قصّة الأربعاء الحمصيّ

[فيصل الملوحي]

قصّة الأربعاء الحمصيّ

كتبها: فيصل الملوحيّ

( من الطرائف التي تدور بين الحمامصة والحمويين هذه القصّة، وإن كانت رابطة القربى بين المدينتين لا تعادلها قربى.):

قبل خمس وأربعين سنة مررت على مديريّة التربية في طرطوس، فلما عرفتني الموظّفة قالت: كان عبد المعين سيلقي محاضرة الأربعاء الماضي في المركز الثقافيّ، لكنه اعتذر عن الحضور لطارئ صحّيّ عابر،لكنّ الغلط غلط المركزفي تحديد المحاضرة بالأربعاء ، قلت: وما المشكلة؟ قالت:المشكلة يوم الأربعاء، قلت لم أفهم! قالت: عيد الحمامصة، أنت حمصيّ لا تعرف؟! ضايقني الأمر، لا أعرف أنه عيد الحمامصة! ربما كان لعدم استقراري في حمص بعد الثانويّة سببا في هذا الجهل!
لم أجد وقتها ملاذا من الالتجاء إلى عبد المعين، فهو حلّال المعضلات.
فقال: يا فيصل،حدث مرّة أن ركبت حمويّة وحمصيّة في(تكسي)من حمص إلى الشام، و كان مع الحمصيّة حلويّات و موالح و مما أفاء الله عليها من رزق، فأخذت تتقاسم الخير مع الحمويّة، وعندما وصلت السيّارة إلى مشارف الشام طلبت الحمويّة من السائق التوقّف للنزول. لكنّها نسيت وداع الحمصيّة بالتمام والكمال، كأنّها لم تعش معها ساعتين لذيذتين في الطريق.
نادت الحمصيّة الحمويّة، فظنّت الحمويّة أنّها نسيت شيئا، فلما وصلت إلى السيّارة ناولتها الحمصيّة(كفّا مثل فراق الوالدين)، فصاحت الحمويّة يا قليلة الأدب لم تفعلين هذا، فردّت الحمصيّة: لا تؤاخذيني هذا يوم الأربعاء، و هذا يوم حمص الشهير!!
وهذا كذلك ما تعلل به صديقنا القاضي الكبير – رحمه الله – عندما تجاوز في الشام الإشارة الحمراء، فصفّر له الشرطيّ، فقال لهأعمى؟ ما نك شايف الإشارة حمراء، عند هذه الإهانة لم يحبّ القاضي أن يعرّف بنفسه، فقال لا تواخذني أنا حمصيّ!! واليوم الأربعاء فضحك الشرطيّ ملء شدقيه، وسامحه!!

مع أن الأربعاء – حسب التاريخ - للشام – والشام بالمعنى الواسع الذي يضمّ بردى والعاصي والليطاني واليرموك وبحيرة لوط..) وأحفظ قولا لقائد يهدد قوما يريد غزوهم: لآتينّك بقوم يصلّون الجمعة يوم الأربعاء – هناك فتوى متهافتة تجيز للمسافرين يوم الأربعاء إذا كانوا جماعة أن يصلّوا الجمعة تقديما!! )– وأعتذر عن ذكر المرجع، فهو في المكتبة في بيتي المحمّص التي لا أدري صاحب البطن الذي احتواها!!-
وذهبت مثلا – كما يدّعي الرواة!!
ايفري غ· ج¸ غµ ج¸ غ²غ°غ±غµ
ملحوظة: قالها من قبل ونحن في حضرة عبد المعين أحد الأحبّة الغيورين: هكذا ( عبد المعين – حاف )؟ عيب عليك، والله!!

قلت هو عمّي، لكنّي أحسّ به أكبر،

هو أستاذ الأساتيذ، لكنّ مثلي أنا ( الفراطة ) ينادونه ( أستاذ )،

عندما أردّد ( عبد المعين ) تصوره النفس بمكانته الخاصّة المتميّزة، فلا تلوموني أن جرّدته من كلّ لقب هو أعلى منه!

[حسين علي العنوز]

((((لآتينّك بقوم يصلّون الجمعة يوم الأربعاء – هناك فتوى متهافتة تجيز للمسافرين يوم الأربعاء إذا كانوا جماعة أن يصلّوا الجمعة تقديما!! )
عاش الحماصنة , وأشكر القاص , وتحية للفرسان