قرأتُ اقتباسًا لك، نعم أنت!

"ما مُتعة التَّحصيل إذا لَم تتكلَّف له؟!" لامَسَ شيئًا فيك؟ كأنّه يتحدّث عن شيءٍ من جَدولك وجهدك وخُطاك؟ كأنّه يتكلّم عن البرامج العلميّة التي اشتركت بها، والأفكار التي تسعى لها، والغايات التي تسير إليها، كأنّما يهمس لك = اجتَهِد!

لَن تذوقَ لذَّةً دون تَعَب، لا توهم نفسك أنّك أنجَزت لِمُجَرّد اشتراكٍ في برامج علميٍّ جديد، أو متابعة لقناةٍ فريدة، هناك دائمًا [ماذا بعد]؟ الخطوة التالية لقرارك، الحركة بعد اختيارك، هنا الاختبار، أن تكون صادقًا بما اختَرت، أن تُعطيه مساحةً من قلبك ووقتك أكبر من مساحته في هاتفك!

هناك مُتعةٌ لا يصل إليها مَن كان مُتاحًا لكلّ شيء! مَن لا يُعطي اهتمامًا ولا جِدًّا ولا حزمًا، مَن تجِده في كُلّ برنامج، وتفقده عند النّتائج، انتبه؛ لا ثِمار لِمَن لَم يُحسن الاختيار، ويهرب من الاختبار، ويُهمل الاصطبار.

أثق بك، أعلم أنّك حريص عليك، وأعلم أنّك تُحاول ألف مرّة، لذلك أكمل ما بدأتَ به لو لِمَرَّةٍ واحدة، واعلَم أنّ لكلِّ طريقٍ ثمن، قد تدفعه من وقتك، من قلبك، لكن عليك أن تكون مُستعدًا لدفعه، لأنّك اختَرت، تَمَّم الله لك الغاية يا فتىٰ.

لن أسألك عن التّراكمات، كُلّنا نَقَعُ في شِباكها، لكنّي سأهمِس لك: أن انتبه عليك، تَفَقّد نفسك بين فترةٍ وأخرىٰ، تَخَفّف من أحمالك قليلًا، خَفِّف ألفَ صورةٍ ومقطعٍ وموقعٍ وبرنامجٍ ومسار، وخُذ جُزءًا حتّى يصير كُلًا، واجمَع القطعة بعد القطعة، حتّى تكتمل لوحتك.

حمىٰ الله قلبك المُحاول، الّذي يعتصر كلّ يوم باحثًا كيف يكون مؤمنًا قويًّا، عُمَريًّا، مُحاولًا، مؤثّرًا، مستقيمًا، وأُمّـة.