خبر

وقع نظري على خريطة عثمانية قديمة لفلسطين ولم أصدق نفسي عندما وجدت على الخريطه *غزة هاشم* بدل من كلمة غزه فقط ومن هنا ابتدأت معي رحلة البحث؟
عدت إلى القاموس المحيط للشيرازي لمعرفة المعاني فوجدت:
غزة، أصل الفعل غزى: أي قصد مكاناً لحاجة ما وعليه غزة تعني *المكان المقصود*
هاشم: أصل الفعل هشم أي كسّرَ أوفتّتً شيئاً جافاً، وعليه فالهاشم هو *المُكّسر أوالمفتّت للشيء الجاف*
وهنا ازداد فضولي أكثر فالمعنى للكلمتين معاً إذاً *المكان الذي يقصده المُكسّر أو المفتّت للشيء الجاف*
ثم عدت إلى هذين المرجعين التاريخيين لمعرفة الأسباب:
الأول: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، للعلامة د. جواد علي
الثاني: كتاب أنساب العرب لإبن حزم
*وبدأت خيوط الأحجية تتشابك لتنسج هذه القصة التاريخية الموثقة*
هاجر بعضٌ من قبيلة قريش فخذ بنو كنانة من مكة إلى فلسطين قبل الميلاد بزمن طويل.
وفي حوالي عام 480م حلّت أعوام قحط ومجاعة في مكة المكرمة وهلك كثير من الناس، عندها كان *عمرو بن عبد مناف الجد الثاني للنبي محمد صلوات الله عليه*، وجد أبو طالب وقثم والعباس وحمزة، كان عمرو جد الرسول هذا في عنفوان شبابه فقال لقومه سأشد الرحال إلى أهلنا من قريش في فلسطين فعندهم زرع وخير، علّني أتيكم بشيء منه
سافر عمرو جد الرسول على ظهر بعير واحد وعندما وصل فلسطين كانت سنابل القمح تصل أركب البعير وحدَّث أبناء عمه من قريش في فلسطين عماحلَّ بمكه من جوع وموت، فهبّوا لنجدة أهلهم في مكه وجهزوا قافلة كاملةمن أكياس الحنطه وجففوا تحت الشمس حمولة بعير واحد من الخبز
عاد عمرو بن عبد مناف جد الرسول من فلسطين بقافلة كاملة إلى مكه محملة بأكياس الحنطه والخبز المجفف، وعندما وصل مكه نحر بعض الإبل وقطّع لحمها قطعاً ووضعها في حلل كبيره وصب عليها الماء وأشعل تحتها النار.
تهافت الناس على الخبز الجاف أرادوا التهامه من شدة الجوع فمنعهم وبدأ يُفتّت الخبز قطعا قطعاً وصاروا ينادونه أطعمنا، نكاد نموت من الجوع وكثير منهم حتى لايعرفون إسمه، لاتهشم بعد أي لاتفتّت بعد....لاتهشم بعد، ياهاشم .... ياهاشم يكفي أطعمنا وكان يقول لهم اصبروا قليلا حتى ينضج اللحم وعندما نضج اللحم بدأ يلقي فتات الخبز في مرق اللحم فصنع منه ثريداً وأطعمهم جميعاً.
منذ ذالك الحين بدأ الناس ينادون جد النبي صلوات الله عليه ياهاشم وصار *هاشم بن عبد مناف* بدل *عمرو بن عبد مناف* ومن هنا أصبح ينادون أولاده وأحفاده *بالهاشميون* الذين هم فرع من قريش.
توالت رحلات جد الرسول الهاشم إلى فلسطين ورافقه في المرات القادمة بعض الرجال وكانو يقولون نحن ذاهبون إلى أهلنا من قريش في فلسطين إلى *غزة هاشم* أي إلى *(المكان الذي قصده مُفتّت الخبز)* جد الرسول عمرو بن عبد مناف والذي من يومها لقبوه بالهاشم ومن هنا تجد في كل الخرائط قبل الإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين في العهد العثماني،تجد *غزه هاشم* ومن هنا أتت التسميه
ووجدت في مرجع أخر وهو سيرة العرب لإبن إسحق أن جد الرسول هذا الهاشم هو من أسّس رحلة الشتاء ورحلة الصيف التي وردت في القرآن الكريم
ويروي إبن إسحقاق أن جد الرسول هذا الهاشم لم يسجد يوم لصنم وكان يقول أنا على دين إبراهيم.
توالت رحلات جد الرسول هاشم بن عبد مناف إلى فلسطين وفي أخر سفرة له مرض وتوفي في *غزه هاشم* عام 497 م وبنى عليه قرشيون غزه مقاماً ولما أتى الإسلام بنو عليه مسجداً عرف بمسجد هاشم لأنه كان على دين إبراهيم وتم توسيع المسجد ليضم مدرسه في العهد العثماني.
هل رأيتم كيف هبت *غزة هاشم* لإنقاذ مكه من المجاعه في أعوام الجوع والقحط حوالي عام 480م قبل الإسلام

(وصلتني من الأخ الكريم سلطان السديري حفظه الله).💐

ناقل فقط. (وبدوري أعجبني فنقلته لكم)