عامة. وفي قصيدتي (مدائن الفجر) تتشكل المفارقة بين الواقع والحلم، وبين أوهام الماضي وتحديات المستقبل، ومطلع هذه القصيدة يصور هذه الحالة الشعرية:
    معلقٌ بين تاريخي وأحلامي .:. وواقعي خنجرٌ في صدر أيامي
    أخطو فيرتدُّ خطْوي دون غايته .:. وما بأفقي سوى أنقاض أنغامي!
    تناثرتْ في شعاب الحلم أوردتي .:. وفي دمائي نمَت أشجار أوهامي!
    مدائنُ الفجر لم تُفتح لقافلتي .:. والخيل والليل والبيداءُ قُدَّامي
    والسيف والرمح في كفَّيَّ من زمن .:. لكنني لم أغادرْ وقْع أقْدامي!
    وفي انكسار المرايا حُطِّمت سُفني .:. وفي انحراف الزوايا غاب إقدامي!
    وغبت يا وطناً ضاعَتْ هويَّتُهُ .:. والأرضُ تنْبُشُ عن أشلاء أقوام!
    * أنْتَ أديب إسلامي، لكن مصطلح الأدب الإسلاميّ ما زال غائماً وغير متفق عليه كما يقال حتى لدى رابطة الأدب الإسلامي، إذْ يثار أحياناً، كيف ترد على ذلك؟
    - إن مصطلح الأدب الإسلامي لم يعد غائماً في رؤى الأدباء والنقاد الذين تَنْبُع رؤاهم وتتشكل في دائرة التصور الإسلامي، والمسلم الذي يفهم المنهج الإسلامي فهماً واعياً صحيحاً يدرك أن الشخـصية الإسلامية لها مقوماتها التي لا تتجزأ، ولها تصوراتها التي لا تقبل التشتت، وهذه المعالم تنطلق من متطور كليٍّ شامل، في العقيدة والكون والأدب والحياة.
    فالأديب المسلم في غمرة تجاربه الإيمانية والتأملية لا يكون بمعزل عن واقع الحياة، ومشاغل الإنسان وآماله وأحلامه؛ فهو في سلوكه الإيماني يتأمل ما خفي من أسرار الكون، وهو في تأملاته يستجلي أسرار الحياة، ويبحث عن منافذ الخلاص للإنسان عبْر رؤية إسلامية متميزة منفردة تُصاغُ معالمها في قالب فني مؤثر. وأرى أن دعائم الأدب الإسلامي ومقوماته لا تنفصل عن خصائص التصور الإسلامي التي تمثل إطاراً حضارياً لأبعاد الشخصية المسلمة في كل أحوالها، وهي: التوحيد ـ الربانية ـ الثبات ـ التوازن ـ الشمولية ـ الواقعية ـ الإيجابية.
    والأديب المسلم حين يمتزج وجدانه بأضواء الحقائق السابقة، وتتشرب مشاعرُه معالمها تأتي تجاربه شاملة متنوعة مؤثرة، تتجاوز الخاص إلى العام، تسموا فوق الرغبات الدنيا، وتشتاق إلى معانقة الوجود ـ المثال ـ؛ الوجود المسلم بكل ما يحمله من خير للإنسان، وخصوبة للمشاعر، ونقاء للأحاسيس، وبذلك ندرك أهمية تعرف الشباب المسلم على هذه الخصائص، والسير في ظلالها، وفي أضوائها حين يسافر في مدائن التجارب الإبداعية محمَّلاً بشحنات العواطف وثمار الأقطار.
    ودلالة المصطلح ليست غائمة ـ كما يثار ـ لدى رابطة الأدب الإسلامي. ومن يقرأ ويتأمّل ويعي «النظام الأساس» لرابطة الأدب الإسلامي العالمية يدرك أن المصطلح ليس غائماً، وإنما تؤطره عدة مبادئ وردت في المادة «الثانية عشرة» من مواد النظام الأساسي، وهي مبادئ تشكل نسيجاً متكاملاً متجدداً لمصطلح الأدب الإسلامي، ولا بُدَّ من تكامل هذه المبادئ لدى من يلتزم بالمنهج الإسلامي في مشروعه الأدبي والنقدي، وهذه المبادئ هي:
    1 ـ الأدب الإسلامي: هو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفْق التصور الإسلامي.
    2 ـ الأدب الإسلامي حقيقة واقعة منذ انبلج فجر الإسلام، وهو يستمد عطاءه من مشكاة الوحي وهدي النبوة.
    3 ـ الأدب الإسلامي ريادة للأمة، ومسؤولية أمام الله عزَّ وجل.
    4 ـ الأدب الإسـلامي أدب متكامل، ولا يتحقق تكامله إلا بتآزر المضمون مع الشكل.
    5 ـ الأدب الإسلامي يفتح صَدْره للفنون الأدبية الحديثة، ويحرص على أن يقدمها للناس وقد بَرئت من كل ما يخالف دين الله ـ عزَّ وجل ـ، وغنيت بما في الإسلام من قيم سامية، وتوجيهات سديدة.
    6 ـ الأدب الإسلامي يرفض النظريات والمذاهب الأدبية المنحرفة.
    7 ـ النقد الأدبي الإسلامي ضرورة لترشيد مسيرة الأدب وترسيخ أصوله.
    8 ـ الأديب الإسلامي مؤتمن على فكر الأمة ومشاعرها، ولا يستطيع أن ينهض بهذه الأمانة إلا إذا كان تصوره العقدي صحيحاً، ومعارفه الإسلامية كافية.
    9 ـ الأدباء الإسلاميون متقيدون بالإسلام وقيمه، وملتزمون في أدبهم بمادئه ومثله.
    * لك الكثير من الدراسات النقدية الجادة؛ تُرى: أين يمضي النقد الأدبي مقارنة بالإبداع؟ أليس هناك فجوة بين الناقد والمبدع؟
    - إن النقد التطبيقي هو المنهج الذي ارتضيته في تعاملي مع النصوص الإبداعية، وقدمت ذلك في عدة كتب، منها: «التجربة الإبداعية في ضوء النقد الحديث»، وقد تناولت فيه بالتحليل الفني نصوصاً شعرية وقصصية وروائية، وكتاب «شعراء وتجارب» حاولت فيه أن أرسخ دعائم المنهج التكاملي أو المتكامل، وكتاب «الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق» سرْتُ فيه على دعائم المنهج المتكامل في ظل الرؤية الإسلامية التي تحلق في آفاقها التجارب الإبداعية.
    والمنهج المتكامل اعترف به كثير من النقاد العرب والغربيين، وفي مقدمتهم (ستانلي هايمن) في كتابه «النقد الأدبي ومدارسه الحديثة».
    وقد أشاد بهذا المنهج (الدكتور. شوقي ضيف) والأستاذ: (سيد قطب)، وغيرهما من النقاد العرب المحدَثين، وأرى أن النقد الأدبي قد أَغْرق النقادَ في المصطلحات الغربية، أو غرَقوا هم فيها.
    والنقد في توجهاته الحديثة لم يعد استكشافاً للنص؛ وإنما أصبح تعقيداً للنص؛ وذلك لأن النقاد لا ينطلقون في تحليلاتهم من داخل النص في ضوء جماليات اللغة العربية، وإنما يُكَرِّسون كل جُهْدهم النقدي في إخضاع النصوص للرؤى والمصطلحات المستوردة. وأزمة النقد تتمثل في تعصب بعض النقاد لمنهج واحد لا يعترف إلا بلون واحد من الإبداع، وتعصب هذا الفريق ناشئ من الانتماء إلى بعض المذاهب النقدية الغربية التي ازدهرت في بلادها، ثم خبا وتوارى شعاعها.
    وأرى أن النص الأدبي يحتاج في تحليله إلى رصيد معرفي وجمالي وتراثي، وإلى مَلَكَة نقدية، وكل ناقد عليه أن يحدد مدخله الجمالي إلى النص من خلال الرؤية النقدية التي يتبناها، فهناك: (النقد التكويني)، و (النقد القائم على التحليل النفسي)، و (النقد الموضـوعـاتـي)، و (الـنقد الاجتماعي)، و (النقد النصِّي)، وكلها مداخل يمكن أن يستقل الناقد بمدخل منها، ويمكن أن تتآزر عدة مداخل في استشكاف معالم النص وإضاءته.
    وجهود بعض النقاد تضيع في التنظير، ولا تثمر شيئاً ذا قيمة جمالية في التطبيق.
    وإذا نظرنا إلى تقسيمات النقد النظرية، وما يتفرع عنها سندرك سرَّ أزمة النقد والنقاد.
    فالنقد الواقعي تندرج تحته هذه المعالم والظواهر النابعة من الكلاسيكية الجديدة، والظواهر هي:
    التجريبية، الصورة الذهنية، الصورة البصرية، المحاكاة، نقد الصورة.
    والنقد التاريخي: تتموج في دائرته هذه المعالم والمذاهب:
    الوضعية، الطبيعية، البرناسية، الصورة، النقد التاريخي.
    والنقد الشكلي: يئن تحت ركام هذه الضغوط المذهبية، والعوالم الفنية، ومنها:
    الوضعية المنطقية، التحليل اللغوي، وظيفة اللغة، الصورة، البناء الفني، المفارقة، التناقض، التوتر.
    وأما النقد المضموني: فيرزح تحت أثقال هذه الاتجاهات:
    الفلسفة الماركسية، المادية الجدلية، المادية التاريخية، المضمون والإيديولوجية.
    وهناك اتجاهات نقدية أخرى تضاف إلى هذه الغاية النقدية ومنها: النقد الرومانسي، والنقد الرمزي، والنقد التعبيري، والنقد التفسيري، والنقد الموضوعي.
    وهذه الاتجاهات السابقة تندرج في إطار النقد المثالي، كما يرى مؤرخو النقد، وهناك النقد المعتمد على السيرة، والنقد القائم على الموروث الشعبي، وهناك البنيوية، وما تفرع عنها وما تصادم معها.
    إن هذه التيارات والمناهج المتعددة أحدثت فجوة بين الناقد والمبدع، وكان من المنتظر أن تحدث مصالحة ـ وقرباً جـمالياً ـ إذا أخلص النـقاد فـي تعاملهم مـع النـص الإبداعـي، وانطــلقوا من رؤيـة نقدية تجمع بين القراءة الجيدة لمعالم التـراث النقـدي عند العرب وبين التفتح على آليات النقد الحديث، واصطفاء القيم والمصطلحات التي تتسق مع طبيعة اللغة العربية وجـمالـياتها، ومع جماليات البيئة وأعرافها، وتـطـور الدلالات والمفاهيم والرؤى والتصورات.
    * يقولون: «أضحت العولمة واقعاً نعيشه في جوانب كثيرة»، كيف تنظر إلى مستقبل الأدب الإسلامي في ظل هذه العولمة؟
    - إن الأدب الإسلامي أدب عالمي؛ لأنه يصور تجربة الأديب المسلم في أي مكـان مـن العـالم، ولا تعـوقـه أسوار، ولا جبال، ولا محيطات، ولا تأشيرات، ولا قيود. والعولمة في حقيقتها هيمنة وسيطرة من جانب الدول الأقوى (اقتصادياً وعسكرياً وعلميّاً) على الدول الأضعف التي تفرقت شيعاً وأحزاباً.
    وهذه الهيمنة الطاغية تضع أمام الأدباء المسلمين معوقات أكثر طغياناً، وعليــهم أن يـثـبتوا، وأن يـقــاومـوا، وأن يقدموا أدبهم تقديماً فنياً جمالياً متفتحاً على هموم الإنسان المسلم في كل بقاع الأرض.
    وهذا التفتح الإبداعي والنقدي لا بد له من وسائل ودوافع تضمن له التواصل والبقاء ومن هذه الوسائل والدوافع:
    1 ـ تجويد الإبداع ومواكبة كل حركات التجديد العالمي في فنون الإبداع.
    2 ـ تقوية الصلات بين أدباء العالم العربي وكل أدباء العالم الإسلامي في الشرق والغرب.
    3 ـ العناية بحركة ترجمة الأعمال الإبـداعـيـة والنقـديـة مـن العربـية إلى كل لغـات الشـعوب الإسلامية وإلى اللـغات العالمية الحيَّة، وكذلك ترجمة آداب الشـعوب الإسـلامية إلى اللـغة العـربية.
    4 ـ إنشاء المواقع الخاصة بالأدب الإسلامي على الإنترنت، وتبادل المعرفة والإبداع بين الأدباء الإسلاميين عن طريق هذه المواقع.
    5 ـ واستكمالاً لمسيرة رابطة الأدب الإسلامي في ترسيخ دعائم الأدب الإسلامي؛ عليها أن تقوم بمدِّ الجسور بين الرابطة، والجامعات العربية والإسلامية والهيئات الفكرية والأدبية.
    6 ـ تقوية الصلات الفكرية بين المفكرين الإسلاميين، والأدباء الإسلاميين، والمشاركة في المؤتمرات التي تعقدها الهيئات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي؛ لأن كبار المفكرين والدعاة الإسلاميين لا يَعْرفون قيمة الحركة الأدبية الإسلامية، ولا يدركون قيمتها، ولا يعرفون الأدباء والنقاد الإسلاميين، والرابطة تبذل جهوداً كثيرة في مجال الاتصال بالهيئات العلمية والفكرية، والتعرف على أنشطتها الإسلامية، والتعاون معها في الجهود الدعوية عن طريق الكلمة المبدعة.
    ومن البارزين في هذا المجال (الدكتــور عـبد القـدوس أبـو صـالـح)، و (الدكــتور عـبد الرحمن العـشماوي)، و (الدكـتور وليد قصاب)، و (الدكـتور عماد الدين خليل)، و (الدكـتور عبد الحليم عويس)، وغيرهم، ولكن على الرابطة أن تضاعف جهودها في هذا المجال؛ لأن الفكر الإسلامي هو الأفق الأرحب التي تتضوأ في عوالمه تجارب أدباء الإسلام.
    * منذ سنة تقريباً، وأنت تشارك في نقد «ملتقى الأدباء الشباب» برابطة الأدب الإسلامي العالمية، ما رأيك بهذا الملتقى؟ وما تقويمك لإبداعات الشباب فيه؟
    - إن هذا الملتقى يُعد حقلاً خصباً لنمو أشجار الإبداع نموّاً صحيّاً، وهي أشجار مثمرة، وليست أشجاراً بلاستيكية، وليست أشجاراً بلا ثمار.
    وهذا الملتقى مضمار للتنافس بين شباب الأدباء في مجال الإبداع، وتقديم التجارب الجمالية السامقة في ظل الرؤية الإسلامية المتفتحة على ما في السماوات وما في الأرض من مظاهر جمالية تنطق بقدرة الخالق عزَّ وجل.
    وكـذلك عالم الإنسان، وصراعاته، وما يمـوج به العـالم من فتن وحروب، وما يموج به الوجدان من رؤى وأحلام، تتصادم مع الواقع أو تتصالح معه.
    كل هذه الآفاق يقدمها الشباب في هذا الملتقى ـ وهم القادمون من كل فج ـ تجمعهم الكلمة المؤمنة، والوجدان الإسلامي.
    ففي الملتقى الواحد تجد أدباء من: السودان، وسوريا، وفلسطين، والأردن، ومصر، والسعودية، واليمن، والمغرب، ولبنان، وهذا أمر يدعو للإعجاب.
    ومما يعطي لهذا الملتقى قيمته؛ التفاعل بين الأدباء والمشرفين على اللقاء الذين يشاركون في تقويم تجارب الأدباء تقويماً إيجابياً بدافع من الحب والطموح إلى الأفضل، ومشاركة (الدكـتور حسين علي محمد)، و (الأستاذ محمد شلاّل الحناحنة، و (الأستاذ شمس الدين درمش) في الإشراف على هذا الملتقى بصفة دائمة يعطيه مزيداً من التواصل والإيجابية.
    وللدكتور (وليد قصاب)، وكاتب هذه السطور جهود في إثراء هذه الملتقى، وأدعو الزملاء الكرام من أساتذة الجامعة لمزيد من المشاركة في هذا اللقاء الأدبي الذي قدم مواهب أدبية جادة واعدة تعد بمستقبل إبداعي مرموق في جميع الفنون الأدبية من: شعر، وقصة، ومقالة، وخاطرة أدبية، وغير ذلك من الفنون القولية.
    * أخيراً: ليتك تعرفنا على آخر مشاريعك الأدبية الجديدة.
    - المشاريع متعددة، ولكن الواجبات تضيق بها الأوقات، ومن المشاريع التي أعدّها، وهي قيد الطبع:
    1 ـ ديوان «الأعمال الكاملة» وهي الأعمال الشعرية، ولكن متى يَصْدر؟ وكيف يُوزَّع؟ ومن سيطبع؟
    2 ـ ديوان «العمر والريح» قيد الطبع بالهيئة العامة للكتاب بمصر منذ أكثر من أربع سنوات، وينقصه الغلاف!
    3 ـ «الشيخ: محمد متولي الشعراوي»، وهو قيد الطبع بدار الشروق بالقاهرة، وينقصه الغلاف منذ ثلاث سنوات!
    4 ـ كـتاب «العـصف والريحان»، وهــو محـاورات ومواجـهات معـي أعـدهـا الشاعر (د. حسين علي محمد)، وقد صدر بحمد الله عن سلسلة "أصوات معاصرة" بمصر/ يناير 2006م، ونسأل الله التوفيق والسداد.

  4. #4
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562

    الشاعر الدكتور صابر من رموز اللغة والأدب
    شكرا لك أخى المبدع الدكتور حسين على
    كل عام وأنت بخير وسعادة

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم مشاهدة المشاركة

    الشاعر الدكتور صابر من رموز اللغة والأدب
    شكرا لك أخى المبدع الدكتور حسين على
    كل عام وأنت بخير وسعادة

    شُكراً للأديب الأستاذ
    إبراهيم خليل إبراهيم
    على المشاركة والتعقيب،
    مع موداتي.

  6. #6
    قراءة في كتاب «الأدب الإسلامي: بين النظرية والتطبيق»
    للدكتور صابر عبد الدّايم

    بقلم: أ.د. حسين علي محمد

    ظهرت في ربع القرن الأخير بعض الدراسات عن الأدب الإسلامي، ولكنها مازالت محدودة يدفعها الطموح إلى ارتياد عوالم وآفاق جديدة، حتى لا تظل تدور في دائرة محكمة لا تتعدّاها، وهذه الدراسات سُطِّرت بأقلام الأساتذة والدكاترة: عبد الرحمن الباشا، وعماد الدين خليل، ومحمد قطب، ونجيب الكيلاني، وحسين علي محمد، وحلمي القاعود، وعبده زايد، ومحمد الحسناوي .. وغيرهم.
    وتجيء دراسة "الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق" للدكتور صابر عبد الدايم في هذا الإطار، مُتضمنة عدة بحوث يجمعها خيط فكري واحد هو البحث عن نبض الإسلام في الآثار الأدبية شعراً كان أم نثراً، قديمةً كانت أم مُعاصرة.
    والكتاب يضم قسمين: قسماً بعنوان: "من معالم التأصيل"، وآخر بعنوان "من ثمار التطبيق".
    والقسم الأول "من معالم التأصيل" يتضمّن ثلاث دراسات تنظيرية تطمح إلى تأصيل معالم الأدب في ظل الإسلام اتكاءً على القيم الإسلامية، وموقف الإسلام من الكون والإنسان والحياة. واتجه جهد الباحث إلى استكشاف الأبعاد الفنية والجمالية في النص الأدبي، فالمضمون الجيد لا بُد أن يُقَدَّم في إطار فني جميل ومؤثر.
    *والدراسة الأولى عنوانها "معالم التجربة الأدبية في ظل خصائص التصوُّر الإسلامي"، وتتجه هذه الدراسة إلى تأصيل معالم التجربة الأدبية وفلسفتها في ظل خصائص التصور الإسلامي؛ فالأديب المسلم في ظل هذا التصور تنطلق تجاربه من نبع إيمانه الفيّاض بالتسليم المُطلَق لخالق الكون جلَّ وعلا، وهو يمزج هذه الانطلاقة الإيمانية بالتأمُّل في مشاهد الكون، والنظر في ملكوت السماء والأرض، واستجلاء معالم القدرة الإلهية في صُنع هذا الكون البديع المُتناسق، وهو في غمرة تجاربه الإيمانية والتأملية لا يكون بمعزل عن واقع الحياة، ومشاغل الإنسان، وآماله وأحلامه، فهو في إيمانه يتأمل ما خفي من أسرار الكون، وهو في تأملاته يستجلي أسرار الحياة.
    وفي معرض إرساء هذه الخصائص في حقل التجارب الأدبية، ناقش المؤلف الدكتور صابر عبد الدايم كثيراً من المواقف والآراء التي شاعت في حقل النقد الأدبي قديماً وحديثاً، وكشف كذلك عن زيف بعض القيم الفنية والموضوعية التي خلّفتها المذاهب الأدبية والنقدية في العصر الحديث.
    وفي هذا القسم قراءة أدبية لكتاب "خصائص التصور الإسلامي" لسيد قطب، مع الاسترشاد ببعض الكتب الأخرى مثل "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟" لأبي الحسن الندوي، و"رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" لمحمود محمد شاكر، و"جاهلية القرن العشرين" لمحمد قطب، و"العلمانية" لسفر بن عبد الرحمن الحوالي .. وغيرها.
    ومن ثم فنحن نرى أن هذا القسم له طبيعة تنظيرية خاصة، اكتفى فيها المؤلف بأن يكون شارحاً لآراء سيد قطب، وواصلاً إلى نتائج الخصائص نفسها التي تُؤسس لمعالم التجربة الأدبية في ظل التصور الإسلامي رؤيةً ومضموناً، وهي: الربانية، والثبات، والشمولية، والتوازن، والواقعية، والتوحيد" وقد أشار بجلاء (ص45) حينما قال في ذيل هذا القسم: "هذه الدراسة قراءة أدبية لكتاب سيد قطب "خصائص التصور الإسلامي" ..". ورغم أهمية هذه الدراسة التي تحتل حوالي ربع الكتاب، فإنها تظل جزءاً غريباً على الكتاب، وليتها تسلّلت بين ثنايا التطبيق، كأن يسترشد بها في دراسته للأدب الإسلامي، أما بهذا الشكل فهي تظل جسماً غريباً في ثنايا كتاب له دوره ـ الذي نطمع أن يكون مؤثراً وهاما ـ في توجيه الدراسات الأدبية والإسلامية توجيهاً جديداً.
    *وأما الدراسة الثانية من القسم الأول فترصد أربعة أبعاد للرؤية الإسلامية في الشعر المُعاصر:
    1-البُعد الأول يكشف عن تأثر الشعراء المُعاصرين بالبيان القرآني، وجاء هذا التأثر مختلفاً في الرؤية، مُتعدِّداً في الاتجاه:
    أ-فبعض الشعراء جاء تأثره بالبيان القرآني تأثراً كليا شموليا صياغةً وفكراً وشعوراً والتزاماً بمنهج التصور الإسلامي، ومنهم محمد بنعمارة في ديوانه "مملكة الروح"، وصابر عبد الدايم في ديوانيه "المسافر في سُنبلات الزمن" و"المرايا وزهرة النار"، وأحمد فضل شبلول في ديوانه "مُسافر إلى الله"، وعبد العليم القباني في ديوانه "للّه والرسول".
    ب-وفريق ثان من الشعراء جاء تأثره شكليا أدائيا.. بعيداً عن نسيج الرؤية الإسلامية الطامحة إلى فعالية الوجود الحضاري المسلم، فالتأثر جاء صدىً للمُعجم القرآني، وللأساليب الموجودة في النصوص القرآنية، وكذلك في القصص القرآني، ولم يتعدَّ هذا التأثر الأسلوبي هذه الدائرة إلى النفاذ إلى أعماق معالم التجربة الإسلامية، وتوضح ذلك بعض قصائد ديوان "السفر في أنهار الظمأ" لمحمد أبي دومة.
    ج-والفريق الثالث جاء تأثره سلبيا مضادا، وذلك لأن شعراء هذا الاتجاه استخدموا الألفاظ والتراكيب والمعاني القرآنية ولكنهم أساءوا إليها، ويقصد المؤلف الدكتور صابر عبد الدايم بالإساءة "أن يضعها في غير مكانها اللائق، أو أن يسوقها في معرض السخرية والتهكم، أو أن يُحاول ـ جهلاً وغروراً وادِّعاءً ـ مُحاكاة أسلوب القرآن الكريم، ظنا منه أنه قادر على إبداع بيان يكافئ القرآن العظيم، ومثل هذه المُحاولات تبوء بالفشل الذريع، ولا تحظى إلا بالرفض الكامل شكلاً ومضمونا" (ص70). ويُوضِّح الباحث ذلك المنهاج الخاطئ من خلال مُناقشة لبعض قصائد خليل حاوي، ومحمد أبي دومة.
    2-والبُعد الثاني من أبعاد الرؤية الإسلامية يرصد تأثير التراث الإسلامي في تشكيل التجربة الشعرية، ويكشف عن بعض محاور ذلك التأثير، ومنها:
    أ-استدعاء الشخصيات التراثية الإسلامية: فالشخصية التُراثية في النسيج الشعري ليست تاريخاً يُروى، وليست سيرة يحكيها الشاعر، وإنما استدعاؤها يكون في إطار شعري غير مُحدَّد بأسوار التاريخ، وقد يقتصر هذا الاستدعاء على رصد بُعد واحد من أبعاد الشخصية، مثل البُعد السياسي أو الاجتماعي، وقد يتجاوز هذا البُعد إلى الرؤية الشمولية للشخصية كلها، وقد يُخاطب الشاعر الشخصية من الخارج ولا يتوغَّل في أعماقها، وقد يحصر استدعاءه للشخصية في قالب مذهبي، ويصوغ رؤيته لملامح هذه الشخصية انطلاقاً من تصوره المذهبي، وقد تناول المؤلف هذه الملامح من خلال قصائد لمحمود حسن إسماعيل، وصابر عبد الدايم، وحسين علي محمد، ومحمد المنتصر الريسوني، ومحمد أبي دومة، وأدونيس.
    ب-الأمكنة الإسلامية وأثرها في تشكيل النسيج الشعري: والأمكنة متعددة، والوجدان الإسلامي يتعلق بها تعلق المحب العاشق، ومن هذه الأماكن: دار الأرقم، المدينة، أحد، بدر، حراء، ثور، جبل النور، الصفا والمروة، عرفات، الكعبة، وكلها معالم ناطقة بالهدى، مُوشَّاة بالضياء واليقين، وتحمل ذروة الشعور في الوجدان المسلم، وتُسيطر على دوائر التوهج في مدارات الإبداع. وقد تناول الباحث هذا الملمح من خلال قصائد للشعراء: محمد علي الرباوي، وحسين علي محمد، وجميل محمود عبد الرحمن، ومحمد عبد المنعم خفاجي، وصابر عبد الدايم، وعبد العليم القباني، وعمر أبي ريشة، ومحمد بنعمارة.
    3-البعد الثالث من أبعاد الرؤية الإسلامية في الشعر المُعاصر هو (السفر إلى الماضي لبعث الحاضر وإحيائه): فالشاعر المسلم حينما يحس بتصادمه مع حركة الحياة المُعاصرة "يفزع إلى الماضي، ويتجول في دروبه وزواياه باحثاً عن المواقف المُضيئة في مسيرة التاريخ ليعود بقبس منها إلى الحاضر الآسن، لعله من لهوه يفيق، ومن عثرته ينهض، ومن علله يبرأ" (ص95). ويتناول المؤلف ذلك الملمح من خلال أشعار محمد بنعمارة، ومحمد علي الرباوي، ومحمد أبي دومة، وحسين علي محمد، وصابر عبد الدايم، وعمر أبي ريشة.
    4-البعد الرابع من أبعاد الرؤية الإسلامية في الشعر المُعاصر يتمثل في (دور الطبيعة في تشكيل التجارب الإسلامية في الشعر): والطبيعة حين تُوظف في تشكيل الرؤية الشعرية في ظلال الإسلام لا تُمثِّل مصدراً خارجيا، ولا تُمثل حالة نفسية كابية، ولا رمزاَ واقعيا مُنفِّراً، وإنما تُعدُّ الطبيعة رافداً أساسيا في حقل التجربة الشعرية، وتُعدُّ نسيجاً يدفع بالتجربة خارج دائرة الرصد المُباشر، والتقريرية النثرية، وتُعطي للتجربة مذاقاً تأمليا إيمانيا، وتدفع بها إلى رحاب الشمولية بعيداً عن التقوقع داخل أسوار الذات، وقد رصد المؤلف لهذا البُعد تجربة ثلاثة شعراء لهم نتاجهم الممثل لهذه الظاهرة، وهذه التجارب هي:
    أ-تجربة عبد العليم القباني في ديوانه "لله والرسول".
    ب-تجربة محمد بنعمارة في ديوان "مملكة الروح".
    ج-تجربة أحمد فضل شبلول في ديوانه "مُسافر إلى الله".
    *والدراسة الثالثة من القسم الأول تدرس "ملامح الواقعية المُحزنة" التي وَفَدت إلينا من الغرب فكراً وسلوكاً وتعبيراً، ولا تتفق مع منهجنا في الحياة، ويرفضها التصور الإسلامي؛ فواقعية الإسلام تقوم على أساس من العدالة، والتقوى والتسامح، والعمل الصالح وليست قائمة على أُسس العقد النفسية، ومحاولة التكفير عن الخطيئة كما يشيع في الأسس الفكرية والفنية للواقعية الوافدة.
    ولا تقوم واقعية الإسلام على محاربة القيم الروحية ورفض الغيبيات كما تُنادي بذلك الواقعية المُحزنة بكل اتجاهاتها (الأوربية والاشتراكية والطبيعية).
    وهذه الدراسة الموجزة نُشِرت في "المجلة العربية" بالسعودية، عدد ربيع الثاني 1406هـ (وهي بيان موجز يستغرق خمس صفحات) تُشير إلى معالم الشخصية الإسلامية والعربية وبصماتها في أعمالنا الأدبية من رواية ومسرح وقصة وشعر، وتدعونا إلى صياغة فكرنا وأدبنا بما يتفق مع ملامح هذه الشخصية حتى لا تفترسنا الواقعية المريضة المُحزنة.
    ***

    (يتبع)

  7. #7
    والقسم الثاني من هذا الكتاب يحمل عنوان "دراسات نصية تطبيقية"، وفيه يُحلِّل بعض النماذج الأدبية الدائرة في فلك التصور الإسلامي، ويضم ثلاث دراسات:
    1-من أسرار البيان النبوي في خطبة حجة الوداع: ومعروف أن البيان النبوي يُعدُّ النموذج الأعلى للفصاحة العربية بعد البيان القرآني العظيم؛ ومن هنا كانت هذه الدراسة التي تتناول البيان النبوي وظواهره الأسلوبية التي تتمثل في:
    أ-النداء.
    ب-التكرار.
    ج-التأكيد
    د- أسلوب الشرط والجواب.
    هـ-التوازن.
    2-غزوة الخندق بين شاعرين: وهي مُحاولة للكشف الفني عن بذور النقائض الشعرية، وتُوازن الدراسة بين قصيدتي حسان بن ثابت ـ  ـ وعبد الله بن الزبعرى، فحسّان يُمثِّل صوت الإسلام، وابن الزِّبعْرى يُمثِّل في قصيدته صوت المُشركين، وشعر حسان نموذج للشعر الإسلامي رؤيةً وأداءً.
    3-أبعاد التجربة الإنسانية في شعر محمد السنهوتي: ولأن المؤلف في دراسته لمحمد السنهوتي يعرف أنه يحرث في أرض بكر، لم تطأها قدما دارس من قبل، فقد تناول شعره من عدة زوايا هي: معالم الرؤية الشعرية، والطبيعة ودورها في إثراء تجربة الشاعر، والمعجم الشعري (ويرصد من خلاله تأثر السنهوتي بالمعجم الصوفي)، والموسيقا وتعدُّد الإيقاعات (من خلال استعمال السنهوتي لأغلب البحور، وكتابته القصيدة، والمقطوعة الشعرية، والموشحة)، والرمز الشعري (فهو يستخدم الرمز، مع توظيف مُفردات الطبيعة، ونظم القصص الشعري).
    ***
    في الكتاب جُهد كبير، وبحث علمي مُخلص، ونظرات ثاقبة، وتتمثل قيمة الكتاب في:
    1-أنه محاولة جادة للاقتراب من الأدب الإسلامي رؤيةً وأداءً.
    2-حاول أن يستخرج الكنوز الفنية والأدبية الدائرة في فلك التصور الإسلامي قديماً وحديثاً، دون انحياز إلى القديم أو تعصُّب إلى الجديد، فالانحياز أو التعصب كلاهما يعوق عن رؤية الحقيقة المُجرَّدة.
    3-لم يتعصّب لشكل شعري، فقد استشهد بنماذج من الشعر الخليلي ونماذج أخرى من شعر التفعيلة.
    4-لم يحصر نفسه في إطار زمني معين، لأن دراسته ليست تاريخية أدبية، ولكنها تُعالج قضية مازالت في حاجة إلى التحليل والمناقشة والتنقيب، ولُب هذه القضية هو النص الأدبي الناطق بأبعاد الرؤية الإسلامية.
    5-لم يُغفل المؤلف العُنصر الجمالي في النص الأدبي، ومن خلال النماذج استطاع أن يُبرز ردا علميا على الذين يتهمون الأدب الإسلامي بالجفاف والجمود وعدم التحليق.

  8. #8
    القبو الزجاجي

    رسالة إلى " محمد الفاتح "
    قائد الفتوح الإسلامية فى "البلقان"

    شعر د/ صابر عبد الدايم
    عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق


    أيها الفاتح .. ضيعنا مفاتيح المدائن !!!
    ونسينا البحر .. والموج وتهليل السفائن!!!
    ونسينا الخيل والرمح .. وأسرارالكمائن
    سورة الفتح هجرناها .. وبددنا صداها
    وتراءت فى حنايانا أنينا وحنينا
    كل أشجار الفتوحات أراها
    عاريات من رؤاها
    من ثمار المجد ..
    فى أوراقها جفت دماء
    كنت تسقيها شذاها
    أيها الفاتح أقبل .. أنت ما زلت فتاها
    انزع السيف من الغمد فقد تهنا وتاها !!
    * * *
    لم يزل سيفك فى القبو الزجاجى سجينا
    نائما فى غمده يحرس أسياف الخلافة !!
    وإلى جانبه سيف على "ذو الفقار"
    ذلك الباتر فى كل غزاة : سيرة الكفر .. صداه وشغافه
    انظر الآن إليه ..
    ليس إلا أثرا يشهده "السياح" من كل القفار !!!
    وضعوه حلية للزهو .. واللهو بأزمان الفتوحات الكبار !!!
    * * *
    أيها الفاتح .. ضيعنا مفاتيح المدائن !!!
    .. خالد .. فى عصرنا يسجن فى قبر زجاجى ..
    وللفاروق والصديق ذياك المصير !!!
    .. هذه أسيافهم مثلومة تنعى إلينا
    حدها المغتال فى جوف القبور !!!
    أيها الفاتح أمسى السيف ظلا
    ووشاحا ساكنا فوق الصدور !!!
    إنه أضحى بقصر الحكم مرسوم ضيافه
    إنه أصبح نقشا فوق جدران الطلول
    كل من يشهده ..
    يقرأ فى جبهته عصر روايات الأفول
    وأنا جئت إلى قصرك ضيفا ما معى إلا الهوية
    إنها " الله ولا رب سواه "
    إنها " لا إله إلا الله .. محمد رسول الله "
    جئت والقلب بأبواب الفتوحات معلق
    جئت .. لكن
    باب "إسلامبول" فى وجهى مغلق !!!
    صدنى عن بابك العالى
    انكشارى بلا أى هوية
    جاء من أرض الشتات الهمجية
    جاء والصرب تغذيه .. ويسقى من كئوس الروس نخب البربرية!!!
    .. قلت إنى ..
    من جنود الفاتح القائد حامى أرض كل المسلمين
    قال : فى القاعة لا يوجد إلا بعض أشلاء من العهد الطعين
    إنها رائحة من زمن
    كان .. صعودا .. وانحدارا .. وانكسارا بين أيدى الخائنين!!
    إنها أطلال تاريخ .. وأشباح رجال …
    … سكنوا القبو الرخامى السجين !!!
    رحلت ذاكرتى فى مدن الشعر ……
    وأصغت لأمير الشعراء … فى شرود وعياء
    " الله أكبر كم فى الفتح من عجب
    يا خالد الترك جدد خالد العرب"
    أى فتح .. يا أمير الشعر فى عصر الفتوحات العقيمة ؟
    أى فتح ؟ خالد الترك .. أتاتورك ..
    .. لقد ألقى بماء النار فى وجه الخلافة !!!
    شوه الوجه السماوى الجميل
    جعل البسفور ملهى ..
    والعرايا .. فيه يسبحن ويعبرن مضيق الدردنيل !!!
    سفن الفتح …
    ويا للفتح أحالوها مواخير السكارى العابثين
    والمحاريب
    فضاءات نحيب .. حومت فيها طيور من عويل
    ينعق البوم بأحشاء الثريات المطفأة
    آه قد كانت لآلاف المصلين منارات …
    وللمقرور كانت مدفأة
    وهى الآن بقايا من قناديل الفتوح المرجأة ..
    * * *
    أيها الفاتح .. "إنا.. قد فتحنا لك فتحا ..
    كان ـ بالحق ـ مبينا" ..
    وأبو أيوب فوق السور ما زال يكبر
    الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر
    غلب الروم .. وأشجار الفتوحات تهلل
    والنواقيس تلاشت
    والجياد الصافنات المؤمنات
    فى ميادين الوغى تصهل .. بالفتح تحمحم
    وعلى الشاطئ تختال المآذن ..
    وتصلى وتسلم
    إنه الماء يسبح
    والنجيمات تسبح
    والفنارات تسبح
    والمجاديف تسبح
    إنه الله .. فسبح باسم ربك
    إنه حامى الحمى حارس دربك
    أيها الفاتح ..
    فى ظلك ظل السيف مصباحا مضيئا
    حارسا شرعة ربك ..
    هل أعود الآن من وهمى ..؟ أعود .. !!
    وأعود : حاملا فى القلب مشكاة حزينة !!
    ضوؤها الدرى من نيران أشلائى يمتاح الوقود !!!
    نقشها الساكن فى القلب تواريخ لأمجاد طعينه
    وفضاءات غمامات وأسراب بروق ورعود
    * * *
    أيها الفاتح "إسلامبول" يغزوها الجراد
    وجهها الأبيض ألقوا فوقه قار الفساد
    سلبوها العرض .. والأرض وباعوها جهارا فى المزاد
    جاءها من كل فج أزرق الناب ..
    ومصاص الدماء
    أحمر الرغبة فى عينيه أمواج الدهاء
    أصفر البسمة فى خطوته ريح الفناء
    أطلق الريح .. العقيم
    آيا صوفيا فى مهب الريح شيخ جذره فى الأرض موصول باسباب السماء
    صورة العذراء فى محرابه تغشى وجوه العابرين
    متحفا صار لأجساد عراة ..
    يصلبون العمر إثما فى مساءات الجنون

    خطفتنى الريح ألقتنى "بواد غير ذى زرع .. سراييفو..
    جبال من جليد ودماء ..
    وتلال من عظام وفناء ..
    .. أيها الفاتح "إسلامبول" يغزوها الجراد
    فى سرادييفو وبيهاتش وفى الشيشان فى القرم
    وحوش العصر تغتال الطفولة ..!!!
    فى دماء التائبين الراكعين الساجدين الشهداء
    هم يخوضون ويلهون بأجساد النساء
    ويبيدون الرجولة !!!
    يزرعون الرحم المؤمن كفرا .. وشياطين عذاب
    فى خلايا الطهر يلقون المنايا .. شكلتها نطف
    تقذفها فى الرحم المؤمن أصلاب الكلاب !!!
    والصناديد الصلاب
    حرقوا فى دارهم .. لا جرم إلا أن يقولوا: ربنا الله ..
    حملوا القبر على أكتافهم ..
    لا جرم إلا أن يقولوا: ربنا الله
    أكلوا الميتة والعشب وماتت شمسهم
    لا جرم إلا أن يقولوا: ربنا الله
    شهدوا أعضاءهم تسقط من أجسادهم لا جرم إلا أن يقولوا: ربنا الله
    بالمناشير يشقون :
    ويقولون : ربنا الله
    بالوحوش الطائرات القاصفات ::
    يمطرون: ويقولون: ربنا الله ..
    بالنجوم المرسلات العاصفات يصعقون وينادون: ربنا الله
    بالجوارى الذاريات الحاملات
    نذر التيه وإشعاع الموات
    : ينسفون: ويصيحون: ربنا الله
    إنهم يحيون فى الموت الشهادة
    لهم الحسنى خلودا وزيادة
    * * *
    أيها الفاتح إنى طائع من هؤلاء
    إنهم من شجر النار يجيئون ومن شمس الهدى والكبرياء
    إنهم ضوء التجلى
    … والخيول العاديات الموريات ..
    إن أتى الطوفان واجتاح النهارات وإيقاع البقاء
    إنهم أحفادك الغر الميامين ..
    يقودون سباق الشهداء
    أيها الفاتح إنى .. جمرة من هؤلاء ..
    مات في الشجر اليابس
    واستيقظ في الفارس .. الواحد بالألف ..
    .. وألفيت ظلال الوحى .. والتوحيد تمتد وتلقى
    شهب الحق وأقمار الإباء
    * * *
    أيها الفاتح .. هل ضاعت مفاتيح المدائن ؟!
    .. المحاريب فراغات وأشلاء مآذن!!!
    والمصلون .. يغلون .. ويصلون سعيرا !!!
    أترانا :
    نفتح الآن كتاب الماء .. نغتال الهجيرا !!!؟؟؟
    أترانا
    .. نعلن الآن اكتشافات الفتوح
    نقبض الآن على الجمر ونغتال السفوح
    أم ترانا ..
    لم نزل نغدو خماصا .. وكما كنا نروح !!!
    ومفاتيح المدائن
    لم نزل نبكى عليها وننوح
    سورة الفتح هجرناها ..
    ومزقنا صداها ..
    وتراءت فى مآقينا دماء وقروح
    كل أشجار الفتوحات أراها
    عاريات من رؤاها
    من ثمار الفتح ..
    .. فى أوراقها جفت دماء
    كنت تسقيها شذاها
    أيها الفاتح أقبل .. أنت ما زلت فتاها
    انزع السيف من القبو الزجاجى
    فقد تهنا وتاها .. !!!

  9. #9
    العهدة العمرية … قراءة عصرية

    شعر د/ صابر عبد الدايم
    عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق

    يا ابن الخطاب خطاك تهل .. وتشرق فى ثغر الشام ..
    ها أنت .. تجئ …
    على كفيك موازين الحب وأشواق سلام
    … هل جاعت شاة … "أو ضاعت أمم" فى أطراف الشام …
    … فجئت تغذيها أمنا … وحبورا … ووئام ؟؟!!!
    يا بن الخطاب …
    … الخطب الآن يخط خرائطه حاخام الأنصاب
    يعلن أن خطاب العصر … مداهمة الإرهاب !!!
    … سلم كل مفاتيح بلادك … واستسلم … وافتح كل الأبواب !!!
    ارفع رايتك البيضاء …
    وسلم … تسلم من أى عقاب
    فحماية أرضك .. عرضك .. حقلك .. طفلك ...
    … تدمير ونذير خراب!!!
    يا بن الخطاب ..
    هذى عهدتك العمرية تسكنها أطياف الشهداء …
    … ترفرف فوق دماء المحراب !!!
    وأبو لؤلوة العصرى .. على كفيه الرمح النووى ...
    … وفى سرداب " البيت الأبيض " يجمع رهط الأحزاب
    يعلن فى صلف ترسيم حدود آمنة …
    تتعلق فى أهداب الدرع الواقى
    ووراء جدار ذرى يحكم قبضته ……
    حول هوية شعب
    فى الجب يمور .. وفى تيه الأنفاق !!
    يا بن الخطاب ..
    … العهدة ما زالت إشعاع إباء وأمان تسكن نبض خلايانا
    تتساقط أنجمها شهبا … تتخلق فى كينونتنا …
    تبعث أشلاء ضحايانا … !!!
    تتشظى أحرفها … تتناثر فوق رماد بقايانا !!!
    العهدة ـ يا بن الخطاب ـ بكل مدارات الأجيال …
    شموس أمان
    يسرق دورتها الآن …
    يطفئ .. بالأحلاف توهجها .. كل لصوص الرومان
    أسروا التاريخ … أبادوا أصداء حروف وصاياك !!!
    وضعوا الألغام بشريان الكلمات
    لكن أطفال جنين .. عذارى القدس …
    دماؤهم تنبت فيها الرايات
    تحصد حروف العهدة .. تورق..
    تثمر أطفالا .. أحزمة ناسفة، وحكايات !!!
    إيلياء .. القدس .. الأقصى .. رام الله ..
    أطفال فلسطين .. يعيدون إلينا وجه رجولتنا …
    يحيون بأطلسنا ومجالسنا تاريخا مات !!!
    هذا خالد .. يظهر فى اليرموك
    … ولا يهرب منه الرومان !!!
    يشهد .. أن العهدة لا تبقى فى إيلياء يهوديا …
    سيف الله المسلول .. على حد السيف يقوم
    وينقش عهدا .. عمريا أبديا ..
    لا حائط للمبكى..
    لا هيكل يبقى
    لا أثرا يحكى
    ويظل الوهم الصهيونى غبارا أسطوريا
    تذروه رياح الأطفال المسكونة بالوعد القادم …
    … من أرحام لن ترحم مغتصبا همجيا … !!!
    والعودة للرحم .. الأرض .. تظل نشيدا .. وعدا مأتيا
    وطريقا حتما مقضيا …
    العهدة ـ يا بن الخطاب ـ لا تبقى فى إيلياء يهوديا
    تطرد من عرصات الأقصى كل لصوص الرومان ..
    لكن .. لا يكسر ناقوس يمتزج بأنعام التكبير
    … وظلال التهليل !!
    لا يهدم محراب
    يسبح فى قدس الأقداس وأنوار التنزيل
    لا يطرد رهبان
    يسقون الظمآى أقداح الترتيل
    لا يسكن إيلياء يهودى
    … يلقى فى جب النار بآيات القرآن
    وبشارات الإنجيل
    .. والآن تفح أفاعيه الموت ..
    .. وتمتص دماء شباب الجيل
    شارون شرايين من سجيل
    يجتاح المحراب العمرى …
    وفى قبضته يتلوى طفل المهد..
    ويصلب تاريخ فلسطين !!!
    * * *
    يا بن الخطاب ـ الخطب الآن يخط خرائطه حاحام الأنصاب
    يعلن أن خطاب العصر مداهمة الإرهاب !!!
    هذى أجساد الأطفال جسور يعبر فوق نضارتها
    لكن لن يغتال شموخ براءتها
    وتخوم حضارتها
    فى كل صباح ومساء تولد أزمان رافضة من صلب حجارتها
    وترائب غربتها !!!
    أم الدرة تحمل طفل الثأر …
    … صوت الجرح جنين هويتها
    تطلع من رجم القهر فتاة …
    تجرى فى عينيها الشمس وترجم غاصبها بأشعتها
    تتزيا بالورد النارى … وتلبس أسورة الثأر …
    تفجر فى أفق المحتل جحيم إرادتها !
    هذى آيات الأخرس … تنطق .. واقدساه …
    … كفى يا عرب هوانا .. خزيا .. وا أقصاه
    .. تنصهر لهيبا ينسف سراق بكارتها!!!
    تخرس كل الألسنة الجوف .. الصم .. البكم .. العمى ..
    أضاعوا وجه قضيتها
    تتلو كلمات باقية من أشلاء العهدة …
    … والموت وشاح يتألق فوق وضاءتها
    ووفاء ترفض إغراء أنوثتها
    تكشف سرداب متاهتها
    توفى بالوعد .. وتلبس وجه فلسطين قناعا ناريا ..
    تنسف من كسروا ظل مسيرتها !!!
    ويظل الوهم الصهيونى غبارا أسطوريا
    تذروه رياح الأطفال المسكونة بالوعد القادم
    .. من أرحام .. لن ترحم مغتصبا همجيا
    .. العودة للرحم الأرض …
    تظل نشيدا .. عهدا وعدا مأتيا..
    .. تخضر تضاريس العهدة ..
    تورق تثمر أطفالا .. أحزمة ناسفة وحكايات

    إيلياء ـ القدس ـ الأقصى ـ رام الله ..
    أطفال فلسطين يعيدون إلينا وجه رجولتنا
    يحيون بأطلسنا .. ومجالسنا
    .. تاريخا مات !!!
    يا بن الخطاب …
    العهدة ما زالت تلهب نبض خلايانا
    تتساقط أنجمها شهبا .. تتخلق فى كينونتنا
    تبعث أشلاء ضحايانا
    تتشظى أحرفها ..
    تتناثر فوق رماد بقايانا ... !!!





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    طبعة جديدة من «الحلم والسفر والتحول»

    صدرت عن سلسلة «أصوات مُعاصرة» الطبعة الثانية من ديوان «الحلم والسفر والتحول» للشاعر الدكتور صابر عبد الدايم (وكانت الطبعة الأولى قد صدرت من ثلاثة وعشرين عاماً عن سلسلة «كتاب المواهب»، يضم الديوان ثلاثاً وعشرين قصيدة، منها: الهوية، وإشراقات من سفر التكوين والنبوءة، والظمآن، والظل الأخضر ... وغيرها.
    تقول كلمات قصيدة "لقاء" لصابر عبد الدايم، وهي قصيدة قصيرة هذا نصُّها:
    كانَ العالمً مبتعداً
    وتلاقيْنا
    فالتَحَمَتْ كلُّ الأضْدادْ
    وتناجيْنا
    فتناجى البلبلُ والصَّيَّادْ
    وتغنَّيْنا
    فتغنَّى السنبلُ والحصَّادْ
    وتهامسْنا
    فتهامستِ الأنداءُ على الأعوادْ
    والقمرُ الساكبُ ضوْءَ القمرِ على وجْهك
    .. أصبح في قلبي الآنْ
    أقطفُ منهُ قصائدْ
    .. ما سمعتْها منْ قبلُ الآذانْ
    ويقول صابر عبد الدايم في قصيدة «الظل الأخضر»:
    يا ذات الطلِّ الأخضرْ
    ظلُّكِ مازال نديا وفسيحاً رغم زوال ظلال الأشياءْ
    رغمَ اللهبِ السّارقِ منْ فمنا طعمَ الأنْداءْ
    ظلك مازال شهيا كالحبِّ المزروعِ بجفنيْك ..
    المسكوبِ بأعماقِك والممتدِّ إلى قمم الأغصانْ
    ظلُّكِ واحاتٌ يستلقي فيها القلبُ المسجونُ بليْلِ الحرمانْ
    يقطفُ منها من خدَّيْكِ ومنْ فوديْكِ عناقيدَ أمانْ
    تتدلّى فيه ثُرياتٌ تُسكنُهُ في دائرةِ الضوءِ الأسْيانْ
    يا ذاتَ الظلِّ الأخضرْ
    إنْ منعتْني منْ قطفِ ثمارِكِ أسوارٌ وحشيَّه
    أوْ حجبتني عن رؤيةِ شمسِكِ أستارٌ وهميَّهْ
    أوْ أخذتْكِ بعيداً عنْ دربي أيدٍ قدريَّهْ
    لنْ أتركَ ظلَّكِ فهْو حديقة تذكاري السحريَّهْ
    يقع الديوان في 126 صفحة من القطع دون المتوسط.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صابر حجازى يحاور الشاعر د.محمد ابراهيم الدسوقى
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-05-2015, 08:42 AM
  2. صابر حجازى يحاورالأديب الاردني الدكتور فوزي بيترو
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-30-2015, 04:00 PM
  3. صابر حجازى يحاور ..الشاعر الاديب الفلسطيني علي أبوحجر
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-27-2015, 11:23 AM
  4. صابر حجازى يحاور..الشاعر د. هاني أبو الفتوح
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-19-2015, 09:42 AM
  5. د . صابر عبدالدايم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-15-2008, 09:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •