منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: الحج

العرض المتطور

  1. #1

    الحج

    الحج يمثل القاعدة الخامسة من القواعد الخمسة التي بني عليها الاسلام. وهذا الركن الأساسي فرض على كل مسلم قادر على أدائها.

    ويكون الحج في موعدا محددا وهو في اليوم التاسع 9 من شهر ذي الحجة (الشهر 12) من كل سنة هجرية ويأتي فيه الكثير من المسلمين بمعدل 3-5 ملايين الى "مكة المكرمة" من كل انحاء العالم بلباس ابيض وبدون ملابس داخلية وفقط بقطعتي قماش تستر الجسد وبدون لبس اي غطاء على الرأس بالنسبة للرجال والنساء يلبسن ملابسهن الاعتيادية ولكن بدون عطور او اي مكياج فقط بطبيعتهن لتأدية هذه الفريضة والتي تتكون من التالي :

    الطواف حول الكعبة سبعة مرات وذلك تحية للحرم المكي.
    الذهاب الى عرفة (منطقة بمكة المكرمة) والمكوث بها الى الربع الاخير من النهار (وعرفة هي المنطقة التي التقى بها سيدنا ادم والسيدة حواء بعد هبوطهما مغاضبين الى الارض).
    (النفره) وهي الخروج من عرفة الى المزدلفة (وهي ايضا منطقة بمكة المكرمة) والمبيت بها الى شروق الشمس وفي المزدلفة يفضل جمع عدد 49 من الحصيات ذات الحجم الصغير(بحجم حب الحمص) وذلك لكل شخص.
    التوجة الى منى (وهي منطقة بمكة المكرمة ايضا) وهناك يوجد ما يسمى بالعقبات الثلاث وترجع تلك التسمية الى المرات الثلاث التي اعترض فيها الشيطان سيدنا ابراهيم عندما هم ان يذبح ابنه سيدنا اسماعيل حيث وسوس الشيطان له بان لايذبحه وان سيدنا اسماعيل هو ابنه وان رؤيته غير صحيحة.
    رمي الجمار (اي رمي 7 من الحصيات على الجمرة الاولى (جمرة العقبة)).
    الحلق او التقصير (وهو حلق شعر الرأس او تقصيره للرجل وقص جزء بسيط من الشعر للمرأة) ويجوز بعده لبس الثياب والتطيب ويحرم مضاجعة زوجته.
    الذبح (وهو ذبح شاة او بقرة او جمل) وغالبا شاة (خروف/نعجة) وهو ما فعلة سيدنا ابراهيم حيث افتدى الخالق سيدنا اسماعيل بذبح عظيم (شاة) عندما هم سيدنا ابراهيم بذبحه.
    يوم العيد اي العيد بنجاة سيدنا اسماعيل وهو عيد رسمي لكل الدول المسلمة ويشرع فيه التكبير (قول الله اكبر والدعاء لله).
    طواف الافاضة ويكون بالطواف 7 اشواط حول الكعبة المشرفة مرة اخرى بعدها يحل للمسلم مضاجعة زوجته وكذلك للمرأة اي انه يحل له كل شيء (عدا ما هو حرام عليه كمسلم).
    السعي وهو 7 اشواط ايضا بين الصفا والمروة وهما منطقتين بداخل الحرم المكي وشرع هذا حيث كانت السيدة "هاجر" زوجة سيدنا ابراهيم ووالدة سيدنا اسماعيل تجري بين الصفا والمروة لعلها تجد ماء بعد ما تركهاسيدنا ابراهيم هي وابنهما سيدنا اسماعيل والذي كان رضيعا آنذاك وبعد شوطها السابع تفجرت عين ماء المسماة "بئر زمزم" تحت قدمي سيدنا اسماعيل وسميت " بئر زمزم " لكون السيدة "هاجر" كانت تغرف الماء بيديها خوفا من اهدارها وهي تقول "زمي زمي" اي اجتمعي.
    ثم الرجوع للمبيت بمنى مرة اخرى ولمدة يومين او ثلاث، ويقوم في كل يوم برجم الجمرات ولكن هذه المرة (7 لكل جمرة اي 21 حصوة يموميا).
    بعد مرور ايام منى يقوم بطواف الوداع وهي تحية البيت لكي يستطيع الخروج من مكة المكرمة والعودة الى بلدة.
    يتضمن الحج زيارة الكعبة المشرفة في مدينة مكة، والقيام بشعائر الحج خلال الأيام العشرة الأول من شهر ذي الحجة، الشهر الأخير من السنة الهجرية.

  2. #2
    الحج والعمرة في الإسلام
    معنى الحج والعمرة

    للحج معنى في اللغة ومعنى في اصطلاح الشرع .

    أما معنى الحج في اللغة فهو : القصد إلى معظم .

    وأما معناه شرعا فهو : قصد البيت الحرام لأداء أفعال مخصوصة من الطوات والسعي والوقوف بعرفة وغيرها من الأعمال .

    والحج من الشرائع القديمة ، فقد ورد أن آدم عليه السلام حج وهنأته الملائكة بحجه .

    وكلمة الحج تأتي في اللغة بكسر الحاء وبفتحها ، وقد قرئت في القرآن بهما .

    وأما العمرة فمعناها في اللغة : الزيارة .

    ومعناها في الشرع : زيارة الكعبة على وجه مخصوص مع الطواف والسعي والحلق أو التقصير .

  3. #3
    الحج المبرور

    الحج ومناسكه
    من أعظم ما شرع الله تعالى لعباده لتطهير أرواحهم وتزكية نفوسهم عبادة الحج لبيته الحرام

    معنى كلمتي الحج والمناسك

    الحج بكسر الحاء وفتحها- مصدر حج المكان يحجه إذا قصده، فمعنى الحج على هذا: قصد بيت الله الحرام بمكة المكرمة لأداء عبادات خاصة من طواف وسعي، وما يتبع ذلك من وقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة، ورمي للجمرات.

    والمناسك: جمع منسك، والمنسك: الموضع الذي يقضى فيه النسك. والنسك: العبادة عامة، ويطلق على أعمال الحج خاصة: لقوله تعالى حكاية عن إبراهيم الخليل وولده إسماعيل عليهما السلام وأرنا مناسكنا الآية، وقوله: فإذا قضيتم مناسككم وقد يطلق النسك على الذبح تقربا، ومنه قوله تعالى: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له الآية، وقوله: ففدية من صيام أو صدقة أو نسك وقد قال الرسول صلى الله عليه سلم لفاطمة رضي الله تعالى عنه: قومي فاشهدي أضحيتك وقولي: إن صلاتي ونسكي الحديث ففيه بيان أن المراد بالنسك الذبح تقربا.

    تاريخ الحج وبيان فرضيته على هذه الأمة
    يرجع تاريخ الحج إلى عهد نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، فهو أول من بنى البيت على التحقيق، وأول من طاف به مع ولده إسماعيل عليهما السلام، وهما اللذان سألا ربهما سبحانه وتعالى أن يريهما أعمال الحج ومناسكه، قال تعالى: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .

    ومن ثم نعلم أن الله تعالى قد تعبد ذرية إسماعيل بهذه المناسك وأنها بقيت في العرب إلى عهد الإسلام الحنيف. غير أن العرب لما نسوا التوحيد وداخلهم الشرك تبع ذلك تحريف وتغيير في أعمال هذه العبادة، شأنهم في ذلك شأن الأمم إذا فسدت سرى الفساد في كل شيء منها.
    وقول الله تعالى: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس

    وقوله جلت قدرته: فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا يدل دلالة واضحة على أن هذه العبادة كانت موجودة قبل الإسلام، وذلك أن قريشا كانت تقف في الحج موقفا دون موقف سائر العرب الحجاج الذي يقفونه، وكانت تفيض من مكان غير الذي يفيضون منه، فلما أقر الإسلام الحج، أمر المسلمين بالمساواة في الموقف والإفاضة، فقال تعالى: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس وكانوا يجتمعون في الحج للفخر بالأحساب وذكر شرف الآباء والأنساب، فأمر الإسلام أتباعه أن يستبدلوا بذكر الآباء ذكر الله ذي الفضل والآلاء.. قال تعالى: فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا كما صحح التاريخ أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول أمره بالدعوة الإسلامية كان يلاقي العرب في أسواقهم ومواسم حجهم.

    أما تاريخ فريضة الحج على هذه الأمة، فالجمهور يقولون: إنه فرض في السنة التاسعة من الهجرة حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق على الناس ليحج بهم أميرا للحج، وفي السنة العاشرة حج الرسول صلى الله عليه سلم بالأمة حجة الوداع، فاستدل الجمهور على فرضية الحج في هذه السنة، سنة تسع من الهجرة، ولكن الصواب والله أعلم أن الحج كان مفروضا قبل الإسلام، أي من عهد الأب الرحيم وولده إسماعيل عليهما السلام، وأقره الإسلام في الجملة ونزل في إيجابه وتأكيد فرضيته قول الله تبارك وتعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ثم إن هذه الآية المصرحة بفرضية الحج وليس لدينا غيرها، هي إحدى آيات سورة آل عمران التي نزلت عقب غزوة أحد مباشرة، ومن المعروف أن غزوة أحد وقعت في السنة الرابعة من الهجرة، وعلى هذا يمكن القول بأن الحج فرض قبل سنة تسع ولم ينفذ إلا فيها لما كان من عجز المسلمين عن ذلك، لأن مكة كانت في تلك الفترة من الزمن خاضعة لسلطان قريش فلم يسمح للمسلمين بأداء هذه العبادة العظيمة، وقد أرادوا العمرة فعلا فصدوهم عن المسجد الحرام، كما أخبر تعالى بقوله: هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله فعجز المسلمين أسقط عنهم هذه الفريضة، كما أن العجز مسقط لفريضة الحج عن كل مسلم، ولما فتح الله سبحانه وتعالى على رسوله مكة سنة ثمان من الهجرة لم يتوان الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الناس بأداء فريضة الحج، فأمر أبا بكر أن يحج بالناس فحج بهم في السنة التاسعة المباشرة لعام الفتح تماما.

  4. #4
    أدلة فرضية الحج ووجوب العمرة
    أما أدلة الكتاب على فرضية الحج فأظهرها آية آل عمران: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا وأما أدلة السنة على ذلك فكثيرة جدا، منها: قوله صلى الله عليه وسلم في جوابه لجبريل عليه السلام حين سأله عن الإسلام فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .

    وقوله: في حديث ابن عمر رضي الله عنه الذي رواه الشيخان: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا .

    وإجماع الأمة من أقوى الأدلة على ذلك، فجحود هذه العبادة يعتبر من الكفر الصراح الذي لا يقبل الجدل بحال من الأحوال.

  5. #5
    زاد الحجاج والمعتمرين من فقه وآداب ذينك النسكين

    تعريف الحج وحكمه
    تعريف الحج
    الحج لغة: قصد الشيء المعظم وإتيانه.

    وشرعا: قصد البيت الحرام والمشاعر العظام وإتيانها، في وقت مخصوص، على وجه مخصوص، وهوالصفة المعلومة في الشرع من: الإحرام، والتلبية، والوقوف بعرفة، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بالمشاعر ورمي الجمرات وما يتبع ذلك من الأفعال المشروعة فيه، فإن ذلك كله من تمام قصد البيت.

    حكم الحج
    الحج أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام، وهو خاصة هذا الدين الحنيف، وسرالتوحيد. فرضه الله على أهل الإسلام بقوله سبحانه: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .

    فسمى تعالى تاركه كافرا، فدل على كفر من تركه مع الاستطاعة، وحيث دل على كفره فقد دل على آكدية ركنيته. وقد حاءت السنه الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتصريح بأنه أحد أركان الإسلام، ففي الصحيحين عن ابن عمر- رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام .

    وفي حديث جبريل في رواية عمر- رضي الله عنه- عند مسلم، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا . وأحاديث كثيرة - في الصحيحين وغيرهما - في هذا المعنى، وبفرضه كمل بناء الدين وتم بناؤه على أركانه الخمسة.

    وأجمع المسلمون على أنه ركن من أركان الإسلام وفرض من فروضه، إجماعا ضروريا، وهو من العلم المستفيض الذي توارثته الأمة خلفا عن سلف.

    وفي مسند أحمد وغيره بسند حسن عن عياش بن أبي ربيعة مرفوعا : لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة - يعني الكعبة حق تعظيمها، فإذا تركوها وضيعوها هلكوا .

    قال بعض أهل العلم: الحج على الأمه فرض كفاية كل عام على من لم يجب عليه عينا. فيجب الحج على كل: مسلم، حر، مكلف، قادر، في عمره مرة واحدة. وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد من أهل العلم.

    والقدرة : هي استطاعة السبيل التي جعلها الشارع مناط الوجوب. روى الدارقطني بإسناده عن أنس- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: من استطاع إليه سبيلا . قال: قيل: يا رسول الله، ما السبيل؟ قال: الزاد والراحلة . وعن ابن عباس عند ابن ماجة، والدارقطني بنحوه .

    وعن جماعة من الصحابة يقوي بعضها بعضا للاحتجاج بها، ومنها عن ابن عمر- رضي الله عنهما-: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يوجب الحج؟ قال: الزاد والراحلة. قال الترمذي : العمل عليه عند أهل العلم .

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد سرد الآثار فيه: هذه الأحاديث مسندة من طرق حسان مرسلة وموقوفة تدل على أن مناط الوجوب الزاد والراحلة.

    قلت: المراد بالزاد: ما يحتاج إليه الحاج في سفره إلى الحج ذهابا وإيابا من: مأكول، ومشروب، وكسوة ونحو ذلك، ومؤونة أهله حال غيابه حتى يرجع.

    والمراد بالراحلة: المركوب الذي يمتطيه في سفره إلى الحج ورجوعه منه بحسب حاله وزمانه.

    وتعتبرالراحلة مع بعد المسافة فقط وهو ما تقصرفيه الصلاة لا فيما دونها. والمعتبر شرعا في الزاد والراحلة في حق كل أحد، ما يليق بحاله عرفا وعادة لاختلاف أحوال الناس.

    ويشترط للوجوب سعة الوقت عند بعض أهل العلم، لتعذر الحج مع ضيقه. واعتبر أهل العلم من الاستطاعة أمن الطريق بلا خفارة، فإن احتاج إلى خفارة لم يجب، وهو الذي عليه الجمهور.

    قلت: وقد أوضح الله تبارك وتعالى في سياق ذكر فرض الحج على الناس وإيجابه عليهم بشرطه، محاسن البيت وعظم شأنه بما يدعو النفوس الخيرة إلى قصده وحجه، فقال سبحانه: إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا الآية. وفي موضع آخرأخبر سبحانه أنه إنما شرع حج البيت ليشهدوا منافع لهم الآية. وكل ذلك مما يدل على الاعتناء به والتنويه بذكره والتعظيم لشأنه، والرفعة من قدره، ولو لم يكن إلا إضافته إليه سبحانه بقوله: وطهر بيتي للطائفين لكفى بذلك شرفا وفضلا.

    فهذه النصوص وأمثالها هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه حبا له وشوقا إلى رؤيته فلا يرجع قاصده منه إلا وتجدد حنينه إليه وجد في طلب السبيل إليه.

    أما من كفر بنعمة الله في شرعه وأعرض عنه وجفاه فلا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئا: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين فله سبحانه الغنى الكامل التام عن كل أحد من خلقه من كل وجه وبكل اعتبار فإنه سبحانه هو الغني الحميد

  6. #6
    الفورية في أداء الحج
    من اكتملت له شروط وجوب الحج، وجب عليه أداؤه فورا عند أكثرأهل العلم.

    والفورية: هي الشروع في الامتثال عقب الأمر من غيرفصل، فلا يجوز تأخيره إلا لعذر، ويدل على ذلك ظاهر قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا . وقوله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس، إن الله فرض عليكم الحج فحجوا رواه مسلم فإن الأمر يقتضي الفورية في تحقيق المأموربه، والتأخير بلا عذرعرضة للتأثيم.

    وروي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له .

    وروى سعيد في سننه عن عمربن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال: لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين .

    وروي عن علي- رضي الله عنه - قال: من قدرعلى الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا . وعن عبد الرحمن بن باسط يرفعه: من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه مرض حابس، أو سلطان جائر، أو حاجة ظاهرة، فليمت على أي حال يهوديا أو نصرانيا . وله طرق توجب أن له أصلا.

    ومما يدل على أن وجوب الحج على الفورحديث الحجاج ابن عمرالأنصاري - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كسرأوعرج- يعني أحصرفي حجة الإسلام بمرض أو نحوه - فقد حل، وعليه الحج من قابل . رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وغيرهم قال فيه النووي : رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والبيهقي، وغيرهم بأسانيد صحيحة.

    فالحديث دليل على أن الوجوب على الفور، وهناك أدلة أخرى عامة من كتاب الله دالة على وجوب المبادرة إلى امتثال أوامره جل وعلا، والثناء على من فعل ذلك، مثل قوله سبحانه: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .

    وقوله سبحانه: فاستبقوا الخيرات . ولا شك أن المسارعة والمسابقة كلتيهما على الفور، ويدخل فيه الاستباق إلى امتثال أوامره تعالى؛ فإن صيغة افعل إذا تجردت من القرائن اقتضت الوجوب، كما هو الصحيح المقررفي علم الأصول، ومما يؤكد ذلك تحذيزه سبحانه من مخالفة أمره بقوله: فليحذرالذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم . وقال تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا . فصرح سبحانه أن أمره قاطع للاختيار موجب للامتثال.

    وكم في القرآن من النصوص الصريحة الحاثة على المبادرة إلى امتثال أوامره سبحانه، والمحذرة من عواقب التواخي والتثاقل عن فعل ما أمرالله به، وأن الإنسان قد يحال بينه وبين ما يريد بالموت أو غيره، كقوله سبحانه: أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم . فقد يقترب الأجل فيضيع عليهم الأجر بعدم المبادرة قبل الموت، حيث يعاجلهم الموت ولما يفعلوا فيصبحوا من الخاسرين النادمين، ففي الآية دليل واضح على وجوب المبادرة إلى الطاعة خشية أن يعاجل الموت الإنسان قبل التمكن منها.

    فهذه الأدلة العامة مع ما سبق من الأدلة الخاصة، تفيد وجوب الحج على الشخص فور استطاعته، وأنه إذا تأخرعن ذلك كان في عداد المفرطين الجديرين بفوات الخير إلا أن يتداركهـم الله برحمة منه وفضل، فاغتنموا فرصة الاستطاعة والإمكان على هذه الفريضة قبل فواتها وعجزكم عن أدائها بحادث موت أو غيره من العوارض المانعة. ولأحمد عنه صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له .

    وكان فرض الحج على الصحيح سنة تسع من الهجرة ولكن لم يتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من الحج تلك السنة لاسباب ذكرها أهل العلم منهـا:

    1- أن الله تعالى كره له أن يحج مع أهل الشرك وفيهم الذين يطوفون بالبيت عراة، ولهذا بعث الصديق رضي الله عنه تلك السنة يقيم الحج للناس ويبلغهم أن لا يحج العام مشرك ولا يطوف بالبيت عار
    2- أن ذلك من أجل استدارة الزمان حتى يقع الحج في وقته الذي شرعه الله.
    3- أو لعدم استطاعته صلى الله عليه وسلم الحج تلك السنة لخوف منعه ومنع أكثر أصحابه.
    4- أو لأجل أن يتبلغ الناس أنه سيحج العام القادم ويجتمع له الجم الغفير من الناس ليبين لهم المناسك ويوضح لهم الأحكام ويضع أمور الجاهلية، ويودعهم ويوصيهم في خاصة أنفسهم وأهليهم وذويهم وغير ذلك.

    قلت: ولعل هذه الامور كلها مرادة له صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أن يوسع على الناس، ويبين لهم جواز التأخير مع العذر رحمة بهم وشفقة عليهم والله أعلم.


    حقيقة الحج


    روح الحج
    الحج ركن أساسي من أركان الإسلام وروحه الأصلية هي التقوى كسائر العبادات الأخرى.. إلا أن للحج نوعية خاصة ينفرد بها وهي أنه يعود في أصله إلى حياة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام.

    وهدف الحج هو أن يصل كل عبد من عباد الله إلى مقامات الحج مرة واحدة على الأقل في حياته، إن استطاع إلى ذلك سبيلا، فيقدّم هناك دليلا على عبوديته الكاملة لله، بمختلف الأعمال والشعائر، وبالتالي يحاول أن يصبغ ظاهره وباطنه بالصبغة الإبراهيمية الحنيفية السمحة.

    وكان إبراهيم عليه السلام قد نادى في الناس بعد بناء الكعبة بأن يأتوا ويحجوا لبيت ربهم.. ورحلة الحج هي تلبية هذا النداء الإبراهيمي، وأصوات لبيك اللهم لبيك التي نسمعها في الحج هي ردنا على ذلك النداء الإبراهيمي، فهي تعني أن الحاج قد لبى النداء الإبراهيمي فجاء يحج لله مؤكدا بعمله هذا أنه مستعد استعدادا كاملا لتنفيذ كل أحكام الله.

    ويعني الحج - لفظا - القصد أو الزيارة، وهو يعني في المصطلح الإسلامي الشعيرة السنوية التي تتمثل في قصد المسلم مكة المكرمة في الوقت المحدد ليطوف حول الكعبة ويقيم في ميدان عرفات ويأتي أعمالا أخرى معروفة بمراسم أو شعائر الحج.

    والحج عبادة جامعة، ففيه إنفاق المال، ومشقة الجسد، وذكر الله، والتضحية في سبيله.. فالحج عبادة تشمله روح كل العبادات الأخرى بصورة أو أخرى.

    ومركز أداء فرائض الحج هو بيت الله في مكة المكرمة. ويذكرنا هذا البيت الإلهي بحياة إيمانية عظيمة عاشها عباد من أصلح عباد الله على وجه الأرض... فهي تبدأ بتاريخ إبراهيم خليل الله وتنتهي بتاريخ نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم. وبيت الله يذكرنا كيف يضحي عبد من عباد الله بكل ما لديه في سبيل ربه، كيف يصوغ حياته طبقا لمرضاة الله وحده، كيف يسخر نفسه لأجل الرسالة الإلهية إلى أن تحين منيته...


    مسيرة نحو الله
    والحج مسيرة العبد نحو الله، وهو منتهى القرب الذي يمكن أن يسمو إليه العبد من ربه في هذه الحياة الدنيوية. فالعبادات الأخرى ذكر الله بينما الحج أبعد من ذلك قربا ً....!! وإذا كانت العبادات العامة عبادة الله على مستوى الغيب فالحج عبادة الله على مستوى الشهود..

    وعندما يقف الحاج أمام الكعبة فهو يشعر أنه واقف أمام رب الكعبة نفسه. والطواف حول الكعبة مظهر لحقيقة أن العبد يجد ربه فيطوف حوله طواف الفراشة حول القنديل.. وعندما يمسك العبد بالملتزم ويدعو فكأنه أمسك بطرف من ربه فالتف به التفافا وهو يريد أن يقول له كل ما في أعماقه.

    ويتمتع الحج بكل هذه الخواص لأن شعائره تؤدى في مكان تنزل فيه التجليات الإلهية، وهو المكان الذي اختاره الله ليكون مركز الرسالة الدينية لأعظم داع إلى حياة العبودية الكاملة لله وهو إبراهيم عليه السلام.. وهذا هو المكان الذي وقعت على ترابه الأحداث التي صاغت تاريخ بدء الإسلام.. وتنتشر حوله آثار الدعوة الربانية المثالية التي تحققت قبل 14 قرنا بقيادة خاتم النبيين وآخر المرسلين.

    وقد اكتسبت ديار الحرم أهمية غير عادية بسبب مثل هذه التقاليد والخصائص، فظهرت بها بيئة روحانية وتاريخية من نوع خاص فلا يبقى شخص يزورها إلا ويتأثر بها أعمق التأثر. وهو يعود بعد الحج كما يعود شخص قذر بعد أن يستحم في مياه نهر صاف .

    ويتمتع الحج بأهمية غير عادية بين العبادات الإِسلامية. وقد وصف الحج في أحد الأحاديث بأنه أفضل العبادات .. وهذه الأهمية الخاصة هي في روح الحج وليس في مظاهره . وبكلمة أخرى ليس الحج أن يذهب واحد منا إلى ديار الحرم ثم يعود، بل الحج هو أن يتمتع الحاج بالكيفيات التي من أجلها فرضت هذه الفريضة. فكون الحج أفضل العبادات يعني أنه سيكون أفضل عبادة للعبد الذي يؤدي شعائره بروحه الحقيقية وآدابه الصحيحة. فالطعام يعطي القوة لمن يأكله، إلا أن أفضل الأغذية لن تفيد من لا يأكلها بل يكتفي بالنظر إليها أو يفرغها فوق رأسه.. وهكذا لن يفيد الحج فائدة حقيقية إلا من يقوم بما ينبغي له بالفعل أن يقوم به في الحج.

  7. #7
    الفورية في أداء الحج
    من اكتملت له شروط وجوب الحج، وجب عليه أداؤه فورا عند أكثرأهل العلم.

    والفورية: هي الشروع في الامتثال عقب الأمر من غيرفصل، فلا يجوز تأخيره إلا لعذر، ويدل على ذلك ظاهر قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا . وقوله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس، إن الله فرض عليكم الحج فحجوا رواه مسلم فإن الأمر يقتضي الفورية في تحقيق المأموربه، والتأخير بلا عذرعرضة للتأثيم.

    وروي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له .

    وروى سعيد في سننه عن عمربن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال: لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين .

    وروي عن علي- رضي الله عنه - قال: من قدرعلى الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا . وعن عبد الرحمن بن باسط يرفعه: من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه مرض حابس، أو سلطان جائر، أو حاجة ظاهرة، فليمت على أي حال يهوديا أو نصرانيا . وله طرق توجب أن له أصلا.

    ومما يدل على أن وجوب الحج على الفورحديث الحجاج ابن عمرالأنصاري - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كسرأوعرج- يعني أحصرفي حجة الإسلام بمرض أو نحوه - فقد حل، وعليه الحج من قابل . رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وغيرهم قال فيه النووي : رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والبيهقي، وغيرهم بأسانيد صحيحة.

    فالحديث دليل على أن الوجوب على الفور، وهناك أدلة أخرى عامة من كتاب الله دالة على وجوب المبادرة إلى امتثال أوامره جل وعلا، والثناء على من فعل ذلك، مثل قوله سبحانه: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .

    وقوله سبحانه: فاستبقوا الخيرات . ولا شك أن المسارعة والمسابقة كلتيهما على الفور، ويدخل فيه الاستباق إلى امتثال أوامره تعالى؛ فإن صيغة افعل إذا تجردت من القرائن اقتضت الوجوب، كما هو الصحيح المقررفي علم الأصول، ومما يؤكد ذلك تحذيزه سبحانه من مخالفة أمره بقوله: فليحذرالذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم . وقال تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا . فصرح سبحانه أن أمره قاطع للاختيار موجب للامتثال.

    وكم في القرآن من النصوص الصريحة الحاثة على المبادرة إلى امتثال أوامره سبحانه، والمحذرة من عواقب التواخي والتثاقل عن فعل ما أمرالله به، وأن الإنسان قد يحال بينه وبين ما يريد بالموت أو غيره، كقوله سبحانه: أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم . فقد يقترب الأجل فيضيع عليهم الأجر بعدم المبادرة قبل الموت، حيث يعاجلهم الموت ولما يفعلوا فيصبحوا من الخاسرين النادمين، ففي الآية دليل واضح على وجوب المبادرة إلى الطاعة خشية أن يعاجل الموت الإنسان قبل التمكن منها.

    فهذه الأدلة العامة مع ما سبق من الأدلة الخاصة، تفيد وجوب الحج على الشخص فور استطاعته، وأنه إذا تأخرعن ذلك كان في عداد المفرطين الجديرين بفوات الخير إلا أن يتداركهـم الله برحمة منه وفضل، فاغتنموا فرصة الاستطاعة والإمكان على هذه الفريضة قبل فواتها وعجزكم عن أدائها بحادث موت أو غيره من العوارض المانعة. ولأحمد عنه صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له .

    وكان فرض الحج على الصحيح سنة تسع من الهجرة ولكن لم يتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من الحج تلك السنة لاسباب ذكرها أهل العلم منهـا:

    1- أن الله تعالى كره له أن يحج مع أهل الشرك وفيهم الذين يطوفون بالبيت عراة، ولهذا بعث الصديق رضي الله عنه تلك السنة يقيم الحج للناس ويبلغهم أن لا يحج العام مشرك ولا يطوف بالبيت عار
    2- أن ذلك من أجل استدارة الزمان حتى يقع الحج في وقته الذي شرعه الله.
    3- أو لعدم استطاعته صلى الله عليه وسلم الحج تلك السنة لخوف منعه ومنع أكثر أصحابه.
    4- أو لأجل أن يتبلغ الناس أنه سيحج العام القادم ويجتمع له الجم الغفير من الناس ليبين لهم المناسك ويوضح لهم الأحكام ويضع أمور الجاهلية، ويودعهم ويوصيهم في خاصة أنفسهم وأهليهم وذويهم وغير ذلك.

    قلت: ولعل هذه الامور كلها مرادة له صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أن يوسع على الناس، ويبين لهم جواز التأخير مع العذر رحمة بهم وشفقة عليهم والله أعلم.


    حقيقة الحج


    روح الحج
    الحج ركن أساسي من أركان الإسلام وروحه الأصلية هي التقوى كسائر العبادات الأخرى.. إلا أن للحج نوعية خاصة ينفرد بها وهي أنه يعود في أصله إلى حياة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام.

    وهدف الحج هو أن يصل كل عبد من عباد الله إلى مقامات الحج مرة واحدة على الأقل في حياته، إن استطاع إلى ذلك سبيلا، فيقدّم هناك دليلا على عبوديته الكاملة لله، بمختلف الأعمال والشعائر، وبالتالي يحاول أن يصبغ ظاهره وباطنه بالصبغة الإبراهيمية الحنيفية السمحة.

    وكان إبراهيم عليه السلام قد نادى في الناس بعد بناء الكعبة بأن يأتوا ويحجوا لبيت ربهم.. ورحلة الحج هي تلبية هذا النداء الإبراهيمي، وأصوات لبيك اللهم لبيك التي نسمعها في الحج هي ردنا على ذلك النداء الإبراهيمي، فهي تعني أن الحاج قد لبى النداء الإبراهيمي فجاء يحج لله مؤكدا بعمله هذا أنه مستعد استعدادا كاملا لتنفيذ كل أحكام الله.

    ويعني الحج - لفظا - القصد أو الزيارة، وهو يعني في المصطلح الإسلامي الشعيرة السنوية التي تتمثل في قصد المسلم مكة المكرمة في الوقت المحدد ليطوف حول الكعبة ويقيم في ميدان عرفات ويأتي أعمالا أخرى معروفة بمراسم أو شعائر الحج.

    والحج عبادة جامعة، ففيه إنفاق المال، ومشقة الجسد، وذكر الله، والتضحية في سبيله.. فالحج عبادة تشمله روح كل العبادات الأخرى بصورة أو أخرى.

    ومركز أداء فرائض الحج هو بيت الله في مكة المكرمة. ويذكرنا هذا البيت الإلهي بحياة إيمانية عظيمة عاشها عباد من أصلح عباد الله على وجه الأرض... فهي تبدأ بتاريخ إبراهيم خليل الله وتنتهي بتاريخ نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم. وبيت الله يذكرنا كيف يضحي عبد من عباد الله بكل ما لديه في سبيل ربه، كيف يصوغ حياته طبقا لمرضاة الله وحده، كيف يسخر نفسه لأجل الرسالة الإلهية إلى أن تحين منيته...


    مسيرة نحو الله
    والحج مسيرة العبد نحو الله، وهو منتهى القرب الذي يمكن أن يسمو إليه العبد من ربه في هذه الحياة الدنيوية. فالعبادات الأخرى ذكر الله بينما الحج أبعد من ذلك قربا ً....!! وإذا كانت العبادات العامة عبادة الله على مستوى الغيب فالحج عبادة الله على مستوى الشهود..

    وعندما يقف الحاج أمام الكعبة فهو يشعر أنه واقف أمام رب الكعبة نفسه. والطواف حول الكعبة مظهر لحقيقة أن العبد يجد ربه فيطوف حوله طواف الفراشة حول القنديل.. وعندما يمسك العبد بالملتزم ويدعو فكأنه أمسك بطرف من ربه فالتف به التفافا وهو يريد أن يقول له كل ما في أعماقه.

    ويتمتع الحج بكل هذه الخواص لأن شعائره تؤدى في مكان تنزل فيه التجليات الإلهية، وهو المكان الذي اختاره الله ليكون مركز الرسالة الدينية لأعظم داع إلى حياة العبودية الكاملة لله وهو إبراهيم عليه السلام.. وهذا هو المكان الذي وقعت على ترابه الأحداث التي صاغت تاريخ بدء الإسلام.. وتنتشر حوله آثار الدعوة الربانية المثالية التي تحققت قبل 14 قرنا بقيادة خاتم النبيين وآخر المرسلين.

    وقد اكتسبت ديار الحرم أهمية غير عادية بسبب مثل هذه التقاليد والخصائص، فظهرت بها بيئة روحانية وتاريخية من نوع خاص فلا يبقى شخص يزورها إلا ويتأثر بها أعمق التأثر. وهو يعود بعد الحج كما يعود شخص قذر بعد أن يستحم في مياه نهر صاف .

    ويتمتع الحج بأهمية غير عادية بين العبادات الإِسلامية. وقد وصف الحج في أحد الأحاديث بأنه أفضل العبادات .. وهذه الأهمية الخاصة هي في روح الحج وليس في مظاهره . وبكلمة أخرى ليس الحج أن يذهب واحد منا إلى ديار الحرم ثم يعود، بل الحج هو أن يتمتع الحاج بالكيفيات التي من أجلها فرضت هذه الفريضة. فكون الحج أفضل العبادات يعني أنه سيكون أفضل عبادة للعبد الذي يؤدي شعائره بروحه الحقيقية وآدابه الصحيحة. فالطعام يعطي القوة لمن يأكله، إلا أن أفضل الأغذية لن تفيد من لا يأكلها بل يكتفي بالنظر إليها أو يفرغها فوق رأسه.. وهكذا لن يفيد الحج فائدة حقيقية إلا من يقوم بما ينبغي له بالفعل أن يقوم به في الحج.

    رسالة الحج
    ما هو الحج ؟

    الحج هو الخروج في سبيل الله.. هو الوصول ببذل الوقت والمال إلى المقامات التي هي شعائر الله التي ترتبط بها ذكريات عباد الله الصالحين. وكل شعائر الحج إظهار عملي لنشاط الإنسان من أجل الله وفي سبيله.. فتطوف حياته حول الحقائق العليا، وهو يصادق أولياء الله، ويعادي أعداءه، ويـُجرِي اليوم على نفسه كيفية المثول أمام الله يوم الحشر، ويصبح أخشى الناس لله وأذكرهم له، ولا يقر له قرار في سبيل تحويل الإسلام إلى حقيقة عالمية ولنشره على المستوى الدولي . والحج في ظاهره عبادة وقتية محددة بأيام، ولكنه في حقيقته صورة للحياة الإيمانية بأسرها، وهو إقرار للعبودية حتى النفس الأخير.. فالمؤمن يعيش لكي يحج في سبيل ربه، وهو يحج لكي يعيش من أجل ربه. فالحج تعبير عن حياة المؤمن ومماته في وقت واحد.

    والحج زيارة لله تعالى وهو منتهى ما يمكن للإِنسان أن يقترب من ربه في الحياة الدنيوية...

    وقد جاء في القرآن عن حقيقة الحج: الحج أشهر مـَعلومات ٌ فمـَن فـَرض َ فيهن َّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جـِدال في الحـَج ِّ وما تـَفـْعـَلوا من خير ٍ يعلمْه اللهُ وتزوَدُوا فإن َّ خير َ الزاد ِ التـَّقوَى واتـَّقون ِ يا أ ُولي الألباب ِ

    ويعني الرفث القول البذيء، ويقارب معنى الفسق ما نقوله بالأردية : إن فلانا تعرى من لباس الإنسانية، أما الجدال فيعني المخاصمة. وهذه الكلمات الثلاثة تستخدم لبيان شرور اجتماعية تقع عموما بواسطة الكلام، كأن تجتمع مجموعة من الناس فيأتي شخص بذيء ويفسد اجتماعا رزينا بكلامه الفاحش وأحيانا يقع للبعض شيء على غير العادة فيتعرى من لباسه الوقور الظاهري ويقول الباطل، وأحيانا يسيء شيء ما إلى بعض الناس فلا يتحمله بل يسرع في الخصام.

    واجتماع الحج تربية عملية للابتعاد عن هذه الشرور الاجتماعية. وترتبط بمقامات الحج ذكريات القدسية والاحترام فيؤتى بالمؤمن هناك ليكتمل تدريبه على اجتناب هذه الشرور. وهو يعيش في بيئة اجتماعية خاصة فينصرف بنفسه عن الفواحش والأنشطة السطحية إلى الأشياء الرزينة، ويصقل مزاجه على الثبات على الحق والصلاح في كل الأحوال، فلا يخاصم أخاه في الحياة الاجتماعية رغم التجارب المؤسفة التي تؤذي مشاعره.

    وكلما اجتمع بعض الناس في مكان ما أو عاشوا معا تثور شكاوى وخلافات بين بعضهم. ويقع هذا الاجتماع على مستوى عظيم في موسم الحج لأن عددا ضخما من الناس من مختلف الأنواع يجتمعون في مكان واحد ووقت واحد. وتكون النتيجة أن الأذى يصيب الناس مرة بعد أخرى، ولو بدأ الناس يخاصمون بعضهم بسبب هذه الشكاوى الفردية فسيقضي على جو العبادة ولن يتحقق هدف الحج. ولهذا حرم الجدال والخصام خلال الحج تحريما مطلقا.. وهكذا جعل الحج وسيلة لتربية المسلمين على شيء عظيم لأن الخصام والجدال كما يبطلان الحج ، فإنهما يبعدان المسلمَ عن الإسلام في الحياة العادية كذلك.

    وكثيرا ما يحدث أن يعتبر الإنسان شيئا ظاهريا علامة على التقوى ويظن باختياره إياه أنه قد حصل على حياة التقوى وإن كان قلبه خاليا من التقوى في حقيقة الأمر.. وهكذا ظن البعض من قدماء العرب أن عدم حمل الزاد خلال الحج علامة على التقوى فاهتموا بألا يحملوا معهم زادا خلال الحج.. ولكن علاقة الزاد علاقة بالحاجة والضرورة، وليست بالتقوى.

    وينبغي على الإنسان أن يستعد في مثل هذه الأمور حسب حاجته.. ولكن التقوى شيء يختلف عن هذا كله، فعلاقتها بالقلب. فلا يقبل الله عمل شخص ما لمجرد أنه سافر في سبيله بدون الزاد أو لأنه أخضع جسده لمشقة عظيمة لا ضرورة لها، فالله يطلب تقوى القلب. والمطلوب من رحلة الحج أن توفر لصاحبها زاد التقوى. وهذا هو الزاد الذي سيفيده في رحلة الآخرة.. فيجب على مسافر الحج، وكذلك على مسافر الحياة، أن يجتنب الأمور الشهوانية ويبتعد عن الجدال والخصام والأشياء التي لا يحبها الله.


    وقت أداء الحج

    خلاصة فتاوى الحج والعمرة

    مسائل أولية
    أماكن الحج وأزمنته محددة شرعا وليس فيها مجال للاجتهاد .
    أقرب الأقوال إلى الصواب أن الحج فرض سنة تسع أو عشر
    يجب على المستطيع المبادرة بأداء الحج
    يجوز الاتجار في موسم الحج لقوله تعالى : لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ .

  8. #8
    إتحاف أهل الإسلام بأحكام الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام وزيارة المسجد النبوي > أسئلة وأجوبة في الحج والعمرة

    أسئلة وأجوبة في الحج والعمرة
    س 1 : ما حكم الحج وما الدليل ؟
    ج 1 : واجب وركن من أركان الإسلام , والدليل . قوله تعالى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وقوله - صلى الله عليه وسلم


    إن الله فرض عليكم الحج فحجوا
    تخريج الحديث:
    صحيح مسلم- كتاب الحج
    مسند أحمد- كتاب باقي مسند المكثرين

    س 2 : على من يجب الحج ؟
    ج 2 : يجب الحج على كل مسلم بالغ عاقل حر مستطيع .
    س 3 : ما هي شروط وجوبه ؟
    ج 3 : شروط وجوب الحج خمسة وهي : (1) الإسلام
    (2) والعقل
    (3) والبلوغ
    (4) والحرية
    (5) والاستطاعة

    س 4 : ما حكم حج الصبي الذي لم يبلغ ؟
    ج 4 : حج الصبي يصح ويثاب عليه ولا يجزيه عن حجة الإسلام فإذا بلغ فعليه أن يحج حجة أخرى .
    س 5 : هل الحج واجب على الفور أو على التراخي ؟ مع الدليل ؟
    ج 5 : الحج واجب على الفور إذا تمت شروط وجوبه لقوله تعالى : فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وقوله - صلى الله عليه وسلم - : تعجلوا إلى الحج -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له رواه أحمد تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له
    تخريج الحديث:
    مسند أحمد- كتاب ومن مسند بني هاشم

    س 6 : ما حكم حج من لم يصل ؟
    جـ 6 : لا يصح حج من لم يصل لأن أركان الإسلام كل لا يتجزأ . فمن آمن بها عمل بها كلها ومن ترك واحدا منها مع القدرة بطلت وفسدت كلها والصلاة من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له فلا دين لمن لا صلاة له والصلاة عمود الدين الإسلامي الذي يقوم عليه وهي شعار المسلم وتكفر الذنوب فأولى بمن لا يصلي أن يتوب إلى الله تعالى ويصلي باستمرار ثم يحج .
    س 7 : ما الذي ينبغي لمن أراد الحج ؟
    ج 7 : ينبغي له : أولا : أن يتوب إلى الله توبة نصوحا بعد ترك المعاصي والندم على ما فات منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل .
    ثانيا : أن يختار لحجه نفقة طيبة من مال حلال لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا .
    ثالثا : أن يصحب في سفره الأخيار من أهل العلم والطاعة والفقه في الدين ليرشدوه وينفعوه .
    رابعا : أن يحفظ جوارحه ولسانه عن الكلام المحرم والنظر المحرم والسماع المحرم .

    س 8 : ما هو الحج المبرور الذي وعد صاحبه بالمغفرة والجنة ؟
    ج 8 : الحج المبرور هو المقبول الذي لا يخالطه معصية بأن يأتي الحاج فيه بالواجبات والمستحبات ويترك المحرمات والمكروهات ويحج كما شرع الله وكما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
    س 9 : ما هو دعاء السفر ؟
    ج 9 : الله أكبر ثلاثا -سبحان الله- ثلاثا- سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم إنا نسألك في سفرنا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى- اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل- اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال والولد .
    س 10 : ما الذي يقوله المسافر إذا نزل منزلا ؟ ولماذا ؟
    ج 10 : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق- إذا قال ذلك لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك .
    س 11 : ما حكم ترك الحج مع القدرة مع الدليل ؟
    ج 11 : حرام وكبيرة من كبائر الذنوب وقد يكون كفرا لقول الله تعالى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ وفي الحديث من استطاع الحج فلم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا رواه الترمذي والبيهقي
    من استطاع الحج فلم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا
    تخريج الحديث:
    الترمذي - الحج

    س 12 : اذكر شيئا من فضائل الحج ؟
    ج 12 : من فضائل الحج ما ثبتت به الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
    مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
    وقوله - صلى الله عليه وسلم - : من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
    وقوله - صلى الله عليه وسلم - : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة .
    وقوله - صلى الله عليه وسلم - : الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
    س 13 : ما هي خصائص البيت الحرام ؟
    ج 13 : من خصائص هذا البيت : (1) أن الصلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد . .
    (2) أنه أفضل بقاع الأرض .
    (3) أنه قبلة المسلمين أحياء وأمواتا في مشارق الأرض ومغاربها .
    (4) وجوب الحج إليه .
    (5) أن قصده يكفر الذنوب والآثام وليس لقاصده ثواب دون الجنة إذا اتقى الله تعالى وبر وصدق .
    (6) أن من دخله كان آمنا .
    (7) أنه يؤاخذ فيه على الهم بالسيئات قال تعالى : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ .
    (8) تحريم قطع شجره الأخضر .
    (9) تحريم قتل صيده .

    س 14 : ما الذي يشرع لمن وصل إلى الميقات في الحج والعمرة ؟
    ج 14 : يشرع له أن يتجرد من المخيط إذا كان رجلا وأن يغتسل ويتنظف ويتطيب ثم ينوي الإحرام ويلبس الثياب للإحرام ويتلفظ بما نوى فيقول لبيك عمرة أو لبيك عمرة وحجا أو لبيك حجا .
    س 15 : ما هي الأشياء المحرمة على المحرم بحج أو عمرة ؟
    ج 15 : يحرم عليه عشرة أشياء هي : (1) أخذ الشعر من الرجل والمرأة .
    (2) تقليم الأظافر .
    (3) الطيب .
    (4) لبس الثوب المخيط إذا كان رجلا .
    (5) تغطية الرأس بالنسبة للرجل والوجه للمرأة إذا لم يرها أجنبي .
    (6) قتل صيد البر .
    (7) عقد النكاح له أو لغيره .
    (8) الجماع وهو يفسد الحج إذا كان قبل التحلل الأول .
    (9) المباشرة في ما دون الفرج كالقبلة والنظر لشهوة .
    (10) قطع شجر الحرم ونباته الرطب، وهذا عام للمحرم وغيره .

    س 16 : ما الذي يفعل الحاج إذا وصل إلى البيت الحرام ؟
    ج 16 : يطوف طواف العمرة سبعة أشواط ثم يصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين ثم يخرج إلى المسعى فيبدأ بالصفا ويختم بالمروة سبعة أشواط ثم يقصر من شعر رأسه ثم يلبس ثيابه العادية إلى اليوم الثامن من ذي الحجة .
    س 17 : اذكر صفة الحج باختصار .
    ج 17 : يحرم الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة من مكة أو قربها من الحرم ثم يذهب إلى منى فيبيت بها ويصلي بها خمس صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع سار إلى عرفة وصلى بها الظهر والعصر جمع تقديم قصرا ثم يجتهد في الدعاء والذكر والاستغفار إلى أن تغرب الشمس .
    فإذا غربت سار إلى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء حين وصوله ثم يبيت بها إلى أن يصلي الفجر فيذكر الله تعالى ويدعوه إلى قبيل طلوع الشمس ثم يسير منها إلى منى ليرمي جمرة العقبة ثم يذبح الهدي وهو شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة ثم يحلق رأسه ثم يذهب إلى مكة فيطوف طواف الحج .

    ثم يرجع إلى منى ثم يبيت بمنى تلك الليالي أي ليلة الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحجة ويرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات يبدأ بالصغرى وهي البعيدة من مكة ثم الوسطى ثم جمرة العقبة فإذا انتهت تلك الأيام وأراد السفر لم يسافر حتى يطوف بالبيت طواف الوداع سبعة أشواط إلا المرأة الحائض والنفساء فلا وداع عليهما .
    س 18 : اذكر أركان الحج ؟
    ج 18 : أركان الحج أربعة وهي : (1) الإحرام .
    (2) والوقوف بعرفة .
    (3) وطواف الإفاضة .
    (4) والسعي بين الصفا والمروة .

    س 19 : ما هي واجبات الحج ؟
    ج 19 : واجبات الحج سبعة وهي : (1) الإحرام من الميقات المعتبر .
    (2) والوقوف بعرفة إلى الليل .
    (3) والمبيت بمزدلفة .
    (4) والمبيت بمنى .
    (5) والحلق أو التقصير لشعر الرأس والحلق أفضل .
    (6) ورمي الجمار .
    (7) وطواف الوداع .

    س 20 : ما هي أركان العمرة وواجباتها ؟
    ج 20 : أركان العمرة ثلاثة وهي : (1) الإحرام .
    (2) والطواف .
    (3) والسعي .
    وواجباتها شيئان : (أ) الإحرام من الميقات .
    (ب) والحلق أو التقصير .

    س 21 : ما هي سنن الحج ؟
    ج 21 : من سنن الحج : (1) الاغتسال عند الإحرام .
    (2) والتلبية .
    (3) وطواف القدوم بالنسبة للمفرد أو القارن .
    (4) والمبيت بمنى ليلة عرفة .
    (5) والرمل والاضطباع في طواف القدوم .

    س 22 : ما حكم من ترك ركنا أو واجبا أو سنة في الحج ؟
    ج 22 : حكم من ترك ركنا لم يصح حجه إلا به . ومن ترك واجبا : جبره بدم . ومن ترك سنة فحجه صحيح وليس عليه شيء .
    س 23 : ما حكم من فعل محظورا من محظورات الإحرام عامدا أو جاهلا أو ناسيا ؟
    ج 23 : من فعل محظورا جاهلا أو ناسيا (فلا حرج عليه ولا فدية) ومن فعل محظورا غير الجماع وقتل الصيد فهو مخير بين ثلاثة أشياء صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة .
    أما في الصيد فجزاء مثل ما قتل من النعم . .
    وفي الجماع (بدنة) .
    س 24 : ما حكم الحج بالمال الحرام ؟
    ج 24 : الذي يحج بالمال الحرام حجه غير صحيح ويعيد الحج بعد التوبة النصوح

  9. #9
    فقه العبادات
    تأخير الحج
    علمنا أن الحج فرض على المستطيع في العمر مرة ، وبقي أن نعلم ، هل هو فرض على الفور أم على التراخي ؟ بمعنى أن من استطاع الحج واستوفى شروط الوجوب هل يلزمه أن يحج في العام الذي وجب عليه الحج فيه أم يجوز له التأخير والتراخي ؟

    أما عند الشافعي ومحمد بن الحسن فإن الحج فرض على التراخي والإمهال بشرط أن يحج قبل موته فإن مات قبل أن يحج فهو آثم مرتكب كبيرة من الكبائر ، سواء ظل مستطيعا حتى مات ، أو انقطعت عنه الاستطاعة قبل موته .

    واستدلوا على أنه على التراخي بأن الحج فرض سنة خمس ، أو سنة ست ، أو سنة تسع - على اختلاف في ذلك - ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم إلا سنه عشر من الهجرة ، مع أنه سنة تسع أوفد أبا بكر أميرا على الحجاج وبقي هو لم يحج هذا العام مع استطاعته ذلك وعدم المانع .

    وقال أبو حنيفة ومالك وأحمد وبعض أصحاب الشافعي : إن الحج واجب على الفور بالنسبة للمستطيع ، فإن استطاع فأخره أثم بالتأخير . واستدلوا بأحاديث كلها ضعيفة ، ولكن لكثرتها يقوي بعضها بعضا عندهم ، وبعض الفقهاء يرجح رأي الشافعي ومن معه، مثل الأوزاعي وأبي يوسف والقاسم بن إبراهيم وأبي طالب (وهما من أهل البيت) .

    والبعض الآخر يرجح رأي الآخرين... وكفة الأدلة متعادلة تقريبا فالأحوط التعجيل..

    والخلاصة أن الحج ركن من أركان الإسلام وفرض من فرائضه ، بذلك جاء الكتاب والسنة ، وعلى ذلك أجمعت الأمة ، والخلاف إنما هو في سَنَة فرضيته ، وفي كونه فرضا على الفور أو على التراخي


    الحج المبرور

    هل الحج على الفور أو على التراخي
    الخلاف مشهور بين الأئمة في هل الحج واجب على الفور، أوعلى التراخي، والقائلون بوجوبه على الفور هم الجمهور،. ولكل أدلة يوردها على صحة قوله، غير أنه ما دام أن العذر مسقط للوجوب إلى أن يزول فلا فائدة لهذا الخلاف، فمن قامت به الأعذار، وحالت بينه وبين أداء هذه الفريضة فهو غير ملام على التراخي، وانتظار الوقت المناسب ليقضي فيه واجبه، ومن لم يكن له عذر حائل فلم ينتظر عاما كاملا ؟ وهل ضمن لنفسه البقاء حيا طول سنة كاملة؟ وإذا لم يكن كذلك فما يجيز له التأخير، ويبيح له التراخي؟؟ وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له وقال صلى الله عليه وسلم : من أدرك الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض، وتضل الراحلة، وتعرض الحاجة وقال: كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى .

    ولولا ما يؤول به القائلون بعدم الفورية هذه الأحاديث لقضت بوجوب الفور حتما وانتهى الخلاف، وعلى كل فإن ما تطمئن إليه نفس المؤمن الصالح هو أن الحج على الفور ما لم تقم الأعذار، فإن قامت أعذار فانتظار زوالها طبيعي، ولو مرت السنون العديدة ولم تزل.


    الأعذار المسقطة لفورية الحج
    إن الآية القرآنية التي صرحت بفرضية الحج وهي قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا أشارت بل صرحت بذكر الأعذار المسقطة لفورية الحج، ولكن في إيجاز وبإجمال يحتاج إلى تفصيل، ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في بيان الإجمال إلا قوله لمن سأله عن السبيل في الآية (الزاد والراحلة) في روايتين أخرج إحداهما الدارقطني، وثانيتهما ابن ماجة. ولفظ الزاد والراحلة أيضا دليل مجمل يحتاج إلى تفصيل، لأنا نقول: ما هو الزاد؟ ما مقداره؟ ما نوعه؟ ونقول : ما هي الراحلة وما نوعها؟ وقد تناول الفقهاء رحمهم الله تعالى هذه الألفاظ بالشرح والتفسير، وموجزها: أن المراد بالزاد نفقة الحاج في سفره إلى أن يعود إلى أهله، ونفقة من يعولهم من أهل وولد وأقربين مع براءته من الديون المالية، ولم يكن مطالبا بزكاة، أو نذر واجب، أو كفارة لازمة.

    وأن المراد بالراحلة: القدرة على الركوب والمشي، ووجود ما يركب إن كان المشي غير ممكن مع أمن الطريق وسلامته عادة، فإن وجدت هذه الأعذار أو بعضها فالحج لم يجب معها حتى تزول، ومتى زالت تعين الحج ووجب الفور في أدائه لما عسى أن يحدث من حوائل تحول دون أدائه.

    ومما يلاحظ هنا أن كثيرا من الناس يرون أن الدين لا يصح معه حج ولا عمرة، وليس هذا بصحيح. إن الدين مسقط لوجوب الحج والعمرة فقط، أما إذا استدان امرؤ مالا ليحج به، أو حج بما لديه ولم يقض ما عليه من الديون وهو عاقد النية والعزم على قضائهما فلا شك أن حجه صحيح مقبول إن شاء الله تعالى، وأن ديونه في ذمته يقضيها متى وجبت وتمكن من قضائها.

  10. #10
    أسئلة وإجابات

    مسائل الحج والعمرة

    س: هل يجوز للمرأة أن تحج بدون إذن زوجها؟
    ج: لا يجوز لها أن تحج إلا بإذن لما روى الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن امرأة لها زوج، ولها مال، فلا يأذن لها في الحج؟ فقال: ليس لها أن تنطلق إلا بإذن زوجها
    س: هل يكره للمرأة أن تكرر الحج؟
    ج: نعم يكره للمرأة أن تكرر الحج لما روى أبو داود وسعيد بن منصور أن النبي صبى الله عليه وسلم قال لأزواجه في حجة الوداع، إنما هي هذه، ثم ظهور الحصر (يعني ملازمة البيت) وعدم السفر إلى الحج.
    س: ما حكم من أحرم بالحج قبل أشهره ؟
    ج: حكم من أحرم بالحج قبل أشهره: الكراهة، كمن أحرم قبل الميقات، وينبغي له أن يفسخ حجه إلى عمرة، ولا يكون بذلك متمتعا، لأن الله تعالى عين زمن الحج بقوله: الحج أشهر معلومات غير أنه إذا أصر على إحرامه فإنه ينعقد.
    س: هل ثبت عن أحد من السلف أنه لم يغتسل للإحرام؟
    ج: نعم فقد روى سعيد بن منصور أن ابن عمر رضي الله عنهما توضأ في عمرة اعتمرها ولم يغتسل.
    س: ما حكم من تجاوز الميقات ولم يحرم؟
    ج: حكم من تجاوز الميقات ولم يحرم إما أن يرجع إلى الميقات، وإما أن يحرم من مكانه وعليه دم- ذبح شاة- لإخلاله بواجب من واجبات الحج.
    س: ما حكم من أحرم بالعمرة في أشهر الحج، ثم بعد أداء العمرة سافر مسافة قصر كيمني أحرم من ميقاته بعمرة في أشهر الحج، ولما قضاها سافر إلى المدينة زائرا، هل يعتبر متمتعا فيجب عليه دم إن هو حج من عامه أم لا؟
    ج: للفقهاء في هذه المسألة قولان: أحدهما: أنه يعتبر متمتعا ما دام لم يعد إلى بلده، أو إلى أفق مثل أفقه. والثاني من القولين: أنه يعتبر متمتعا إذا لم يسافر مسافة قصر فإن سافر مسافة قصر فلا يعتبر متمتعا فيجب عليه هدي التمتع. وأصحاب القول الثاني يشهد لهم قول ابن عمر رضي الله عنه في الموطأ: من اعتمر في أشهر الحج شوال أوذي القعدة، أو في ذي الحجة، قبل الحج ثم أقام بمكة حتى يدركه الحج فهو متمتع إن حج، وعليه ما استيسر من الهدي، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع . قال مالك رحمه الله: وذلك إذا أقام حتى الحج، ثم حج من عامه . فقوله: أقام بمكة يفهم منه أنه إذا لم يقم بها بأن سافر منها ولم يرجع حتى أحرم بالحج من الميقات فليس بمتمتع، ولا يجب عليه دم التمتع.
    س: ما حكم من أحرم بأحد النسكين من ميقاته، ثم عدل عن قصد مكة إلى المدينة، وعندها عاد إلى حاله قبل الإحرام فلبس ملابسه، وغطى رأسه، وبم يؤمر في هذه الحال؟
    ج: يؤمر بالعودة إلى إحرامه فيتجرد من المخيط ويمتنع عن كل محرم من محرمات الإحرام، لأن المحرم لا يحله شيء سوى الطواف بالبيت، وحكمه أنه يجب عليه فدية صيام أو إطعام أو نسك، ومن العلماء من يقول: عليه فديات لا فدية واحدة، ففدية لتغطية رأسه مثلا، وأخرى للبسه المخيط، وثالثة للبسه الحذاء إلى غير ذلك، غير أن الأقرب إلى يسر هذا الدين وسماحة هذه الشريعة ألا يكلف بفديات عدة جاهل متأول ظان أن هذا العمل جائز لا يتنافى مع تعاليم الشرع الحكيم، بحيث إنه لو علم أن هذا يمس بحجه أو يخل بدينه لما فعله قط، قلنا هذا ولو كان لدينا خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو أثر عن أحد أصحابه، أو نقل صحيح عن أحد أئمة الدين في حادثة كهذه، وفي بيان حكمها لما قدمنا على ذلك شيئا سواء ما بلغنا كان ذا يسر أو عسر.
    ومما ينبغي أن يلاحظ هنا: أن هذا المتحلل جهلا لو جامع في هذه الحال لفسد حجه ووجب عليه قضاؤه من قابل مع بدنة، وعليه أن يستمر في قضاء هذا الحج الفاسد حتى يتمه، لأن هذا حكم كل من جامع قبل التحلل الأصغر برمي جمرة العقبة يوم النحر.
    س: متى يلبي بالنسك من أراد السفر إلى مكة بالطائرة؟
    ج: على من أراد النسك إن كان ممن يسافر بالطائرة أن يغتسل ويتطيب ويلبس إزاره ورداءه قبل ركوبه الطائرة، ثم إن كان المطار مطار المدينة المنورة، فله أن يصلي سنة الإحرام بنفس المطار، ثم بعد ركوبه وتحرك الطائرة بلحظات يلبي بنسكه الذي عزم عليه من حج أو عمرة أو بهما معا، لقرب الميقات من المطار، وإن كان المطار بعيدا من الميقات فإنه يغتسل ويتطيب ويلبس لباس الإحرام الخاص، ويوصي ربان الطائرة وملاحيها أن يشعروه بمحاذاة الميقات، فإذا ما أشعروه صلى ركعتي الإحرام إن أمكن ولبى بنسكه.
    س: ما هو ميقات حجاج قدموا من ميناء (بور سودان) بحيث لم يأتوا بطريق رابغ ولا بطريق اليمن فيحرموا من أحد الميقاتين؟
    ج: على هؤلاء أن يتحروا محاذاة أقرب ميقات إلى طريقهم فيحرمون عنده، وليكن لهم دائما ميقاتا عاما، وإن لم يكن طريقهم محاذيا لأي من المواقيت فليحرموا على بعد مرحلتين من مكة نزولا على قضاء عمر رضي الله عنه إذا روى البخاري رحمه، أنهم أتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حد لأهل نجد قرنا، وأنه جور عن طريقنا، وإن أردنا أن نأتي قرنا شق علينا؟ قال: فانظروا حذوها من طريقكم، فحد لهم ذات عرق، وكانت على مرحلتين من مكة، هذا وإن أقرب مكان يصلح أن يكون ميقاتا لحجاج (بور سودان) هو مدينة جدة، ولو أحرموا في البحر على مرحلة أو مرحلتين لكان أحوط والله أعلم.
    س: هل يجوز للمحرم أن يشد على وسطه المنطقة وشبهها لنقوده أو يعلق عليه الجراب- كمحفظة- لبعض شؤونه؟
    ج: للعلماء في ذلك خلاف، والمشهور أن ذلك جائز للحاجة إليه، غير أن بعضهم يقول بجوازه مع الفدية. ومن أدلة الجواز: ما رواه مالك في الموطأ عن سعيد بن المسيب: أنه لا بأس بالمنطقة يلبسها المحرم تحت ثيابه إذا جعل طرفيها جميعا سيورا يعقد بعضها إلى بعض .
    ومع أن هذا مجرد قول، أو رأي لسعيد بن المسيب، فإن مالكا رحمه الله يقول: وهذا أحب ما سمعت إلي في ذلك.
    والملاحظ في هذا أن قوله: تحت ثيابه ، يشير لي أن ما يشد على الوسط ينبغي أن يلي الجسد مباشرة لا أن يشد فوق الإزار، وعلى كل فإن الأقرب إلى يسر هذه الشريعة جواز ذلك للحاجة وسواء كان جرابا أو منطقة، أو كمرا وسواء كان تحت الإزار أو فوقه إن كانت الحاجة تدعو إلى ذلك، لما روى سعيد بن منصور إباحة ذلك عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما.
    س: ما حكم لبس النظارات للمحرم وتغطية وجهه لغبار ونحوه ؟
    ج: الجواز إن كان ذلك لحاجة، لما روى مالك أن عثمان رضي الله عنه رؤي بالعرج يغطي وجهه وهو محرم.
    س: هل يتختم المحرم؟ أو يربط الساعة في يده؟
    ج: نعم إن كان ذلك لحاجة، فقد روى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المحرم يتختم ويلبس الهيمان (منطقة للنقود).
    س: ما حكم المحرم يأخذ من شعر الحلال بالحلق أو التقصير ؟
    ج: لا شيء عليه، لأن إلقاء التفث محظور على المحرم نفسه لا على غيره.
    س: هل يجوز للمحرم أن يغير لباس إحرامه؟
    ج: نعم يجوز له ذلك، لما روى سعيد بن منصور: أن النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة ثوبه وهو حرم ولذا فعله غير أحد من السلف

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سبحان الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي!!
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-04-2015, 04:24 PM
  2. من أجمل الخطب التي قيلت في الحج: دمعة في الحج
    بواسطة أ.د. محمود نديم نحاس في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-21-2013, 08:12 PM
  3. موقع رائع يشرح صفة الحج والعمرة بشكل إحترافي عالي الإحترافية كأنك في الحج
    بواسطة احمد الشريف في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-02-2012, 02:15 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-07-2009, 10:33 AM
  5. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-29-2009, 05:04 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •