منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    التاريخ الفلسطيني المعاصر

    الحاله الفلسطينية
    في الحديث عن النضال الوطني الفلسطيني تقف حركة فتح بشموخ على رأس كل الأحزاب والتنظيمات الوطنية والقومية والإسلامية الفلسطينية في مرحلة ما بعد النكبة الفلسطينية عام 1948م ، والتي شهدت الوصاية العربية الكاملة على القضية الفلسطينية حتى نكسة الجيوش العربية في يونيه 1967م ، والتي تبعها تحول الموقف العربي الرسمي من حالة التوحد إلى حالة التضامن ،تاركة الحرية للشعب الفلسطيني في أن يتولى مصيره بنفسه ، حين سارعت فتح ، كحركة قائده ، لتمسك بزمام القضية وتعلن شعارها : في القرار الوطني الفلسطيني المستقل ، مسنودا بالكفاح المسلح ، داخل وخارج الوطن المحتل ضد العدو الصهيوني والكل خلف فتح كانوا يلهثون ، ومع الوقت يتراجعون ، يتشققون ، ويتوالدون فتتحول حركة القوميين العرب إلى ما يقارب العشرة تنظيمات صغيره لا تغني ولا تسمن من جوع ، والتنظيمات التابعة لدول الطوق العربي حدها معروف ولا يزيد عن كونها جهاز امني تابع لهذا النظام او ذاك ، ترضى إذا ما رضي ، وتزايد إذا ما غضب ، واستمر هذا الحال حتى معركة بيروت والخروج من لبنان العام 1982م، لتبدأ بعده مرحلة جديدة في النضال السياسي الوطني الفلسطيني بقياده " فتح " ، انفتحت خلالها على العالم كله ، ومدت قنوات الاتصال باتجاه أوربا الغربية والأمريكان ، وجاءت الانتفاضة الفلسطينية المباركة في 9/12/1987م ، تتويجا لمرحلة الهجوم الوطني الفلسطيني على معاقل العدو في كل مكان ، وأثمر هذا الهجوم عن اعتراف 88 دوله بإعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تم الإعلان عنه في الجزائر يوم 15/11/ 1988م . ونتيجة لكل هذه المعطيات ، كان القرار الأمريكي بالتعاطي مع حركة فتح ومنظمة التحرير يسير بخطى حثيثة من مرتبة السفراء إلى مرتبة الرؤساء ، ووصل إلى التوقيع على مبادي اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني في واشنطن بحضور الرئيس كلينتون ، واسحق رابين، والرئيس / ياسر عرفات ، لتبدأ مرحلة التحول من حالة النضال إلى مشروع انشاء سلطة وطنية في الضفة الغربية وقطاع غزه ، لا تزال حتى يومنا هذا ( عام 2008) مشروع ، لم يتحول إلى كيان ، انقسم فيه الأخوة إلى اعداء ، وبات الهدف الوطني هو : تحقيق المصالحة الوطنية ، قبل اجبار العدو على الانسحاب ، وتلك هي مأساتنا الآن فأين أخطأنا وأين أصبنا ؟؟ وهل كانت الأزمة في القيادة ، أم أنها أزمة قواعد ؟؟ وهل الأزمة هي أزمة فتح أم أنها أزمة الشعب والقضية ؟؟ هل هي أزمة النظام الإقليمي العربي برمته ؟؟ أم أنها أزمة فوضى خلاقه تريد أمريكا نشرها في دول العالم العربي والإسلامي تمهيدا لسيطرتها الكاملة على النظام الكوني بأسره ؟؟
    أسئلة تحتاج إلى إجابات والاستقراء أو الاستغراق فيها للخروج بالاستنتاجات يحتاج إلى تحليل تاريخي ، يعود بنا إلى الوراء ، ويقودنا إلى تحليل للعلاقات الدولية ومتغيراتها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى نهاية الاتحاد السوفييتي السابق ، ثم انهيار النظام الرسمي العربي بموافقته على حصار العراق وإعدام الرئيس/ صدام ، وحصار فلسطين واغتيال الرئيس / ياسر عرفات !!!
    أننا أمام قضيه مرت بعناوين رئيسيه وتاريخيه على النحو التالي :-
    أولا : الحركة الوطنية الفلسطينية في ظل الانتداب البريطاني .
    ثانيا : الوصاية العربية على الشعب والقضية (1948- 1967)
    ثالثا : حركة فتح القائدة للنضال الفلسطيني ( 1967- 1987)
    رابعا : الأزمة الوطنية بين الثورة والسلطة ( 1988 – 2007)
    خامسا : الحل الممكن ، والحل المستحيل !!!
    وعلى كل من يتصدى للبحث والتحليل في هذه العناوين ، أن يتسم بالحيادية في الطرح والاستقراء ، مؤكدين على أمر واحد أثبتته الأحداث بأن القضية الفلسطينية أكثر تعقيدا مما يعتقد البعض من المحللين العرب أو الفلسطينيين ، وبعدها الدولي ، ملتصق ببعدها الإقليمي والعربي ، وأزمتها الفكرية بين الوطنية والدينية ، مرتبطة حتما بصراع الحضارات ، وأن الاعتقاد بوجود خلاف داخلي بين الأشقاء لا يمكننا التسليم به ، دون ربطه بالمحيط الخارجي ، خاصة وأننا في مرحلة ما قبل قيام الدولة ، ومن العبث أن نصدق أنفسنا ، بادعاء الاستقلالية ورفض التبعية ، ونحن نعيش مشردين أو محاصرين في فلسطين وخارجها ، مضطرين طوعا أو كرها على الانضباطية والالتزام بقوانين الحكام ، فنحن الشعب المتعلم الوحيد المحكوم بشريعة الغاب في عالم يدعي بعضه الانتماء للعروبة والإسلام، وبعضه يزايد بالديمقراطية الغائبة عن العرب والمسلمين ، وهدفه القضاء على العروبة والإسلام .
    وبالنتيجة : المسائل كلها متداخلة ، وتحتاج مرادفات للتناقضات ، وحلول تطالب بالأمن والأمان ، وبالمرتبات ، وتحتاج الماء والغاز والكهرباء، وأيضا العلاج ، والتحدي أو العناد لا ينفع في وجه الاستبداد ، كما أثبتت الأحداث أن الخضوع والاستسلام ، لن يقدم لنا سوى المذلة والهوان !!!
    الكاتب / يسري شراب

  2. #2

    ايلول الاسود

    أيلول الأسود
    في يونيه 1967 حدثت النكسة العسكرية العربية
    احتلت إسرائيل أراضي قطاع غزه والضفة الغربية وسيناء المصرية والجولان السورية
    وكانت المبادرة من حركة فتح بإعلان الكفاح المسلح على إسرائيل والصهيونية
    وانطلق أبو عمار إلى رام الله وغزه المحتلتان لينظم الخلايا الفدائية
    وجاءت معركة الكرامة في 21-22/3/1968م
    التحم ثلاثمائة فدائي من فتح مع الحامية العسكرية الاردنيه في منطقة الكرامة وواجهوا فرقة عسكرية إسرائيليه إليه كاملة العدة والعتاد مسنودة بالهيلوكبتر والطائرات الحربية
    وبلغت الخسائر مائتان وخمسون أصابه إسرائيليه بشريه مقابل مائة شهيد فلسطيني ومثل نصفهم من الجيش العربي الأردني ووقف الملك حسين يومها يعلن انتصار أبطال العرب فلسطينيه وأردنيه قائلا : أنا الفدائي الأول
    وحدثت تطورات من تنظيمات يساريه أزعجها الفكر المقاوم فاختطفت طائرات مدنيه وأعلنت قيام دوله فلسطين في مطار الزرقاء الأردني
    فكانت الهجمة الاردنيه العسكرية على معاقل المقاومة واغلبها كانت فتحاويه
    للأسف الشديد كانت التنظيمات اليسارية التي أقامت دوله فلسطين في الزرقا أول المنسحبين إلى سوريا
    وكانت الحرب الاهليه المعروفة بمجازر أيلول الأسود في سبتمبر 1970م
    دمر معسكر الوحدات الفلسطيني كاملا وأصيب أكثر من خمسة وعشرين ألف فلسطيني بين قتيل وجريح وسجين كان بينهم أربعه من قاده فتح على رأسهم أبو إياد - صلاح خلف - وأبو اللطف - فاروق قدومي - بينما كان أبو عمار متمركزا في موقع الإذاعة الفلسطينية القريب من السفارة الفلسطينية في العاصمة الاردنيه وجاء خروجه بحيلة مصريه مرتديا الثياب الخليجية الكويتية وكأنه احد أعضاء الوفد العربي الذي وصل عمان لوقف الحرب الاهليه ووصل إلى القاهرة حيث كان ينعقد اجتماع الملوك والرؤساء العرب لحل القضية وإنهاء الحرب الاهليه بضمانه من جمال عبد الناصر الذي لم يسعفه القدر ومات مكلوما على الفرقة العربية بأزمة قلبيه مفاجئه في نفس يوم المصالحة الاردنيه الفلسطينية وعاد الملوك والرؤساء العرب لتشييعه في جنازة لم يشهد لها التاريخ مثيلا - رحم الله ناصر العرب -
    تلك قصة أيلول الأسود التي خرج بعدها الفلسطينيون إلى لبنان وهناك بدؤوا تنظيم أنفسهم بقياده فتح مرة أخرى وقد ظهرت منظمة جديدة بين التنظيمات الفلسطينية اسمها أيلول الأسود أسسها أبو إياد - صلاح خلف - الذي كان يعاني من ألام معنوية لسجنه في الأردن خلال الحرب الاهليه وكانت للمنظمة عمليات مؤلمه لإسرائيل مؤلمة جدا وأهمها عملية ميونيخ عام 1972م ثم مشاركتها في حرب الخداع العربية مع المخابرات المصرية في ما سمي بعملية صواريخ جرا ناد المعدة لإسقاط طائرة جولدا مائير في روما عام 1973م وكان أبطال هذه العملية / الشهيد عاطف بسيسو ومعه المناضل / أمين الهندي الذي عين رئيسا لجهاز المخابرات العامة الفلسطينية بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وكان من قادة أيلول الأسود أيضا / علي حسن سلامه الذي اغتيل بأيدي عملاء المخابرات الاسرائيليه في بيروت عام 1978م - تاريخ طويل وحافل لأيلول الأسود
    يجب أن يكتب في صفحات من ذهب لتتعرف إليه أجيال الثورة الفلسطينية المعاصرة

  3. #3

    بين الانجاز والاعجاز

    الفلسطيني : بين الانجاز والإعجاز

    الإعجاز انتفاضة أطفال الحجارة
    الانجاز قيام السلطة الوطنية الفلسطينية رغم :-
    الحرب الاهليه في الأردن 1970/1971
    الحرب الطائفية في لبنان ( 1974 - 1981
    الحرب الاسرائيليه ضد الثورة من الكرامة 68 - وحتى حرب بيروت عام 1982
    الحرب السورية على الثورة عام 1983
    حرب العرب ضد العرب طوال التسعينات .
    الانجازات بحسب الأجيال هي
    انجاز الجيل الأول في التأسيس والانطلاقة لحركة فتح رغم الوصاية العربية
    انجاز الجيل الثاني في الاستمرارية وكانت أداتها النقابات المهنية خاصة الطلابية
    انجاز الجيل الثالث في ديمومة الثورة داخل الأرض المحتلة ( 1967- 1982)
    انجاز الجيل الرابع في الحفاظ على انجازات الأجيال السابقة بعد الخروج من لبنان
    انجاز الجيل الخامس هو الإعجاز الفلسطيني في انتفاضة الحجارة ولادة جديدة
    وألان ما الذي سيقدمه الجيل السادس من انجازات ؟؟؟
    إعجاز جديد لو تحقق من الجيل السادس انجاز العبور إلى قيام الدولة !!!!

  4. #4

    رموز الفتح المبين

    رموز الفتح المبين

    حركة فتح قبل الخروج من الأردن عام 1971لها رموز ثلاث وهم
    أبو على إياد وأبو صبري صيدم وأبو عمار
    وبعد الخروج من الأردن إلى لبنان كانوا رموزها أيضا ثلاثة هم
    أبو عمار وأبو جهاد - خليل الوزير - وأبو إياد - صلاح خلف -
    وبعد الخروج من لبنان لم تتغير الرموز الثلاثة بل زادت إلى خمسه حسب معطيات المرحلة السياسية في الثمانينات فكان أبو مازن وأبو اللطف مع أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد
    انظروا إلى هذه الخماسية الفذة
    في الوسط أبو عمار وعلى يمينه أبو مازن وأبو اللطف وعلى يساره أبو جهاد وأبو إياد
    استشهد أبو جهاد عام 1988م ومن بعده أبو إياد عام1990م ثم أبو عمار عام 2004م
    وأطال الله في عمر الرمزان الباقيان / أبو مازن الرئيس وأبو اللطف الأمين
    فهل هناك من قامات وهامات وأفذاذ مثل أولئك الرموز السبعة لفتح الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أبو جهاد

    أين أمثالك يا أبا جهاد
    أين رجالك والبطولات
    رايتك مرة قبل ثلاثين عام في ندوة خاصة رجل الإستراتيجية الفلسطينية المغوار
    وقبلها رايتك في مؤتمر وطني عام مرتان
    مع غصن الزيتون الذي رفعه الختيار تبتسم للرافضين من اليسار
    وكنت الرقم الصعب في المشوار كنت القائد المغوار لا تفارقك ابتسامتك
    وفي طرابلس جاءك أبو عمار عام 1983م يحميك من فتنة الغدار
    فعاتبته خوفا عليه تسأله لمن تترك الساحة يا أبو عمار
    أنا هنا أتعامل مع العملة وصبيان الأشرار وأتلاعب بهم كما أشاء
    طوقت دباباتهم المؤجرة وقلت لا للحصار
    كانت طرابلس والبقاع كلها معك وأنت الجريح من حرب إسرائيليه قبلها بأيام
    كنت الإستراتيجية الثابتة وكان التكتيك للختيار
    وكنتما مكملان لبعضكما أنت وأبو عمار
    وكان استشهادك علامة فارقه
    شهادة الانتفاضة التي كانت شغلك الشاغل وإستراتيجيتك الاخيره قبل الاستشهاد
    أنت علامة فارقه فأين منك الرجال الرجال
    أين مثلك الآن يا أمير الشهداء

  5. #5

    قوافل الشهداء

    قوافل الشهداء
    ومع شواهد قبور الشهداء التي تحركت في غزة .. كانت قوافل الشهداء الفلسطينيين تتزايد , وبدأت الملحمة الفلسطينية في ذروة عطائها فتسجل كأول ثورة في العالم يتقدم قادتها ركب الشهداء وبعد أن يستشهد القائد " غسان كنفاني " تجري محاولة ضد المفكر " أنيس صايغ " .. ويتدافع ركب القادة الشهداء من فرنسا يستشهد محمود الهمشري .. ومن قبله يستشهد وائل زعيتر في إيطاليا .. حتي تصل الملحمة الفلسطينية ذروتها في المواجهة مع العدو الصهيوني وهي تكيل له الضربات في كل مكان فتجند كل قواها وتعبي كل مواردها لمواجهة الثورة الفلسطينية التي اقلقت راحتها وقتلت جندها وغربلت قادتها , وهجرت العديد من أفراد عصابتها خوفا وهلعا من ضرواتها .. كانت ذروة الملحمة في إبرير " نسيان " سنة 1973 بقواتها المحمولة والمنقولة بحرا وجوا وبمساندة من القوي العملية المتأمرة علي الثورة الفلسطينية .. لقد خططوا جميعهم لمواجهة اعتقدوا أنها ستكون حاسمة وفي الصميم ضد قيادات الثورة الفلسطينية .. عندما انطلقوا بكل خوفهم وبكل حقدهم وبكل ما يملكون من المكر والخديعة إلي مساكن ثلاثة من أكبر مفكري الملحمة الفلسطينية ألا وهم الثائر المهندس والمفكر كمال عدوان .. والشاعر الدبلوماسي الثائر كمال ناصر .. والقائد الثائر المنظر أبو يوسف النجار .. واستشهد الثلاثة في لية وكانت تلك الليلة أحلك ليالي الثورة الفلسطينية إذا تجاوزنا ليالي وأيام إيلول السوداء في الأردن .. لم يكن أحد ليصدق ما حدث لأنه حدث بتلك السهولة ولأنه حدث ضد أكبر عقول في الثورة
    وقد كتب خالد الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في كلمة رثاء عن أبو يوسف النجار يقول
    " شهيدنا أبو يوسف كل كتابة عنه ستكون ناقصة " لأن قضيته لم تكتمل بعد .
    في عام 1948 شارك في القتال ضد اغتصاب فلسطين وخرج مبتور الذراع فكان علامة تذكره بقضيته وبلثمن الذي تستحقه وحين وقف عام 1965 يعلن انبثاق الثورة لم يكن يمثل نفسه إنما كان يمثل جيل بأكمله .. لقد واجه التشرد والجوع والفقر . فقد حملته إحدي السفن من مخيمات غزة إلي سوريا وهو لا يملك ما يقيم أوده . وقد استطاع أن يبني لنفسه حياة خاصة مريحة تغري أي إنسان بالركون للراحة والهدوء .. ولكنه قرر الالتحاق بالثورة وحين دخل عالم القيادة كل مزيجا من التطريف والمرونة ومن الصراحة المنطلقة والصمت وقد استشهد أبو يوسف وتركنا فجأة وهو بهذا يبتعد قليلا عن جيله . يبتعد خطوة إلي الأمام يطل فيها ويراقب المسيرة وطالما أن هذه المسيرة ماضية في طريقها , سيظل هناك ما يكتب عنها ومتي تكتمل المسيرة ستبقي كل كتابة عن أبو يوسف ناقصة – لأن قضيته هي قضيية المسيرة .. وكان من شهداء الغرادان الثلاثة مع كمال عدوان وكمال نصارن بيروت 1973م
    أما فاروق القدومي ( أبو اللطف ) مسئول الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية واحد القادة الأوائل للثورة فقد كتب كلمته عن زميله الشهيد " كمال عدوان " قائلآ :
    لقيته لأول مرة في مدينة الدمام بالسعودية وكان كلانا يعمل في شئون البترول كان شابا في مقتبل العمر جاء إلي السعودية ليتدرب في حقل اختصاصه التقينا وجمعتنا الثورة ... ومرت السنوات الطوال لنلتقي مرة أخري في عمان حيث جاء كمال ليتفرغ بشكل نهائي للعمل النضالي . وتسلم كمال مكتب الإعلام وكان دائم البحث والتنقيب عن كل طاقة ثورية ليحشدها في مكتبة المتواضع .
    لقد كان في كمال عدوان من صدق الثائر وجرأته مما يعجز الواقع عن تحمله فيثير فيه بكلماته وأعماله موجات متلاحقة من التأزم فيجعل هذا الواقع قلقا مستنفرا يبحث عن الحقيقة بكل ما فيها من مرارة وعن الخلاص بكل ما فيه من شخصيات ... في كمان رفعت الثورة شعارها "أيها الرفاق اصعدوا إلي الجبل " فكان أول لبي النداء وأصبح إعلام الثورة يصدر من جبال السلط وكهوفها . لقد أخرج جريدة فتح وأشرف علي إدارتها وكان مشروع روجرز بداية الانفجار في نفسه وخاض نتيجة ذلك حربا ضروسا ضد كل الخصوم حتي فقدنا إحدي وسائل إعلامنا الكبري فبحث عن كل وسيلة محلية يستخدمها ويطورها ليسد كل عجز وفي إيلول كان جنديا مقاتلا وقد عا في عمان بعد أحداث إيلول وعاني ما عاناه كل المقاتلين في عمان ثم في جرش ودبين . ثم خرج إلي دمشق وبيروت ليعيد بناء الإعلام من جديد رحمة الله فقد كان رجلا في ثورة وثورة في إنسان ...
    أما أبو أياد صلاح خلف القائد الفلسطيني فقد كتب كلمة في كمال ناصر صديقه ورفيقه في مسيرة النضال
    يقول فيها :-
    أصعب من الرثاء أن أكتب عنه بموضوعية تامة لأنني أفقد موضوعيتي عند الحديث عن كمال ناصر الصديق والرفيق خاصة ان استشهاده فضلا عن استشهاد رفيقين إلي جانبه من أعز الرفاق مزق استشهادهم بقايا الحزن في نفوسنا ولأن الثورة كانت حبه الكبير الذي أعطاه عصارة أفكاره وعاطفته وله في حبه ما لكل المحبين من عذابات وجراحات وكان شهيدنا يغار علي الثورة من الحاقدين عليها باسم النقد وأكثر ما كنت أراه غاضبا ساخطا عندما كان يسمع أن زعيما عربيا يتشدق من فوق المنابر بكلمات النقد والتجريح وكان يصرخ مجروحا " هؤلاء لا يحق لهم أن ينتقدوا لأن انتقاداتهم من موقع التربص وليس من موقع التفهم لواقعنا والالتزام بخطنا "

    وفي مناسبة العبارة الاخيرة للشهيد كمال ناصر فقد كانت المسيرات الجماهيرية والجنائزية قد ملأت الشارع العربي خاصة في سوريا ولبنان ومصر والعراق وليبيا ... عند استشهاد القادة الثلاثة 1973 م .. وقد كان تعداد الفلسطينيين يقارب الثلاثون ألفا في القاهرة تجمعوا في ميدان التحرير في مظاهرة صامتة بينما كانت الجموع تهتف بأعلي صوتها في ذلك اليوم الحزين وتقول بحنجرة واحدة :
    ... مين اللي قام تيدافع ... مين اللي هز المدافع ... غير الأبطال الفدائية ... ثلاثون ألف يرددون بنفس واحد بعد أن تردد أصوات بعضهم من أول ميدان التحرير إلي آخر ميدان التحرير في ذلك اليوم كانت الجماهير المصرية الحاضرة يباركون المسيرة معجبين بها ومؤمنين بهتافاتها وخاصة الهتاف الصارخ :
    مين اللي قام تيدافع ... مين اللي هز المدافع ... غير الأبطال الفدائية .. تلك المسيرة الجنازية تحولت بحناجر الشباب إلي مظاهرة عارمة هادرة مع ذلك الحدث الجلل في لحم الثورة الفلسطينية الذي كان ذروة الملحمة في حق المفكرين والقادة الفلسطينيين دلالة علي أن المفكرين داما هم صناع الملحمة وقادة التطور والثورة علي التخلف .. في ذلك الحدث كانت لمحمود درويش قصيدة ونحب أن نشير هنا بأن أشعار محمود درويش لها طعم الملحمة ذاتها لأنه منذ أن خرج من فلسطين المحتلة في أول السبعينات وعاش في القاهرة لثلاث سنوات وانتقل بعدها ليعيش في قواعد الثورة ومراكزها من خلال انتظامه في العمل كمستشار في مركز الأبحاث الفلسطينية التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية مثل الخروج من بيروت والاستقرار في باريس .

  6. #6

    رد: التاريخ الفلسطيني المعاصر

    ركب الشهداء
    وركب المواليد

    ----------
    الشعب المقاتل لا يقتل ولكنه يستشهد , وقال تعالى
    " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " .. صدق الله العظيم .
    فيا شعبنا الفلسطيني الذي يقاتل بضراوة وشراسة في صور وفي صيدا ,
    ومن شارع إلى شارع في مخيمات البص والرشيدية والمية ومية وعين الحلوة .. يا شعبنا أنت تعطش , وكل قطرة دم تنزفها تنبت بدلا منها بذور الخير والعطاء والفداء لأجيال ولدت ولأجيال لم تولد .
    شعبي الفلسطيني يتكاثر ويحب الإنجاب ,
    وكل اسرة منه تفضل أن تزيد عدد الأبناء على العشرة إن شاء الله ليس حبا في التكاثر والإنجاب وحده ,
    ولكن امهاتنا وآباءنا ليلة الزفاف يتفقان على هذا المبدأ لأنهم سيعدون خمسة لفلسطين يضحون بأجسادهم دفاعا عن النصر وعن الكرامة الفلسطينية كي يعطوا الفرصة للخمسة الآخرين في التكاثر والإنجاب مرة اخرى محافظة على الجنس الفلسطيني
    ولتبقى المعركة مستمرة والثورة مشتعلة دائما , لان شعبي قرر أن تكون ثورة حتى النصر ...
    إنهم يخططون للإبادة ...
    وشعبنا الفلسطيني ذكي يخطط للولادة ..
    وما بين إباداتهم وولاداتنا , المعركة مستمرة حتى الفناء .
    ويا امهاتنا , واباؤنا في حاصبيا والنبطية وصيدا وصور وكل مناطق القتال الدائرة في جنوب لبنان
    تزاوجوا وتكاثروا وسوف يجد أبناؤكم طريق مستقبلهم , وليموتوا بغيظهم
    الشهداء من فلسطيننا كثيرون منذ سنة 1948 , سنة 1956 , سنة 1967 , وسنة 1982 يستمر ركب الشهداء ,
    وليستمر أيضا ركب المواليد ..

المواضيع المتشابهه

  1. القيم الاساسية بين مطرقة التاريخ وسندان اوسلو في المجتمع الفلسطيني
    بواسطة عماد موسى في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-19-2016, 07:27 AM
  2. القيم الاساسية بين مطرقة التاريخ وسندان اوسلو في المجتمع الفلسطيني
    بواسطة عماد موسى في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-02-2015, 09:49 AM
  3. ملامح أكبر جريمة سطو سياسي في التاريخ العربي المعاصر
    بواسطة أسامة عكنان في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-30-2013, 02:46 PM
  4. التاريخ المصري المعاصر في القرن العشرين
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 09-01-2009, 09:55 PM
  5. نقش الملك التوراتي يهوآش… نموذج لتزوير التاريخ الفلسطيني
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-20-2008, 05:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •