منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    أبو علي الكلاوي

    أبو علي الكلاوي 1887-1994 م
    ‏‎*************************
    حسن بن حسن الكلاوي الشهير "بأبو علي الكلاويي" ذاع صيته في فترته، نظراً لما تحلت به شخصيته من أدب تجلى في حسن خلق ودماثة تعامل .
    ‏‎ولد في حي الميدان العريق عام 1887م لأسرة ميسورة الحال، تحلى والده بصفات أهل حيه من شجاعة ومروءة وكرم،
    كان من أعيان الميدان وأعلام أسرته، وبالرغم من وفاة والده قبل ولادته بسبعة أشهر، إلا أنه ورث نبله من بيئته، نشأ حسن الكلاوي ليكون نداً لوالده في صفاته الموروثة، أحب الخيل فأضحى خيالاً، وهكذا شب فارساً من فرسان زمنه الجميل وكان لفرسان الوطن من النبل نصيب حملوه معهم حتى نهاية مطافهم.
    ‏‎عمل بتجارة الخيل وبخاصة الأصيل منها، بالإضافة إلى كونه معلِّماً ومدرِّباً لمحبِّي
    الفروسية.
    عايش الغلاوي فترة الاحتلال الفرنسي فانضم إلى المجاهدين، ليدافع عن الوطن، ، شارك في معارك الغوطة وسواها وأصيب في معارك عدة، كان دائم التجوال مشاركاً لنيل الاستقلال، عرفه الجميع رجلاً جسوراً غادر إلى فلسطين عام 1948 م، مشاركا" في القتال برفقة كل من إحسان كم الماز، عادل الحضرة، فوزي القاوقجي، وغيرهم وقد وصل خبر استشهاده إثر تفجيره لقطار زخيرة للصهاينة، ليطل بعد فترة مثخناً بجراح حمل جسده آثارها حتى مماته، وفي جولة جهادية أخرى قصد صفد من فلسطين ليعود ومعه بعض الأسر كان منها آل سعد الدين مفتي صفد، وقد استضاف ضيوفه في منزله الجميل الواسع 36 غرفة والذي يقع في باب الجابية، جنوبي محلة سيدي عامود .
    مد لآل سعد الدين يد العون ففتحوا مدرسة دوحة الوطن في حي القنوات التي خرجت منها دفعات من الدمشقيين على مدى عقود متتابعة.
    ومع ما كان يتمتع به من هيبة ووقار، كان أباً لطيفاً حنوناً لأولاده الإثنا عشر .
    كان الكلاوي «أبو علي« يركب فرسه الأصيلة ويحيط به أولاده وأحفاده على خيولهم ليخرجوا إلى دمشق خارج السور، كان الجميع يتأمل المشهد التراثي باهتمام، لوجود المعلِّم فيه، كانت فرسه تتهادى في سيرها لمعرفتها بفارسها، وكأنها ترقص).
    وكان يخرج في أول أيام العيد في مجموعة خيالة يمتطي صهوة فرسه ليجول بصحبتهم وحتى الصالحية بمشهد استعراضي رائع،
    ‏‎وكان يقوم بسباق للخيل عند القناية في البساتين الواقعة ما بين الزاهرة والمزّاز، كان شخصية مهيبة ومحترمة من الجميع رحمه الله).
    ‏‎وكان يمشي ممتطياً صهوة حصانه في الحريقة وسط دمشق -سيدي عامود-، متباهياً بمشية فرسه التي تمشي مشية معيَّنه، باستعراض جميل .
    ‏‎‏‎لتصبح عائلة "الكلاوي" فيما بعد تمتلك عدداً من الخيول الأصيلة للمتاجرة، وعليه توارث الجيل الثاني من العائلة مهنة تربية الخيول، وتحولت الهواية إلى رياضة أحبَّها الجميع وبرز من العائلة "سامر الكلَّاوي" كمدرب لمنتخب الشرطة، و"شادي غريب" أحد أعضاء المنتخب السوري للفروسية.
    ‏‎عرف الكلاوي خلال حياته شخصيات
    تركت بصمة في تاريخ الوطن منها :
    يوسف العظمة، شكري القوتلي، د.أحمد الحصني، د. عبد الرحمن شهبندر، سلطان باشا الأطرش المجاهد فخري البارودي، وفوزي القاوقجي، وعمر الأرناؤوط، وغيرهم كثر، كذلك عمل على تدريب أنجال الأسر المعروفة في دمشق وكان مركز تدريبه في المرج الأخضر "ساحة المعرض حالياً" ، تخرج من مدرسته كثر ممن أتقنوا فن الفروسية.
    تقول ابنته السيدة غادة: "بالرغم من كبر سنه حيث ناهز 107 سنين إلا أنه لم يفقد يوماً ذكرياته البطولية التي قام بها، ولكن في اليومين الأخيرين من أيامه بدأ يناشد والده ويقول: أبي أبي، إني لأرى الطائر الأيوبي الأبيض يحوم فوق رأسي، لم ندرك وقتها مقصده، ولكن بعد وفاته حان وقت التشيع، حيث أُمِرَ بإغلاق الطريق المؤدية إلى الحريقة حيث سيكون التشييع، وعليه خرج الجثمان من المنزل محمولاً على الاكتاف وطيف به في حييه الذي أحب ليتوجه الموكب يتقدمه فرسه والنعش وراءه وثلة من الفرسان على خيولهم وجمع كبير من المشيعين ليصلى عليه في مسجد السنانية ويغادر المكان إلى مثواه الأخير في مقبرة باب صغير.
    كان التشييع مصوراً ولكن الملفت للنظر أثناء مشاهدتنا العرض لاحظ الجميع وجود طائر أبيض كان يحوم فوق الجثمان من خروجه إلى لحظة دفنه، بالإضافة إلى فرسه الذي بدأ بالبكاء منذ خروجه من بيته وفوجئ به المشيعون يقفز على درجات المقبرة ويتجه إلى القبر مباشرةً ليكون حاضراً في دفن الرجل الذي أحب، ليموت الفرس نفسه بعد فترة قصيرة.
    يعد "الكلاوي" من أشهر شخصيات دمشق التراثية التي لن تمحى من ذاكرة دمشق.
    د. عزة آق بيق

  2. #2

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •