منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    "حرب" ترميم الروح العسكرية المنهارة!

    "حرب" ترميم الروح العسكرية المنهارة!
    جثة جندي إسرائيلي
    الحرب الشاملة والوحشية التي يشنها الجيش الصهيوني على لبنان..تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك دموية الكيان الصهيوني والتي ليست في حاجة إلى دليل جديد لكنها تؤكد في الوقت نفسه الهستيرية في محاولة ترميم الروح العسكرية المنهارة داخل الجيش الصهيوني، بل وداخل المجتمع نفسه، التي خلفها خطف الجندي الصهيوني في عملية كبيرة "تبديد الوهم" التي قامت بها المقاومة الفلسطينية ثم عملية حزب الله الأخيرة "الوعد الصادق" التي نجح من خلالها في اختطاف جنديين إسرائيليين.. عمليتا اختطاف متتاليتان تمثلان ضربة لهيبة الجيش الذي يروجون بأنه لا يقهر أفقدته توازنه فصب جام حقده ووحشته على المدنيين في غزة ثم على الشعب اللبناني.
    توقيت عملية "الوعد الصادق": العملية التي نفّذها حزب الله لفتت نظر الجميع، ووّجهت الأضواء الإقليمية والدولية الشعبيّة والرسميّة باتّجاهه وباتّجاه الساحة اللبنانية، وعندما نتحدّث عن حزب الله يجب ألا نسقط من حساباتنا وجود ثلاثة أطراف رئيسة منخرطة في المعادلة هي سورية، إيران والكيان الصهيوني. هذه الأطراف دأبت على اللعب ضمن أطر وقواعد اللعبة السياسية التي تمّ وضعها بعد الانسحاب الكيان الصهيوني من جنوب لبنان والتي تتضمّن قواعد واضحة للاستفزاز وسبل الرد والرد المضاد التي يحق لكل لاعب اتّباعها ضمن حسابات سياسية وعسكرية معقّدة.
    هذه المعادلة تأثّرت على ما يبدو بعمليّة "الوهم المتبدّد" التي خاضتها الفصائل الفلسطينية ضدّ الجيش الصهيوني، فأراد توجيه رسالة قوّية إلى سوريا مفادها أنّه لا يمكن تغيير قواعد اللعبة هذه والعودة إلى الوراء، عندما حلّقت الطائرات الصهيونية فوق الأراضي السورية، كما تمّ الإعلان عن ذلك آنذاك. ولم يتأخّر الرد عبر حزب الله بهذه العملية التي جاء توقيتها ليخدم مصالحه أيضاً في أجندته الداخلية والخارجيّة، ويرد لسورية بطريقة غير مباشرة موقعها القوي في لبنان ويغطّي بطريقة غير مباشرة أيضاً المجازر الدائرة في العراق.
    على الصعيد الخارجي، فقد جاء توقيت العملية متقاطعاً مع المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزّة وتلك التي ترتكبها "فرق الموت" في العراق. العملية أبهجت الفلسطينين المعزولين عن العالم والذين يتعرضون لحملة مجازر منظّمة على مرأى ومسمع من العالم والأنظمة العربية، بحيث تصبّ هذه العملية في إطار التخفيف عن الضغط داخل فلسطين.
    وفي حين كانت الحكومة الصهيونية تعلن عبر موقعها "معلومات الإرهاب" عن متابعتها لتحرّكات "القاعدة" في إفريقيا والعالم لاستهداف المصالح الصهيونية، وعن عزمها ضرب ما تسميه ب "الإرهاب" الفلسطيني في غزّة، فاجأها حزب الله ونجح في أسر جنديين.
    على الصعيد الداخلي اللبناني، على الرغم من أنّ الواقع اللبناني يشهد انقساماً حالياً حيال الموقف من حزب الله والذي انعكس جزء منه في البيان الوزاري للحكومة الرافض لتبني العملية أو دعمها، بالإضافة إلى تصريحات بعض القادة اللبنانيين، إلاّ أنّ العملية أعادت حشد كم كبير من التأييد الشعبي للحزب، خاصّة بعد أن كان هذا التأييد قد بدأ يتفّكك منذ اغتيال الحريري والجدال اللبناني الداخلي حول ضرورة سحب سلاح حزب الله، على قاعدة أنّ جميع الأحزاب قد سلّمت سلاحها سابقاً، وضرورة عدم انفراد الحزب بالقرار اللبناني، إلى جانب التزام الحكومة بتطبيق القرارات الدولية ومنها القرار 1559.
    ففي إطار البيان الحكومي، يشير البعض إلى أنّ قرار الحكومة كان مدروساً، وذلك لسحب ذريعة الصهاينة من استهداف لبنان لكون الحكومة اللبنانية مسؤولة عن العملية التي استهدفت خطف الجنديين، وأن الاعتراض من قبل وزراء حزب الله عليه يدخل في إطار توزيع الأدوار لا أكثر. وفي جميع الأحوال نعتقد أنّه على الحكومة تغيير موقفها نحو التضامن الكامل بعد أن تخطّت الردود الصهيونية ما كانت تخشى الحكومة اللبنانية وقوعه.
    على الصعيد الخارجي اختلطت الأوراق والمواقف، وقد بدا واضحاً حرص كل من الصين وروسيا على تشكيل رأي متوازن يحرص على إدانة الهجوم الصهيوني من جهة، ويطالب لبنان بتسليم الأسرى من جهة أخرى. فيما جاء الموقف الأمريكي كما المعتاد إلى جانب "إسرائيل" مسانداً لها ولاعتداءاتها تحت شعار "حق الدفاع عن النفس".
    سيناريو التحركات الصهيونية
    لجأت القوات الصهيونية سريعاً وبعد الاجتماع الوزاري المصغّر إلى وضع لائحة بسلسلة من الأهداف الحيوية والاستراتيجية التي سيتم استهدافها في لبنان ومنها: الجسور، محطّات الكهرباء ومحطّات الهاتف والمياه وربما المطار، بالإضافة إلى أماكن حيوية أخرى سواء كانت تابعة للجيش اللبناني أو على مواقع الأحزاب والمخيمات الفلسطينية في لبنان.
    والهدف هو مما رسة ضغط كبير على الحكومة اللبنانية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، عبر عملية "الثمن الرادع"، وذلك في محاولة لدفعها لتطبيق القرار الدولي 1559 ونزع سلاح حزب الله أو بتّ أمره نهائياً، و ليس من أجل استرجاع الجنديين كما يقال.
    وانطلق التحرك الصهيوني
    سياسياً: من خلال تحميلها الحكومة اللبنانية المسؤولية عن نقل وتصعيد الملف دولياً من خلال مجلس الأمن أو من خلال القوى الدولية كما تابعنا وعلى رأسها أمريكا، وبالتالي تبرير استهداف كل ما يتعلّق بها ويتبع لها، فحزب الله ليس لديه مراكز ثابتة ومعروفة ليتم قصفها وبالتالي سيكون من الأسهل قصف مواقع حيوية تابعة للدولة اللبنانية.
    اقتصادياً: تحميل الحكومة اللبنانية خسائر اقتصادية ضخمة من خلال ضرب الأهداف الحيوية والمرافق الاستراتيجية وتعطيل وشل الاقتصاد اللبناني السياحي والخدماتي لفترة طويلة، على أمل أن يحدث هذا ضغطاً شعبياً متململاً من الخسائر مضاداً لحزب الله يدين تصرّفه غير المحسوب.
    عسكرياً: قام الجيش الصهيوني بقصف جوي موسّع وبحري مركّز وبتوغّل برّي عسكري، وذلك لسلب حزب الله قدرته على قصف المستوطنات في شمال فلسطين المحتلّة، من خلال احتلال المواقع والبلدات اللبنانية الموازية للحدود، ودفع الحزب بالتالي إلى التراجع دون هذه المناطق، وهو الأمر الذي فشل، حيث يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على حيفا والمدن الصهيونية. وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن الحزب يملك صواريخ كاتيوشا يبلغ مداها بين 10 و20 كلم، وصواريخ "فجر 3" و"فجر 5" والتي يقول البعض إنها قادرة على قطع مسافة بين 30 وأكثر من 60 كلم وسيكون لها تأثير كبير في حال دخولها اطار المعركة الحالية.
    كما أنه من الممكن جداً أن تستهدف قوات الاحتلال مناطق حساسة داخل العمق السوري، في محاولة لاستدراج سورية إلى المعركة، مع العلم بأنّها غير قادرة على الرد المباشر على التصرفات الإسرائيلية في هذه المرحلة بالطرق العسكرية.
    الهدف الرئيس لهذه العملية ليس احتلال لبنان، بقدر ما هو تصعيد الوضع بدرجة كبيرة جداً خلال فترة قصيرة، مع محاولة كسب الصف الدولي والغطاء الدولي، خاصّة من قبل الولايات المتّحدة الأمريكية، وذلك لأنّ الكيان الصهيوني أيضاً لا يمكن أن يتحمّل أن تمتد هذه العملية من الناحية الزمنية وقتاً طويلاً لأسباب اقتصادية ونفسيّة داخلية تتعلّق به وللضغط الدولي الذي قد ينشأ لاحقاً. بالإضافة إلى تحقيقها عدداً من الأهداف التكتيكية ومنها:
    أولاً: إعادة الاعتبار إلى الآلة العسكريّة الصهيونية وقوّات الجيش وإحياء الروح لدى الجنود المنهارين لديها، وإحياء عقيدة الردع الإسرائيلية التي منيت بهزائم كبيرة في الداخل الفلسطيني واللبناني.
    ثانياً: الإعلان لذوي الأسرى "الإسرائيلين" والشعب أنّ "إسرائيل" لا تسكت على اختطاف جنودها وبالتالي رفض التفاوض على إطلاق سراحهم مقابل الأسرى في سجونها، لأنّ ذلك من شانّه أن يكرّس قاعدة اختطاف جنود "إسرائيليين" ومبادلتهم بمطالب تضّر بمصلحة "إسرائيل" العليا وفق وجهة نظرهم الخاصة.
    ثالثاً: استغلال الأضواء التي سيتم تسليطها على العمل العسكري في لبنان من أجل الإمعان في ارتكاب المجازر في غزّة، بعيداً عن الضغوط الدولية والإقليمية التي ستكون مشغولة بالملف اللبناني العاجل، خوفاً من تفاقم الأوضاع وتدهورها فيه، وجر المنطقة إلى تداعيات لا تعرف عقباها.
    رابعاً: محاولة استغلال نتائج هذه الحملة على لبنان لمطالبتها بالإفراج السريع وغير المشروط عن الأسرى من جنودها لدى حزب الله، والضغط على الحكومة لتجريد حزب الله من سلاحه، بعد تأليب الرأي العام المحلي والدولي ضدّه.
    خيارات "الصهاينة" بشأن الأسرى
    من الناحية العملية، يبدو أنّ الكيان الصهيوني لا تملك إلاّ خياراً واحداً وهو القبول بعمليّة تبادل الأسرى. لأن الرفض العلني الذي تقوم به "إسرائيل" لأي عملية تبادل مع حماس أو حزب الله هو مجّرد ضوضاء إعلاميّة، الهدف منها إبقاء الثقة قائمة بين الصهاينة في أنّ حكومتهم ستتصرف بحزم مع مثل هذه الأعمال وأنّها لن تتفاوض على هذا الأمر. لكنّ الوساطة قد تبدأ قريباً وعندها سيكون الوسيط الألماني من أقدر الجهات على الولوج في ملف الأسرى، نظراً لخبرته السابقة في هذا المجال ولتوسطه أكثر من مرّة لدى الطرفين.
    أمّا الخيار النظري فهو يشمل إمكانية التصعيد الكبير على جميع الجبهات السياسية والاقتصادية والعسكرية من أجل دفع لبنان إلى تسليم الأسرى، لكنّ هذا السيناريو يواجه تعقيدات كبيرة أبرزها تصاعد الرعب الصهيوني الداخلي بعد وصول صواريخ حزب الله إلى داخل "إسرائيل"، إضافة لحالة الفوضى في المنطقة بما يهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية معاً وتطيح بالنخبة اللبنانية التي تعمل الولايات المتّحدة على كسب ثقتها والتعاون معها في عدد من الملفات والقضايا الساخنة إقليمياً.
    وفي هذا المجال، فإنّ "إسرائيل" قد تحد من نشوة حزب الله بالفوز الكامل بتبادل هكذا، وذلك عبر الموافقة على تبادل يشمل الأسرى اللبنانيين فقط مقابل الأسرى الإسرائيليين" لدى الحزب، وهكذا تكون الأفراح الفلسطينية قد ذهبت أدراج الرياح كما حصل في عملية التفاوض الأولى على إطلاق سراح الأسرى والتي أفادت الطرف "الإسرائيلي" أكثر مما أفادت الطرف اللبناني، خاصّة بعد أن فشلت الصفقة في إطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين " سمير القنطار".
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    حثة جندي اسرائيلي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    مقال واقعي ومنطقي
    والحمد لله ان الامريكان واليهود حملوا خسارة معنوية نفسية برغم اعطاء امريكا لهم مساحات من الوقت لكي ينجزوا اي انجاز يعيد لهم ماء الوجه

    ولكنهم فهم بخسارة تلو الخسارة وان شائ الله يتدمروا تدميرا

المواضيع المتشابهه

  1. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 09:36 AM
  2. اسقاطات على "مفاتيح لزنزانة الروح"/ريمه الخاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-16-2013, 06:49 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 07:03 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 08:43 AM
  5. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 06:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •