باطن الشعر وظاهره
كتبه: فيصل الملوحي
الشعر في ظاهره نتاج فرد، وفي حقيقته مشاع تتعاوره جماعة الشعر،
نجد الفنّ والأدب ملك أهل الفنّ و الأدب جميعا =.
إن قارئ موضوعي ( في حريّة الرأي ) يبدو له من طرف خفيّ أنّ فضل الشعر ليس للشاعر وحده،
فللشعر:
سابق: مقدمات ولّدته،
ولاحق:منعكسات تلقّفته.
لا يعيش الشاعر منعزلا في صومعة، إنه يتمثّل ما حوله من خيال ومشاعر ورؤى،
فيتزوّد بها في سفره إلى عالم الشعر، ويرافقه فيه شيطان شعره،
يجوب فيه عوالم روحه، وتتنازعه العواطف، ويضيع في تهويمات الخيال،
ويعود من سفره حاملاً هديته إلى أحباب هذا الهديّة الثمينة،
فيشعر المُهدى بلذّة لا تعدلها لذّة،
و في هذه اللحظة تغمر المُهدي فرحة يحسّ بها بقيمة ما أهدى.
هي ثلاثية في ظاهرها، توحّد في باطنها.
أهمس في أذن صديقنا العربيّ القُح الصحراويّ الأصيل:
ليس في الشعر حريّة، إنّ ما يفرضه شيطان الشعر يذيعه اللسان مكرها،
يفرضه في الشكل وفي الأوان.
إلا إذا كنا مع شعر المناسبات- وهو شعر تجاوزاً بما يحمله من وزن وقافية وأفكار ، ومشاعر الله أعلم بصدقها، وخيال جلبه من مصانعه كما يُصنّع بعضهم اليوم الترجمة!!
سامحوني على الإسهاب!!