منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 10

العرض المتطور

  1. #1

    عن مصطلح "الأدب الرسالي "دعونا نتحدث

    السلام عليكم
    أقوم حاليا بعمل بحثي هام جعلني اطرق أبواب المنتديات العربية ,كل اتلمس وجهات نظر ادبائها,وإذ طرحتها على تلك الشاكلة:
    ماذا نعني بالأدب الرسالي؟

    السلام عليكم
    هو مصطلح غير مطروق في عالم الأدب لكننا نقصده تماما:
    هل كان الأدب العربي أدبا رساليا؟ بمعنى هل قدم رسالة هامة للأمة بنى لها قاعدة تفاؤلية و تشجيعية للعمل والمضي قدما نحو العلا؟ وما الدليل على ذلك؟
    أم كان متمحورا في غالبيته حول عنصر وجداني متضخم؟
    و مقارنة بالأدب الغربي ما الفرق بينهما؟
    مع التحية و التقدير لكل من سيدلي بدلوه فسوف يرد اسمه كالعادة في دراستنا.
    *************
    الرد الذي لفت نظري وجعلني أتعجب فعلا هو:
    الأستاذة المحترمة ريمه الخاني؛

    أن نختلف حول المصطلح تلك طبيعة بشرية، ولا عيب ؛ وضمن حمى الحرمات الموقرة لنا أن نبدي وجهة نظرنا في أدب جم واحترام كامل، ولا أخفيك ما أكنه لك من تقدير خاص لاستماتتك وتتبعك وسهرك على مسئوليتك ضمن هذه الكوكبة المناصرة للملتقى.
    ومن شكليات الموضوع إلى جوهره؛ حيث أراك استعملت مصطلح "الرسالي " وهو مصطلح مستعار من عند السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله وهو عنوان دعوته وسبيل منهجه.
    لهذا كان تساؤلي عن فحوى استقدام مصطلح يفرق عوض مصطلح يجمع شتات الكتاب ولننتقل من دعوة شيعية إلى دعوة إسلامية تستجيب ومقتضيات مداخلة أخينا العزيز حسين ليشوري.؟
    فللمصطلح ذوق شيعي ؛ ولون يؤجج الصراع الطائفي، وبخاصة بعد توصية المجمع الصهيوني العالمي بتأجيج نار الحرب السنية/الشيعية عزلا لإيران عن دول السنة الراكضة وراء الحل السلمي للقضية الفلسطينية؛ وقطعا لخط المقاومة على حزب الله.
    فهل هذه الصبغة ترضيك ركب قطارها، وتأجيج نارها، وشحذ عزيمة ثوارها؟
    إن موضوعك حين يوضع على رقعة الشطرنج السياسية يزيد نارها التهابا؛ ويسهم في تعميق الخلاف الطائفي ؛ فهل جاء الموضوع بوعي أو بغير وعي لخدمة هذه الأهداف الغير الشريفة إطلاقا ؟
    أفلا ترتضين مصطلح "الأدب الإسلامي " والذي طالما تم الترويج له في هذا الملتقى ؟
    فهل أدركت عمق وأغوار ما يوحي به العنوان حين يقرأ ضمن المنظومة السياسية القائمة ؟
    فهل استطعت إزاحة اللثام عن عمق وأغوار ما يخفيه النص من خلفية تعلن حربا لا هوادة فيها.؟
    لا غرو فالمنظومة الثقافية : خلفية الأديب الناقد منها يستقي مقومات نقده؛ إذ الأدب ليس قطعة أو كتابة مبتورة خارج حيز الزمان والمكان !!!
    أسوق هذا لبيان عدم تسلطي على موضوعك.
    *************
    ردي:
    السلام عليكم:اولا :أستاذنا الكريم:لاتقحمني بما ليس لي فيه..المصطلح ناقشناه مع دكتور مسؤول على شهادات الدكتوراه في جامعة في المغرب وليست المرجعية شيعية للعلم أستاذنا العزيز ,وهو يتابعني في عملي البحثي طبعا, و انا لاأحب ان اصنف سوى أننا مسلمين كما تعلم هذا عني وهو فعلا عن الأدب الإسلامي ,والمصطلح لاهوية له سوى المعنى العام الذي يحمل لو جردته من رواسبه التي ذكرت.فهل يخدم عملنا ام لا؟هذا مايهمني.ولو كان من لانميل له , يأكل بالملعقة فهل نغير طريقتنا في الطعام؟.بكل الاحوال انا خارج تلك الخريطة التي ذكرتها,وأظن ان مساري العام واضح للعيان ,ولا انزياح فيه ولاعوج والحمد لله ,والمشروع أدبي خالص.أكتفي بهذا القدر,ولاأظن ان الامر بات يحمسني بعد الآن لجذب الآراء.تحيتي لك .
    ( ورغم هذا لايمنع من مراجعة الدكتور من اجل هذا المصطلح وكسب الرد).
    مداخلة الدكتور:
    تهمة شنيعة
    لكنها رخيصة جدا
    وفيها تكلف عجيب جدا
    عجبا لهذا المغرض الفتان
    كيف يلبس المصطلح لبوسا احتكاريا
    ثم يلغمه بألغام الطائفية بوحي من هواه
    وإلا فإن ( الأدب الرسالي ) مركب إضافي غاية ما يدل عليه ( إضافة الأدب إلى الرسالة ) ، وهو تمييز لأدب له رسالة عن أدب تائه بلا رسالة ، وهو قريب مما سماه نقاد الأدب المحدثين بـ ( الالتزام في الأدب ) الذي قبله بعض النقاد ، وعارضه بعضهم لكونه يقيد الأديب أو الفنان ، فهؤلاء يعتبرون الأخلاق عائقا أمام انطلاق الأديب ، وسالبة لحقيقته ومتعته .
    فالأدب الرسالي : ما جعل له صاحبه رسالة تلبس مبادئه الصفاء ، وترد مسالكه إلى النقاء ، وتمنح مقصده الشرف والنماء .


    ****************
    إلى هنا انتهت المداخلات.
    ولنا عودة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    ما أكثر المصطلحات بين الأدباء والعلماء , وما أكثر الخلافات التي تدور رحاها بينها , فموضوعنا الآن هو ( مصطلح ( الأدب الرسالي ) ولست أدري لماذا نضيع الوقت ونشحذ الهمم للدفاع أو المعارضة حول هذا المصطلح القديم الجديد , إن هذا المصطلح نقي من أي شائبة , حتى ولو تعمد واضعوه لإظهار تفسيرات أخرى غير التي يعنيها هذا المصطلح الجلي بحروفه ومعانيه , فالمصطلح مكون من كلمتين فقط , وهما ( الأدب ) ثم ( الرسالي ) فما المقصود بالأدب وما هو تعريف الأدب ؟ ثم ننتقل إلى تعريف كلمة رسالة ورسالي ,
    الأدب بصفة عامة لا يبتعد عن كونه تقديم تجربة شعورية لبني الإنسان قاطبة , سواء أكان شرقياً أم غربياً , لأن منبعه الشعور والوجدان , ومن خلال الشعور والوجدان والتصورات والأخيلة , تنبع الفائدة من هذه المشاعر , وعندما تكون هذه الفائدة تتسم بالإيجاب لصالح بقاء الإنسان ,حتى ولو لم تتفق مشاعر شاعر عن مشاعر شاعر آخر , لكنها قدمت رسالة إنسانية شاملة , ليؤمن بها هذا , أو ليرفضها ذاك , سواء أكانت الرسالة المقدمة شعراً أم نثراً , ومن هنا نستطيع أن نقول بأن الرسائل الموجه من مشاعر الشاعر إلى الإنسان , كثيرة ومتعددة , قد تكون رسالته دينية , فتسمى رسالة أدبية دينية , ولكن عندما تتعدد الأديان , فلا بد من توضيح هذا المصطلح , فيمكن أن نقول ( رسالة أدبية دينية إسلامية , أو مسيحية أو يهودية ) فلكل دين رسالته الأدبية والوجدانية والشعورية , ولكل دين مجموعة من المبادئ والاتجاهات المختلفة , فالإنسان يعبر عن طبيعة عمله ونوع المادة التي يختارها ضمن موضوعه الأدبي في إطار الأدب الإيجابي المفيد , ولا أرى أن هذا المصطلح يخلق إشكالية تسبب التفرقة بين المعارضين والمؤيدين .
    غالب الغول

  3. #3
    نعم تماما وانا قلت هذا لذا سارود ما جرى من حوار من جديد:
    الأستاذة ريمه الخاني؛

    تعصب لمصطلح كاد أن ينسف المتصفح؛ ترى فالتعصب للحق مبدأ الرجولة الحقة؛ إذ الحق اسم الله، والحق اسم شريعته؛ والحق اسم كتابه.
    فلنتعصب للحق حيثما وجد؛ عرضت عليك مصطلح " الأدب الإسلامي " وأبيت إلا التشنج لمصطلح يفرق ولا يجمع الشتات ؛ فمن خلفياته أن عبيره ذي طعم شيعي كما أسلفت؛ فضلا عن دلالته لا تعدو أن تبين هدفه من الكتابة؛
    بينما مصطلح "الأدب الإسلامي " مصطلح تبنته رابطة الأدب الإسلامي وعرفته بكونه كل كتابة بناءة وهادفة بأي لغة كتبت وعلى أي رقعة من أرض الله نسجت.
    فإذا نظرنا للتعريف الأدب الفرنسي نجد تعصبهم الأعمى لكتابة الكتاب الفرنسيين بفرنسا هو ما يطلق عليه الأدب الفرنسي؛ أما إن كنت كاتبة باللغة الفرنسية ولم تكني من سكان فرنسا وكنت من سكان شمال إفريقيا نسبت كتابتك إلى الأدب الفرنسي لكتاب شمال إفريقيا.
    كما أن دلالة الأدب الإسلامي استعملت " مقالات الإسلاميين " لتحديد كتاب الحد الفاصل بين كتاب أدركوا الإسلام واعتنقوه أو سايروه؛ وما قبل تلك الحقبة ، أو حتى بعد مجيء الإسلام لكنهم رفضوه وعارضوه.
    وبنظرة مقارنة بين ما سبق قوله وهو ما حضرني اللحظة من تعاليم الأدب الإسلامي وبين ما تقتريحينه من مصطلح ؛ يبدو أن الحق يزج بنا لتبني مصطلح " الأدب الإسلامي " عوض الرسالي؛ لكون الدلالة الأخيرة مشمولة ضمن ما يقتضيه الأدب الإسلامي من هدف الكاتب وراء كتابته، ولولا الفائدة لقيل بأن تسويد الورق حرام؛ فكيف والإسلام يأمرنا بالقصد في المشي، والمرور باللغو مر الكرام.؟
    ***********
    السلام عليكم من جديد:
    أولا مصطلح "الأدب الإسلامي" هو رأس العمل الذي أقوم به ,وهذا حق ويجب اصلا ان نعمل لبلورته وتقويته ونشره بقوة ,وهذا مالم نجده موجودا لو قرات في المواقع العربية حتى هنا كله حب وعشق وغرام!!.
    ومادمت مؤيدا وباحثا عنه,احملك لواءه كي نقوي من مساره رغم انني اخشى الا نجد صدى لهذا بقوة لقلة رواده.
    (اما الأدب الرسالي فهو ليس شعار عملي بل توضيح فقط لاهمية ان يمون للأدب رسلة قط ,وهذا غير هذا غرضا وتوضيحا,فالرسلي عمومي الهدف لكن لو قيدناه بكلمة "إسلامي لتوضح الهدف حتما وهذا ما بينته انت هنا).
    مع التقدير دوما.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497
    دعوى التعصب هنا مدفوعة
    بل إن تضييق ما وسعه مصطلح ( الأدب الرسالي ) هو التعصب بعينه
    وإلا فمتى كان لفظ ( الرسالة ) أو ( الرسالية ) شيعي الأصل والبناء ؟
    وهل إذا استعملت طائفة - بصورة من الصور - كلمة عربية انتقلت دلالتها
    من عمومها العربي إلى خصوص استعمال تلك الطائفة ؟؟
    اللهم كلا ..
    ورأيي أن طول النقاش في مثل هذا مهدرة للوقت
    وإراقة للجهد في غير ما يجدي
    والله أعلم .
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

  5. #5
    السلام عليكم جميعاً
    كما يعلم الجميع أني لست مختصاً في الأدب ولا ضليعاً في اللغة لذلك ستكون مشاركتي من خلال الفهم العام والرؤية التي أشعر أنني أتمتع بها في تناول أي موضوع، خاصة وأنني شعرت من لهجة الأخ الذي يعارض المصطلح ويحاول إثارة النزعة الطائفية في مناقشته في الوقت الذي لا علاقة لما أوصى به مؤتمر هرتزيليا الصهيوني من تعميق الخلاف بين الشيعة والسنة في الموضوع، كما أني اطلعت على مقالته التي وضع رابطها في منتدى الأدباء وليست موضوعي كي أرد عليها ولكن كل ما يمكن قوله عنها: أنها متناقضة مع الواقع في مضمونها ويحاول إحداث إرباك لدى القارئ بها لأن معلوماتها ليست صحيحة وتتناقض مع السياسة والممارسة على أرض الواقع وهي ليست موضوعنا ولكن أحببت التنويه لها لأنه وضع رابطها ليدعم كلامه ولكنها في الحقيقة لو كانت موضوعنا لأدانته! أما حشره لموضوع هرتزيليا حشراً فقد كان غير موفق لأنه لا أمريكا ولا الكيان الصهيوني هم من زرع بذور الفتنة المذهبية بين الشيعة والسنة –وإن كانوا خططوا لذلك- ولكن نحن الذين زرعناها وهم يحاولون أن يعمقوها بيننا، كما أن الموضوع موضع أدبي وليس مذهبي ولا سياسي ولا طائفي ولكن يبدو أنه مهووس ومسكون بالفتن أو لنقل أنه مسكون بالجمود ولا يعرف لمحاربة أي فكرة جديدة سبيل غير استخدام أسلوب الإرهاب المذهبي والاتهام بأن ذلك المصطلح يثير الفتنة المذهبية!
    عجباً كيف لا أفهم؟! إنكان متعصب لمصطلح جمد عليه اسمه الأدب الإسلامي ذلك المصطلح لا خلاف عليه وهو أمر جميل في حياتنا الأدبية ولكن هل يمنع أن نستخدم أم نستحدث إضافة ذات معنى وبُعد قيمي ونجعله رسالي؟! لأن الأدب الإسلامي إن وجد غالباً لا يزيد عن كتابة قصص من الواقع ومن الخيال تختلف عن القصص الأخرى بأدب مفرداتها وأسلوبها الدبي العام فقط إلا ما ندر إن يكون ذو بُعد قيمي أو رسالي! فما هو الضير ان يطالب البعض ممن يحترقون على واقع الأمة من الأدباء أن يكون الأدب رسالي ويناقش ذلك بصوت عالٍ ومسموع مع إخوانه الأدباء ليتوصلوا إلى أفضل تعريف وصياغة على مضمونه وأهدافه فنحن أمة منذ أم فقدنا رسالتنا الحضارية وتبليغها للأمم الأخرى فقدنا هيبتنا وانتكسنا وصدق فينا قول الشاعر: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم هل إضافة كلمة أدب رسالي أو أدب إسلامي رسالي يلغي مصطلح الأدب الإسلامي أو يصبح الأدب الإسلامي غير إسلامي؟! الله تعالى قال: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..." فهل يعني ذلك أن بقية المؤمنين ليسوا رجال؟ والرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم في اكثر من موضع مثلاً قال: ساختار رجلاً يحب الله ورسوله! واختار فهل يعني أن بقية صحابته لا يحبون الله ورسوله؟ المعنى انه يمكن ان يكون الجميع سواء ولكن لكل رجل ميزة وميزته لا تنقص من قيمة اصحابه شيء! وكذلك الأدب الرسالي مع فارق التشبيه لا ينقص من قيمة مصطلح الأدب الإسلامي بقدر ما يحفز ويستكمل النقص في الأدب الإسلام ويجعله رسالي أي له غرض وهدف تشكيل وصياغة عقول قراء الأدب الإسلامي لن يكونوا رساليين في حياتهم الخاصة والعامةن يقومون بواجب الرسالة افسلامية في التلبيغ والعمل والممارسة وصناعة الحضارة واخذ الأمة لدورها الحضاري بين الأمم! تلك وجهة نظري والمفترض أن تتحرر عقولنا وقلوبنا من الجمود والتعصب واستخدام الساليب الإرهابية في قمع من نختلف مع في الرأي ونكف عن أسلوب الاتهام تحياتي للجميع

  6. #6
    محاضر في جامعة الشلف الجزائر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    419
    حول مصطلح الأدب الرسالي
    أنا لست متخصصا في اللّغة العربية ولا في الأدب، مع علمنا بسعة لغة العرب وتفرع علومها، وبتنوع وتعدد فنون الأدب في موضوعاته ومصادره وأهله وأغراضه، تتبعت النقاش الذي دار حول مصطلح "الأدب الرسالي" من خلال النصوص المنزّلة على موقع الفرسان، وأقدم تصوري للموضوع انطلاقا من ثقافتي العامة ومن رؤيتي واعتقادي.
    إنّ البحث في أي موضوع أو مناقشته يستدعي تحديد الموضوع أولا، والموضوع هنا يحدد السؤال التالي: ماذا نعني بالأدب الرسالي؟ وهو سؤال عام لا يربط الأدب بجهة ما عرقية أو دينية أو لغوية أو تاريخية أو غيرها، الأدب الذي عرفة الإنسان منذ وجد أول مرة حتى الآن بما في ذلك الأدب الإسلامي وغيره على الإطلاق، ثم جاءت مجموعة من الأسئلة خصّت الأدب العربي بالذكر، وهو أمر طبيعي في نظري، فالإشكال الرئيسي متضمن في السؤال الرئيسي وهو "ماذا نعني بالأدب الرسالي؟ " ويتضمن هذا السؤال سؤالا آخر هو هل الأدب نوعان رسالي وغير رسالي؟، وإذا كان الأمر كذلك ماذا يعني كل منهما؟، أما المسائل الفرعية والخاصة تتعلق بأدبنا العربي باعتباره النموذج الذي يهمّنا في رسالة الأدب من بين نماذج عدة.
    والأسئلة التي قيّدت الأدب العربي وخصته كنموذج وتجربة غنية وثرية جدا وهي تلقى كل التقدير والاحترام في العالم والعربي وخارجه هي: "هل كان الأدب العربي أدبا رساليا؟، بمعنى هل قدم رسالة هامة للأمة بنى لها قاعدة تفاؤلية وتشجيعية للعمل والمضي قدما نحو العلا؟ وما الدليل على ذلك؟أم كان متمحورا في غالبيته حول عنصر وجداني متضخم؟ومقارنة بالأدب الغربي، ما الفرق بينهما؟".
    الموضوع تحدده ثلاثة أسئلة رئيسة: الأول سؤال عام حول رسالة الأدب أي أدب في أي عصر وفي كل مصر من غير استثناء، هل يوجد أدب رسالي وأدب غير رسالي؟، من منظور أخلاقي وإنساني واجتماعي وديني عام إسلامي وغير إسلامي، فإنّ كل نشاط إنساني في أي مجال من مجالات الحياة يحقق الفضيلة فكرا وسلوكا من حق وعدل ومساواة وحرية وغيرها، ويحفظ للإنسان مصالحه كفرد وكجماعة معا ويدفع عنه الضرر ويجلب له المصلحة ويدافع عن الخير ويرد الشرّ والرذيلة يُعدّ صاحب رسالة ورسالي، وأي نشاط يسير في التيار المعاكس لما ذكرت يُعدّ غير رسالي. لكن قد يتغير مضمون الرسالة واتجاهها من زمان إلى زمان ومن جهة إلى أخرى، حينما تتقيد بالطابع المحلي وتخرج من طابعها العالمي الإنساني. والناس في الأرض شعوب وقبائل يميزهم عن بعضهم البعض عدد من الخصائص، والحكمة الربانية من التمايز هي التعارف والتعاون والتفاهم لا الفرقة والتباغض والاقتتال.
    فحال الأدب عامة ولدى الإنسان من منظوره الإنساني والأخلاقي وفي هذا لا يتعارض مع الإسلام ومع العقل المستقيم والفكر السليم ومع أيّة شريعة عادلة يكون رساليا إذا حقّق الخير وارتبط بالفضيلة وجلب المصلحة للجميع وارتبط بالحق والعدل والحرية وبالنهضة والإبداع والحضارة واستمر على ذلك، أما الأدب غير الرسالي فهو الذي ينحرف عن خير ومصلحة الإنسان، أما بالنسبة للأدب العربي شعرا ونثرا فيما وصلنا منه حتى الآن، تعلمنا منذ الصغر بأنه ينطوي على الغثّ والسمين، طبعا دائما من منظور الفضيلة والمصلحة العامة، فالأدب السافر الماجن الإباحي دوره سلبي أما الأدب الفاضل الذي ارتبط القيّم السامية والمصالح العليا للإنسان فدوره إيجابي ومطلوب، ومنه أدب المقاومة والأدب التحرري والأدب النسوي والأدب الإنساني العالمي وغيره كثير، وحتى الأدب الذي يُتهم بالعبثية قد تكون له رسالة تقتصر على الإبداع الفني في الشكل المحتوى في نظر الكثير، وهي رسالة لا تقل أهمية عن الرسالة الإنسانية العظمى التي وجد لأجلها الأدب كمظهر من المظاهر الثقافية، باعتباره وسيلة من الوسائل الفكرية والفنية والثقافية التي تسهم في تغيير أوضاع وظروف حياة الإنسان الفردية والاجتماعية، وعرف الأدب العربي عبر تاريخه الطويل محطات ضعف ومحطات قوّة في رسالته في الجانب الفني والذوقي والجمالي وفي الجانب الاجتماعي.
    لا أرى صلة من بعيد أو من قريب بين التسمية أو المصطلح "الأدب الرسالي" كموضوع بحث علمي أكاديمي مطروح للنقاش لدى متخصصين أو غير متخصصين وبين موضوعات أخرى منفصلة عنه وظيفيا وهوية وفي طابعه العام كالنزعة الطائفية والخلاف السني والشيعي والمؤامرة الصهيونية والسياسة في الشرق الأوسط، صحيح الموضوع في مضمونه الثقافي مرتبط بما يجري في المنطقة من منطلق الثقافة وعي والوعي من إنتاج واقع والواقع تحدده ظروف وأوضاع سياسية واجتماعية وتاريخية واقتصادية وعسكرية وغيرها، لكن أقول بأن المصطلح في ذاته استخدامه في لغته لا يؤثر فيما يجري لأن قوة المصطلح في مرونته وكثرة استخدامه، يرفض المصطلح الأسر ويحتاج إلى حرية الحركة والتنقل من فضاء ثقافي إلى فضاء ثقافي آخر.
    المصطلح "الأدب الرسالي" علميا وأكاديميا ووظيفة واستخداما وحتى في اللغة العربية كمصطلح عام له مدلوله يطلق على أي أدب من الآداب الإنسانية التي عرفها التاريخ ومنها الأدب العربي ومنه الأدب الإسلامي وغيره إذا ما ارتبط برسالة وأمانة ومسئولية في حياة الإنسان فرديا أو اجتماعيا أو وطنيا أو أمميا أو إنسانيا، لا صلة لهذا المصطلح بالنزعة الطائفية لأنه مجرد تماما من أيّة نزعة طائفية أو دينية أو عرقية جنسية أو جهوية أو غيرها فهو وسيلة لا غاية في ذاته، ولا صلة له بالاختلاف بين السنة والشيعة ولا يغذي الخلاف بين الجماعتين فالخلاف بينهما في الأصل تاريخي سياسي تغذيه مجموعة من الأوضاع والظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، والخلاف في جوهره ليس بين الشيعة والسنّة عامة فهو بين التطرف الشيعي والتعصب السنّي، ولا صلة للمصطلح بالمؤامرة الصهيونية وبالماسونية العالمية وإن كانت المؤامرة على العرب والمسلمين دينا وموقعا وحضارة وتاريخا وثقافة قائمة وبقوة في فكر وعمل النزعة المركزية الأوربية منذ القديم، لكن استخدام مصطلح في سياق سلبي وتجريده من استخدامه اللغوي التواصلي العادي وعام وإعطائه أبعادا دينية خاصة وطائفية ضيقة وسياسية مغرضة لا يكون إلا على سبيل التعسف والتزمت. ولا تتعارض أبدا تسمية "الأدب الرسالي" مع تسمية الأدب الإسلامي أو أي تسمية أخرى إلا في ارتباط الأدب بالرسالة المتفق عليها أو عدم ارتباطه بها، والرسالة رسالات في ماهياتها وفي أهدافها وفي أمصادرها وفي أصحابها، رسالة نشر الدعوة المحمدية، رسالة نشر القيّم الأخلاقية السمحة، رسالة النهوض الحضاري والثقافي والفني، رسالة الحرية والتحرر رسالة النضال والمقاومة، رسالة التربية والتكوين والتعليم وغيرها، وبتعدد الرسالات تتعدد الآداب بحسب ظروف الزمان والمكان.
    إذا كان مصطلح "الأدب الرسالي" سيئ الاستخدام مغرضا سياسيا وطائفيا ودينيا وله أبعاد أيديولوجية كما يدعي البعض من دون أسس علمية أو واقعية تاريخية أو غيرها بحجة الدفاع عن الإسلام وعن الأرض وعن العرض ففي هذا الادعاء دعوة واضحة بقصد أو بغير قصد إلى إقصاء التواصل العلمي والثقافي واللغوي، وقبول القبوع والتقوقع في الأنا المتخلف المتهيب الضعيف، ورفض كل انفتاح على الغير، في الوقت الذي نحن فيه في أشد الحاجة إلى التأثر بحضارة العصر في حدود خصوصيتنا الثقافية والدينية والتاريخية، إلى متى نبقى نجادل فيما هو غير مهم ويمضي الوقت من غير حسيب ولا رقيب على حساب الفكر الحر الناقد البناء الذي كان وراء كل نهضة جادة وحضارة راقية وعلم رسالي وأدب رسالي وكل عمل رسالي.
    http://boudji.extra-blog.net/

  7. #7
    أعود مرة ثانية لأشكر الدكتور بوبكر , وأشكر الباحث مصطفى أيضاً لاتفاقهما على فكرة واحدة , مفادها أنه لا ضير علينا من استعمال مصطلح ( الأدب الرسالي )) ولا يثير هذا المصطلح فتنة , ولكن هناك جهات أخرى تريد توسيع النطاق لتوسيع الخلاف بين الطوائف , وهذا ليس لصالح الأمة العربية الإسلامية المستهدفة من قبل العالم بأسرة لكسر شوكتنا , بل لإماتة الحياة فيها , شكراً لكما , لقد أفدتما وأجدتما , وجزاكم الله خيراً .
    أخوكم غالب أحمد الغول

  8. #8
    السلام عليكم
    شكر لامزيد عليه لكل من ادلى بدلوه لموضوع هام يجب ان نكون مرنين في التعامل معه ولا نزيد الفجوة التي يكرسها عدونا بقوة.
    لي عودة تفصيلية.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10
    شكراً يا أختي ريمه على الرابط الذي أفادني ويفيد كل قارئ , لك التحية

المواضيع المتشابهه

  1. ماذا عن مصطلح " رسالي"؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-23-2017, 05:01 AM
  2. حول مصطلح "الأدب الرسالي"
    بواسطة بوبكر جيلالي في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-22-2013, 05:16 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 08:03 AM
  4. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 07:52 AM
  5. كتاب " زهور كرام":"الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية"
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-26-2011, 05:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •