منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: للحرية حدود

العرض المتطور

  1. #1

    للحرية حدود

    للحرية حدود


    يسيطر عليها التوتر ، وتطلق نفسها الآهات ، تبكي بحرقة ، تشكو سوء حياتها ، وشعورها بالغربة ، وعدم تفهم أهلها لأحلامها وواقع ما تعيش به ، فهم شكل قديم ، واعتادوا ان يحاسبوها على كل تصرف ، يجب ان تطلعهم ان خرجت من المنزل ، وأن تخبرهم باسم الصديقة التي تحب زيارتها ، وان تبين لهم الساعة التي تعود فيها إلى المنزل ، وان ترتدي ملابس تستر منها كل أجزاء الجسد ، وتظهرها بشكل قديم جدا ، وكأنها جدة كبيرة في السن ، في الوقت الذي لم تبلغ فيه سنتها الثامنة عشرة ، تقول بحزن شديد :
    - أهلي لا يفهمونني
    - أهلك أناس طيبون ويحبونك ، يبذلون ما في وسعهم لإسعادك
    - إنهم يحبونني بطريقتهم القديمة التي أكل الدهر عليها وشرب ، ولم تعد صالحة لهذا الزمن ، الذي تطور فيها كل شيء ، وحتى العلاقات الاجتماعية ، والأسرية ، ولم يعد الانسان يرضى ان تفرض عليه القيود
    - مهلا ، مهلا ، عزيزتي
    - إنهم لا يحاولون تفهم ما أريد شرحه ، فيسيطر علي الغضب وافقد القدرة على التوضيح
    - حاولي الهدوء حين تتحدثين عما تريدين
    تسكت على مضض ، ليس في مقدورها أن تدافع عن نفسها ، تعوزها الحجج المقنعة ، صديقاتها اللاتي في مثل سنها تجد نفسها غريبة عنهن ، فكيف بموقف أسرتها ؟ وصراع الفكر بين الأجيال معروف ، وحتى ان كان الأهل محبين جدا لأولادهم، فان لهم طريقتهم في التعبير عن تلك المحبة ، قد لا يحسنون الأقوال عن مدى حبهم واعتزازهم ، ولكن أفعالهم تتحدث بمحبتهم الكبيرة ، الأولاد زينة الحياة الدنيا ، تسمع كلمات من حاولت الشكوى لهم ، ولا تجد ما تقوله ، فكرها مشتت لا تستطيع ان تنظمه ورغباتها كثيرة ، وعليها ان تعرف أيها المهم وأي منها الأكثر أهمية
    - ما الذي أ ثار غضبهم منك ؟
    - جلست في غرفتي أدخن بهدوء ، فدخلت أمي علي دون استئذان.
    - ولا تعرفين لماذا غضبوا ؟
    - ليس من حقهم ، أنا حرة
    يبدو على محدثتها عدم التصديق ، أحقا هذا كل ما أثار الغضب ؟
    - وكيف تفهمين الحرية ؟
    - ...............
    تخجل ان تصرح بالسبب الحقيقي ، رأتها أمها تدخن ،قالت لها بهدوء :
    - التدخين يضر بك
    فانفعلت وصرخت معلنة التمرد والعصيان ، ومزقت قميصها ولطمت على وجهها ، ظلت أمها مشدوهة ، وبدلا أن تعتذر الابنة عما بدر تواصل الصراخ ، تخرج الأم المسكينة من الغرفة وقد استبدت بها الحيرة ، وجهها الناطق بالألم المفجع ما زال ماثلا أمام عين البنت ، هل تملك الشجاعة على التصريح بما حدث ؟ وهل تستطيع أن تعتذر ، والاعتذار من شيم الكبار ؟
    تنهمر الدموع من مآقيها وكأنها مطر مدرار ، تسكن نفسها بعض الوقت ، يظهر عليها الهدوء ، هل فهمت أخيرا ، أسباب غضب الأهل ، وانهم محقون كل الحق ، وهل توصلت إلى إدراك معنى الحرية ، وهل ستعيد الكرّة أم تحسن التصرف ؟ وهل عرفت أنها قابلت الإحسان كله بقلب جاحد ؟ والمحبة الكاملة بسوء تصرف؟ الشجاعة تنجيها من مواقف محرجة ،والاعتراف بالخطأ ينقذها



    صبيحة شبر

  2. #2

    رد: للحرية حدود

    خاطرة قصصية عصرية.
    سلمت يداك اديبتنا صبيحة العزيزة.

المواضيع المتشابهه

  1. و للحرية الحمراء .. ( مقالات ملفقة 30\2)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-30-2014, 04:51 PM
  2. صعود النادي الانكليزي- المصري هال ستي للدرجة الممتازة
    بواسطة عزيز الحافظ في المنتدى فرسان الرياضة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-12-2013, 11:46 AM
  3. دعوة من التجمع المدني للحرية والعدالة
    بواسطة تحسين في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-23-2011, 04:45 AM
  4. العرب أكثر الناس حبا للحرية
    بواسطة عبدالغفور الخطيب في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-11-2008, 09:53 PM
  5. مصر في قائمة الدول القامعة للحرية على الإنترنت
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-14-2006, 09:25 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •