منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1

    هل بدأت الأسرة العربية بالتفكك؟

    هل بدأت الأسرة العربية بالتفكك؟

    في الأماكن المتسعة، عندما يتواجد فيها أشخاص كُثر، في حالة جلوس أو وقوف أو انتظار، فإن اهتمام الواحد بالمجموع سيكون ضعيفاً، وسيكون الحديث مقتصراً بين أقرب شخصين لبعضهما أو ثلاثة أشخاص. في حين يضطر المتواجدون في أمكنة ضيقة، أن يستمعوا الى آخرين رغماً عن أنوفهم، وقد يكون الآخرون مطرباً كريهاً في جهاز راديو تاكسي أو (باص)، وقد يكون الصوت صادراً من أحدهم أو إحداهن بشكل شكوى أو خبر عن عِرض أو علاقة معينة، فيشنف المستمع أذنيه ليلتقط ما يدور.


    في الأسر العربية، وقبل اختراع التلفزيون وقبل تطور هندسة الحدائق ومجالات اللهو وقبل تطور المواصلات وقبل تنوع مستويات الثقافة، كان الطفل والمرأة والشيخ يستمعون لقصة واحدة أو نكتة مئات المرات دون ملل، لقلة الخيارات أمام من يضطر لاستماعها. ويأكلون نفس الوجبة لعقد من الزمن دون تذمر.

    من علامات ثبات الأسرة، هي الصبر، والزواج المبكر، والإنجاب الغزير، وندرة حالات الطلاق، وانشغال أعضاء الأسرة في أعمال حتى ولو بدت ضئيلة وسخيفة.

    اليوم، ترتفع نسبة حالات الطلاق، وترتفع نسبة الوفيات مقابل حالات الولادة، وتزداد مستويات العمر للزواج، ويهيم أفراد الأسر بأحلام لا يمكن تحقيقها إلا في المسلسلات، التي يكتبها أشخاصٌ حالمون ـ في كثير من الأحيان ـ يتعاملون مع متلقي يبحث عن تلك البضاعة التي تتوافق مع أحلامه.

    التباين الطبقي وأثره في تفكك الأسرة

    لم يكن من السهل قبل عدة عقود التعرف على أناسٍ أو أُسرٍ منعمة ومتميزة على بقية أبناء المجتمع، فإن كان المجتمع يتصف بالفقر فإن علامات الفقر تظهر على كل أبناءه، إلا فيما ندر. وإن كان المجتمع يتصف بأنه طبقة وسطى، فإنه من العسير التأشير على من يخرجوا من هذا التصنيف.

    في العقدين أو الثلاثة التي انقضت، طفا على السطح أنماطٌ من الأغنياء الذين لم يكن ثرائهم آتٍ من علم أو اختراع أو إنتاجٍ أو كانت مؤشرات نموه واتجاهه نحو الثراء من الأبواب المسلم بها اجتماعياً. هذا الأمر خلق حالة من الغرور عند هؤلاء الأثرياء، ليتفننوا في صرف أموالهم في البناء واقتناء كل ما هو فاخر من وسائط نقل أو أثاث أو في اختيار ملابسهم وعطورهم ورحلاتهم و(فخفختهم).

    فوضعوا أنفسهم في خانة معزولة عن المجتمع تتأفف مما المجتمع واقعٌ فيه، وتختار عرائس أبنائها وِفق هذا التراتب الجديد، علماً بأن (برجوازيتها) كاذبة ولا تشبه برجوازية الأوروبيين أو اليابانيين أو غيرهم، في ثقافتها ومهنيتها وتقاليدها.

    هذا الأمر، دفع الكثير من الناس الى سلوك مسالك غير طبيعية كالنصب، أو التملق أو التهريب أو بيع مدخراتها من عقارات وغيرها، ظناً من هؤلاء أن هذا الدرب سيوصلهم الى ما وصل إليه الآخرون (المحسودون).

    أثر هذا النمط من الحياة المستجدة، على التفكير في من سنزوج لأولادنا ولمن نعطي بناتنا، وهذا الصراع الصامت والظاهر أحياناً، أثر في سن الزواج (حتى يكتمل بناء المستقبل!) وأثر في استمرارية الأسرة الجديدة، في النقاش بين الزوج والزوجة عن موعد الإنجاب. وما يرافق ذلك من تذمر الزوجة التي بنت صورة زواجها من معلومات مضللة.


    يتبع

  2. #2

    رد: هل بدأت الأسرة العربية بالتفكك؟

    اهتزاز القاعدة الخلقية وأثر ذلك في تماسك الأسرة

    عندما تناقش الشريعة بمصدريها القرآن والسنة، وتضع حدوداً للفرد تبين فيها ما له وما عليه، وعندما تناقش القوانين الوضعية التي تتقاطع أو تتفق مع الشريعة في جزء وتكمل أو تختلف ما جاء في النصوص المنسوبة للشرع، فإن الالتزام بتلك التعليمات، يُعتبر من باب العدل. فإن تم الاتفاق على دية القتيل من باب الخطأ مثلاً، فإن دفع تلك الدية يقع تحت باب العدل، وإن زاد المُسبب للضرر بالتعويض فإن ذلك من باب القِسْط ( والله يحب المُقسطين) أي من يخضعون لمنطق العدل، ويزيدون عليه بما يُرضي الآخرين.


    والأخلاق في أحد أوجهها، هي من باب القِسط أكثر منها من باب العدل، فإن مَكنت الظروف أحد الناس أن يمارس شيئاً لا يحاسبه عليه القانون، ولكنه امتنع عن ممارسته فهذا يُعد من باب الأخلاق، فإن كان بالإمكان أن ينظر أحد الناس الى عورات جاره دون أن يراه جاره، ولكنه يتذكر أن الله يراه ويمتنع عن التلصص أو التنصت على أحاديث آخرين لم يكونوا راغبين في أن يسمعها، فإن امتناعه يُعتبر من باب الأخلاق.

    وإن كتب أحدهم شيكاً لآخر وأخذ سند قبض بذلك، فإن تصرفه قانوني ومن باب العدل، فإن تلف الشيك بالغسيل أو احترق، وعلم من حرره بذلك، وأعطى الطرف الآخر قيمة الشيك التالف، فإن تصرفه من باب الأخلاق.

    مصادر القاعدة الخلقية

    للقاعدة الخلقية ثلاثة مصادر: التراث وقوانين الدولة والصحبة بالاحتكاك.
    ويحمل التراث معه قصصاً وقوانين وأحداث مشابهة، يتناقلها الناس بالمشافهة أو تكون مدونة في مصادر التراث الأدبية والدينية والشعرية وغيرها، ويكون أكثرها أثراً ما يردده الناس بكثرة بشكل أمثال.

    فيقال مثلاً: (زوج الحراث يخلف لك حراثاً)، ويتضح من نص هذا المثل، أن للولادات الكثيرة وظيفة اقتصادية في المجتمعات الزراعية. ويقال بالأمثال (بيت الرجال ولا بيت المال)، أي أن العز بكثرة الرجال وليس بكثرة المال. ويقال بالأمثال ( البيت الذي ليس فيه كبير، ليس به تدبير).

    لو تتبعنا مصائر تلك الأمثال، وقارناها بما يُستخدم الآن من أمثال، فيقال ( قلل ودلل) أي اجعل خلفك قليل تستطيع أن تربيهم بشكل جيد. ويُقال: (العب وحدك ترجع راضي)، وواضح مقاصد تلك الأمثال المستبدلة فهي تدعو للاستقلال بعيد عن الأسرة، وتدعو للتخفيف من أعداد الأبناء.

    والمصدر الثاني من مصادر القاعدة الخلقية: هي قوانين الدولة: كانت الأعراف والقيم هي التي تتدخل في فض المشاكل الأسرية، وتعتمد أسس حلها في الماضي على مثيلاتها من المشاكل وكيفية حلها، أما اليوم فأفراد الأسرة يحتكمون لقوانين مدنية تتقاطع في كثير من الأحيان مع الأعراف والقيم المقترنة بالقياس مع مثيلاتها.

    ومن جانب آخر فإن تلك القوانين حدت من حراسة المجتمع بشكل متكافل. فكان الجار أو القريب يزجر في الماضي زوجة جاره أو ابنته إذا رأى منها سلوكا غير جيد، وكان جاره يذهب إليه ليشكره لحرصه على حراسة عِرضه. اليوم يختلف الوضع، فإن تدخل أحدٌ في منع متسكعين مشبوهين يجلسان في مكان مشبوه، فإن القانون سيعاقبه لأنه تدخل فيما لا يعنيه.

    والمصدر الأخير: وهو الصحبة، في المدرسة، في مكان العمل، في الأسواق، في النوادي، ومصدر ثقافة كل واحدٍ أو واحدة من تلك الصحبة والكيفية التي يفلسف سلوكه فيها، وأثر وسائل الإعلام والسفر وغيرها، كلها أوجدت مصادر غير متناهية في إمداد الأشخاص بادعاء بالمعرفة والاستقلالية بالرأي وحرية التصرف الخ.

    لقد حلت في المجتمعات العربية مصادر تزلزل القاعدة الخلقية القديمة التي كانت سائدة وآخذة حيزها في الفضاء الذهني والاجتماعي. ولم تُذكر نصوص القاعدة الخلقية إلا في الزجر والتأديب أو الوشاية، لكن أثرها الفعلي بات غير موجود. وبالمقابل لم يحل محلها قاعدة خلقية مُتفق عليها، تتلاءم مع التطور الحضاري، فبات الاجتهاد الفردي محل الالتزام بقاعدة خلقية متعارف عليها، ومن الطبيعي أن ينتج عن هذا الاجتهاد أو الاجتهادات آلاف المصائب المؤدية للطلاق أو الانحراف أو تفكك الأسرة.

  3. #3

    رد: هل بدأت الأسرة العربية بالتفكك؟

    النظرة للمرأة ودورها في تفكك الأسرة

    والعالم يحتفل بيوم المرأة، لا بد لنا من المرور على الارتباك الحاصل في تحديد معالم النظرة العامة للمرأة في بلادنا، تلك النظرة التي لا تتساوى فيها مجموعة القيم (المتوقفة عن التطور) مع واقع الحال الذي تقتضيه ظروف التطور الحضاري وما يتبعها من تغيير كبير في ملائمة السلوك مع النظرة المضمرة والمختبئة في المخزون القيمي.


    لتصويب النظرة تجاه المرأة علينا تجنب ميلين خاطئين: أولهما تحديد دور وحجم المرأة في المجتمع بحساب التفكير البرجوازي، الإقطاعي، الذي يركز على اعتبار أن دورها الأول والأخير هو البيت، ومعاملتها معاملة ثانوية، بما يسلب إنسانيتها ويفقدها روح الإبداع، ويعطل طاقاتها الفكرية. وثانيهما اعتبار بعض المظاهر السطحية لما يُسمى بالتطور في المجتمعات والدول المتقدمة في هذا المجال، وكأنه النموذج لحرية المرأة وتطورها.

    وإسقاط هذين الميلين يعني تجاوز العقلية الإقطاعية والبرجوازية الاستبدادية المتخلفة والتي تنظر الى المرأة كأنها أداة لمتعة الرجل ورهينة لأهواءه ورغباته لاغيا فيها شخصيتها وكيانها ودورها في تحصين الأسرة وإعداد النشء، مثلما يشير الى رفض الأشكال الصورية والزائفة للتطور السطحي، الذي لا ينفذ الى جوهر المسائل، ويكتفي بالتعامل مع ظواهرها الخارجية.

    إن الدور الصحيح للمرأة لا يتحقق بحركة عفوية، أو عبر سياق الاستسلام لمسيرة الزمن، وانتظار نتائج حركتها ودورانها، بل ان ذلك يقتضي تفاعل مجموعة من الشروط، وأن تلعب فيها حركة الثقافة الوطنية دوراً بارزا، لكي تكون المحصلة المحسوبة للحركة الكلية للمجتمع، تحولاً نوعياً ناضجاً، بعيداً عن الشكل الخجول والمائل للنفاق وعدم الاقتناع.

    وإقرار ذلك، لا يتم في معزل عن تصويب أوضاع المجتمع كله سياسياً واقتصادياً وثقافيا الخ، لأن تصويب وضع المجتمع سيوفر الشروط اللازمة لتصويب وضع المرأة، وتخلصها من قيود التخلف والتأخر.

    هذا لا يمكن الوصول إليه بالتشريعات وحدها، ولا يمكن السرعة فيه لمجرد الرغبة، ولو أخذنا مثال الصين تلك الدولة الكبيرة والتي تعادل ربع سكان العالم تقريباً، وهي إن كان الفكر الظاهر لها فكراً مادياً شيوعياً، فإنها لم تستطع التخلص من طبائعها الشرقية، ففي الوقت الذي كان الصينيون يطلقون المثل القائل ( الدجاجة لها القن .. والديوك وحدها التي تصيح وقت الفجر)، في إشارة واضحة للنظرة الذكورية المتفوقة تجاه المرأة، واليوم وبعد أن وصلت المرأة الصينية الى مصاف الرجل، حيث تحتل نساء الصين المرتبة الأولى في أعداد البرلمانيات (25%) من النساء (وهي أعلى نسبة في العالم).

    لكن مع ذلك لا تزال الأسرة الصينية تنظر للمولود الذكر نظرة مفضلة على الأنثى، ولما كان القانون الصيني يسمح للأسرة الواحدة بطفل واحد، فإن كل بيت يحتفظ بجهاز للكشف عن نوع الجنين، فإن كانت أنثى تم إجهاضها، ويتوقع المراقبون أن نسبة الذكور في الصين بعد عقدين من الزمن ستكون 1:2، فيما لو بقيت تلك النظرة سائدة.

    إن المبالغة في الإسراع بتصويب وضع المرأة لا تقل خطورة عن المبالغة في كبتها والحجر عليها. لقد كانت المرأة قبل التطور التقني والإعلامي، تعمل في الزراعة والنسيج وغيره من الأعمال، وتستقبل الضيوف وتزور الجارات وتسهم بشكل عفوي بكل حركات المجتمع. واليوم بإمكانها التكيف مع متغيرات الحضارة بما يتوافق مع القاعدة الخلقية التي تنظم السلوك، لكن دون ابتذال ودون مراقبة حثيثة بطريقة تشعرها وكأنها مخلوق قاصر أو لص يتحين الفرصة للقيام بسرقة شيء ما.

    هذا الأمر منوط بالمثقفين والمثقفات للتأشير على ما يجعل تطور النظرة الإيجابية مرافقاً ومحاذياً للضرورات الحضارية. وبعكسه فإن الخلاف بين الزوج وزوجته والوالد وابنته والشقيق وشقيقته قائماً، ويكدر صفو علاقات الأسرة بكونها حاضنة سليمة لتنشئة الجيل الجديد دون مثبطات لنموه بشكل سوي.

  4. #4

    رد: هل بدأت الأسرة العربية بالتفكك؟

    السلام عليكم
    اولا مررت بموضوع سابق لك عن العراق ونسيت ان اذيله اننا في عصر صمت الآذان عن النصائح وهنا بدانا نهوي وبقينا على شفا جرف هار.....
    عندنا تهوي المراة من برجها العاجي تربية واخلاقا وقيما ورسالة فالمجتمع كله ينهار...
    والتركيز كان اعلاميا على المارة حصرا في افسادها وللاسف استجابت بشكل منقطع النظير ومن سوء طالعنا نحن الملتزمات ان منا من تستر واحتشم وبقي الدود ينخر فيه حتى اسقطه والمجتمع لايعرف سوى الفضائح والتعميم!!!
    وصاحبه هجمات صحية ادت الى امراض تناسلية وعقم ماوجدنا ها في عصر مستشرية كما عصرنا...
    الموضوع ذو شجون احار من اين ابدا به من ناصيته ام من ذيله وكله على بعضه لم يعد له هوية واضحه لنتعرف على ملامح الحديث بثفة وقوة ومسار قويم
    انا لله وانا اليه راجعون
    تحيتي وشكري لفكرك الناضج
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. قال الشيخ / عبد الهادي بدلة
    بواسطة فتى الشام في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-18-2014, 12:07 AM
  2. تل ابيب بدأت حربها الجرثومية في العربية
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-27-2013, 06:33 PM
  3. من قضايا الأسرة العربية : ( الطلاق النفسي )
    بواسطة إسماعيل إبراهيم في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-15-2009, 08:47 PM
  4. الأسرة العربية في الغرب
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-29-2008, 10:54 AM
  5. بدأت بك
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-24-2007, 09:49 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •