رحيل الطيب التيزيني......
صاحب نداء تحريم الرصاص....
رحل ابن حمص الطيب، المفكر العربي الذي أغنى الساحة الفكرية بدراساته ومناقشاته المباشرة في قصايا التراث والحداثة والأصالة والمعاصر، وترك أوضح بصمة للمثقف السوري في فضاء المعرفة والتأمل والحكمة، وقدم قراءة جديدة في فهم القرآن الكريم كواحد من أبرز روافع الفكر العربي وبواعث نهضته.
كان من أوائل من رفعوا الصوت بالدفاع عن الحريات في سوريا، وعلى الرغم من منزلته الأكاديمية الرفيعة، وسمعته الدولية، ولكن تم اقتياده من الاعتصام أمام وزارة الداخلية في مطلع 2011 إلى الاعتقال قبل أن يفرج عنه بعد ساعات.
في حراكه السياسي كان أبرز رجال الطريق الثالث الذين نادوا بالإصلاح ورفض الاستبداد، وأصر على البقاء في حمص على الرغم من الأهوال التي عصفت بها.
ظل خلال السنوات الثمانية الماضية أوضح أصوات الاعتدال والحكمة في الداخل، واختار دربه رافضاً بوضوح كل أشكال العنف الحكومي والمعارض، وأعلن في مؤتمر صحارى دعوته الواضحة إلى تحريم الرصاص.
بالتأكيد لا يمكن التعبير عن الطيب من خلال المشاركات السياسية فالرجل أعمق من ذلك بكثير ويمكنك التماسه في كتبه العميقة التي تجاوزت ستة وثلاثين كتاباً نذكر منها في التنوير الإسلامي:
من اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة
الإسلام والعصر تحديات وآفاق
مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر
الهرمونوطيقا ومناهج التفسير
وغيرها من الدراسات الكثيرة التي جعلته عام 1998على لائحة أهم مائة مفكر عالمي وفق تصنيف جامعة كونكورديا الأوكرانية..
رحمك الله أيها المفكر البارز، وأرجو أن يكون مكانك في الخلد مع سلفك الصالح ابن سينا وابن رشد وابن طفيل وابن باجة والفارابي وغيرهم من أعلام الفكر والبرهان.