منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الظل

العرض المتطور

  1. #1

    الظل

    تجربتي مع القصة لأول مرة
    عبد القادر عبد الحفيظ
    (الظل)
    غرفتي غرفة عادية ، إضائتها خفيفة ومربعة الشكل ولاشيء فيها لافت للنظر سوى عودي المعلق في صدرها
    أصبحت غرفتي الخاصة عندما بدأ شاربي بالظهور ، أمي قالت لي حينها : (صار لازم تنام لحالك صرت رجال)
    الليلة الأولى كانت طويلة ، ويوما يليه يوم بدأت أتأقلم وأتقن مهارة أن أكون وحيدا ، هكذا إلى أن جاء شتاء عام ألفين وباغتني كانون ، والكهرباء فيه تفارقنا دون وداع ، وفي ذلك الوقت لم تكن لدات الإضاءة منتشرة ، كنا نستخدم الشموع بكثرة والذي حدث ذلك اليوم ما زال يحيرني حتى يومي هذا
    عندما أنرت شمعة ووضعتها في أعلى الرف الخشبي قرب عودي المعلق ، ارتسم ظل رجل عجوز ، منحني الظهر ، مدبر الظهر مشيحا برأسه نحوي، لقد أرعبني ذلك المشهد ، قلت ربما هو ظل العود ، وركضت مسرعا لأغير مكان الشمعة ، لكن الظل بقي كما هو بل أصبح رأسه يتوجه نحوي كلما اتجهت باتجاه مختلف ، امتلأت رعبا وهرعت إلى أمي التي سخرت مني عندما أخبرتها بذلك ، وبعد إصراري سايرتني وجاءت لترى ، لكنها لم تر شيئا ، كنت أقسم لها أن هذا ظل رجل عجوز وهي تقول لي : (حاج جنان)
    لم أستطع النوم حينها وذهبت للنوم بالصالون ، فضولي كان يبعثني لأسترق النظر ، لقد أصبح ظل العجوز أكبر ، ظهره ازداد تقوسا وبدأت ملامحه تصبح أكثر وضوحا ، لم يصدقني أحد ، وبعد خصام كبير وجدل كثير سايرني أبي وبدل لي غرفتي بغرفة أخي لكي أتخلص من أوهامي ، تمت المبادلة وبدأت التأقلم ، وصرت أتجنب دخول تلك الغرفة،
    هكذا إلى أن وقعت حرب سورية وتركنا منزلنا كحال معظم السوريين المهجرين ، وسارت الأعوام السبعة العجاف كسير سلحفاة فوق جهنم ، وحان الوقت الذي انتظرته كل تلك المدة
    وقت زيارة منزلي ، خرجت منه شابا فتيا مليئا بالأمل والجنون وعدته زائرا متعبا حزينا عابر سبيل...
    فضولي دفعني لدخول تلك الغرفة ؛ غرفة الظل ، نصحني صديقي الذي كان معي ألا أدخلها خوفا من وجود لغم أو مواد منفجرة، دخلتها دون خوف بل على العكس دخلتها شجاعا لأواجه الظل القديم الذي طالما أرعبتني فكرته ، شغلت ضوء هاتفي وحدقت طويلا فلم أجده ، وضعت الجوال على الرف ونظرت ولم أر شيئا وعندما هممت للخروج من الغرفة أشحت بوجهي لألقي عليها نظرة أخيرة ، نظرة على ذكرياتي المحطمة وأيامي الأجمل التي عشتها هناك ، لكني تفاجئت بشكل ظلي على الأرض ، كان ظلا غريبا يشبه ذلك الظل المرعب الذي في ذاكرتي ، صديقي رآه معي أيضا ، ظل رجل عجوز مشيح الوجه نحو الخلف، ظل رجل عجوز شاب ...
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    ماشاءالله تبارك الله عندما نكتب من وحي واقعنا المعاش نحمل النص الكثير المدهش، كانت قصة مشوقة شاغب عليها عامل الزمن الذي لاتتحمله القصة وربما بجملة أو حيلة أدبية نوضح أكثر أن النص نصفان ذكرى وواقع. دمت مبدعا.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •