منقول:

اقرأوها بتمعن....
إستقالة الدكتور "عاطف الحوت" مدير مستشفى ابو يوسف النجار
في مدينة رفح،جنوبي قطاع غزة،من حركة حماس ومن عمله بوزارة الصحة
بقطاع غزة، حيث كتب فقال :
.......
أيها الفاشل...!
لا أجد كلمات او عبارات تصف اسلوبك او طريقتك بالعمل، فلم يخطر ببالي سوى كلمة واحدة وهي كلمة فاشل. ولكن هل انت فاشل حقا ام نحن العبيد الذين لا يحق لنا الاعتراض او النقد ويجب علينا الطاعة والاستمرار بالعطاء لاننا مشروع تحرر وتحت الحصار من الصديق قبل العدو..؟!
هل انت ديكتاتور ام مغلوب على امرك ولا تنام اليل من هموم الوطن والمواطنين وتبذل الغالي والنفيس من اجل التخفيف عن الشعب أثار الحصار...؟!
بالله عليك من انت حقا فهل انت ملاك ام شيطان...؟!
فلا خير فينا ان لم نقلها ،ولا خير فيكم ان لم تسمعونا...!
وكيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ........فهل نحن عبيد .....وهل استعبدتمونا ....وهل انت فاشل ام نحن الفشله لاننا صمتنا .......وهل .. وهل...وهل؟ أسئلة كثيرة تدور بخاطري ولا أجد لها الا كلمة واحدة تتردد وهي : انت فاشل وصمتي وصبري ليس دليل على عبوديتي لك بل احتسابا لوجه الله.
ولكن لماذا اتهمك بالفشل وانت محاصر ومغلوب على امرك فاسمع مني يرحمك الله وقل لي ما رايك.
بداية الحكاية تعود لاكثر من 14 سنة وبالتحديد عام 2004 عندما علمت (اسرائيل) بان الخطر الحقيقي الذي يهددها ليس التنظيمات لا فتح ولا حماس او الجهاد او غيرها بل الوحدة الفلسطينية التي هي ممثلة بقيادات وطنية مثل الشيخ احمد ياسين والرنتيسي والقائد ياسر عرفات فقامت باغتيالهم في نفس العام ثم انسحبت عام 2005 وارسلت الرسائل عبر الوسطاء لدخول معترك السياسة والانتخابات مع علمها المسبق بنتائجها. وسعت لضمان نزاهتها وكانت الانتخابات 2006 وفازت حماس وحوصرت الحكومة وكان الفلتان الممنهج لتصل (اسرائيل ) الى غايتها الا وهو الانقسام عام 2007. وحوصرت غزة وتم قطع رواتب 4500 موظف مدني بالاضافة الى تعيينات 2005 والتنفيذية ولم تقطع رواتب اكثر من 50000 موظف ومنهم قيادات بالصف الاول.
وكان العدوان الاول بضرب البنية التحتية لكافة المقار الحكومية في 27/12/ 2007 فاستطاعت (اسرائيل) من تعزيز الانقسام وفتحت الابواب عبر الانفاق وادخلت علنيا الطعام والشراب واستفادت غزة او الحكومة بغزة بادخال الاموال والسلاح. ولكن الهدف الرئيسي ادخال المخدرات وتفتيت الوضع الاقتصادي فاصبح لدينا جيش من مدمني الترامال ،واصبح المواطن اما غنيا يمتلك الملايين او فقيرا لا يمتلك قوت يومه، وتلاشت تدريجيا الفئة المتوسطة حتى انعدمت فاصبحت الااراضي باسعار خيالية وظهرت السيارات الفارهه والمطاعم والفنادق والشاليهات وغيرها من مظاهر الترف التي لا تليق بوضع غزة المحاصرة، واصبح الهم الاكبر للمواطن هو الحصول على المال لبناء الفلل وشراء السيارات والترفيه وغيرها .
وهنا لا أقصد بالمواطن الانسان البسيط بل المواطن الذي يستطيع استغلال منصبه للوصول الى الرفاهيه. وبذلك ازداد الشرخ واصبحت سيدي متهما بعد ان كنت مقاوما وهنا فشلت في اللحظة التي يستطيع بها مواطن بسيط مثلي ان يتهمك..!
والسؤال الاهم ما دليلك؟ فحسب الشريعة البينة على من أدعى فاسمع يرحمك الله.............
انت فاشل عندما.............
1. رأيت الفلل والسيارات الفارهه ولم تطبق مبدأ من اين لك هذا.
2. سمحت لاصحاب المناصب باستغلال مناصبهم والاغتناء من ورائها ولم تطبق مبدأ عمر عندما قال لابنة(يا عبد الله بن عمر اغدُ إلى رأس مالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين"!! وقُضي الأمر؛ يبيع الإبل ويأخذ رأس ماله فقط ويجعل الربح في بيت مال المسلمين.. دون تذمر ودون نقاش حتى).
3. سمحت لنفسك باستخدام السيارات الحكومية وقمت بتوفيرها لاصحاب المناصب مع توفير البنزين خوفا على البريستيج، في حين يتوجه باقي الموظفين مشيا على الاقدام لعملهم ونسيت قول عمر لعمر(قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين)
4. رأيت الاختلاسات وتسترت عليها وقد تكون حاسبت المختلس او المخطئ سرا ونسيت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (فوالله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها). وقصة عمر بن الخطاب مع ابنه شارب الخمر ليست بخيال وعندما سأل عمر لماذا تقيم عليه الحد علنا فقال قولته الشهيرة (حتى ان مات والتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا له انا كنا نقيم العدل بعدك يا رسول الله)
5. بحثت عن مبررات لرفع الضريبة ،وقلت في اجتماع مع التجار (ليش زعلانين مهو المواطن اللي حيدفع ايش مفرقه معاكوا ).
6. بحثت عن مبررات لشراء سيارات الفورد لبعض المتنفذين، في حين لا تستطيع دفع الرواتب للموظفين ونسيت (اعطوا الاجير حقه فبل ان يجف عرقه).
7. شراء السيارات الفاخرة للجنه الادارية المشكلة بمبالغ خيالية في حين لا تستطيع توفير وجبات الطعام للمرضى بالمستشفيات.
8. حصول بعض المتنفذين على مستحقاتهم المالية بطرق وخدع مبتدعة ،في حين لا يستطيع من هم بحاجة حقيقية من الحصول على اقل القليل من مستحقاتهم بحجج واهيه
9. مكاتبكم تضاهي مكاتب رؤساء الشركات الكبرى ف اكثر الدول تقدما ورخاءا، في حين شعبكم يبحث في حاويات القمامة عن قوت يومه.
10. واخيرا استطيع الحديث عن الكثير والكثير ممن لا يروق لمواطن مكلوم مثلي، وانا انتظر مثل الكثير الدفعة الحزينة(40% من الراتب) التي اصبحت تشريعا منذ اكثر من 4 سنوات في حين ارى مواكب السيارات الفارهه والفلل والقصور والمشاريع الضخمة ليست للوطن ولكن لشخوصكم الكريمة.
لا استطيع الا ان اقول ما قال ربنا في محكم التنزيل (وقفوهم انهم مسؤولون) (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)
داعيا المولى لي ولكم بالهداية .
انتم تستطيعون بخطبكم الرنانة وبفنون الخطابة ان تجدوا المبررات وتقنعوا الكثير بصواب عملكم ولكن (عند الله تجتمع الخصوم).
تصبحون على وطن...!
Dr.Atef Hout